الأندلس
المظهر
الأندلس هو إسمٌ عربيّ أطلقهُ المُسلمون على القسم الأكبر من شبه الجزيرة الأيبيريَّة وسپتمانيا في جنوب فرنسا التي شكَّلت جُزءًا من الخِلافة الإسلاميَّة طيلة الفترة المُمتدَّة بين سنتيّ 92هـ و897هـ المُوافقة لما بين سنتيّ 711 و1492م. شكَّلت الأندلُس، كياناً سياسيّا، أو كيانات، ولاية تابعة لِلخِلافة الأُمويَّة في دمشق، ومن ثُمَّ مركز الإمارة الأُمويَّة في قُرطُبة (138هـ - 316هـ \ح. 750-929)، فالخِلافة الأُمويَّة في قُرطُبة (316هـ-422هـ \ 929-1031م)؛ وبعدها دُول مُلوك الطوائف. وفي القُرون اللاحقة، أصبحت الأندلُس تتبع دولتيّ المُرابطين والمُوحدين في المغرب،, قبل أن تتساقط أقاليمها الواحدة تلو الأُخرى في يد الممالك المسيحيَّة الشماليَّة، حتَّى لم يبقَ منها سوى مملكة غرناطة.
موثقة
[عدل]عن الحضارة
[عدل]- طيلة أربعة قُرونٍ أو خمسة، كانت الحضارة الإسلاميَّة أبهى حضارات العالم القديم. (...) وفي ذُروة مجدها وقوَّتها خِلال العصر الذهبي للإسلام فاقت هذه الحضارة مثيلاتها من حيثُ التقدّم العلمي كما أحيت الفلسفة الإغريقيَّة القديمة. ولم تكن العلوم والفلسفة فقط هي ما تميَّزت به الحضارة الإسلاميَّة، بل تعدَّتها إلى الآداب: غير أنَّ التقدّم الذي حصل في المجالين سالِفا الذِكر طغى على باقي المجالات. ففي العلوم بدايةً: يرجعُ الفضل إلى السراسنة (...) في صناعة أهم وأبرز التقدُمات. وبالمُختصر، ليس هُناك ما يُعادل أهميَّة علميّ المُثلثات والجبر (الذي ما زال يُعرف في الغرب باسمه العربيّ حتَّى اليوم) في زمننا الحالي. (...) وإلى جانب هذا، كان هُناك الجُغرافيّون الرياضيَّاتيّون المُسلمون، أصحاب المُكتشفات الرائعة ومُبتكري المراصد وأدوات الرصد والملاحة (...). يرجع الفضل للمُسلمين أيضًا في تطوير علم البصريَّات، والكيمياء (...) والصيدلة. أكثر من نصف أساليب العلاج والاستشفاء التي يستعملها الغرب اليوم ابتكرها أو طوَّرها المُسلمون (...). إذ أنَّ المعرفة الطبيَّة الإسلاميَّة كانت فائقة بشكلٍ لا جدال فيه. (...) وفي حقل الفلسفة، خطا المُسلمون خُطواتٍ واسعة في إعادة استكشاف الفلسفة المشائيَّة. ولم يقتصر دور المُسلمين على النسخ والتقليد فقط، بل تعدَّاهُ إلى استكمال النظريَّات الإغريقيَّة القديمة وابتكار أُخرى.
- فرناند بروديل، تاريخ الحضارات (بتصرُّف)، دار پنگوين، 1995، ص. 73-81
- لولا تأثيرُ العرب والمغاربة ما كانت العُلوم والثقافة الأوروپيَّة لِتحيا خِلال القرن الخامس عشر الميلاديّ، وما كان عصر النهضة الأوروپيَّة لِيقوم. كانت إسپانيا، وليس إيطاليا، هي مهدُ نُهوض أوروپَّا من كبوتها. فبعد أن سقطت وانغمست في أعماق البربريَّة والهمجيَّة، وصلت الدرك الأسفل من الجهل والتخلُّف في الوقت الذي كانت فيه مُدن العالم السراسني، مثل بغداد، والقاهرة، وقُرطُبة، وطُليطلة، تُشكِّلُ محاور ومراكز فكريَّة وثقافيَّة وحضاريَّة كُبرى في العالم. ففي هذه المراكز وحدها، بزغت حياة جديدة وأخذت في النُمو حتَّى شكَّلت المرحلة التالية من التطوُّر البشري. (...) وتحت رعاية خُلفائهم في مدرسة أكسفورد (أعني خُلفاء مُسلمي إسپانيا) تعلَّم روجر بيكون اللغة والعُلوم العربيَّة. لكنَّ لا روجر ولا من تبعه يُعزى إليهم الفضل في ابتكار أي مؤلّف يتناول المذهب التجريبي. لم يكن روجر بيكون سوى أحد الرُسل الذي نقل رسالة المُسلمين الحضاريَّة وطرائقهم وأساليبهم العلميَّة إلى أوروپَّا المسيحيَّة؛ ولم يخفي هو ولا مُعاصريه أنَّ درب المعرفة الفعليَّة يتطلَّب الإلمام باللُغة العربيَّة.
- روبرت بريفولت، صناعة الإنسانيَّة (بتصرُّف)، G. Allen & Unwin ltd، 1919، ص. 188-201
- كثيرٌ من المعالم والخصائص الحضاريَّة والثقافيَّة التي تتفاخر بها أوروپَّا المُعاصرة أتى من إسپانيا الإسلاميَّة. الدبلوماسيَّة، التجارة الحُرَّة، الحُدود المفتوحة، أساليب البحث العلمي الأكاديمي، العُلوم الإنسانيَّة، آداب المُعاشرة والتواصل، الموضة، أشكالٌ مُختلفة من الطب، المُستشفيات، كُلَّها وصلتنا من مدينة المُدن العظيمة هذه. كان الإسلام القُروسطي دينًا مُتسامحًا بشكلٍ مُنقطع النظير بالنسبة لِزمانه، فسمح لليهود والنصارى أن يُمارسوا شعائرهم الدينيَّة بِكُل حُريَّة، مُطلقًا بذلك مثالًا لم يُطبَّق في الغرب إلَّا بعد قُرونٍ طويلة للأسف الشديد. المُفاجأة (...) هي المقدار الذي شكَّل الإسلامُ فيه جُزءًا من أوروپَّا، أولًا في إسپانيا، وبعدها في البلقان ومقدار مُساهمته في صناعة وتطوير هذه الحضارة التي نعتبرها جميعنا غالبًا وبشكلٍ خاطئ، أنَّها غربيَّة بالكامل. إنَّ الإسلام هو جُزءٌ من ماضينا وحاضرنا، في جميع الميادين البشريَّة. لقد ساهم في صناعة أوروپَّا المُعاصرة. إنَّهُ جُزءٌ من تاريخنا وتُراثنا، وليس نقيضًا لنا.
- تشارلز أمير ويلز، الإسلام والغرب (بتصرُّف)، المسرح الشيلدوني، أكسفورد، 27 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1999
- كانت إسپانيا، تحت الحُكم العربي، أكثر بلدٍ مُتحضرٍ في العالم.
- ماكس ديمونت، مُغامرات الشعب اليهودي المُذهلة (بتصرُّف)، دار برمن، 1995، ص. 81
- يجبُ عليَّ أن أشجب الطريقة والآليَّات التي استُخدمت في المؤلَّفات الأوروپيَّة كي تحجب عن أنظارنا التزاماتنا تجاه المُحمديين. أقولُ وبكُلِّ ثقة أنَّ هذا لم يعد بالإمكان إخفاؤه بعد اليوم. إنَّ هذا الظلم المبني على الأحقاد الدينيَّة والغُرور الوطني لا يُمكن أن يستمرَّ إلى الأبد. (...) لقد ترك العربيّ آثاره الفكريَّة في أوروپَّا. لقد كتبها بنحوٍ ثابتٍ على السموات كما يُمكنُ لِأيِّ شخصٍ أن يرى عندما يُحدِّق ويقرأ أسماء الأجرام السماويَّة المكتوبة على أيِّ كُرةٍ بلوريَّةٍ صُنعت لِدراسة الفلك. إنَّ التزاماتنا تجاه الموور الإسپان في مجال فُنون الحياة أعلى وأبرز في أفرع العُلوم المُختلفة.
- جون ويليام دراپر، تاريخ التطوُّر الفكري لِأوروپَّا، Harper & brothers،1863، ص. 356
- أُريد أن أرى الحدائق الغنَّاء وقصر المورق حيثُ كان المُلوك المغاربة يسكنون. إنَّهُ تُحفةٌ معماريَّةٌ مذهلة تخطف الأبصار مثله مثل عمارة قُدماء المصريين، والإغريق والقوط، ويُوازيها جمالًا، بل رُبما يتفوَّق عليها وعمارته مُمتازة تجعله يبدو وكأنَّه شُيِّد اليوم. علينا أن نشكُر المغاربة لِصناعتهم أعظم عُلومنا، فقد خطوا الخُطوات الأكبر عنا، وهم رُوَّادها، أعني عُلوم الجبر، والكيمياء، والفلك. هؤلاء هُم مُعلميننا.
- طوماس إيكنز، في مُؤلَّف Vistas de España (بتصرُّف)، ماري إليزابيث بون، منشورات جامعة يال، 2007، ص. 77
- خِلال السنوات الألف التي كانت فيها العُلوم خامدةٌ في أوروپَّا، كان العرب، الذين كانوا قد وسَّعوا نطاق نُفوذهم بِحُلول القرن التاسع حتَّى شمل إسپانيا، قد أصبحوا أُمناء العُلوم والمُعارف، بما فيها علم الأحياء وغيره من التخصُّصات.
- الموسوعة البريطانيَّة، الموسوعة البريطانيَّة، 1974, م.2 ماكروپيديا Ar-Bo،ص. 1018
- كانت [في إسپانيا] حضارةٌ مُذهلة من عدَّة جهات. كانت مُتفوِّقة في الصناعة، والعُلوم، والفُنون والشعر؛ حوليَّاتها مليئة بالشؤون الرومانسيَّة؛ وقد تفوَّقت على النظام المسيحي القائم آنذاك الذي كان يقمع مثل هذه الأفكار من عدَّة نواحٍ؛ لقد ساهمت بتقدُّم الجنس البشري من مُختلف الجوانب. (...) ولكن بسبب الخلل الأساسي بين الإسپانيين المسيحيين والفاتحين المُسلمين لم يكن بالمقدور إقامة وحدة سياسيَّة، الأمر الذي أدَّى في نهاية المطاف إلى اضمحلال هذه الحضارة العظيمة.
- جون فيسك، بدايات إنگلترا الجديدة (1889) (بتصرُّف)، منشورات كيسنجر، 2004، ص. 11
- العُلوم والمعارف، وبالأخص تلك المُتعلِّقة بالفلسفة، وصلت الغرب آتيةً من العرب.
- جورج ڤيلهلم فريدريش هيگل، مُحاضرات حول تاريخ الفلسفة، (بِتصرُّف) H.G. Bohn، 1857، الجُزء IV. العالم الألماني، ص. 374
- كان العهد العربيّ (...) الأغنى ثقافيًّا ومعرفيًّا، كما كان أسعد وأجمل العُهود الإسپانيَّة في أكثر من وجه. وما تلاهُ كان عهد اضطراباتٍ ارتُكبت فيه فظائع مُتكررة.
- أدولف هتلر، مُحادثات سريَّة، 1941-1944 (بِتصرُّف)، فارر، ستراوس ويونگ، 1953، ص. 493
- لم تكن الثقافة عاملًا قويًّا سوى في الإمبراطوريَّة الرومانيَّة وإسپانيا العربيَّة. فقد كان المعيار الذي تحقق في ظل الحُكم العربي مُثيرًا للإعجاب؛ فتدفَّق إلى إسپانيا أعظم العُلماء، والمُفكرين، والفلكيين، والرياضييَّاتيين في العالم، وهُناك ازدهرت روح الإنسانيَّة السمحة والشَّهامة الطاهرة. ثُمَّ ما أن تقدَّمت المسيحيَّة، حتَّى وصلت معها البربريَّة الهمجيَّة.
- أدولف هتلر، مُحادثات سريَّة، 1941-1944 (بِتصرُّف)، فارر، ستراوس ويونگ، 1953، ص. 542
- إنَّ أقوى تأثيرٍ للعرب على عُموم العُلوم الطبيعيَّة كان هذا الذي وُجِّه لِتطوير الكيمياء؛ وهو علمٌ تمكَّن المُسلمين بفضله من خلق عهدٍ جديدٍ.(...) وإلى الجانب المديح الكبير للعرب، الذين كان لهم الفضل الأكبر في تطوير الطبيعيَّات في المجالين الأرضي والفلكي على حدٍ سواء، علينا أيضًا أن نُلمِّح إلى مُساهماتهم في التطوُّر الفكري والنظري إلى القسم الأعظم من العُلوم الرياضيَّاتيَّة.
- ألكسندر ڤون هومبولت، الأفلاك (بِتصرُّف)، H.G. Bohn،1860، م2، ص. 589,595
- كانت تلك الحقبة بِمثابة أرض الأحلام الثقافيَّة. طوَّر العربُ في إسپانيا تحت قيادة الخُلفاء المُتنورين حضارةً ساهمت طيلة العُصور الوُسطى وحتَّى عصر النهضة الأوروپيَّة بتطوير جميع ميادين المعرفة الإنسانيَّة. (...) ,وقد أورثتنا هذه الحضارة الإسپانيَّة العربيَّة الكثير من المهارات المعماريَّة الرائعة، وطرائق البحث العلمي، والفكر الفلسفي، لِدرجةٍ تدفعنا إلى استبعاد عبارة أرض الأحلام الثقافيَّة، والاعتراف بها كإحدى ركأئز الحضارة البشريَّة.
- گوستاڤ كارپل، الآداب اليهوديَّة ونُصوصٌ أُخرى (1895) (بِتصرُّف)، منشورات كيسنجر، 2003، ص. 147
- إنَّ المُساهمات المُهمَّة الرياضيَّاتيَّة التي ندينُ بها إلى العرب كانت بسبب استيعابهم وهضمهم للنظريَّات والأفكار الرياضيَّاتيَّة الإغريقيَّة والهندوسيَّة، ومن ثُمَّ حفاظهم عليها وتطويرها، وأخيرًا، ولِأسبابٍ ما زال علينا أن نُحدد ماهيَّتها، نقلها إلى أوروپَّا. (...) في إسپانيا، حيثُ كان العربُ يتعرَّضون لهُجومات بين الحين والآخر حتَّى سقطت آخر ممالكهم سنة 1492 على يد النصارى؛ توقف النشاط العلمي بما فيه الرياضيَّاتي ما أن انتهى العهد الإسلامي.
- موريس كلاين، الفكر الرياضيَّاتي مُنذُ العُصور القديمة حتَّى الوقت الحالي، (بِتصرُّف) منشورات جامعة أكسفورد، 1990، ص. 197
- فوق كُلِّ شيء، فإنَّ أهم دورٍ لِعبه العرب واليهود كان نقل الفكر الأرسطوطالي. كان العربُ الإسپان بالأخص هُم من نقل مُؤلَّفات ونُصوص هذا المُفكّر الإغريقي العظيم إلى البُلدان الغربيَّة، وقد مثَّلت هذه المُساهمة مرحلة نُضوج الفلسفة المدرسيَّة. ومن خلال تتبع هذه الخُطوة الانتقاليَّة بالإضافة إلى تتبع النشاط الفلسفي الأندلُسي ككُل، يُمكن القول بأنَّ إسپانيا العربيَّة احتلَّت الصدارة في الفلسفة الشرقيَّة القروسطيَّة.
- جوليان مارياس، تاريخ الفلسفة (1941) (بِتصرُّف)، Courrier Dover، 1967، ص. 153
- يتوجَّبُ عليَّ القول وبكُلِّ ثقة أنَّ ما حثَّ العالم المسيحيّ على النُهوض من كابوسه القُروسطي أتى من الحضارة الرائعة التي صاغها العرب والفُرس الليبراليّون في ذلك الوقت في كُلٍّ من إسپانيا، وصقلية والمشرق. ما كان للنورمان أن يتحضروا بهذه السُرعة لولا أنَّهم استقرّوا في صقلية؛ وما كان للكاثار، أي أهالي فرنسا الجنوبيَّة، أن يبلغوا مبلغًا كبيرًا من الرُقي والتقدَّم لولا أنهم جاوروا العرب في إسپانيا. إنَّ الحقيقة الكاملة حول صحوة أوروپَّا على هذا المسرح الإسلاميّ إنَّما هي حقيقةٌ قاتلة لما أُشيع عن الإبداعات المسيحيَّة والتي لم يجرؤ التاريخ على البوح بها حتَّى الآن.
- جوزف مكَّاب، السجل الاجتماعي للمسيحيَّة (1935) (بِتصرُّف)، بوك تري، 2000، ص. 61
- لا بُدَّ من الاعتراف (...) أنَّ جميع ميادين المعرفة،سواء أكانت فيزيائيَّة، أم فلكيَّة، أم فلسفيَّة، أو رياضيَّاتيَّة، والتي ازدهرت في أوروپَّا بدايةً من القرن العاشر، اقتُبست منهم في الأساس؛ وأنَّ السراسنة الإسپان، خُصوصًا، يُمكنُ اعتبارهم آباء الفلسفة الأوروپيَّة.
- يوهان لورنس ڤون موشهايم، تاريخٌ إكليركي، (بِتصرُّف)، صموئيل إثردج، م.2، 1810، ص. 388
- إنَّ المسيحيَّةُ قد دمَّرت لنا حصاد جميع الحضارات القديمة، ولم تكد تمضي فترة حتَّى دمَّرت لنا حصاد الحضارة المُحمَّديَّة أيضًا. دُهست الحضارة والثقافة المغاربيَّة في إسپانيا ودُمِّرت تدميرًا، علمًا بأنها كانت الأقرب إلينا، والأنسب إلى أواقنا ومفاهيمنا، من الحضارتين الرومانيَّة والإغريقيَّة، وطئت عليها الأقدام (—ولا أقول أيُّ نوعٍ من الأقدام وطأها—) لماذا؟ لأنَّها فكَّرت بطريقةٍ نبيلة وكانت غرائزها رُجوليَّة—لأنَّها قالت نعم للحياة، لأنَّ أهالها عاشوا حياةً فاخرة هنيئة! … لقد شنَّ الصليبيّون حربًا لاحقًا على شيءٍ ما لم يفهموه، وكان الأجدر بهم أن يتمرمغوا بالتُراب عوض هذا الفعل الدنيء—إنها حضارةٌ تبدو أمامها حضارتُنا في هذا القرن التاسع عشر فقيرةٌ وشائخة.
- فريدريك نيتشه، المسيح الدجَّال (1888), منشورات نيوڤيجن، 2007، ص. 55
- إنَّ سُرعة التقدَّم التي حقَّقها الإسلام في مجالات العُلوم، والفُنون، والصناعة، والتجارة، وسائر نواحي الحياة الحضاريَّة، هو بحد ذاته أمرٌ مُذهل بِقدر سُرعة انتشاره.
- هنري پيرنيه، تاريخ أوروپَّا، (بِتصرُّف)، كُتب ريد، 2008، ص. 84
- طوَّرت إسپانيا تحت حُكم الخُلفاء الأُمويين (...) أروع حضارةٍ في أوروپَّا بالنسبة لِزمانها، فحقَّقت إنجازاتٍ مُهمَّة في مجال العُلوم، والفُنون، الآداب بشكلٍ يفوق كُل ما حققته الممالك الشماليَّة الوليدة أو المُدن والدُويلات الإيطاليَّة، أو حتَّى الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة المُنحطَّة.
- فلتشر پرات، المعارك التي غيَّرت مجرى التاريخ (1956)، (بِتصرُّف)، منشورات كورير دوڤر، 2000، ص. 93
- في سبيل فهم شخصيَّة العرب الإسپان، أو الموور، بشكلٍ أفضل، وهم اللذين كان لهم تأثيرًا مُهمًا على جيرانهم النصارى،فإنَّ الفصل الحالي سوف يُكرَّس للحديث عن تاريخهم السابق على تواجدهم بشبه الجزيرة الأيبيريَّة، حيثُ بلغوا درجةً عاليةً من الازدهار والتقدَّم لم تبلغه أيُّ منطقةٍ أُخرى من العالم.
- ويليام هـ. پريسكوت، تاريخ عهد فرديناند وإيزابيلَّا، ملكا إسپانيا الكاثوليكيين، (بِتصرُّف)، ريتشارد بنتلي، م.1، 1842، ص. 338
- كانت مُدن أوروپَّا يُخيِّمُ عليها الظلام الدَّامس ما أن تغرب الشمس، عكس قُرطُبة التي كانت تُنار بواسطة المصابيح المُعلَّقة في الشوارع؛ كانت أوروپَّا قذرة، بينما شُيِّد ألفُ حمَّامٍ عُموميٍّ في قُرطُبة؛ كانت أوروپَّا مُغطاة بطبقةٍ من قذراوات المجارير،بينما قُرطُبة كانت تُنظَّف مجاريرها يوميًّا؛ قبعت أوروپَّا في الوُحول، بينما كانت شوارع قُرطُبة مُعبَّدة ومُبلَّطة؛ كانت أسقف قُصورُ أوروپَّا مليئة بالفجوات لإخراج الدُخان، بينما أسقف قُصور قُرطُبة كانت مُجصصة ومُزوَّقة على نحوٍ بديع؛ نُبلاءُ أوروپَّا لم يعرفوا فك الحرف، بينما أطفالُ قُرطُبة تعلَّموا في المدارس؛ رُهبانُ أوروپَّا لم يعرفوا قراءة قدَّاس المعموديَّة، بينما مُعلموا قُرطُبة جمعوا المكتبات الضخمة.
- ڤكتور روبنسون، قصَّة الطب (1932)، (بِتصرُّف)، منشورات كيسنجر، 2005، ص. 164
- انتقلت معرفة الرياضيَّات المشرقيَّة إلى أوروپَّا الغربيَّة عبر إسپانيا الإسلاميَّة، وليس عبر المشرق العربي كما يُظن. كان المُسلمون قد وطَّدوا دعائم حُكمهم في إسپانيا بِحُلول سنة 747، وبِحُلول القرن العاشر أو الحادي عشر كانوا قد بلغوا درجةً عاليةً من الرُقي والتقدُّم.
- والتر ويليام روزبل، موجزُ تاريخ الرياضيَّات (1888)، (بِتصرُّف)، كورير دوڤر، 1960، ص. 164
- إنَّ الاحتكاك بالمُحمديين في إسپانيا، وصقلية إلى حدٍ ما، أدَّى إلى معرفة الغرب بِأرسطو؛ وكذلك بالأرقام العربيَّة، والجبر، والكيمياء. إنَّ هذا الاحتكاك هو ما أدَّى إلى إنعاش عمليَّة التعليم الأوروپيَّة خِلال القرن الحادي عشر، ممَّا أدّى في نهاية المطاف إلى ظُهور الفلسفة المدرسيَّة. وفي وقتٍ لاحق، ابتداءً من القرن الثالث عشر، سمحت دراسة الفلسفة الإغريقيَّة بطُلَّاب العلم أن يطلعوا على مؤلَّفات أفلاطون وأرسطو وغيرهم من كُتَّاب وفلاسفة العُصور القديمة. ولكن لو لم يحفظ العرب أعمال هؤلاء ويُطوروها ويشرحوها، ما كان عُلماء عصر النهضة ليعلموا كم كان من الضروريّ إحياء العُلوم القديمة والاطلاع عليها وتفنيدها.
- بيرتراند راسل، تاريخ الفلسفة الغربيَّة، (بِتصرُّف)، روتلدج، 2004، ص. 268
- إنَّ استخدامنا لِعبارة 'العُصور المُظلمة' لِوصف فترةٍ تتراوح بين 600 و1000 سنة يُشيرُ إلى تركيزنا اللامُبرر على أوروپَّا الغربيَّة. [...] خخِلال تلك الفترة، ازدهرت الحضارة الإسلاميَّة المُذهلة عبر المنطقة المُمتدَّة من الهند إلى إسپانيا. وما اعتُبر مفقودًا بالنسبة للعالم المسيحيّ آنذاك لم يكن مفقودًا بالنسبة للحضارة البشريَّة، بل على العكس. [...] بالنسبة إلينا، تبدو الحضارة الأوروپيَّة الغربيَّة وكأنها هي الحضارة البشريَّة، لكن هذه ما هي إلَّا نظرةٌ ضيِّقة.
- بيرتراند راسل، تاريخ الفلسفة الغربيَّة، (بِتصرُّف)، روتلدج، 2004، ص. 372
- من الواضح أننا نحنُ كُنَّا البرابرة الهمج عندما ذهبنا لِنتحرَّش بالمشرق من خِلال حملاتنا الصليبيَّة. بل أكثر من ذلك، إننا ندينُ بالشُكر في كُلِّ ما هو نبيلٌ ولطيفٌ في حياتنا، إلى هؤلاء الصليبيين بفضل ما حملوه معهم من المعارف، وإلى مُسلمي إسپانيا.
- ستندال، الحُب (1822)، (بِتصرُّف)، كلاسيكيَّات پنگوين، 1975، ص. 175
- اقتطف هؤلاء المُسلمين ثمار العُلوم بتفوُّقٍ واضح، وعلَّموها لِإسپانيا وإيطاليا طيلة خمسة قُرون.
- ڤولتير، قاموسٌ فلسفيّ، (بِتصرُّف)، J. and H. L. Hunt، 1843، ص. 172
الشعب
[عدل]- إنَّ كلمة 'موور' تعني البربر والعرب المُحمديين قاطني شمال غرب أفريقيا، وبعض الشوام، الذين فتحوا مُعظم إسپانيا خِلال القرن الثامن وسيطروا على هذا البلد طيلة مئات السنوات، تاركين ورائهم بعض الأمثلة عن عمارتهم المُذهلة كدليلٍ على وُجودهم في هذا المكان. كان هؤلاء 'الموور' أكثر تقدُّمًا وتطوُّرًا من أيِّ شعبٍ من شُعوب أوروپَّا الشماليَّة التي عاصرتهم، ليس فقط في مجال العمارة، بل في الآداب أيضًا، والعُلوم، والتقانة، والصناعة، والزراعة؛ وقد تركت حضارتهم تأثيرًا دائمًا مطبوعًا في إسپانيا. كان من الأندلُسيّين أوروپيّين لمَّا يختلطوا مع أيَّ عرقٍ آخر. وكان منهم البربر الذين كانوا (وما زالوا) من العرق المُتوسِّطي، ولعلَّهم نتاج اختلاط أجدادهم مع بعض الشُعوب التي قطنت إفريقية في الزمن القديم. أمَّا العرب فكانوا مشرقيين، ولعلَّ أنَّ الشوام كانوا خليط مشرقيّ أرمنيّ.
- جون بايكر، العِرق، (بِتصرُّف)، منشورات جامعة أكسفورد، 1974، ص. 226
- إنَّ المووريّ الإسپانيّ النبيل لم يكن سوى عربيٌّ أصيل من أبناء الصحراء، وهو أيضًا نصف أمازيغي ودمُ القوط يجري في عُروقه بغزارة، حتَّى أنَّ مُلوك المغرب المُعاصرين قد يكون لهم صلة بِتلك السُلالة القديمة.
- هيوستن ستيوارت تشامبرلين، أساسات القرن التاسع عشر (1899)، (بِتصرُّف)، مؤسسة أدامنت للإعلام، 2005، ص. 398
- من كان أولئك الفاتحون، الذين هزموا أقوى مملكةٍ أوروپيَّة غربيَّة في ذلك الوقت بسُرعةٍ كبيرةٍ وبشكلٍ كاملٍ؟ من الشائع أن نُفكِّر بأنَّ هذه الحملة كانت عربيَّة أو إسلاميَّة، أو أنَّ وقودها كان العرب. لكنَّها لمَّا تكن عربيَّة أو إسلاميَّة إلَّا ضمن نطاقٍ ضيِّق: بل كانت أمازيغيَّة بالمقام الأوَّل. كان الأمازيغ، وما زالوا، السُّكَّان الأصليين لِشمال غرب أفريقيا، أي المغرب.
- ريتشارد أ. فلتشر، إسپانيا المووريَّة، (بِتصرُّف)، منشورات كاليفورنيا، 1993، ص. 19
- إنَّ إسپانيا الإسلاميَّة تتمتَّع بِميزة تذكيرنا بأنَّ القسم الأعظم من الفاتحين والمُستقرين في رُبوعها كان من الموور، أي بربر شمال غرب أفريقيا.
- ريتشارد أ. فلتشر، إسپانيا المووريَّة، (بِتصرُّف)، منشورات كاليفورنيا، 1993، ص. 10
- كان الأندلُسيّين أنفُسهم من أُصولٍ مُختلفة. كانت النُخبة العربيَّة صغيرة الحجم نسبيًّا وقد تزاوجت واختلطت مع الشُعُوب الأُخرى بما فيها الأيبيريين الأصليين، مُنذ أن وصلوا تلك البلاد. كان البربر أغزر الفاتحين عددًا، كما كانت الجُمهرة اليهوديَّة ضخمة تتمتع بنُفوذٍ واسع. كان المُتحدرون من العبيد الأفارقة والأوروپيين مُندمجين بشكلٍ كاملٍ في المُجتمع الأندلُسي؛ لكنَّ أغزر المُسلمين عددًا كان أولئك المُتحدرون من الأيبيريين الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام بعد الفتح. وبِحُلول القرن الحادي عشر كانت هذه الشُعوب جميعها قد انصهرت في بوتقةٍ واحدة لِتُكوِّن شعبًا أندلُسيًّا جديدًا.
- ديڤيد نيكول وأگنوس مأكبريد، الموور: الغرب الإسلامي ما بين القرنين السَّابع والخامس عشر الميلاديين، (بِتصرُّف)، أوسپراي، 2001، ص. 8
في المورثات (الجينات)
[عدل]- لقد قُمنا بتحليل صبغيَّات (كروموسومات) Y فردانيَّة النمط، التي تُزوِّدنا بِخارطة وراثيَّة عرقيَّة، لدى 1140 رجل من شبه الجزيرة الأيبيريَّة وجُزر البليار. التحاليل الخليطيَّة المبنيَّة على النسخ المتنوعة الثنائية وصبغيَّات Y فردانيَّة النمط تُشيرُ إلى نسبةٍ مُتوسطة مُرتفعة لِأُصولٍ شمال أفريقيَّة (10.6%) (...) مع تبايُنٍ جُغرافيٍّ واسع، يتراوح من صفر في غاسكونية إلى 21.7% في شمال غرب قشتالة. (...) بعضُ دراسات الحمض النووي للمُتقدرات أظهرت أدلَّة على وُجود مجموعة هاپلوغروب U6 الشمال أفريقيَّة في شبه الجزيرة الأيبيريَّة. وعلى الرُغم من أنَّ التواتر النسبي الكُلّي لِمجموعة U6 مُنخفض (2.4%)، إلَّا أنَّهُ يُشير إلى أنَّ نسبة الأشخاص ذوي الأُصول الشمال أفريقيَّة تتراوح بين 8% و9%، نظرًا لأنَّ مجموعة U6 ليست سُلالةً مألوفة في شمال أفريقيا نفسها. (...) إنَّ هذا يقترح بأنَّ الاختلاط الأساسي تضمَّن انتقال وهجرة أعدادِ مُتساويةٍ تقريبًا من الرجال والنساء. (...) وقد استمرَّت حركات النُزوح والهجرة عبر مُختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا طيلة ألفيّ سنة على الأقل، تلتها حالةٌ من الانجبال الداخلي كانت التحُّولات الدينيَّة هي مُحرِّكها الأساسي إلى جانب الزيجات المُختلطة، وهذا يُحتمل بأنَّهُ ساهم مُساهمةً كبيرةً في تكوّن أسلاف أهالي إسپانيا المُعاصرين، إلى جانب أهالي الپرتغال، وجُزُر البليار.