حبيب بن أوس بن الحارث الطائي المعروف باسم أَبو تَمّام عاش ما بين عاميّ 843 - 796م. ولد بقرية (جاسم) من قرى حوران بسورية) شاعر عربي كبير.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء».
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري ، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل ، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني..
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ[ عدل ]
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ
في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في
مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ
وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً
بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما
صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ
تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً
لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ
عَجائِباً زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةً
عَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ
وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ
إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ
وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةً
ما كانَ مُنقَلِباً أَو غَيرَ مُنقَلِبِ
يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ
ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ
لَو بَيَّنَت قَطُّ أَمراً قَبلَ مَوقِعِهِ
لَم تُخفِ ما حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصُلُبِ
فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ
نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ
فَتحٌ تَفَتَّحُ أَبوابُ السَماءِ لَهُ
وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِها القُشُبِ
يا يَومَ وَقعَةِ عَمّورِيَّةَ اِنصَرَفَت
مِنكَ المُنى حُفَّلاً مَعسولَةَ الحَلَبِ
أَبقَيتَ جَدَّ بَني الإِسلامِ في صَعَدٍ
وَالمُشرِكينَ وَدارَ الشِركِ في صَبَبِ
لَو أَنَّ دَهراً رَدَّ رَجعَ جَوابِ
أَو كَفَّ مِن شَأوَيهِ طولُ عِتابِ
لَعَذَلتُهُ في دِمنَتَينِ بِرامَةٍ
مَمحُوَّتَينِ لِزَينَبٍ وَرَبابِ
ثِنتانِ كَالقَمَرَينِ حُفَّ سَناهُما
بِكَواعِبٍ مِثلِ الدُمى أَترابِ
مِن كُلِّ ريمٍ لَم تَرُم سوءاً وَلَم
تَخلِط صِبى أَيّامِها بِتَصابي
أَذكَت عَلَيهِ شِهابَ نارٍ في الحَشا
بِالعَذلِ وَهناً أُختُ آلِ شِهابِ
عَذلاً شَبيهاً بِالجُنونِ كَأَنَّما
قَرَأَت بِهِ الوَرهاءُ شَطرَ كِتابِ
أَوَما رَأَت بُردَيَّ مِن نَسجِ الصِبى
وَرَأَت خِضابَ اللَهِ وَهوَ خِضابي
لا جودَ في الأَقوامِ يُعلَمُ ما خَلا
جوداً حَليفاً في بَني عَتّابِ
مُتَدَفِّقاً صَقَلوا بِهِ أَحسابَهُم
إِنَّ السَماحَةَ صَيقَلُ الأَحسابِ
قَومٌ إِذا جَلَبوا الجِيادَ إِلى الوَغى
أَيقَنتَ أَنَّ السوقَ سوقُ ضِرابِ
يا مالِكَ اِبنَ المالِكينَ وَلَم تَزَل
تُدعى لِيَومَي نائِلٍ وَعِقابِ
لَم تَرمِ ذا رَحِمٍ بِبائِقَةٍ وَلا
كَلَّمتَ قَومَكَ مِن وَراءِ حِجابِ
لِلجودِ بابٌ في الأَنامِ وَلَم تَزَل
يُمناكَ مِفتاحاً لِذاكَ البابِ
وَرَأَيتَ قَومَكَ وَالإِساءَةُ مِنهُمُ
جَرحى بِظُفرٍ لِلزَمانِ وَنابِ
أَحسِن بِأَيّامِ العَقيقِ وَأَطيِبِ
وَالعَيشِ في أَظلالِهِنَّ المُعجِبِ
وَمَصيفِهِنَّ المُستَظِلِّ بِظِلِّهِ
سِربُ المَها وَرَبيعِهِنَّ الصَيِّبِ
أُصُلٌ كَبُردِ العَصبِ نيطَ إِلى ضُحىً
عَبِقٍ بِرَيحانِ الرِياضِ مُطَيَّبِ
وَظِلالِهِنَّ المُشرِقاتِ بِخُرَّدٍ
بيضٍ كَواعِبَ غامِضاتِ الأَكعُبِ
وَأَغَنَّ مِن دُعجِ الظِباءِ مُرَبَّبٍ
بُدِّلنَ مِنهُ أَغَنَّ غَيرَ مُرَبَّبِ
لِلَّهِ لَيلَتُنا وَكانَت لَيلَةً
ذُخِرَت لَنا بَينَ اللِوى فَالشُربُبِ
قالَت وَقَد أَعلَقتُ كَفّي كَفَّها
حِلّاً وَما كُلُّ الحَلالِ بِطَيِّبِ
فَنَعِمتُ مِن شَمسٍ إِذا حُجِبَت بَدَت
مِن نورِها فَكَأَنَّها لَم تُحجَبِ
وَإِذا رَنَت خِلتَ الظِباءَ وَلَدنَها
رِبعِيَّةً وَاِستُرضِعَت في الرَبرَبِ
إِنسِيَّةٌ إِن حُصِّلَت أَنسابُها
جِنِّيَّةُ الأَبَوَينِ ما لَم تُنسَبِ
قَد قُلتُ لِلزَبّاءِ لَمّا أَصبَحَت
في حَدِّ نابٍ لِلزَمانِ وَمِخلَبِ
لِمَدينَةٍ عَجماءَ قَد أَمسى البِلى
فيها خَطيباً بِاللِسانِ المُعرِبِ
فَكَأَنَّما سَكَنَ الفَناءُ عِراصَها
أَو صالَ فيها الدَهرُ صَولَةَ مُغضِبِ
لَكِن بَنو طَوقٍ وَطَوقٌ قَبلَهُم
شادوا المَعالي بِالثَناءِ الأَغلَبِ
- قال بعد فتح عمورية : السيف أصدق أنباء من الكتبِ - في حدّه الحد بين الجد واللعب
- لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ ... لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي
- إذا جاريت في خلقٍ دنيئا ... فأنت ومن تجاريه سواء
- خلْقنا رجـالاً للتصبُّـر والأسـى ... وتلـكَ الغوانـي للبُكـا والمآتـم
- يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بَقِيَ اللحاء
- إذا ما رأس أهل البيت وَلّى ... بدا لهم من الناس الجفاء
- فقد يأجر الله الفتى وهو كارهٌ ... وما الأجر إلا أجره وهو طائعُ
- وما من شدةٍ إلا سيأتي ... لها بعد شدتها رخاء
- إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستح فافعل ما تشاء
- رأيت الحُرّ يجتنب المخازي ... ويحميه عن الغدر الوفاء
- نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول
- كم منزل في الأرض يعشقه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل
اقرأ عن أبو تمام . في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة