مراد الأول
مُراد الأوَّل |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
الملكُ العادل والسُلطانُ الغازي الخُداوندگار أبو الفتح غيَّاثُ الدُنيا والدين مُراد خان الأوَّل بن أورخان بن عُثمان القايوي التُركماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: الملكُ العادل أبو الفتح غازى سُلطان مُراد خان أول بن اورخان بن عُثمان؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan Murad Han I ben Orhan Gazi)، ويُعرف اختصارًا باسم مُراد الأوَّل أو مُراد الخُداوندگار (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: مُراد خُداوندگار؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Murad Hüdavendigâr)؛ و«خُداوندگار» كلمة فارسيَّة يُقصد بها الإشارة إلى حاملها بِأنَّهُ حاكمٌ بِأمر الله أو بِفضل الله، لِذا اشتهر هذا السُلطان بِأنَّهُ «مُرادُ الله». هو ثالث سلاطين آل عُثمان وأوَّل من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم، بعد أن كان والده أورخان وجدِّه عُثمان يحملان لقب «أمير» أو «بك» فقط. والدته هي نيلوفر خاتون ابنة صاحب يني حصار البيزنطي، فهو بهذا أوَّلُ سُلطانٍ عُثمانيٍّ صاحب جُذورٍ تُركمانيَّة - بيزنطيَّة.
وسَّع مُراد الأوَّل غزواته وفُتوحاته في شبه جزيرة البلقان التي كانت في ذلك الحين مسرحًا لِتناحُرٍ دائمٍ بين مجموعةٍ من الأُمراء المسيحيين الثانويين. فاستولى سنة 1383م على مدينة صوفيا في بلغاريا، ثُمَّ سالونيك في مقدونيا، وشنَّ عدَّة غارات على عديدٍ من القلاع والحُصُون في شمال بلاد اليونان، فاضطَّرب لِذلك المُلوك المسيحيُّون المُجاورون وطلبوا من البابا أوربان الخامس أن يتوسَّط لدى مُلوك أوروپَّا الغربيين لِيُساعدوهم على مُحاربة المُسلمين وإخراجهم من أوروپَّا خوفًا من امتداد فُتُوحاتهم إلى ما وراء جبال البلقان، فلبَّى البابا ندائهم ودعا إلى حملةٍ صليبيَّةٍ لِلدفاع عن القارَّة الأوروپيَّة ضدَّ المُسلمين. كان مُراد الأوَّل أوَّل سُلطانٍ عُثمانيٍّ يموت في أرض المعركة، والوحيد من سلاطين بني عُثمان الذي قُتل في الحرب، وأُضيف إلى ألقابه بعد وفاته لقب «السُلطان الشهيد». أمَّا قتله فقد جاء غدرًا على يد جُندي صربي تظاهر بِالموت بعد انتهاء معركةٌ عنيفة، ولكنَّ العُثمانيين لم يلبثوا أن نظَّموا صُفوفهم تحت قيادة بايزيد بن مُراد، فهزموا القُوَّات الصليبيَّة هزيمة شنعاء. تكمن أهميَّة مُراد الأوَّل بِنجاحه في الارتقاء بِالإمارة العُثمانيَّة إلى طور الدولة، وقد مهَّدت وضعيَّة فُتوحاته السبيل لِتطوير النظام الإنكشاري وإحداث تغييرات هامَّة في نُظم الإمارة، ما ساعد على وضع أُسس الهيكل المركزي فيها. وكما كان حالُ والده وجدِّه من قبل، عاش مُراد حياةً زاهدةً أقرب إلى حياة المُتصوفين، فكان لباسه لِباس الدراويش عكس ما تُصوِّره اللوحات، واشتهر بِقلَّة كلامه وحُبِّه مُجالسة العُلماء والتفقُّه بِالشريعة الإسلاميَّة.
اقتباسات
[عدل]- لا تنزل عن الخيل.
(وصيته لابنه بايزيد وآخر كلماته قبل وفاته بعد أن طُعن أثناء تجوله في ساحة المعركة بعد أن انتصر في معركة قوصوه.
- إن كان بينكم من يشتكي مني فليخرج، وسأستمع شكايته، أما الشكاية فسأرسلها للحق.[1]
(حديثه أمام الجنود المتمردين الذين بايعوا ابنه العاصي صاووجي بك)
- انظروا إلى عمل هذا الأحمق الظالم، فأنا أترك دولتي وأسير شهرًا نحو الكفار، وأقضي ليلي ونهاري في الغزو، وأترك الطعام والشراب، وأختار البلاء والمحنة، وهذا يأتي وينهب قسمًا من المسلمين المظلومين ويؤذيهم!.[1]
(قالها على إثر نهب علي بك الكرمياني لمدينة بيشهر عندما كان في الغزو)
- يا لسوء الحظ، يمنعني من الغزو، ويؤذي المسلمين وأنا أغزو، لا أستطيع أن أغزو في راحة قبل أن أقتلع جذورك، كيف أتصالح معك؟ فأكبر غزو هو أن تغزو من يمنع الغزو.[2]
(قال ذلك ردًا على عرض الصلح الذي عرضه علي بك حاكم إمارة الكرميان)
- لا تأتي قوة الجيش من كثرة عدده.[2]
(قالها لسفير الجيش الصليبي الذي عدده أكبر ثلاثة أضعاف جيشه قبل معركة قوصوه)
- لَفَفتُ وِسطَ أَخِي مُوسَىٰ بِالحِزامِ الذي لَفَّهُ الإِخوَةُ عَلَى وِسطِي.
(كلامٌ منسوب إليه في إحدى الوقفيَّات)
قيل عنه
[عدل]- فرانتزيس، مُؤرِّخ بيزنطي: تاريخ فرانتزيس، طبعة بون، صفحة 8
خاض السُلطان مُراد بِنفسه 37 حربًا، انتصر فيها جميعًا. أصبحت لهُ شُهرة القائد الذي لا يُقهر، تميَّزت كُل حركاته بِأنها كانت تستند إلى خطَّة، وحتَّى في شيخوخته لم يفقد شيئًا من قدرته ودهائه. |
- خالكونديلاس، مُؤرِّخ بيزنطي: تاريخ خالكونديلاس، طبعة باريس. صفحة 29
قاد 37 حربًا في الروملِّي والأناضول وانتصر في جميعها. كان جسورًا، رابط الجأش، فعَّالًا، شديدًا ونشيطًا في شيخوخته كما في شبابه؛ مُنظمًا، لا يُهملُ أيَّ تدبير، ولا يُشرعُ في عملٍ ما لم يُخططه بِكامل وُجوهه. يُعاملُ الدُول والأشخاص الذين يُطيعونه ويقومون بِخدمته بِالحُسنى واللين والكرم مهما كانت أديانهم. كان قاسيًا على من يُظهر لهُ العداء. لم ينجُ أحدٌ من قبضته. يصدقُ في قوله حتَّى ولو انقلبت الأُمورُ إلى ضدِّه بعد ذلك، حصل على ثقة الجميع سواء من الأعداء أو الأصحاب. |
- إدوارد گيبون، مُؤرِّخ بريطاني: تاريخ انحطاط وسُقُوط الإمبراطوريَّة الرومانيَّة، أكسفورد 1916، صفحة 52
كان مُتفوقًا على جميع مُعاصريه من الحُكَّام ورجال الدولة في العالم. فاق الحُدُود التي تخيَّلها والده. أمَّن مصالح الدولة العُثمانيَّة التي هي أحد التطوُّرات المُذهلة جدًا في التاريخ كُلِّه. نال ثقة الروم ورُبَّما محبَّتهم. عامل الأرثوذكس مُعاملةً أفضل بِأضعاف من مُعاملة الكاثوليك لِلأرثوذكس. |
- فرناند كرينارد، مُؤرِّخ فرنسي: صُعُود وسُقُوط آسيا، باريس 1938، صفحة 52
لا يُمكن أن يُعثر على حاكمٍ على مُستوى السُلطان مُراد بين مُعاصريه من الحُكَّام الأوروپيين. لم يكن داهية عسكريًّا وأُستاذًا استراتيجيًّا فحسب، بل كان في ذات الوقت دبلوماسيًّا مُرهفًا. كان حاكمًا بِالفطرة. جعل من العُثمانيين أُمَّة مُوحَّدة. عرَّفهم بِالمُثُل وزوَّدهم بها. كان عند وفاته قد أمَّن مُستقبل هذه الدولة لِخمسة قُرُون. |
- الحاج مُصطفى بن عبد الله القُسطنطيني (حاجي خليفة)، مُؤرِّخ عُثماني، فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار، صفحة 155
...وَكَانَ رَحِمَهُ الله تَعَالَىٰ مِن أَجَلِّ المُلُوكِ قَدًرًا وَدينًا، وَكَانَ دَائِمُ الغَزوِ، بِحَيثُ أَفنَى عُمرَهُ فِي أَمرِ الجِهَادِ، وَكَانَ مَنصُورًا فِي حُرُوبِهِ، كَثِيرَ الخَيرِ، مُوَاظِبًا عَلَى الجَمَاعَاتِ فِي الصَلَوَاتِ. |