عمر المختار
عمر المختار |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
هو عمر بن المختار بن عمر، قائد عربي مسلم قاوم القوات الإيطالية منذ دخولها ليبيا وكان عمره 53 عاماً خاض على أرض المعركة أكثر من عشرين عامًا، كان يعمل معلمًا للصبيان قبل أن يقود الحركة الجهادية ضد الطليان، قبض عليه في 11 سبتمر 1931 بعد سقوطه من حصانه، وفي 16 سبتمبر من نفس العام تمت محاكمته بالاعدام وما كان رده إلا (إنا لله وإنا إليه راجعون).[بحاجة لمصدر]
من أقواله
[عدل]نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت. |
سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التى تليه أما أنا فإن حياتى ستكون أطول من حياةِ شانقى. |
إن الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء. |
إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويه. |
من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر. |
يمكنهم هزيمتنا إذا نجحوا باختراق معنوياتنا. |
لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي. |
نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح. |
إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح. |
نحن لا نبخل بالموجود ولا نأسف للمفقود. |
إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، انا لله وانا اليه راجعون. |
إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله , لا يمكن أن تكتب كلمة باطل. |
إن وقوعي في الأسر بكل تأكيد بأمرٍ من الله وسابق في علمه سبحانه وتعالى، والآن أنا بين يدي الحكومة الإيطالية الفاشستية وأصبحتُ أسيراً عندها والله يفعل بي ما يشاء. أخذتموني أسيراً ولكم القدرة أن تفعلوا بي ما تشاؤون، والذي أريد أن أقوله بكلّ تأكيدٍ لم أفكر في يومٍ من الأيام أن أسلم نفسي لكم مهما كان الضغط شديداً. لكن مشيئة الله أرادت هذا، فلا رادّ لقضاء الله (عند أسره على أيدي الإيطاليّين). |
الحكم حكم الله لا حكمكم المُزيَّف، إنا لله وإنا إليه راجعون (مبتسماً، عند سماعه الحكم عليه بالإعدام شنقاً). |
تلى على منصّة الإعدام آيات: "يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". |
خطابات
[عدل]في مرة من المرات هاجم الإيطاليون إحدى القرى التي كانت تدعم المجاهدين، فأرسل مشايخها إلى عمر المختار يحتجّون مطالبينه بالاستسلام أو الهجرة إلى مصر، فعقد اجتماعاً من قادة الجهاد بعده أمر خادمه بجلب المصحف وأقسم عليه:
إخواني وحق كتاب الله هذا النصر لنا لا ريب فيه، ولكني لا أستطيع إخبراكم على أنني سوف أحضره أم لا، الله هو الذي يعلم وأنا عمري ثمانون عاماً وهذا جرحي في رجلي من حرب الفرنسيّين، وأقسم لكم بالله على أنني لن أذهب إلى مصر ولا أتحرك من الجبل الأخضر حتى الموت أو النصر. وأشهد الله عليكم إنكم في حل من الذهاب إلى مصر أو تسليم أنفسكم للعدو أو الاستمرار معي في جهاد العدو. |
في أحد الاجتماعات مع الإيطاليين قال أحد الرُسل أن يُغري عمر المختار براتب شهري ومنافعه تمنحها له إيطاليا وإقناعه أن جهاده ينافي مبادئ دينه الإسلام بقوله "إن شريعة الإسلام لا تسمح لكم بهذه الحرب التي لا طاقة لكم بها وإن نبيكم لا يسمح لكم بمقاومة الدولة التي لا تقدرون عل مقاومتها! وإن الحكومة تتعهد بأن تدفع لكم رواتب شهرية لكم ولأتباعكم، إن أنتم سلمتم سلاحكم ودخلتم تحت حكمها"، فقال:
أنا أعلم بديني وأعلم أنك ارتكبت من الشدة مع الأهالي الخاضعين لكم ما دلَّ على أنك لا تريد الخير لهذه البلاد ولا لحكومتك نفسها، واليوم تطلب منا تسليم السلاح وتهددنا بجيوش حكومتكم في مجلسٍ أنت دعوتنا إليه للتفاهم بما يحل هذه المشكلة بيننا وبينكم، فأما القوة التي لا تُلوّح لنا بها، فقد عرفنا آخر ما عندكم منها، وقد جابهناها على مدى ثمانية عشر سنة ولا زلنا بعون الله كما كنّا. |
وتمت محاولة إغرائه أيضاً في مفاوضات سيدي أرحومة بالتاسع عشر من يونيو عام 1929، فقال الرسول الإيطالي: "لقد جئتُ للاتفاق معكم على ما يكفل راحة البلاد، وإنّني مسرور بهذا الاجتماع الذي عقدناه لإنهاء حالة الحرب التي منعت العمران الذي جئنا إلى هذه البلاد من أجله، ولولا هذه رأيت بلادك في حالة أخرى لم تخطر ببالك"، فقال عمر المختار:
صحيح إن البلاد كانت تكون في حالة أخرى لولا هذه الحروب، فلولاها لما رأيتَ فيها عربياً يمشي على وجه الأرض بل رأيت فيها الإيطاليّين وحدهم يعمرّونها ويحلون محلّ العرب في دورهم ومنازلهم وأراضيهم. |
وعندما علم أن إيطاليا بدأت مفاوضات سدي أرحومة بغرض كسب الوقت نشر بياناً في الصحف المصرية بالعشرين من أكتوبر عام 1929 قال فيه:
ليعلم إذاً كل مجاهد أن غرض الحكومة الإيطالية هو بثّ الفتنة والدسائس بيننا لتمزيق شملنا وتفكيك اتحادنا ليتمّ لها الغلبة علينا واغتصاب كل حقٍّ مشروعٍ لنا كما حدث كثيراً من هذا خلال الهدنة، ولكن بحمد الله لم تُوفَّق إيطاليا إلى شيءٍ من ذلك. |
وعندما اقترح عليه إدريس السنوسي الذهاب إلى مصر للراحة قال:
إنَّ مخاطرتكم بأنفسكم تذهب لا سمح الله بحياتكم وبذلك تكون خسارةً لا تُعوَّض، وبصفتكم القائد فإن التقاليد لا تسمح بذلك. |
بعد أسره وأثناء الطريق اقترح عليه الجنرال الإيطالي داودياتشي أن يبرّئ نفسه من عحةن قصر المقدم وبعض العمليات الأخرى والتصريح بأنها تمّت دون أوامره، فقال:
إنّني لو سُئِلت عن هذا فإنني سوف أقول أنا المسؤول الأول عن إصدار الأوامر، وأن ما قلته لك الآن سوف أسرده في حالة التحقيق معي في المحكمة. |
رسائل
[عدل]بعد تلقّيه رسالة من رسول إيطاليّ اسمه "عبود أبو راشد الغساني العربي" لبنانيّ الأصل بتاريخ الخامس عشر من سبتمبر عام 1925 دعي فيه للاستتسلام لإيطاليا ردَّ عليها بالتّالي:
من نائب الوكيل العام عمر المختار إلى الترجمان عبود بك أبو راشد، سلامٌ على من أتبع الهدى وخشي عواقب الردى وأطاع الملك الأعلى ربّ الآخرة والأولى. لولا وجوب رجوع الخطاب لا أخاطبكم، أتى رقيمكم المؤرَّخ في 26 من صفر وما ذُكِرَ به علمناه. وقولكم إنكم من حين قدومكم لهذا الوطن وأنتم باذلون النّصيحة لأبناء جنسكم وأنك عربيّ. فالنصيحة التي تُؤدّي إلى الركون للعدوّ لا حاجة لنا بها، وقولكم من جهة تعب الوطن وأهله فنحن عارفون مقصدنا ومن عرف ما قصد هان عليه ما وجد. وقولكم أنّ حكومتكم لا تقصد للعرب إلا الشرف، فالذي رأيناه نحن بخلاف ذلك. عاينّا ذلك معاينةً فكلّ إنسانٍ له شرفٌ وحصل تحت سيطرتهم بمجرَّد أقوالٍ واهية تنسب إليه من عدوٍّ أو واشٍ يسجن بالبعد عن أهله ووطنه أعواماً من دون مخابرة. وإذا أحسنوا إليه يترك في زوايا الإهمال وتحت مواطئ النعال. هذه الأفعال أفعال حكومة لها شرف، لا والله. وكل ما ذكر منك لا تتحمَّله نفسٌ عربيَّة ولا ذو الشيم الزكية. وقد نهانا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قال: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسككم النّار. وقولكم إنَّ حكومتكم إن فقدت ضابطاً تأتي بألفٍ بدله أو فقدت بندقية معاملها تصنع ملايين، فهو كذلك وعلاوةً على ذلك أسطولات بحرية وبرية وجوية وملايين النفوس قولكم خمسة وأربعون مليوناً. فنحن ليس لنا لها قوة إلا الإيمان والتمسّك بديننا وسنة نبيّنا، وهو الجهاد لأنه ﷺ قال: "لكلّ نبي حرفه وحرفتي الجهاد"، ونحن متمسّكون بهذه الحرفة حتى آخر رمق. الحي لا يموت إلا أمره. والموت أحلى من حياةٍ مُرَّة. وقولكم إذا ترغبوا الاجتماع بنا للمخاطبة في شأن ما يعود بالراحة على الوطن. فلو كان يجدي لأفاد على يد أهله. فهذا الطلب لا يوجد عندنا أصلاً، ونحن متمسّكون بحبل الله الأقوى، قال الله تعالى: "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين". |
حواره مع غراتسياني
[عدل]عند أسر عمر المختار، دار الحوار التالي بينه وبين الجنرال الإيطالي غراتسياني حاكم مستعمرة ليبيا الإيطالية آنذاك:
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاشستية؟
المختار: من أجل وطني وديني. غراتسياني: هل كنت تأمل في يومٍ من الأيام أن تطردنا من برقة بإمكاناتكم الضئيلة وعدد رجالك القليل؟ المختار: لا، هذا كان مستحيلاً. غراتسياني: إذاً ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟ المختار: لا شيء إلا طردكم من بلادي لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله. غراتسياني: لكن كتابتك يقول: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، بمعنى لا تجلبوا الضّرر لأنفسكم ولا لغيركم من الناس، القرآن يقول هذا. المختار: نعم. غراتسياني: إذاً لماذا تحارب؟ المختار: كما قلت، من أجل وطني وديني. غراتسياني: (فما كان مني إلا أن قلت له): لا، أنت تحارب من أجل السنوسية. المختار (نظر إليه نظرة حادة كالوحش المفترس وقال): لستَ على حقٍّ فيما تقول، ولك أن تظن ما ظننتَ، ولكن الحقيقة الساطعة التي لا غبار عليها إنني أحاربكم من أجل ديني ووطني لا كما قلتَ. غراتسياني: لماذا قطعت المهادنة السارية وأمرتَ بالهجوم على قصر المقدم؟ المختار: لأنه منذ شهرٍ أرسلتُ رسالةً إلى المارشال بادليو ولم يجبني عنها، وبقيتُ من دون ردٍّ حتى الآن. غراتسياني: هل أمرتَ بقتل الطيَّارَيْن هولر وبياتي؟ المختار: نعم، كل الأخطاء والتّهم في الواقع هي مسؤولية الرئيس والحرب هي الحرب. غراتسياني: هذا صحيح، لو كانت حرباً حقيقيةً لا قتلاً وسلباً كيف حروبك. المختار: هذا رأي، فيه إعادة نظر، وأنتَ الذي تقول هذا الكلام ولا زلتُ أكرّر لك الحرب هي الحرب. غراتسياني: بموقفك في موقعة قصر المقدم، ضيَّعت كل أملٍ وكل حقٍّ في الحصول على رحمة وعفو الحكومة الإيطالية الفاشستية. المختار: هذا مكتوب، وعلى كلٍّ عندما وقع جوادي وألقي القبض عليَّ كانت معي ستّ طلقاتٍ وكان في استطاعتي أن أدافع عن نفسي وأقتل كل من يقترب مني، حتى الذي قبض عليَّ وهو أحد الجنود من فرقة الصواري المتطوّعين معكم، وكان في إمكاني كذلك أن أقتل نفسي. غراتسياني: ولماذا لم تفعل؟ المختار: لأنه كان مقدراً أن يكون. غراتسياني: بما لك من نفوذٍ وجاهٍ في كم يومٍ يمكنك أن تأمر العصاة (الثوار) بأن يخضعوا لحكمنا ويسلّموا أسلحتهم وينهوا الحرب؟ المختار: أبداً، كأسيرٍ لا يمكنني أن أعمل أيَّ شيءٍ، ثم استطرد: من دون جدوى، نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلّنا الواحد بعد الآخر ولا نسلّم أو نلقي السلاح، وأنا هنا لم يسبق لي أن استسلمت، وهذا على ما أظن حقيقيٌّ وثابتٌ عندكم. غراتسياني: اعتبر نفسك محمياً من الله وتحارب من أجل قضيَّة مُقدَّسة وعادلة؟ المختار: نعم، وليس هناك أي شك في ذلك، فقد قال الله تعالى: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، صدق الله العظيم. غراتسياني: إذاً استمع إلى ما أقوله لك أمام قواتي المسلحة من نالوت إلى الجبل الأخضر في برقة. كل مشائخ ورؤساء العصاة (الثوار) منهم من هرب ومنهم من قتل في ميدان القتال ولم يقع منهم أيّ أحدٍ حيًّا في يدي. أليس من العجيب أن يقع أسيراً بين يدي من كان يعتبر أسطورة الزمن الذي لم يُغلَب أبداً بل المحميّ من الله دون سواه؟! المختار: تلك مشيئة الله. غراتسياني: الحياة وتجاربها تجعلني أعتقد وأؤمن بأنَّك كنت دائماً قوياً، ولهذا فإنّي أتمنى أن تكون كذلك الآن مهما يحدث لك، ومهما تكن الظروف. المختار: إن شاء الله. |