عثمان الأول
عُثمان الأوَّل |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
أَبُو المُلُوك السُّلطان الغازي عُثمان خان الأوَّل بن أرطُغرُل بن سُليمان شاه القايوي التُركماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: ابو المُلوك غازى سُلطان عُثمان خان أول بن ارطُغرُل؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan Osman Gazi Han ben Ertuğrul)، ويُعرف كذلك باسم عُثمان بك (بالتُركيَّة المُعاصرة: Osman Bey) وقره عُثمان (بالتُركيَّة المُعاصرة: Kara Osman)؛ هو زعيم عشيرة قايى التُركيَّة وعامل سلاجقة الروم على إحدى إمارات الثُغور الأناضوليَّة ومُؤسس السُلالة العُثمانيَّة التي حكمت البلقان والأناضول والمشرق العربي وشمال أفريقيا طيلة 600 عام إلى أن انقضى أجلها مع إعلان قيام الجُمهوريَّة التُركيَّة سنة 1922م.
وُلد عُثمان الأوَّل سنة 656هـالمُوافقة لِسنة 1258م، للأمير أرطُغرُل الغازي، عامل سلاجقة الروم على إحدى الثُغور المُطلَّة على بحر مرمرة، وخیمہ خاتون. وصُودف أن يُولد في ذات اليوم الذي غزا خلاله المغول مدينة بغداد عاصمة الدولة العبَّاسيَّة وحاضرة الخِلافة الإسلاميَّة، الأمر الذي جعل المُؤرخين العُثمانيين اللاحقين يربطون بين الحدثين بِطريقةٍ دراماتيكيَّة. تولّى عُثمان شؤون الإمارة وزعامة العشيرة بعد وفاة والده، فأخلص الولاء للسلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة على الرُغم مما كانت تتخبَّط فيه من اضطراب وما كان يتهدَّدها من أخطار. وفي سنة 1295م شرع عُثمان بمُهاجمة الثُغور البيزنطيَّة باسم السُلطان السُلجوقي والخليفة العبَّاسي، ففتح عدَّة حُصون وقاد عشيرته إلى سواحل بحر مرمرة والبحر الأسود. وحين تغلَّب المغول على سلاجقة الروم وقضوا على دولتهم، سارع عُثمان إلى إعلان استقلاله عن السلاجقة، فكان بذلك المُؤسس الحقيقي لِدولةٍ تُركيَّةٍ كُبرى نُسبت إليه فيما بعد، فعُرفت «بالعُثمانيَّة». وظلَّ عُثمان يحكم الدولة الجديدة بصفته سُلطانًا مُستقلًّا حتَّى سنة 1326م. وفي هذه السنة فتح ابنه أورخان مدينة بورصة الواقعة على مقرُبة من بحر مرمرة، وكان عُثمان في هذه الفترة قد مرُض مرض الموت، وما لبث أن تُوفي، فنُقل جُثمانه إلى بورصة ودُفن فيها، الأمر الذي جعل للمدينة رمزيَّة كبيرة عند العُثمانيين لاحقًا. أمَّا خُلفائه وذُريَّته فقد تابعوا الحملات التي بدأ فيها حتَّى أواسط القرن السَّابع عشر الميلاديّ، مُحولين الإمارة التي وضع أُسسها إلى إمبراطوريَّة عالميَّة.
رُغم شُيوع لقب «السُلطان» أو «الپديشاه» والتصاقه بعُثمان الأوَّل إلَّا أنَّه لم يكن سُلطانًا فعليًّا في زمانه، وإنما لُقب بذلك لاحقًا لاعتباره مُؤسس سُلالة السلاطين العُثمانيين. اشتهر عُثمان الأوَّل ببساطة العيش والملبس لِتأثره بِمُعتقدات الدراويش الصوفيَّة، وكان بعيدًا عن الترف والبذخ، فحافظ على نمط حياته كشيخٍ لِعشيرة قايى، وحافظ على التقاليد التُركيَّة القديمة التي تحكم العلاقة بين الشيخ وأفراد العشيرة، وهي تقاليد سابقة على الإسلام لم يهجرها التُرك لِعدم تعارضها مع تعاليم الشريعة الإسلاميَّة.
اقتباسات
[عدل]- حيلة داخل حيلة. (قالها بعد فتح بيله جك بعدما علم بالفخ المنصوب له، في الاحتفال الذي دعي إليه.)
- هدفنا نشر دين الله، وليس فتح العالم أو معارك باطلة.
- الحفاظ على مكان أصعب من فتحه.
- بعد ذلك من يبع حملًا من المتاع يدفع 3 آقچات، وإن لم يبع شيئا فلا يدفع شيئًا. (أول قانون عثماني- قانون الضريبة)
- يَا بُنَيَّ، عِندَمَا أَمُوتُ ضَعْنِي تَحْتَ تِلكَ القِبَّةِ الفِضِّيَةِ فِي بُورُصَة. (وصيَّة إلى ابنه أورخان أن يدفنه في بورصة).
- قصيدة منسوبة لِعُثمان الأوَّل:
«ابنِ مدينةً وسوقًا جديدةً بِموادَّ بناءٍ من القلب · إعمل ما تُريد ولكن لا تظلم فلَّاحًا · انظر إلى المدينة القديمة الجديدة إینهگول فهي قائمةٌ دائمًا · إهدم بُورصة التي كسرتُ فيها الكُفَّار وابنها من جديد · اغدُ ذئبًا واقصد قطيعًا، وكُن أسدًا ولا تتقهقر · إفعل شيئًا وكُن جُنديًّا، وحاصر مضيق اللسان · لا تستخف بِمدينة إزنيق، ولا تتدفَّق كنهر سقاريا · خُذ إزنيق، ولا تُبالِ، وابنِ سُورًا لِكُلِّ بُرجٍ فيها · أنت عُثمان بن أرطُغرُل من سُلالة الغُز وقره خان · أكمل حقَّك، وافتح إسلامبول، واجعلها حديقة ورد»
- وصيَّة عُثمان الأوَّل لابنه أورخان:
يا بُنيّ: إيَّاك أن تشتغل بِشيءٍ لم يأمر به الله ربُّ العالمين، وإذا واجهتك في الحُكم مُعضلة فاتخذ من مشورة عُلماء الدين موئلًا. يا بُنيّ: أحط من أطاعك بِالإعزاز. وانعم على الجُنود، ولا يغُرَّنَّك الشيطان بِجُندك وبِمالك، وإيَّاك أن تبتعد عن أهل الشريعة. يا بُنيّ: إنَّك تعلمُ أنَّ غايتنا هي إرضاءُ الله ربُّ العالمين، وأنَّ بِالجهاد يعِمُّ نور ديننا كُلَّ الآفاق، فتحدُث مرضاة الله . يا بُنيّ: لسنا من هؤلاء الذين يُقيمون الحُروب لِشهوة حُكمٍ أو سيطرة أفرادٍ، فنحنُ بالإسلام نحيا ولِلإسلام نموت، وهذا يا ولدي ما أنت لهُ أهل. إعلم يا بُنيّ، أنَّ نشر الإسلام، وهداية النَّاس إليه، وحماية أعراض المُسلمين وأموالهم، أمانةٌ في عُنقك سيسألك الله عنها. يا بُنيّ: إنني أنتقلُ إلى جوار ربي، وأنا فخورٌ بك بأنَّك ستكون عادلًا في الرعيَّة، مُجاهدًا في سبيل الله، لِنشر دين الإسلام. يا بُنيّ: أوصيك بِعُلماء الأُمَّة، أدم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم، وانزل على مشورتهم، فإنهم لا يأمُرون إلَّا بخير. يا بُنيّ: إيَّاك أن تفعل أمرًا لا يُرضي الله ، وإذا صعُب عليك أمرٌ فاسأل عُلماء الشريعة، فإنهم سيدلُّونك على الخير. واعلم يا بُنيَّ أنَّ طريقنا الوحيد في هذه الدُنيا هو طريقُ الله، وأنَّ مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وأننا لسنا طُلَّاب جاهٍ ولا دُنيا. وصيَّتي لِأبنائي وأصدقائي، أديموا عُلوَّ الدين الإسلامي الجليل بِإدامة الجهاد في سبيل الله. أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بِأكمل جهاد. اخدموا الإسلام دائمًا؛ لِأنَّ الله قد وظَّف عبدًا ضعيفًا مثلي لِفتح البُلدان. اذهبوا بِكلمة التوحيد إلى أقصى البُلدان بِجهادكم في سبيل الله، ومن انحرف من سُلالتي عن الحق والعدل حُرم من شفاعة الرسول الأعظم ﷺ يوم الحشر. يا بُنيّ: ليس في الدُنيا أحدٌ لا يُخضع رقبتهُ للموت، وقد اقترب أجلي بِأمر الله أُسلمُك هذه الدولة وأستودعك المولى . إعدل في جميع شؤونك...
قيل عنه
[عدل]- أحمد رفيق، مُؤرِّخ عُثماني: التاريخ العام الكبير
كَانَ عُثمَانَ مُتَدَيِّنًا لِلغَايَةِ، وَكَانَ يَعلَمُ أنَّ نَشرَ الإِسلَامِ وَتَعْمِيمِهِ وَاجِبٌ مُقَدَّسٌ، وَكَانَ مَالِكًا لِفِكْرٍ سِيَاسِيٍّ وَاسِعٍ مَتِينٍ، وَلَم يُؤَسِّس عُثمَانَ دَوْلَتَهُ حُبًّا فِي السُّلطَةِ وِإِنَّمَا حُبًّا فِي نَشْرِ الإِسلَامِ. |
- مصر أوغلي، مُؤرِّخ عُثماني
لَقَد كَانَ عُثمَانُ بنُ أَرطُغرُل يُؤمِنُ إيمَانًا عَمِيْقًا بِأَنَّ وَظِيفَتَهُ الوَحِيْدَة فِي الحَيَاةِ هِيَ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ؛ لِإعلَاءِ كَلِمَةِ الله، وَقَد كَانَ مُندَفِعًا بِكُلِّ حَوَاسِّهِ وِقِوَاه نَحْوَ تَحْقِيقِ هَذَا الهَدَف. |
- الحاج مُصطفى بن عبد الله القُسطنطيني (حاجي خليفة)، مُؤرِّخ عُثماني، فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار، صفحة 137
...وكان ملكًا عادلًا، شجيعًا، مُجاهدًا، مُرابطًا، يُراعي الضُعفاء والأيتام والأرامل ويُحسن إليهم، ولم يترك من المال شيئًا، وإنَّما ترك بعضًا من الخيل والأغنام. فالغنم التي ترعى في نواحي بروسة باسم السلاطين الآن من تلك الأغنام. وقد مات ولهُ من العُمر تسعٌ وستون سنة؛ ومُدَّته ستٌ وعُشرون سنة. |
- قُطب الدين مُحمَّد النهروالي، مُؤرِّخ عُثماني: الإعلام بأعلام بيت الله الحرام، صفحة 252
...وَكَانَ لِلسَّيفِ والضَّيفِ كَثِيرُ الإِطعَام فَاتِكُ الحُسَام، كَثِيرُ البَذلِ وَاسِعُ العَطَاء، شُجاعًا مِقدَامًا عَلَى الأَعدَاءِ. مَا خَلَّف نَقدًا وَلَا مَتَاعًا إلَّا دِرعًا وَسَيفًا يُقَاتِلُ بِهمَا الأَعدَاءَ الكُفَّار، وَبَعضُ خَيلٍ وَقَطِيعًا مِنَ الغَنَمِ اتَخَذَهَا لِلضَيفَانِ، وَأَنسَالُهَا بِاقِيَةٌ إلى الآنِ تَرعَى حَولَ بِلَادِ بُورصَة أَبقُوهَا تَيَمُنًا وَتَبرُّكًا |