بايزيد الأول
بايزيد الأوَّل |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
أعماله في ويكي مصدر |
صاعقةُ الإسلام سُلطانُ إقليم الرُّوم الغازي جلالُ الدين يلدرم بايزيد خان الأوَّل بن مُراد بن أورخان العُثماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: صاعقه إسلام غازى سلطان اقليم الروم جلالُ الدين ييلدرم بايزيد خان أول بن مُراد بن اورخان عُثمانى؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan-ı İklim-i Rum Celaluddin Yıldırım Bayezid Han I. ben Murad Gazi)، ويُعرف اختصارًا باسم بايزيد الأوَّل أو يلدرم بايزيد (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: ييلدرم بايزيد؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Yıldırım Bayezid)؛ و«يلدرم» كلمة تُركيَّة تعني «البرق» أو «الصاعقة»، وهو لقب أطلقهُ السُلطان مُراد الأوَّل على ابنه بايزيد لِسُرعة تحرُّكه وتنقُله بِرفقة الجُند، لِذلك كثيرًا ما يُعرف هذا السُلطان في المصادر العربيَّة باسم «بايزيد الصاعقة» أو «بايزيد البرق». هو رابع سلاطين آل عُثمان وثاني من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُراد، وهو أيضًا ثاني سُلطانٍ عُثمانيٍّ صاحب جُذورٍ تُركمانيَّة - بيزنطيَّة. والدته هي گُلچيچك خاتون.
تولَّى بايزيد عرش الدولة العُثمانيَّة بعد مقتل والده مُراد في معركة قوصوه، وأثبت كفائته العسكريَّة وقُدراته التنظيميَّة لمَّا تمكَّن من قيادة الجُيُوش العُثمانيَّة إلى النصر على الصليبيين في المعركة المذكورة. ورث بايزيد عن أبيه دولةً واسعةً، فانصرف إلى تدعيمها بِكُل ما يملك من وسائل. ثُمَّ إنهُ انتزع من البيزنطيين مدينة فيلادلفية، وكانت آخر مُمتلكاتهم في آسيا الصُغرى، وأخضع البُلغار سنة 1393م إخضاعًا تامًا. وجزع الغرب عندما سمع بِأنباء هذا التوسُّع الإسلامي في أوروپَّا الشرقيَّة، فدعا البابا بونيفاس التاسع إلى شن حربٍ صليبيَّةٍ جديدةٍ ضدَّ العُثمانيين. وقد لبَّى النداء عدد من مُلُوك أوروپَّا كان في مُقدمتهم سيگيسموند اللوكسمبورغي ملك المجر بعد أن أنشأ جيشًا من المُتطوعين المُنتسبين إلى مُختلف بُلدان أوروپَّا الغربيَّة. ولكنَّ بايزيد هزم جُنُود سيگيسموند في معركة نيقوپولس وردَّهم على أعقابهم. وقد حاصر بايزيد القُسطنطينيَّة مرَّتين مُتواليتين، ولكنَّ حُصُونها المنيعة ثبتت في وجه هجماته العنيفة، فارتدَّ عنها خائبًا. ولم ينسَ بايزيد وهو يُوجِه ضرباته الجديدة نحو الغرب، أنَّ المغول يستعدُّون لِلانقضاض عليه من جهة الشرق، وخاصَّةً بعد أن ظهر فيهم رجلٌ عسكريٌّ جبَّار هو تيمور بن طرقاي الگوركاني الشهير باسم «تيمورلنك»، والمُتحدِّر من سُلالة جنكيز خان. لِذلك عمل بايزيد على تعزيز مركزه في آسيا الصُغرى استعدادًا لِلموقعة الفاصلة بينه وبين تيمورلنك. وفي ربيع سنة 1402م، تقدَّم تيمورلنك نحو سهل أنقرة لِقتال بايزيد، فالتقى الجمعان عند «چُبُق آباد» ودارت معركةٌ طاحنةٌ انهزم فيها العُثمانيُّون، وحاول السُلطان بايزيد الهرب، فأسرهُ المغول وحملوه معهم في قفصٍ من حديد كما تُشير العديد من الروايات التاريخيَّة.
اشتهر بايزيد في التاريخ بِشخصيَّته القويَّة، فكسب احترام الجيش والحُكَّام والشعب، وعُرف عنه إرادته الصُلبة وذكاؤه وجسارته، كما اشتهر بانفتاحه العقلي، لكنَّهُ كان يميل إلى الهيمنة، ولا يهتم كثيرًا بِآراء الآخرين، فافتقر بِذلك إلى فن الحُكم الذي اتصف به والده.
اقتباسات
[عدل]
«ذاك الذي يخشى التجديد ستلتهمه الوُحوش الضارية دائمًا.»
- مقولة له عن التجديد في مضمار الدولة والجيش.
«سَوفَ أَذهَبُ إِلَى رُومَا بِنَفسِي وَأَعلِفَ فَرَسِي فِي مِحرَاب كَنِيسَة القِدِّيس بُطرُس.»
- كلامٌ مُوجَّه إلى سُفراء الدُويلات الإيطاليَّة البحريَّة.
«إذهبوا، واحشدوا لي جُيُوشًا أكبر واعقدوا أحلافًا أعظم، فلن تحظوا بالمجد الذي تبغونه، ولسوف يكون المجدُ لي ولِقومي.»
- كلامٌ مُوجَّه إلى أسرى الصليبيين بُعيد معركة نيقوپولس.
«إِن كُنتَ تُرِيدُ العَيشَ حَيَاةً هَنِيئَةً وَإِطَاعَة أَوَامِرِي بِإِغلَاقِ أَبوَابِ المَدِينَةِ؛ فَإِنَّكَ تَعِيشُ فِي دَاخِلَهَا كَمَا يَحلُو لِك. أمَّا مَا هُوَ خَارِجَهَا، فَكُلُّهُ لِي.»
«إمَّا أن تخرج من البلاد وتُسلِّمها إليَّ، وإمَّا سرتُ إليك فأتيتُك في أعز أماكنك إليك!»
- رسائل إلى الإمبراطور البيزنطي عمانوئيل الثاني بعد تربُّعه على العرش.
«إِنِّي أُجِيزُ لَكَ أَن لَا تَحفَظَ هَذَا اليَمِين، فَأَنتَ فِي حِلٍّ مِنَ الرُّجُوعِ لِمُحَارَبَتِي، إِذ لَا شَيءَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن مُحَارَبَةِ جَمِيعِ مَسِيحِيِّي أُوروُپَّا وَالانتِصَارُ عَلَيهِم.»
- كلامٌ مُوجه إلى الكونت يُوحنَّا ڤالوا، إحدى قادة الحملة الصليبيَّة في نيقوپولس.
«إنَّ الحَربَ دَأبَنَا، وَالضَّربَ طَلَّابَنَا، وَالجِهَادُ صَنعَتُنَا، وَشَرعَةُ الغُزَاةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَىٰ شَرعَتَنَا، إِن قَاتَلَ أَحَدٌ تَكَالُبًا عَلَى الدُّنيَا، فَنَحنُ المُقَاتِلُونَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ العُليَا، رِجَالُنَا بَاعُوا أنفُسَهُم وَأَموَالَهُم مِن اللهِ بِأنَّ لَهُمُ الجَنَّة، فَكَم لِضَرَبَاتِهِم فِي آذَانِ الكُفَّارِ مِن طَنَّة، وَلِسُيُوفِهِم فِي قَلَانَس القَوَانِسَ مِن رَنَّة.»
- خطابٌ مُوجَّه إلى تيمورلنك.
«...فَنَحنُ المُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ الَذِينَ لَا يَخَافُونَ لَومَةَ لَائِم وَأَنَا أَعَلَمُ أَنَّ هَذَا الكَلَامَ يَبعَثُكَ إِلَى بَلَادِنَا انبِعَاثًا، فَإِن لَم تَأتِ تَكُن زَوجَاتُكَ طَوَالِقَ ثَلَاثًا، وَإِن قَصَدّتَ بِلَادِيَ وَفَرَرتُ عَنكَ وَلَم أُقَاتِلُكَ البَتَّة، فَزَوجَاتِيَ إِذ ذَاكَ طَوَالِقٌ ثَلَاثًا بَتَّة.»
- خطابٌ مُوجَّه إلى تيمورلنك.
«أيُخوِّفُني بِهذه التُرَّهات؟ ويستفزُني بِهذه الخُزعبلات؟ أويحسبُ أنني مثل مُلُوك الأعاجم، أو تتر الدشت الأغنام؟ أوما يعلم أنَّ أخباره عندي أنَّ أوَّل أمره فحرامي، سفَّاكُ الدماء، هتَّاك الحُرم، نقَّاضُ العُهُود والذمم، وكيف ختل المُلُوك وختر، وكيف تولَّى وكفر، وأين لِلتتر الطغام، الضرب بِالبتَّار الحُسام، وما لهم رشقٌ سوى النبال والسِّهام، بِخلاف ضراغم الأروام.»
- كلامٌ عن تيمورلنك.
«الخوف المهزوم سيظلُّ مهزومًا أبدًا.»
«إنَّ الله جهَّزني بِطبيعةٍ تحملُ علائم الخِلافة لِأكون سُلطانًا فاتحًا لِلعالم وأُنزل كلماته: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ﴾.»
«بِحق هذا (مُصحف) وهذا (سيف) غزوناكم.»
- كلامٌ مُوجه إلى سفير مملكة المجر عندما جاء يحتج على الغزوات العُثمانيَّة في الأفلاق، في البلاط العُثماني.