أورخان غازي
أورخان غازي |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
السُلطانُ الغازي شُجاعُ الدين والدُنيا أُورخان خان بن عُثمان بن أرطُغرُل القايوي التُركماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: غازى سُلطان اورخان خان بن عُثمان بن ارطُغرُل وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan Orhan Gazi Han ben Osman)، ويُعرف كذلك باسم أورخان بك (بالتُركيَّة المُعاصرة: Orhan Bey)؛ هو ثاني سلاطين آل عُثمان والابن الثاني لِمُؤسس هذه السُلالة الملكيَّة عُثمان الأوَّل. وُلد في مدينة سُكود عاصمة إمارة والده سنة 687هـ المُوافقة لِسنة 1281م، والدتُه هي مال خاتون بنت الشيخ «إده بالي»، وجدُّه لِأبيه هو الأمير الغازي أرطُغرُل بن سُليمان شاه، وجدَّتُه لِأبيه هي حليمة خاتون.
تولَّى السُلطة سنة726هـ المُوافقة لِسنة 1326م بعد وفاة والده، وبعد أن تنازل لهُ أخاه علاءُ الدين عن العرش طوعًا، وكان عهده أطول عُهود سلاطين بني عُثمان على الإطلاق، إذا امتدَّ لِحوالي 35 سنة. وقد شهد عهده توسُّع الإمارة العُثمانيَّة وضمِّها لِلعديد من الأراضي والبِلاد المُجاورة وتصفية آخر مراكز النُفوذ والقُوَّة البيزنطيَّة في آسيا الصُغرى، فهزمت الجُيُوش العُثمانيَّة الروم بِقيادة الإمبراطور أندرونيقوس الثالث پاليولوگ في معركة پيليكانون، وفتحت ما تبقَّى من قِلاعٍ وحُصونٍ بيزنطيَّةٍ في غرب وشمال غرب الأناضول، ثُمَّ حوَّل أورخان أنظاره ناحية جيرانه المُسلمين ففتح أراضي إمارة قره سي وضمَّها إلى مُمتلكاته. وقد استفاد أورخان من النزاع الأُسري والحرب الأهليَّة التي نشبت في بلاد الروم بعد وفاة الإمبراطور أندرونيقوس الثالث واعتلاء يُوحنَّا الخامس ذي السنوات التسع العرش، إذ استعان به الإمبراطور القائم بِحُكم الأمر الواقع يُوحنَّا السادس قانتاقوزن لِقتال أنصار الإمبراطور الشرعي اليافع بِقيادة والدته حنَّة الساڤويَّة، ممَّا سمح لِلعُثمانيين بِالحُصول على الكثير من الغنائم الحربيَّة من مُختلف أنحاء تراقيا، وقد تزوَّج أورخان بِتُيُودورا ابنة الإمبراطور لِقاء هذه الخدمات. وفي الحرب الأهليَّة الأُخرى التي دارت رحاها بين الروم ما بين سنتيّ 1352 و1357م، عاود قانتاقوزن الاستعانة بِأُورخان ضدَّ يُوحنَّا الخامس نفسه هذه المرَّة، ومنحهُ لقاء هذه الخدمة قلعة «جنبي» الواقعة في شبه جزيرة گاليپولي حوالي سنة 1352م.
تكمُنُ قيمة أورخان في التاريخ الإسلامي أنَّهُ شهد أوَّل استقرارٍ لِلمُسلمين في أوروپَّا الشرقيَّة، كما شهد ظُهور نظامٍ عسكريٍّ جديدٍ وأوَّل جيشٍ نظاميٍّ في القارَّة العجوز هو جيش الإنكشاريَّة، الذي قُدِّر لهُ أن يكون أعظم جيشٍ في العالمين الإسلاميّ والمسيحيّ لِفترةٍ طويلةٍ من الزمن، وأن يُلقي الرُعب في قُلوب المُلوك والأباطرة والأُمراء الأوروپيين لِمُدَّة أربعة قُرونٍ مُتتالية، بِالإضافة إلى ظُهور الإمارة العُثمانيَّة التي أصبحت تمتد من أنقرة إلى تراقيا، بعد أن ضاعف الأراضي التي ورثها عن والده ست مرَّات، وأرسى أوَّل تنظيمٍ لِلدولة. وكما كان حالُ والده، عاش أورخان حياةً زاهدةً أقرب إلى حياة المُتصوفين، ولم يُلقَّب بِالسُلطان رُغم شُيُوع ذلك اللقب في المُؤلَّفات التي تتحدث عنه، بل عُرف بِلقب «بك» أي «أمير». وعندما زار الرحَّالة المُسلم ابن بطوطة الأناضول في فترة حُكم أورخان وقابله هُناك، قال عنه: «إِنَّهُ أكبَرُ مُلُوكِ التُركُمَان، وَأكثَرَهُم مَالًا وَبِلَادًا وَعَسكَرًا، وَإنَّ لَهُ مِنَ الحُصُونِ مِا يُقَارِبُ مَائَة حِصنٍ، يَتَفَقَّدُهَا وَيُقِيمُ بِكُلِّ حِصنٍ أيَّامًا لِإصلَاحِ شُؤُونِهِ».
اقتباسات
[عدل]- التأخر في إثبات العدالة هو أسوء شيء، وحتى لو الحكم صحيحاً بعد ذلك، فإن العدالة المتأخرة ظلم.
- يا بني، أنشئ والدي عثمان غازي أسكنه الله الجنة إمارة من حفنة تراب، ونحن حولناها لإمارة سلطانية بإذن الله، أنت أيضاً ستوسعها، ولا يكفي العثمانيين الحكم في قارتين، لأن عزيمة إعلاء كلمة الله عزيمة كبيرة لن تكفيها قارتين. (الوصية الأخيرة لابنه مراد)
- الشكر لله، حققت أمالي أخيراً.[1] (أثناء العبور نحو الروملي)
قيل عنه
[عدل]- هالكوكونديلس، مُؤرِّخ بيزنطي:
كان [أورخان] شديد اللباقة، وكريمًا بِشكلٍ خاص مع الفاتحين والفنانين والفُقراء. |
- أحمد حمدي طانبار، مُؤرِّخ تُركي:
[كان أورخان] في نُقطة البداية لا يتوقَّف عند حُدود بناء إمبراطوريَّة، فيُضيفُ إليها عُمق الرحمة والشفقة أيضًا. |
- يُونُس إمره، شاعر عُثماني:
أنا لا أُميِّز بين يُونُس والغازي أورخان ومن معه ممن عملوا على تأسيس الإمبراطوريَّة الثانية. كُلما انحنيتُ نحو وجه الغازي أورخان، رأيتُ خُطوطًا مُنعكسةً من ديوان يُونُس. وأُحيِّي عالم القِيَم البنَّاءة المُتولِّدة من لُغته التُركيَّة وزوبعة روحه الكامنة خلف تلك الفُتُوحات كُلَّها. |
- الحاج مُصطفى بن عبد الله القُسطنطيني (حاجي خليفة)، مُؤرِّخ عُثماني، فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار، صفحة 143
...وكان رحمه الله ملكًا جليلًا، كثير الغزو والجهاد، مُحبًا لِلخير، ذا صُورةٍ حسنة وسيرةٍ مُرضية. |
مصادر
[عدل]- ↑ Türklerin Altın Kitabı, Refik Özdek, Cilt II-s. 316