ديوان من دواوين
جمع عبّاس محمود العقاد في هذا الديوان مجموعة مُنتقاة من أشعاره التي سبق أن نُشرت في دواوين شعرية أخرى له، فأسماه «ديوان من دواوين». لتتبدى هنا ملامح مدرسته المُجدِّدة في الشعر (مدرسة الديوان)، فنجد مواضيع شعرية جديدة تمامًا في قالب تميَّز بوحدة القصيدة عضويًّا وفنيًّا؛ فكانت العاطفة الغالبة على القصيدة واحدة ذات موضوع محدد، نابذًا أساليب القدماء في بناء القصيدة وافتتاحها بما اعتادوا عليه من الغزل والبكاء على الأطلال. فيتحدث عن «عسكري المرور» و«فن السينما»، ويصف الشتاء في مدينته أسوان. كما نلمس عاطفته الوجدانية وتعبيره عن عواطف نفسه ليعبر شعره عن ما يقلقه من مشكلات، فنجد قصائد كـ «ندم» و«مزيج» وغيرها، حيث يتبدَّى الطابع النفسي والفلسفي لفكر العقاد.
«"الشاعر الأعمى: شكا الشاعر الباكي عمًى قد أصابه وأظلم ما نال العمى جفن شاعر ينوح بعينٍ لم يدع عندها البلى...
سوى نبع حزنٍ ناضب الماء غائر"»
«"تنازع الفردوس: يتحاسدون على الهباء فما لهم لا يحسدون البَرَّ فيما يؤجرُ نقموا على الكفار أن تركوا لهم ... أجر السماء وأنكروا ما أنكروا"»
«أحلاهما مر...
لم أسغْ أشهى مذاقيك فما...
مزجك الكأس بطعم العلقم؟...
خَلِّ يا دهرُ لغيري مزجها...
إِنَّ أحلاكِ لمرٌّ في فمي...»