جابر بن حيان
جابر بن حيان |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي الطوسي أبو موسى أو أبو عبد الله (وكان معروفاً بالصوفي لزهده) هو عالم كيمياء وخيمياء مسلم، كان معروفاً في العالم للاتيني المثقف خلال القرون الوسطى باسم "geber"، له العديد من الإسهامات البارزة في حقل الكيمياء، ويُلقَّب لذلك بـأب الكيمياء. اختلفت الروايات على تحديد مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات، ومنهم من يقول أنه من مواليد مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين في الشام، وهو من اصل يمني من الوالدين وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف" و"ملك الهند" هاجر والده حيان بن عبد الله الأزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفةصيدلياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة (ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط العلمين) وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وهناك ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء.
وعندها شعر الأمويون خطر نشاط حيان بن عبد الله الأزدي في بلاد فارس فألقوا القبض عليه وقتلوه. ولهذا اضطرت عائلة حيان الأزدي أن تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن. وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي. وعندما سيطر العباسيين على الموقف سنة 132 هـ في الكوفة واستتب الأمن، رجعت عائلة جابر بن حيان إلى الكوفة. تعلم جابر بن حيان من أستاذه حربي الحميري وتعلم اللغة اليمنية القديمة:من أهم معلمي جابر بن حيان.
ذكر تلميذه أنه ولد في الجاهلية وامتد به العمر حتى القرن الثاني في الإسلام، وقد ذكر جابر الذي اعتاد أن يسميه في كتبه «الشيخ الكبير» أنه تلقى عنه الكثير من علومه واللغة الحميرية.
وروى جابر عنه في كتابه (كتاب الذهب) وصفا لتركيب في الصنعة.
كما خصص كتابا مستقلا لتصحيح وتمحيص آراء حربي، سماه (كتاب مصححات حربي).
يترتب على ذلك أنه كان بين يدي جابر شيء مكتوب يرجع لأستاذه”. (١)
ويقول هولميارد عنه في سياق حديثه عن جابر بن حيان في مقتبل عمره ما ترجمته:
“خلال فترة إقامته في بلاد العرب، درس القرآن، الرياضيات، وموضوعات أخرى على عالم يسمى حربي الحميري”. (٢)
ويعد قولهما عن المترجم له من أجمع الأقوال التي تلخص لنا ما توصل إليه الباحثون – على ما وقع بأيدينا من المصادر -.
عاش في اليمن في الفترة التي تتلمذ جابر بن حيان فيها على يديه، وقد ذكر الجلدكي – وهو شارح كتاب نهاية الطلب وأقصى غايات الارب – عن المؤلف:
“الكتاب الأول من الجزء الثالث من كتاب البرهان في اسرار علم الميزان من شرح كتاب نهاية الطلب وأقصى غايات الارب للأستاذ الكبير جابر بن حيان بن عبدالله الكوفي مولدا الاسدي قبيلة الطوسي منشأ الصوفي مذهبا، آخذ عن حربي الحميري اليمني الذي كان من المعمرين، وترجمه جابر بأنه بلغ من العمر اربعمائة عام، وكان مولده قبل الهجرة باكثر من مائتي سنة حتى بلغ إلى أيام هارون الرشيد بعد مائة وسبعين سنة من الهجرة رحمة الله عليه، ولما تمهر (٤) جابر على حربي من صغره وبلغ في العلوم إلى مقام كبير هاجر إلى الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين عليهم السلام، فصار به جابر إماما”. (٥)
فالظاهر هو تعلم جابر الكوفي مولدا الازدي اليمني الأصل على يد الحميري، ومن ثم انتقل إلى مرحلة جديدة من مسيرته العلمية.
وعلى ما يظهر من حديث تلميذه عنه وحفظ علومه ومصنفاته، أن له تدبيرات خاصة في الكيمياء، كما أشار إلى ذلك سزكين.
ومن الواضح من قول هولميارد، أنه كان عالما بالقرآن والرياضيات، مضافا إلى الكيمياء واللغات، فلا يصح أن يكون المرئ أستاذا قبل أن يتقن باب العلم الذي يدرسه.
أما معرفته باللغات، فقد أشار إليها سزكين، ويقول جابر حول إستخراجه للسان الحميري:
“ولقد تعبت في استخراج الحميري تعبا ليس بالسهل، لأني لم أر أحدا يقول: إنه سمع من يقرأ به، فضلا عن أن أرى من يقرأ به. إلى أن رأيت رجلا له أربعمائة سنة وثلاث وستين سنة، فكنت أقصده، وعلمني الحميري وعلمني علوما كثيرة ما رأيت بعده من ذكرها، ولا يحسن شيئا منها. قد أودعتها كتبي في المواضع التي تصلح أن أذكرها فيها، وذلك إذا سمعتنا نقول: قال الشيخ الكبير، فهو هذا الشيخ.
وإذا قرأت كتابنا المعروف بالتصريف فحينئذ تعرف فضل هذا الشيخ وفضلك أيها القارئ، والله أعلم إنك أنت هو”. (٦)
اقتباسات
[عدل]- الفتن لا تُبقِي على أحد سالماً، ومن الفتن يلوذ العلماء بالفرار، فعلم العلماء هو ما يُبقِي الأمم.
- عقول الناس مثل المشكاوات، بينها ما هو قويٌّ وما هو ضعيف، وما هو بيْن بيْن. وعلم الكيمياء لا يقدر على حمله سوى القويُّ المتين، ومن يملك حباً للعلم يصبح العلم عنده حرماً مقدساً.
- على الإنسان الطالب لهذا الأمر أن يكون ذكياً لأن هذه الصناعة تحتاج إلى حجج وبراهين على إثباتها وكونها على غايَتها وآنيَّتها وكميَّتها ليكون الداخل فيها داخلاً على بصيرة من حاله ويقين من أمرِهِ ليعلم الفصول والآثار الظاهرة، فيكون سلوكه على يقين وعلم قاطع، ولا يكون كَمَن يسلك من ظلماء ويخبط من عشواء، فإن هذه الصناعة ليست كائنة بالبحث ولا كيف جاء وأتقن، لكنما يكون لذي الرأي الصحيح والقياس الواجب والدرس الدائم للعلم الحقُّ الواضح.
- إن الأجساد كلها من الجواهر زئبقٌ انعقد بكبريت المعدن المرتفع إِليه في بخار الأرض، وإنما اختلفت لاختلاف أغراضها، واختلاف أغراضها لاختلاف نسبها.