مالكولم إكس
مالكولم إكس |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
الحاج مالك الشباز أو مالكولم إكس (19 مايو 1925 - 21 فبراير 1965) قائد أمريكي مسلم ومناضل من أجل القومية السوداء.
من أقواله
[عدل]
«أو تدري لماذا يكرهك الرجل الأبيض ؟ لأنه في كل مرة يرى فيها وجهك يرى مرآة فيها جريمته وضميره الذي يعذبه الذنب فلا يتحمل ذلك»
«لا يمكنك فصل السلام عن الحرية، لأنه لا يمكن للمرء أن يعيش في سلام من غير حريته»
«إنني لا أرى أي حلم أمريكي بل كابوس أمريكي»
«أؤمن بالبشر، وأن كل البشر يجب أن يُعاملوا باحترام بغض النظر عن لونهم»
«لا يستطيع أي أحد أن يهب لك الحرية، ولا يستطيع أي أحد أن يمنحك العدل أو المساواة أو أي شيء، إن كنت رجلاً ستناله بنفسك»
«لا تتراجع القوة أبدًا خطوةً إلى الخلف إلا عندما تواجه قوةً أكبر منها»
«إذا لم تقف لشيء ستقع لأي شيء»
«نريد الحرية والعدل والمساواة بأي طريقة كانت»
«كن مسالمًا ومهذبًا وأطِع القانون واحترم الجميع، وإذا ما قام أحد بلمسك فأرسله إلى القبر»
«المستقبل مِلْك هؤلاء الذين يعدّون له اليوم»
«على الوطنية ألا تغمض أعيننا عن رؤية الحقيقة، فالخطأ خطأ بغض النظر عمن يفعله أو يقوله»
«أنا مع الحقيقة مهما كان من يقولها، وأنا مع العدل مهما كان من معه أو من ضده»
«التاريخ ذاكرة الناس، وبدون ذاكرة تنزل مرتبة الإنسان إلى الحيوانات الدنيا»
«أرني رأسماليًا وسأريك مصاص دماء»
«إن لم يكن هناك من ينتقدونك فالأغلب أنك لن تنجح»
«لا أسمي العنف عنفًا عندما يكون دفاعًا عن النفس، بل أسميه ذكاءً»
«التاريخ ذاكرة الناس، وبدون ذاكرة تنزل مرتبة الإنسان إلى الحيوانات الدنيا»
«التعليم جواز السفر إلى المستقبل»
«عادة عندما يشعر الناس بالحزن لا يفعلون شيءًا أكثر من البكاء على حالهم، أما عندما يغضبون فإنهم يحدثون تغييرًا»
«لقد تعلمت باكرًا أن الحق لا يُعْطى لمن يَسْكت عنه، وأن على المرء أن يُحْدِث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد»
«لو اضطررت للتوسل إلى رجل آخر من أجل حريتك فلن تنالها أبدًا، فالحرية شيء يجب أن تناله بنفسك»
«على الوطنية أن لا تعمي أعيننا عن رؤية الحقيقة، فالخطأ خطأ بغض النظر عن من صنعه أو فعله»
«كن مسالماً ومهذباً أطع القانون واحترم الجميع وإذا ما قام أحدٌ بلمسك أرسله إلى المقبرة»
«لا أحد يمكن أن يعطيك الحرية ولا أحد يمكن أن يعطيك المساواة والعدل، إذا كنت رجلاً فقم بتحقيق ذلك لنفسك»
«نريد الحرية، العدل، المساواة بأي طريقةٍ كانت»
«كلمة أب لا تعني أن تنجب أبناء فالجميع يستطيع الحصول على أبناء ولكن كلمة الأب تعني القدرة على الاعتناء بالأبناء»
«إذا لم تقف لشيء ستقع لأي شيء»
«المستقبل لهؤلاء الذين يُعِدون له الحاضر»
«معنى مالكوم باللغة الروسية اللبن »
من خطبه
[عدل]خطبة في الكنيسة المعمدانية الحبشية
[عدل]حضرات الضيوف الكرام، والأخوة والأخوات والأصدقاء بل والأعداء أيضاً ، بصفتي أماماً ومن أتباع المبجل إليجاه محمد، وهو مبعوث الله إلى من يسمون بالزنوج الأميركيين أعرب عن سعادتي التامة لتلبية الدعوة للحضور إلى هذه الأمسية في الكنيسة العمدانية الحبشية لكي (..) أعرض آراء المبجل محمد حول هذا الموضوع الملح ألا وهو ثورة السود. لكن هناك أولاً : بعض الأسئلة التي علينا أن نضعها أمامكم. فلما كانت جماهير السود هنا في أميركا منخرطة الآن في تمرد مفتوح ضد نظام الفصل العنصري الأميركي، فهل ستتوجه هي ذاتها إلى الاندماج العرقي أم الي الانفصال الكامل ؟ هل ستطالب جماهير السود المستضعفة هذه بالاندماج في مجتمع البيض الذي استبعدهم، أم ستطالب بالانفصال الكامل عنهم.[1]
الذئب والنعاج
[عدل]تلك هي فقط بعض الأسئلة السريعة التي اعتقد أنها تستثير بعض الأفكار في عقولكم وفي عقلي فكيف يستطيع من يسمونه بـ" قائد الزنوج " والذين يدعون أنفسهم "قادة متنورين" أن يتوقعوا من النعاج السوداء الفقيرة أن تندمج في مجتمع الذئاب البيضاء المتعطشة للدماء، والتي ما انعكفت تمتص دمنا ما يزيد من أربعمئة عام هنا في أميركا ؟ هل ستثور هذه النعاج السوداء أيضاً ضد " الرعي الزائف " أو القائد الزنجي المختار الشبيه بالعم توم، وتسعي الي الانفصال الكامل لكي ننجو من وكر الذئاب بدلاً من إن نندمج مع هذه الذئاب في وكرها ذاك ؟
ولأننا موجودون الآن في كنيسة، وأكثرنا هنا يقرون في الإيمان بالله، فثمة سؤال آخر حين يأتي " الرعي الصالح " - المسيح - هل سيدمج نعاجه الضالة منذ زمن بعيد في الذئاب البيض؟ فوفقاً للكتاب المقدس لن يدع الرب حين يأتي إلى الأرض نعاجه تندمج مع الماعز ؛ ولئن لم تكن النعاج أمنة بالأندماج في الماعز فأنها لن تكون آمنة بالأندماج في الذئاب إن المبجل إليجاه محمد يعلمنا إن ليس هناك شعب في الأرض تنطبق عليه الصورة الرمزية عن النعجة الضالة في الكتاب المقدس بأكثر مما تنطبق علي ما يسمي بالزنوج العشرين مليوناً في أميركا، كما لم يكن في التاريخ قط ذئب أكثر شراسة وتعطشاً للدم من الرجل الأبيض الأميركي لقد نظر المسيح قبل ألفي عام إلى ما وراء الزمن ورأي بلاءكم وبلائي هنا اليوم وعلم أن قرارات الدمج العنصرى الخادعة وقرارات المحكمة العليا المخادعة سوف تهدهدكم لكي تذهبوا في سبات أعمق، وعلم أن الوعود المخادعة للسياسين المنافقين حول تشريعات الحقوق المدنية لن تكون مصممة إلا لكي تجعلكم تتقدمون من عبودية قديمة إلى عبودية عصرية. ولكن يسوع تنبأ حينها حقاً بأنه عندما يأتى ايليا بقوة الحقيقية وروحها فأنه سيعلمكم الحقيقة، ويقودكم بالحقيقة، ويحميكم بالحقيقة، ويجعلكم أحراراً بالفعل ويا أيها الإخوة والأخوات، ايليا ذاك الذي قال يسوع أنه سيأتي قد لأتي وهو اليوم في أميركا في شخص المبجل إليجاه محمد.[2]
الانفصال ودور الحكومة
[عدل]يقول المبجل إليجاه محمد إن الحل الدائم الوحيد هو الانفصال الكامل علي قطعة من الأرض يمكننا لأن نقول أنها تخصنا. ولهذا يقول أن من الممكن حل هذه المشكلة، وحلها الي الأبد بمجرد أعادتنا إلى وطننا الأصلي أو الي شعبنا، ولكن علي هذه الحكومة أن تؤمن لنا الانتقال بالإضافة إلى كل ما نحتاجه لكي نتمكن من البدء من جديد في بلدنا الخاص بنا علي هذه الحكومة أن تزودنا بكل ما نحتاجه من آلات ومواد وتمويل يكفينا عشرين أو خمسة وعشرين عاماً حتي نصبح شعباً مستقلاً وأمة مستقلة علي أرضنا الخاصة بنا. وهو يقول إنه إذا كانت الحكومة الأميركية خائفة من إعادتنا إلى بلادنا وإلي شعبنا فعليها أن تحجز لنا منطقة مفصولة هنا في النصف الغربي من الكرة الأرضية، حيث يستطيع العرقان العيش منفصلين وأحدهما عن الآخر ؛ إذ أنه لا يمكننا العيش بسلام ما دمنا معاً. ويقول المبجل إليجاه محمد إن مساحة هذه المنطقة يمكن أن تحدد بناء علي تعدادنا السكاني فإذا كان سبع سكان هذا البلد من السود كان عليكم إعطاونا سبع الأرض، سبع البلد ونحن بهذا لا نطلب الكثير، إذ أننا قد عملنا للرجل الأبيض اربعمئة عام ويقول كذلك إنها يجب ألا تكون في الصحراء، بل حيث يكون المطر الغزير والكثير من الثروات المعدنية. فنحن نريد أرضاً خصبة ومنتجة يمكننا أن نزرعها بحيث تزود شعبنا بالغذاء والكساء والمسكن وخلاصة لما سلف فإنني أكرر لا نريد أي شكل من الإندماج في هذا العرق الشرير من الشياطين.
ويقول إليجاه محمد أيضاً إنه يجب ألا يتوقع أحد منا أن نغادر أميركا صفر اليدين. فبعد أربعمئة عام من العبودية هناك دفعات مستحقة لنا فاتورة هم البيض مدينون لنا بها ويجب أن تدفع. فإذا كانت حكومة أميركا نادمة حقا علي ذنوبها ضد شعبنا وتريد أن تكفر عن ذنوبها بإعطائنا حصتنا الحقيقية من الأرض والثراوات. أستطاعت أميركا تنقذ نفسها، ولكن إذا انتظرت أن يأتي الله ويجبرها علي تسوية عادلة، فإن الله سيأخذ هذه القارة بكاملها من الرجل الأبيض، ويقول الكتاب المقدس إن الله حينها سيعطي المملكة لمن يشاء.[3]
بلاغ إلى القاعدة الشعبية
[عدل](ديترويت - 1963) نريد أن نتحدث معكم حديثاً من غير تكلف حديثاً علمياً وبلغة يستطيع أي كان أن يفهمها بسهولة لقد اتفقنا جميعا في هذه الليلة (..) علي أن لدى أميركا مشكلة خطيرة جداً. وليست أميركا وحدها من يعاني مشكلة بل شعبنا أيضاً لديه مشكلة خطيرة جداً. إن مشكلة أميركا هي نحن ؛ والسبب الوحيد في أن لديها مشكلة هو أنها لا تريدنا هنا (...) نحن جميعا رجال سود، أو ما يسمي بالزنوج. ونحن كلنا مواطنون من الدرجة الثانية، سابقون. أنت لست سوي عبد سابق أنت لا ترغب في سماع هذا ولكن ماذا تراك تكون غير ذلك ؟ أنتم عبيد سابقون أنتم لم تأتوا إلى هنا علي متن "ماي فلاور" بل علي متن سفينة عبيد، مغللين بالسلاسل مثل حصان أو بقرة أو دجاجة. ولقد جلبتم بواسطة الناس الذين أتوا علي متن "ماي فلاور" جلبتم هنا بواسطة ما يسمي بالحجاج أو "الاباء المؤسسين " نحن لدينا عدو مشترك : لدينا مضطهد مشترك مستغل مشترك مميز عنصري مشترك. ولكن ما أن نتبين كلنا أن لدينا عدواً مشتركاً فسنقوم بالاتحاد علي اساس ما هو مشترك بيننا. وأهم ما نشترك فيه ذلك العدو - الرجل الأبيض - فهو عدو لنا جميعا.
أنا أعلم أن بعضكم يعتقد أن بعضهم - البيض - ليسوا أعداء لنا، ولكن الزمن سيكشف خطل هذا الإعتقاد. في باندونغ وأعتقد أن ذلك كان في العام 1954 حدث أول اجتماع توحيدي منذ قرون للشعوب السوداء وعندما تدرسون ما حدث في مؤتمر باندونغ ونتائج مؤتمر باندونغ، فإن ذلك سيشكل نموذجاً للمنهج الذي نستطيع أنا وأنتم إن نتبعه من أجل حل مشكلتنا. ففي باندونغ اجتمعت كل الأمم والشعوب السمراء من أفريقيا وآسيا وكان بعضهم بوذيين، وبعضهم مسلمين، وبعضهم مسحيين، وبعضهم كونفوشستيين، وبعضهم ملحدين، وبعضهم كانوا شيعوعيين، وبعضهم اشتراكيين، وبعضهم رأسماليين. ولكنهم تآزروا رغم اختلافاتهم الإقتصادية والسياسية وكانوا كلهم سوداً أو سمراً أو حمراً أو صفرا.[4]
أرغب أن أطرح بضع ملاحظات تتعلق بالفرق ما بين السود وثورة الزنوج. فهل هما شئ واحد وإن لم يكونا كذلك فما هو الفرق بينهما ؟ أولاً، ما هي الثورة ؟ أميل إلى الإعتقاد أحيانا أن الكثير من أفراد شعبنا يستخدمون كلمة "ثورة" برخاوة ودون تمعن دقيق في ما تعنيه هذه الكلمة فعلا وما هي خصائصها التاريخية. حين تدرس الطبيعة التاريخية للثوارات ودوافع الثورات وأهداف الثورات ونتائج الثورات والأساليب التي اتبعت في الثورات فأنك قد تغير من استخدامك لهذه الكلمة وربما ابتكرت برنامجاً آخر أو غيرت هدفك أو غيرت رأيك. أنظر ألي الثورة الأميركية عام 1776 لأي سبب كانت تلك الثورة ؟ الأرض. لماذا أرادوا الأرض ؟ لأجل الاستقلال. وكيف تم تنفيذها ؟ بسفك الدماء. والثورة الفرنسية علام استندت ؟ هناك ثار المحرمون من الأرض ضد مالكي الأرض. وما كان هدفها ؟ الأرض. وكيف حصلوا عليها ؟ بسفك الدماء. لم يكن هناك إعتبار للعواطف، ولم تكن هناك تسويات، ولم تكن هناك مفاوضات ها أنا ذا أخبركم أنتم لا تعرفون ماهي الثورة، لانكم عندما تكتشفون ما هي فسترجعون إلى أزقتكم وتتنحون عن الطريق والثورة الروسية علام استندت ؟ علي الأرض المحرمون من الأرض ضد مالكي الأرض. وكيف حققوا ثروتهم ؟ بسفك الدماء. لم تحدث ثورة بدون سفك دماء. وأنتم تخافون أن تنزفوا. ها أنا ذا أقول أنكم تخافون أن تنزفوا حين ارسلكم الرجل الأبيض إلى كوريا للحرب نزفتم. وأرسلكم إلى ألمانيا فنزفتم وأرسلكم علي جنوبي المحيط الهادي لقتال اليابنيين فنزفتم. أنتم تنزفون من أجل الشعب الأبيض ولكن حين ترون كنأسكم تفجر بالقنابل وتقتل بنات سوداوات صغيرات، فانكم لا تقدمون أي نقطة دم أنتم تنزفون حين يقول الرجل الأبيض "انزفوا" وأنتم تعضون عندما يقول الرجل الأبيض "عضواً" وأنتم تنبحون عندما يقول الرجل البيض "انبحوا" أنا أكره أن أقول ذلك عنا، ولكن تلك هي الحقيقة.
كيف لكم أن تكونوا لاعنفيين في المسيسيبي وقد كنتم عنفيين في كوريا ؟ كيف يمكنكم أن تبرروا لأعنفكم في المسيسيبي وألاباما عندما تفجر كنائسكم بالقنابل وتقتل بناتكم الصغيرات، وتكونون عنيفين في الوقت ذاته مع هتلر وتوجو واشخاص آخرين قد لا تعرفونهم قط. إذا كان العنف خطأ في أميركا، فهو خطأ أيضاً في الخارج، وإذا كان من الخطأ أن تكون عنيفاً في الدفاع عن النساء السوداوات والاطفال السود والرجال السود، فإن من الخطأ أن تجندنا أميركا وتجعلنا عنيفين في الخارج دفاعاً عنها. وإذا كان لأميركا أن تجندنا وتعلمنا كيف نكون عنيفين دفاعاً عنها، فإنه يحق لكم ولي أن نفعل كل ما هو ضروري لكي ندافع عن شعبنا هنا في هذا البلد.
ويذكر مالكوم بعد ذلك الثورة الصينية والكينية والجزائرية، وكلها انتصرت بحسب تأكيده، بالثورة والدم، ثم يقول لقد ذكرت تلك الثورات المختلفة، ايها الإخوة والأخوات، لأبين لكم أن ليس ثمة ثورة سلمية، وليس ثمة ثورة تدير فيها الخد الآخر. لا وجود لشئ يدعي ثورة اللاعنفي الوحيد من الثورات هو ثورة الزنوج؛ الثورة الوحيدة التي تهدف علي أن تحب عدوك هي ثورة الزنوج. إنها الثورة الوحيدة التي هدفها الآندماج العرقي علي طاولات المطاعم، والاندماج العرقي في المسارح، والاندماج العرقي في الحدائق والاندماج العرقي في المراحيض العامة. لك أن تجلس إلى شخص ابيض في مرحاض ولكن هذا ليس بثورة؛ بل إن الثورة تستند إلى الأرض، والأرض هي أساس كل استقلال؛ الأرض هي اساس الحرية والعدالة والمساواة. كل الثورات التي تحدث الآن في آسيا وأفريقيا مستندة إلى ماذا؟ إلى قومية السود. إن الثأر لهو قومي أسود لأنه يريد بناء أمة. لقد كنت أقرأ كلاماً للقس كليج، وفيه اشار إلى أنه لم يستطيع الآجتماع مع أحد في المدينة لأن الناس خافوا من أن يرتبط اسمهم بالقوميين السود. إذا كنت خائفاً من قومية السود فأنت خائف من الثورة، وإذا كنت تحب الثورة فأنت تحب قومية السود.[5]
زنجي المنزل وزنجي الحقل
[عدل]ولكي نفهم ذلك علينا أن نعود إلى ما ذكره المتحدث الشاب الذي سبقني، عن زنجي المنزل وزنجي الحقل أثناء فترة العبودية، فقد كان هناك نوعان من العبيد: زنوج المنازل وزنوج الحقول. أما زنوج المنازل فقد كانوا يعشون في المنازل الاسياد، وكانوا يلبسون ملابس جيدة ويأكلون طعاماً جيداً لأنهم كانوا يأكلون طعام السيد، أي مما يتبقي منه. وكانوا يعشون في علية البيت أو الطابق التحتاني، ولكنهم كانوا يعشون مع ذلك بالقرب من السيد؛ وقد أحبوا السيد أكثر مما كان السيد يحب نفسه. وكانوا علي استعداد للتضحية بحياتهم لأنقاذ منزل السيد، بل كانوا في ذلك أسرع من السيد نفسه. إذا قال السيد "لدينا منزل جديد هنا " كان زنجي المنزل يقول " نعم لدينا منزل جديد هنا" وكلما قال السيد "نحن".
إذا نشبت النيران في منزل السيد كان زنجي المنزل يكافح الحرق بأقوي مما يكافح السيد نفسه وإذا مرض السيد كان زنجي المنزل يقول "ما الأمر ايها السيد، أنحن مرضي ؟ " نحن مرضي! لقد تماهي الزنجي مع السيد بأكثر مما تماهي السيد مع نفسه! وإذا أتيت زنجي المنزل وقلت له " هيا نهرب فلننج بأنفسنا، فلننفصل بأنفسناعن البيض " نظر إليك وقال : " ويحك يا رجل! هل جننت ماذا؟ تعني بالأنفصال ؟ أين نجد بيتاً أفضل من هذا؟ أين يمكنني أن ألبس ملابس خيراً من هذه؟ وأين أستطيع أن أكل طعاماً خيراً من هذا؟ " هكذا كان زنجي المنزل - house negro - وكان يدعي في تلك الأيام " عبد المنزل " - ازدراء - وهذا ما ندعوهم به لأنه ما زال بيننا عبيد منازل يرتكضون من حولنا! زنجي المنزل العصري هذا يحب سيده ويرغب في أن يعيش بالقرب منه، وهو علي استعداد لأن يدفع ثمن منزل بثلاثة أضعاف ما يستحقه لكي يعيش بالقرب من سيده.
وبعد ذلك يأخذ بالتباهي" أنا الزنجي الوحيد الذي يعيش هنا" و"أنا الزنجي الوحيد في عملي" وأنا "الزنجي الوحيد في تلك المدرسة " لكنك لست إلا زنجي منزل! وإذا أتاك أحدهم الآن وقال "هيا ننفصل عن الأسياد البيض "قلت ما كان يقوله زنجي المنزل في مزارع العبيد:" وماذا تراك تعني بالأنفصال؟ عن أميركا، هذا الرجل البيض الطيب؟ أين لك أن تحصل لي علي عمل أفضل من عملي هنا؟ "ولقلت ايضاً "أنا لم أترك خلفي شيئاً في أفريقيا" بلي يا صاح لقد تركت عقلك هناك! في مزرعة العبيد ذاتها كان هناك أيضاً زنجي الحقل - field negro - وزنوج الحقول هؤلاء كانوا الجماهير. وكانوا يفوقون دوكاً زنوج المنازل. كان زنوج الحقول يلقون العذاب، ويأكلون بقايا الطعام. حين تشب النيران في منزل السيد، لم يكونوا يحاولون إطفاء اللهب، بل كانوا يصلون لكي تهب الرياح وعندما يمرض السيد، كان زنجي الحقل يصلي لموته، وإذا أتي أحدهم زنجي الحقل وقال له "هيا نهرب فلننفصل عن البيض "فأنه لم يكن ليقول "إلي أين نذهب ؟ "بل "إن أي مكان لهو أفضل من هنا" ونحن لدينا زنوج حقول في أميركا اليوم .. .. أنا زنجي حقل، الجماهير زنوج حقول، وعندما يرون بيت الرجل الأبيض يشتعل لا تسمعهم يقولون حكومتنا " بل يقولون" الحكومة تخيلوا زنجياً يقول حكومتنا بل قد سمعت أحدهم يقول: "رجالنا ورواد الفضاء" هذا الزنجي لا يسمحون له بالاقتراب من المصنع لكنه يقول مع ذلك! ويقول:" بحريتنا - our navy - " إن الزنجي قد فقد عقله ؛أنه لزنجي مجنون.
وكما استخدم سيد العبيد في تلك الأيام زنجي المنزل، العم توم لضبط زنوج الحقل، فإن سيد العبيد ذاته في هذا العصر يمتلك زنوجاً ليسوا إلا أعمام توم عصرين، أعمام توم القرن العشرين، وغايتهم إبقاء تحت الرقابة وابقاؤنا تحت السيطرة، وابقاؤنا سلبيين وسلميين ولاعنفيين. إن العم توم هو الذي جعلكم لاعنفيين إن الأمر ليشبه الذهاب إلى طبيب الاسنان: الطبيب يريد اقتلاع سنك فتبدأ أنت بمقاومته حين يبدأ بالشد، فيحقن شيئاً في فكك يدعي نوفوكين - وهو مخدر موضعي - ليحملك علي الأعتقاد بانه لا يفعل بك شيئاً، فتجلس هناك، وتعاني بسلام لأن كل ذلك النوفوكين يسري في فكك. الدم يجري علي عرض وجهك وأنت لا تعلم ما يحدث، لأن ثمة من لقنك أن تعاني بسلام! إن الرجل الأبيض ليفعل بكم في الشوارع المر عينه عندما يريد أن يضللكم ويستغلكم دون أن يخشي مقاومتكم. ولكي يفعل ذلك يأتيكم بالأعمام توم، أولئك الشيوخ المتدينين، لكي يعلموني ويعاني بسلام تماماً مثل النوفوكين.
ليس هناك في كتابنا، القرآن الكريم شئ يعلمنا أن نعاني بسلام. بل إن ديننا ليعلمنا أن نكون أذكياء، وأن نكون مسالمينن وأن نكون صالحين، وأن نطيع القوانين، وأن نحترم كل الناس، ولكن إذا مسك أحدهم أرسله إلى المقبرة! إن ديننا دين جيد إنه دين الأيام السالفة الذي كانت أمي وكان أبى يتحدثان عنه، العين بالعين، والسن بالسن، والرأس بالرأس، والنفس بالنفس. إن ذلك لدين جيد حقاً وليس ثمة من يمتعص من تعلم مثل هذا الدين سوي ذئب يعتزم أن يجعلك وجبة له! هذا هو واقع الحال مع الرجل الأبيض في أميركا أنه ذئب وإنكم لنعاج وكلما علمكم وعلمني راع أو قس إلا نهرب من الرجل الأبيض وألا نقاتل الرجل الأبيض في الوقت ذاته فإنه يخونكم. ولا تهدروا حياتكم هباء بل حافظوا عليها، فأنها أثمن شئ لديكم ولئن كان عليكم أن تضحوا بها فلتكن نفساً بنفس.[6]
تآمر قادة اللاعنف
[عدل]أرغب في أن اشير سريعاً إلى أمر آخر، وهو الوسيلة التي يستخدمها الرجل الأبيض وكيف بستخدم "الأسلحة الفتاكة "أو قادة لازنوج ضد ثورة الزنوج. إن هؤلاء القادة ليسوا جزءاً من ثورة الزنوج، بل هم يستخدمون ضدها، فعندما أخفق مارتن لوثر كنغ الابن في دمج مدينة البني في ولاية جورجيا عرقياً وصل النضال حركة الحقوق المدينة في أميركا إلى أدني مستويات، وأفلس كنغ كقائد تقريباً، ووقع "مؤتمر القادة المسيحية الجنوبية" في ضائقة مالية. وغداً قادة زنوج اخرون من حركة الحقوق المدنية، ممن يزعم أنهم ذوو مكانه علي المستوى القومي، اوثاناً محطمة، وراحوا يفقدون هيبتهم وتأثيرهم، وأخذ قادة الزنوج في الأحياء الشعبية يثيرون الجماهير في أجزاء كثيرة من البلاد. وهذا ما لم يفعله قادة الزنوج "ذوو المكانة علي المستوي القومي"؛ إن هؤلاء القادة يسيطرون عليكم ولكنهم لم يحرضون أو يستثيروكم أبداً؛ إنهم يسيطرون عليكم ويحتوونكم لقد أبقوكم في مزرعة العبيد!
ما إن أخفق كنغ في بيرمنجهام، حتي نزل إلى الشوارع، ثم ذهب إلى كاليفورينا للمشاركة في مسيرة حاشدة، وجمع تبرعات بلغت ألوف من الدولارات لا أعلم مقدارها، ثم ذهب إلى ديترويت وأقام مسيرة أخرى وجمع ألوف أخرى من الدولارات. تذكروا أنه بعد المسيرة مباشرة قام رأي ويلكنز بمهاجمة كنغ وأتهمه هو و"مجلس المساواة العراقية" بإثارة المشاكل في كل مكان ومن ثم حمل "المؤسسة القومية لتقدم الملونين"علي إخرجهم من السجن وصرف الأموال الطائلة لهذا الغرض؛ ثم اتهم كنغ ومنظمته بأنهم يجمعون التبرعات ولا يصرفونها في أعمال النضال. لقد حدث هذا وأستطع أن أقدم لكم أدلة موثقة من الصحف. فقد بدأ روي بمهاجمة كنغ وأخذ منغ بمهاجمة روي ثم قام فارمر بمهاجمتهما كليهما. وما إن أخذ قادة الزنوج هؤلاء " ذوو المكانة علي المستوي القومي " بمهاجمة واحدهم الآخر حتي راحوا يفقدون سيطرتهم علي الجماهير الزنوج.
نزل الزنوج الي الشوارع وأخذوا يتحدثون عن الذهاب إلى واشنطن. وفي ذلك الوقت كانت بيرمنجهام قد انفجرت وانفجر الزنوج في بيرمنجهام أيضاً ؛ تذكرو ذلك! وحينها أرسل الرئيس كينيدي جنوداً إلى بيرمنجهام، ثم ظهر علي شاشة التلفزيون وقال: "هذه قضية أخلاقية" وقال أنه سيقدم تشريعا للحقوق المدنية. وحين ذكر تشريع الحقوق المدنية وبدأ العنصريون الجنوبيون يتحدثون عن عزمهم علي مقاطعة التشريع أو تعطيله، بدأ الزنوج يتحدثون .. عن ماذا ؟ عن أنهم سيسيرون إلى واشنطن ويسيرون إلى الكونغرس ليعطوه ويمنعوا الحكومة من العمل. بل إنهم تحدثوا عن عزمهم علي الذهاب إلى المطار والاستلقاء علي المدرجات ومنع الطائرات من الهبوط. ها أنا ذا أخبركم بما كانوا يتحدثون عنه لقد كانت حقيقة تلك كانت ثورة السود الحقيقة. لقد نزلت القاعدة الشعبية إلى الشوارع ، وأخافت الرجل الأبيض خوفاً مميتاً وأخافت هيكل السلطة البيضاء في واشنطن خوفاً مميتاً.
لقد كنت هناك وشهدت الأمور بأم العين. وعندما علموا أن قوة السود الساحقة قاموا إلى واشنطن، قاموا بدعوة ويلكنز ودعوا راندولف وقادة الزنوج اولئك الذين "تحترمونهم" وقالوا لهم :"أوقفوا هذا " وقال كينيدي "انظروا أنتم جميعاً تنحون بالأمور منحي خطيراً وعندما قال العم توم العجوز: " يا سيادة الرئيس أنا لا استطيع إيقاف ما حدث لآنني لست أنا من بدأه" ها أنا أخبركم بما قالوه . لقد قال توم العجوز " أنا لست مشاركاً في الأمر أصلاً وأنا لست بالتأكيد علي رأس التحركات " وقال هؤلاء الزنوج يفعلون ما يحلولهم وهم يتقدموننا" وحينها قال الثعلب الداهية كينيدي إذا كنتم جميعا غير مشاركين في الأمر فأنا سأدخلكم فيه بل أنا سأضعكم علي رأسه وسأؤيده وأرحب به وأدعمه وانضم اليه " ولم تمض ساعات حتي عقدوا اجتماعا في مدينة نيويورك وفي فندق كارلايل الذي تمتلكه عائلة كينيدي وهناك قامت جمعية خيرية يرأسها رجل أبيض يدعي ستيفن كوريير بدعوة كل كبار قادة حركة الحقوق المدنية الي الاجتماع في فندق كارلايل وقال لهم : " إنكم بشجاركم تدمرون حركة الحقوق المدنية ولأنكم تتشاجرون بسبب المال الذي يقدمه التحرريون البيض فلنشكل ما يسمي بالمجلس المتحد لقيادة حركة الحقوق المدنية. دعونا نشكل هذا المجلس ونجعل كل فرق حركة الحقوق المدنية تنضوي تحته، وسنستخدمه لجمع التمويل " ولكن دعوني أبين لكم شدة مكر الرجل الأبيض : فما إن شكلوا ذلك المجلس حتي انتخبوا ويتني يونغ رئيساً ومن تراه كان الرئيس الآخر في اعتقادكم ؟ لم يكن ستيف كوريير ذلك الرجل الأبيض المليونير ومارتن لوثر كنغ يعرف أن ذلك هو ما حدث، وكل شخص من الستة الكبار في السود يعرف أن ذلك هو ما قد حدث.
ما إن تشكليل المجلس والرجل الأبيض علي رأسه حتي قام هذا بأغدق الوعود وقدم 800 ألف دولار لكي يقتسمها الستة الكبار فيما بينهم، وأخبرهم أنه بعد القيام بالمسيرة في واشنطن لهم 700 ألف دولار أخرى. والمجموع مليون ونصف مليون دولار لكي يقتسمها القادة الذين كنتم تتبعونهم وتذهبون إلى السجون من أجلهم وتذرفون دموع التماسيح من أجلهم! وعندما تم تنظيم الأوضاع، أمن لهم الرجل الأبيض أفضل الخبراء في العلاقات العامة، ووضع كافة وسائل الإعلام في طول البلاد وعرضها تحت تصرفهم، فأخذت تبرز هؤلاء القادة الستة الكبار بوصفهم قادة المسيرة مع أنهم في الأصل لم يكونوا مجرد مشاركين فيها! وأول حركة قام بها البيض بعد الاستلاء علي المسيرة هي دعوة والتر روثر - وهو رجل أبيض - ودعوة قسيس وحاخام ومبشر عجوز أبيض لقد دعوا العناصر البيضاء عينها التي وضعت كينيدي في السلطة - من الحركات العمالية والكاثوليك واليهود والبروتستانت التحرريين وهذه الزمرة التي وضعت كينيدي في السلطة هي عينها التي انضمت إلى المسيرة في واشنطن.
إن الأمر ليشبه أن تكون لديك قهوة شديدة السواد أي شديدة القوة. فماذا تفعل ؟ تقوم بمزجها ببعض الحليب فتضعفها. ولكنك إذا صببت فيها حليبا أكثر مما ينبغي فلن تعرف أن ما تشربه قهوة. فقد كانت ساخنة فأصبحت باردة، وكانت قوية فأصبحت ضعيفة وكانت توقظك في السابق وتنشطك ولكنها الآن تدفعك إلى النوم! وهذا ما فعلوه بالمسيرة إلى واشنطن : لقد انضموا إليها ، وهم لم يدمجوها. بل اخترقوها. انضموا إليها وأصبحوا جزءاً منها واستولوا عليها. ففقدت ميزتها القتالية وتوقفت عن أن تكون غاضبة وتوقفت عن أن تكون حارة، وتوقفت عن أن تكون غير مساومة. بل توقفت عن أن تكون مجرد مسيرة، وأصبحت نزهة أو سيركاً ولقد قمتم بسيك كهذا ههنا في ديترويت - وشاهدناه علي التليفزيون - وكان يقوده مهرجون سود. أنا أعلم أنكم لا تحبون سماع ما لأقوله، ولكنني سأقوله علي أي حال، لأنني استطيع إثبات أقوالي. وإذا اعتقدتم أن ما أقوله غير صحيح فاحضروا مارتن لوثر كنغ وفيليب راندولف وجيمس فارمر والثلاثة الآخرين، ولتروا بأنفسكم إن كان باستطاعتهم أنكار ذلك أمام الميكرفون وجوائز الأوسكار لا، لقد كانت خيانة، كانت استيلاء.
وعندما جاء جايمس بالدوين من باريس لم يسمحوا له بالحديث، لأنه لم يكن بإمكانهم إلزامه بالنص. لقد سيطروا علي المسيرة بشدة. فأملوا علي أولئك الزنوج الوقت الذي يمكنهم فيه دخول المدينة، وكيفية الوصول، وأماكن الوقوف، واليافطات التي سيحملونها، والأغاني التي سيغنونها، والخطب التي يمكنهم إلقاؤها، والخطب التي لا يمكنهم إلقاؤها. وبعد ذلك أخبرهم بأن عليهم الخروج من المدينة قبل مغيب الشمس وقد غادر كل الأعمام توم اولئك المدينة قبل غروب الشمس فعلاً لقد كانت المسيرة عبارة عن سيرك أو عرض تمثيلي يتفوق علي كل ما تنتجه هوليود علي الإطلاق. كانت فيلم السنة المميز، ومن الواجب إعطاء والتر روثر وأولئك الشياطين الثلاثة آلاخرين البيض جائزة الأوسكار عن أحسن تمثيل لأنهم مثلوا دور محبي الزنوج وأقنعوا به عدد كبير من الزنوج. أما القادة الزنوج الستة فيجب أن يحصلوا هم أيضاً علي جائزة الأوسكار، ولكن عن الأدوار الثانوية.[7]
ورقة الاقتراع أو رصاصة
[عدل]كليفلاند 3 ابريل 1964: إن السؤال المطروح اليوم وكما أفهمه هو "ثورة الزنوج إلى أين نذهب من هنا " أو "ماذا بعد ؟" وبطريقتي المتواضعة في فهم هذا السؤال فإن الأمر يدفعنا إما الاقتراع وإما إلى الرصاصة. كلنا عانينا في البلد القمع السياسي علي يد الرجل الأبيض والاستغلال الاقتصادي علي يد الرجل الأبيض والتفسخ الاجتماعي علي يد الرجل الأبيض. إذ أتحدث علي هذا النحو فأنني لا أعني أننا ضد البيض، بل يعني أننا الإستغلال وضد التفسخ الاجتماعي وضد القمع. وإذا أردنا الرجل الأبيض ألا نكون ضده, فعليه التوقف عن قمعنا واستغلالنا وسواء أمسيحيين كنا أم مسلمين أم قوميين أم لاأدريين أم ملحدين، فإن علينا أولاً أن نتعلم أن ننسي خلافاتنا. ولئن كنا فلنختلف في السر وحين نظهر علي الملإ فيجب الأيكون لدينا ما نختلف حوله علي الإطلاق إلى أن ننهي خلافنا مع الرجل الأبيض. وإذا كان في إستطاعتة الرئيس الراحل كينيدي أن يلتقي بخروتشيف ويتبادلان القمح فإن بيننا التأكد ما هو أعظم مما كان بينهما.
الجمهوريون والديموقرطيون أنا لست سياسياً ولا حتى تلميذ في السياسة أنا لست من أنصار الحزب الديموقراطي ولا من أنصار الحزب الجمهوري بل أنني لا أعتبر نفسي أميركياً. فلو كنا أنا وأنتم أميركيين لما كانت ثمة أية مشكلة. أولئك المنحدرون من أوروبا الوسطي أو الشرقية الذين نزلوا لتوهم من السفينة - زمن الهجرة إلى العالم الجديد - أميركيون والمتحدرون من بولندا أميركيون. والمهاجرون الإيطاليون أميركيون. كل شئ يأتي من أوربا. كل شئ أزرق العينين يغدو أميركياً. وعلي الرغم من وجودنا العريق أنا وأنتم في هذه البلاد فأننا ما زلنا غير أميركيين بعد! حسناً. أنا لا أؤمن بخداع النفس. لن أجلس أمام المائدة وأراقبك تأكل دون أن يكون ثمة شئ في صحني. ثم أدعي أنني متغد أو متعش ! لا أنا لست أمركياً بل أنا واحد من 22 مليون أسود يشكلون ضحايا الأمركه. واحد من 22 مليون أسود من ضحايا الديمقراطية التي لا تعدو أن تكون نفقاً مقنعاً. ولهذا لا أقف أمامكم هنا لأتحدث إليكم بوصفي أميركياً أو وطنياً أو محيياً للعلم أو شوفينياً مغالياً في حب الوطن لا، هذا ما لا يمكن أن أفعله. وإنما أتحدث إليكم كضحية من ضحايا هذا النظام الأميركي. وأنني لأري أميركا بعيني الضحية أنا لا أري أي حلم أميركي بل الحق أنني أري كابوساً أميريكياً ! ها هم أولئك الضحايا ال22 مليون يستيقظون وها هي عيونهم تتفتح فيرون ما كانوا في السباق ينظرون اليه فحسب، وها هم ينضجون سياسياً وهم يتبيتون أن هناك اتجاهات سياسة جديدة من المحيط الباسيفيكي إلى المحيط الأطلنطي. وهم يرون أنه كلما جرت إنتخابات تقاربت أصوات المتنافسين بحيث دعت الحاجة إلى إعادة عد الأصوات وهذا ما حدث (في إنتخابات الحاكمين ) في مناطق كثيرة من أميركا. وحدث الشئ ذاته مع كينيدي ونيكسون عندما ترشحا لمنصب الرئيس فماذا يعني هذا ؟
يعني أنه حين يكون البيض مقسومين إلى قسمين متساويين، وتكون لدي السود كتلة كبيرة من الأصوات الخاصة بهم، فإن السود هم الذين يقررون من سيجلس في البيت الأبيض ومن سيجلس في بيت الكلب. في الإدارة الحالية هناك 275 ممثلاً عن الديمقراطيين في مجلس النواب و177 ممثلاً فقط عن الجمهوريين وعليه فالديموقراطيون يسيطرون علي ثلثي أصوات المجلس فلماذا لا يستطيعون تمرير قانون لمساعدتنا ؟ وفي مجلس الشيوخ هناك 67 سيناتوراً من الحزب الديموقراطي و33 فقط من الحزب الجمهوري. إن الديموقراطيين يستأثرون بالحكم، وأنتم من قدم لهم ذلك، فماذا أعطوكم في المقابل ؟ لقد أمضوا أربع سنوات في الحكم وهاهم الآن يلتفون لكي يقدموا بضعة تشريعات للحريات المدنية إن ما أحاول أن أطبعه في أذهانكم أساساً هو التالي أنا وأنتم في اميركا لا نواجه مؤامرة فصل عنصري، بل مؤامرة حكومية. وكل الذين يعملون علي تعطيل قوانين إنهاء الفصل العنصري هم من مجلس الشيوخ والكونغرس - أي من الحكومة.
الحقوق المدنية وحقوق الإنسان
[عدل]إلام يؤدي هذا ؟ أولاً نريد كسب أصدقاء إلى جانبنا، نريد حلفاء جدداً. إن كفاح حركة الحقوق المدنية بكامله يحتاج إلى تأويل جديد، تأويل أوسع. نحن نحتاج إلى أن ننظر إلى الحقوق المدنية من زاوية أخرى - من الداخل كما من الخارج أيضاُ - وبالنسبة إلى من ينتمون منا إلى فلسفة القوميين السود فإن الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها الانخراط بالكفاح من أجل الحقوق المدنية هي إعطاؤه تأويلاً جديداً؛ فالتأويل القديم يستثنينا ويبقينا خارجاً. نحن بحاجة إلى أن نوسع الكفاح من أجل الحقوق المدنية ونرفعه إلى مستوي اعلي - إلى مستوي حقوق الإنسان - فعندما تكافحون من أجل الحقوق المدنية وحدها تحصرون أنفسكم في ضوابط الرجل الأبيض، وضمن الولاية القضائية للعم سام، فلا يستطيع أحد من العالم الخارجي التحدث بشأنكم ما دام كفاحكم في مستوي الحقوق المدنية لأن الحقوق المدينة تنضوي تحت الشؤون الداخلية لهذا البلد، ولا يستطيع كل إخواتنا في افريقيا وإخواتنا في روسيا وفي أميركا اللاتينية فتح أفواههم والتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة. لكن في الأمم المتحدة ما يسمي "العهد الدولي لحقوق الإنسان " ولديها لجنة مختصة بحقوق الإنسان. ولعلكم تتساءلون لم عرضت كل الفظاعات التي ارتكبت في افريقيا وفي هنغاريا وفي روسيا وفي أميركا اللاتينية علي الأمم المتحدة, في حين لم تعرض عليها مشكلة الزنوج علي الإطلاق ؟
إن هذا لهو جزء من المؤامرة ؛ ذلك أن أولئك التحرريين البيض المخادعين من ذوي العيون الزرق الذين يفترض أن يكونوا اصدقاءكم لم يخبرونا قط بأي شئ يتعلق بحقوق الإنسان. بل أبقوكم مقيدين بالحقوق المدنية عندما توسعون الكفاح من أجل الحقوق المدنية إلى مستوي الكفاح من أجل حقوق الإنسان، يمكنكم حينذاك أن تأخذوا قضية السود في هذا البلد وأن تعرضوا علي الأمم المتحدة، ويمكنكم أن تأخذوها أمام الهيئة العامة، ويمكنكم أن تجروا العم سام إلى المحكمة الدولية.
أرغب في أن أذكر في النهاية بضعة اشياء تتعلق "بمنظمة المسجد الإسلامي " التي أسسناها مؤخراً في مدينة نيويورك. صحيح أننا مسلمون وأن ديننا هو ألإسلام ولكننا لا نخلط أمورنا الدينية بسياستنا وأمورنا الإقتصادية ونشاطاتنا الاجتماعية والمدنية لن نفعل ذلك كما نفعل سبقاً بل سنبقي أمورنا الدينية في مسجدنا، وننخرط بعد انتهاء الشعائر الدينية كمسلمين في النشاط السياسي وفي النشاطات الإقتصادية والاجتماعية والمدنية، وسنشترك في النشاط مع أي كان وفي أي مكان أو وقت كان وبأى وسيلة هدفها القضاء علي الشرور السياسية والإقتصادية والاجتماعية التي تبتلي الناس في منجتمعاتنا.
القومية السوداء
[عدل]إن الفلسفة السياسية لقومية السود تعني أن علي السود أن يسيطروا علي السياسة والسياسيين في مجتمعاتهم والفلسفة الإقتصادية لقومية السود هي فلسفة نقية وبسيطة، فهي تعني فقط أن علي السود أن يسيطروا علي اقتصاديات مجتمعاتهم ونحن لا نستهدف في دعوتنا إلى قومية السود أن نجعل السود يعيدون تقييم البيض - فأنتم تعرفونهم من قبل - بل نهدف إلى جعل الرجال السود يعيدون تقييم انفسهم. لا تحاولوا تغيير افكار الرجل الأبيض، فليس بإمكانكم ذلك، وانفضوا عنكم كل الكلام عن استشاد الضمير الأخلاقي لأميركا لأن ضمير اميركا قد أفلس. لقد خسرت أميركا ضميرها منذ زمن بعيد؛ إن العم سام لا يملك ضميراً، وهم لا يعرفون الأخلاق. إنهم لا يحاولون القضاء علي الشرور لأنها شرور أو لأنها غير قانونية أو لأنها غير أخلاقية، وأنما يقضون علي الشرور حين تهدد وجودهم فقط.
السلاح
[عدل]أخيراً لا أخراً ، علي أن أقول شيئاً بخصوص الخلاف القائم علي امتلاك المسدسات والبنادق، والشئ الوحيد الذي قلته في السابق هو أنه عندما تكون الحكومة عاجزة عن الدفاع عن حياة الزنوج وأملاكهم أو غير راغبة في ذلك، فسوف يكون علي الزنوج أن يدافعوا عن أنفسهم. إن البند الثاني في "التعديل الدستوري " يؤمن لي ولكم الحق في امتلاك بندقية أو مسدس. وهذا لا يعني اننا سنقوم بالحصول علي الأسلحة وتشكيل كتائب لمطاردة البيض، رغم أن ذلك مبرر في حالتنا ولكن ذلك سيكون غير قاوني، ونحن لا نفعل شيئاً غير قانوني. وإذا كان الرجل الأبيض لا يرغب في أن يشتري الرجل الأسود بنادق ومسدسات، فعلى الحكومة أن تقوم بواجبها.
رسالة من جدة
[عدل]في 13 إبريل 1964: غادر مالكوم أكس الولايات المتحدة في رحلة طويلة زار فيها مصر ولبنان والسعودية ونيجريا وغانا والمغرب والجزائر. وفي أثناء هذه الرحلة قام بأداء فريضة الحج. وقد شكلت هذه الرحلة علامة فارقة في تطوير أفكاره، وكثيراً ما كان يتحدث عنها وعما تعلمه منها. وفيما يلي مقتطفات من الرسالة كان قد ارسلها إلى زوجته من جدة 20 ابريل 1964 :
لم اشهد في حياتي ضيافة كريمة وروحاً غامرة بالأخوة الحقة كاللتين شهدتهما من أناس من شتي اللوان والأعراق في هذه الأرض العريقة المقدسة، وطن إبراهيم ومحمد وكل أنبياء الكتب المقدسة الآخرين. فقد كنت خلال الاسبوع الماضي مفتوناً وعاجزاً عن التعبير عما رايته من كرم يعرضه الناس من حولي علي اختلاف ألوانهم. كان هناك عشرات الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء العالم، وكانوا من شتي الألوان من الشقر ذوي العيون الزرق، إلى الأفارقة سود البشرة. ولكنهم كانوا جميعاً يمارسون الطقوس الروحية ذاتها، وكانوا يكشفون عن روح من الوحدة والأخوة التي قادتني خبرتي في أميركا إلى الإعتقاد باستحالة وجودها بين البيض وغير البيض. إن أميركا لفي حاجة إلى فهم الإسلام، لأن هذا هو الدين الوحيد الذي يمحو مشكلة العرق من مجتمعها.
أثناء رحلاتي في العالم الإسلامي التقيت وتحدثت بل واكلت مع أناس كانوا سيعتبرون "بيضاً" في أميركا. ولكن دين الإسلام في قلوبهم أزال "البياض" من عقولهم، فراحوا يمارسون أخوة حقيقية وصادقة مع الناس الآخرين أياً يكن لونهم. إن الإسلام الحقيقي يزيل العنصرية لأن الناس من شتي الألوان والأعراق الذين قبلوا مبادئه الدينية ويعبدون إلها واحد هو الله عز وجل يقبلون أيضاً وتلقائياً واحدهم الآخر بوصفهم إخوة وأخوات بغض النظر عن اختلافهم في المظهر. قد تصعقين حين تسمعين كلامي هذا، ولكنني كنت علي الدوام رجلاً يحاول مواجهة الحقائق، وتقبل واقع الحياة كما تكشف عنه المعارف والخبرات الجديدة. ولقد علمتني تجربة الحج هذه الشئ الكثير، وكل ساعة أقضيها في الأرض المقدسة تفتح عيني أكثر فأكثر. وإذا تمكن الإسلام من غرس روح الأخوة الحقة في قلوب " البيض" الذين قابلتهم هنا في أرض الأنبياء، فمن المؤكد أن باستطاعته أن يمحو سرطان العنصرية من قلوب الأميركيين البيض.
خطابه في قاعة الأودوبون
[عدل]نيوريورك 20 ديسمبر 1964 : عندما تنظرون إلى تاريخنا النضالي، وأعتقد انكم ستتفقون معي علي أننا جربنا أنماطا مختلفة من النضال، وإن كل الطرق التي جربناها لم تأتينا بما كنا نناضل من أجله، فلو كان أي منها منتجاً لكنا تابعناه. ولربما جربنا طرقاً مختلفة أكثر مما جرب أي شعب آخر ولككني أعتقد في الوقت ذاته، أننا جربنا طرقاً مختلفة خاطئة أكثر مما جرب أي شعب آخر، لأن أكثر الشعوب الأخرى حققت قدر أكبر من الحرية التي نملكها. فأنى تولوا أبصاركم تروا شعوباً تحقق حريتها منا، وتحظى باحترام وأعتراف أسرع منا. لقد حصلنا نحن علي وعود ولكننا نحصل قط علي أي شئ حقيقي، وذلك مردة أساسا إلى أنه مازال علينا أن نتعلم الأخطوطة - التكتيك - أو الاستخطاطية - الإستراتيجية - أو الأسلوب المناسب لتحقيق الحرية علي أرض الواقع. وأعتقد أن أحد الأسباب التي أدت بشعبنا في هذا البلد الي تجريب كل هذا العدد الكبير من الطرق هو أن الظروف قد تغيرت بتواتر سريع ؛ فما كان نافعاً قبل عشر سنوات لم يكن نافعاً قبل سبع سنوات أو خمس سنوات أو ثلاث سنوات.
الناس والبرنامج
[عدل]سألني عدة أشخاص منذ فترة وجيزة، وبعد عودتي من أفريقيا "ما هو برنامجك" ؟ وأنا الي هذا اليوم لم أذكر وعن قصد، ما هو برنامجنا، لأنه سيأتي الوقت الذي سنكشف فيه عنه بحيث يفهمه كل شخص. إن السياسات تتغير، والبرامج تتغير، وفقاً لظروف الزمن، ولكن الأهداف لا تتغير أبداً. إن أهدافنا هي التحرر الكامل والعدالة الكاملة والمساواة الكاملة، وسنحقق ذلك بكل الوسائل الضرورية؛ وهذا لا يتغير أبداً أنا لا يهمني انتمائكم ؛ فمازلتم تريدون الإعتراف والاحترام بوصفنا آدميين، ولكنكم غيرتم وسائل تحقق ذلك من وقت إلى آخر، والسبب هو الزمن والظروف التي تطرأ. وأحد تلك الظروف التي طرأت علي هذه الأرض الآن ولا نعلم عنه إلا القليل، هو علاقتنا بالكفاح التحريري للشعوب في كل العالم.
أنا شخصياً أعتقد انك إذا فهمت الناس ما يواجههم إفهاماً تاماً وألأسباب الأساسية التي أدت إليه، وضعوا بأنفسهم برنامجاً خاصاً بهم. وعندما يضع الناس برنامجاً ينشأ التحرك. إما عندما يضع "القادة" برنامجاً فإنك لن تجد أي تحرك، والوقت الوحيد الذي تراهم فيه هو الوقت الذي ينفجر فيه الناس، فإذاك يقتحم القادة ويوجهون للسيطرة علي الأمور ! أنتم لا تستطعون أن تذكروا لي قائداً واحداً تسبب بانفجار شعبي. لا ، أن القادة يأتون لاحتواء الانفجار! وتجدهم يقولون :" لاتأخذو الأمور بالخشونة، عليكم التصرف بذكاء" وهذا هو دورهم - أنهم موجودون كي يكبحوكم ويكبحوني - الكفاح ويبقوه في مسار محدد فلا يخرج عن السيطرة. في حين أننا لا نريد لأي كان أن يمنعنا من الخروج عن السيطرة. فنحن نريد أن نخرج عن السيطرة، ونحن نريد نحطم أي شئ يقف في طريقنا حين لا يكون منتمياً إلى أهدافنا وكفاحنا.
أفريقيا
[عدل]إذن أيها الإخوة والأخوات الأمر الذي عليكم وعلي أن أفهمه هو الدور الذي يؤدي في القضايا الدولية اليوم بواسطة قارة أقريقيا أولاً بواسطة شعوب تلك القارة ثانياً وبواسطتنا نحن ثالثاً وأقصد نحن الذين لنا صلة بشعوب تلك القارة ولكننا - وبسبب التواء في تاريخنا - نجد أنفسنا هنا اليوم في النصف الغربي من الكرة الأرضية. إن أفريقيا تقع جغرافياً وأستخطاطياً بين الشرق والغرب وهي أنفس قطعة ملك من بين القطع الواقعة ضمن الصراع بين الشرق والغرب. فلا يمكنك الوصول إلى الشرق دون أن تمر بها ولا يمكنك أن تأتي من الشرق إلى الغرب دون أن تمر بها وهي قابعة هناك بين الأطراف كلهم وتستكين في عش بين آسيا وأوروبا، وبإمكانها الوصول إلى أي منهما كما أنه ليس بلإمكان نقل أي من المصادر الطبيعية التي تحتاجها أوروبا والتي تحصل عليها من آسيا دون المرور عبر أفريقيا أو حول أفريقيا أو عبر قناة السويس التي تقع في رأس افريقيا. إن بإمكان افريقيا قطع الخبز عن أوربا، وبإمكانها أن تسلم أوروبا إلى النوم بين ليلة وضحاها لأنها في موقع يؤهلها لأن تفعل ذلك, ولكنهم يريدون لي ولك أن نعتقد أن افريقيا غابة لا قيمة لها ولا أثر لأنهم يعلمون أنك إن علمت مدي قيمتها فستعلم لماذا يقتلون شعباً هناك.
وهناك سبب آخر لأهمية القارة وهو الذهب الموجود فيها إذ إن فيها واحداً من أكبر مقادير رواسب الذهب في العالم. وفيها الماس أيضاً وأنا أقصد الماس الذي تتقلدونه في أصابعكم وأذانكم فقط بل الماس الصناعي الماس الذي يحتاجونه لصناعة الآلات، وبدون الماس تتوقف صناعتهم ليس فقط الماس بل الكوبلت أيضاً. والكوبلت هو أحد أهم المعادن النفيسة علي الأرض اليوم، وأعتقد أن أفريقيا هي من الأماكن القليلة في العالم التي يوجد فيها, أنهم يستعملونه لمعالجة السرطان بالإضافة إلى أنهم يستعملون في مجال الطاقة النووية التي سمعتم الكثير عنها ومن الناحية السياسية فإن لأفريقيا قارة وللشعوب الأفريقية سكاناً أكبر تمثيل قاري في الأمم المتحدة. والأفارقة سياسياً أيضاً هم في أفضل موضع استخطاطي وفي أقوي وضع كلما أنعقد مؤتمر علي المستوي الدولي إن القوة الوحيدة التي بإمكانها مساعدتكم ومساعدتي هي القوة الدولية لا القوة المحلية فلماذا علينا أن نبقي فاقدين لعقولنا ولا نتماهي مع تلك الكتلة القوية.
حوارات ومواقف قبل 3 شهور من اغتياله
[عدل]- عن العنصرية ودولة السود
ما هو الفرق بين عنصرية البيض وعنصرية السود - عادة ينتج العنصري الأسود من قبل العنصري الأبيض. وفي معظم الحالات نجد أن عنصرية السود حين نتفحصها عن قرب إنما هي رد فعل علي عنصرية البيض. وأعتقد أن السود قد أظهروا نزاعات عنصرية أقل من أي شعب آخر منذ فجر التاريخ. إذا استجبنا لعنصرية البيض برد فعل عنيف فإن ذلك في نظري لن يكون عنصرية من قبل السود. فلو أتيت لتضع حبلاً حول عنقي وشنقتك بسبب ذلك فإن ذلك بالنسبة إلى ليس عنصرية وإنما فعلك أنت هو العنصرية إن رد فعلي ما هو إلا رد فعل إنسان يقوم بالدفاع عن نفسه وحماية نفسه. وهذا ما لم يفعله شعبنا بعد وهناك قسم من شعبنا - من حملة الشهادات الأكاديمية العالمية علي الأقل - لا يريدون أن يفعلوا ذلك - ولكن أكثرنا ليسوا من ذلك المستوي. ما هو في إعتقادك سبب التحيز العرقي في الولايات المتحدة.
الجشع والجهل بالإضافة إلى برنامج من التجهيل مصمم بمهارة ويترافق مع نظام الإستغلال والقمع الأميريكي أن سكان أميركا لو علموا جميعهم بالطريقة الصحيحة فسيصبح كثير من البيض أقل عنصرية في مشاعرهم. وعندما أقول : تعليمهم بالطريقة الصحيحة فإنما أعني إعطاءهم الصورة الحقيقية عن تاريخ السود وعن إسهامات السود في الحضارة. وعندما سيكون البيض أكثر احتراماً للسود كبشر وسيبطل شعورهم بالتفوق - جزئياً علي الأقل. كما أن مشاعر الدونية لدي السود تستبدل بمعرفة متزنة بأنفسهم، وسوف يشعرون بإنسانيتهم أكثر ويتصرفون كبشر في مجتمع من البشر وعليه فإن القضاء علي العنصرية يتطلب التعليم المناسب اما وجود الجامعات والمعاهد فهذا لا يعني وجود تعليم أو تربية ذلك لأن الجامعات والمعاهد في نظام التعليم الأميركي تستخدم بمهارة من أجل التجهيل.
- هل ثورة الزنوج ثورة عرقية
نحن نعيش في حقبة ثورية وما ثورة الزنوج الأميركيين إلا جزء من الثورة ضد الاستعمار التي ميزت هذه الحقبة من الخطأ تصنيف ثورة الزنوج ببساطة علي أنها نزاع عرقي بين السود والبيض أو بوصفها مشكلة أميركية خالصة. فنحن نرى اليوم ثورة كونية للمضطهدين ضد المضطهدين والمستغلين ضد المستغلين. إن ثورة الزنوج ليست ثورة عرقية بل نحن نرغب في ممارسة الإخاء مع أي شخص يرغب في العيش بناء عليه. ولكن الرجل الأبيض ما أنفك يبشر بمذهب فارغ من الإخاء لا يعدو أن يكون تقبل الزنوج السلبي لمصيره.
- قبل أن تترك إلايجة محمد وتذهب إلى مكة في عالم الإسلام الأصيل كنت تؤمن بالانفصال الكامل بين البيض والزنوج كنت معارضاً للآندماج العرقي والزواج المختلط فهل غيرت معتقداتك تلك؟
أنا أؤمن بأن علي كل كائن بشري أن يقدر بوصفه كائناً بشرياً لا يصفه أبيض أو أسود أو أسمر أو أحمر وعندما تتعامل البشرية وكأنها عائلة واحدة فلن يكون الاندماج العرقي أو الزواج المختلط هو الموضوع بل يكون الأمر أمراً زواج كائن بشري بكائن بشري آخر أو كائن بشري يعيش مع كائن بشري آخر. مع هذا يمكنني القول إنني لا اعتقد أن وزر هذا الأمر يوضع علي السود لأن الرجل الأبيض جمعياً هو أول من أظهر عدائيته للآندماج والزواج المختلط وللخطوات الأخرى في طريق التوح. لهذا فأنا كرجل أسود وبالأخص كأميركي أسود لا أري أن علي أن أدافع عن أي موقف اتخذته في السباق لأنه يظل رد فعل علي المجتمع الذي أنتج هذا الأمر.
- ولكنك لم تعد تؤمن بإقامة دولة للسود في أميركا الشمالية؟
لا أنا أدعو إلى قامة مجتمع يمكن أن يعيش الناس فيه كبشر وعلي أساس المساوة.
- لقد كان هناك كلام وأعتقد أنك أنت الذي قلته أو قاله إلايجة محمد عن معركة فاصلة ستجري في الولايات المتحدة بحلول العام 1984م أنا أتساءل إذا كنت ما تزال تؤمن به ولماذا ذلك الموعد بالتحديد ؟
أعتقد أن الكثير مما علمه إلايجة محمد لا يؤمن به نفسه وأنا أقول ذلك وأستطيع أن أدافع عما أقوله بسهولة إذا ما جلست قبالته ولكني أعتقد فيما يتعلق بصراع فاصل بين الشرق والغرب أن تحليلاً موضوعياً التي تجري حالياً سيشير إلى نشوء نوع من الصراع النهائي الفاصل وهو صراع بإمكانك أن تدعوه صراعاً سياسياً أو حتي صراعاً بين الأنظمة الإقتصادية الموجودة علي هذا الكوكب التي تعتمد علي محاور عرقية تقريباً. أنا أؤمن فعلاً بأنه سيكون هناك صراع بين الشرق والغرب. أنا أعتقد بأنه سيحدث في النهاية صدام بين المقموعين وأولئك الذين يريدون الحرية والعدالة والمساواة للجميع وأولئك الذين يريدون لأنظمة الإستغلال أن تستمر. أعتقد أنه سيحدث يوماً صدام من هذا النوع ولكنني لا أعتقد أنه سيكون مرتكزاً إلى لون البشرة كما علم إلايجة محمد.
- عن تنظيم الناس. هل تخطط لاستخدام الكراهية أداة لتنظيم الناس ؟
أنا لا أسمح لك بأن تدعو ذلك كراهية فلنقل أنني سوف أخلق وعياً لدي الناس بما صنع بهم. وهذا الوعي سينتج غضباً عارماً بشكله السلبي والإيجابي ويمكن توجيه هذا الغضب بشكل بناء لقد كان الخطأ الأكبر لدى الحركة أنها كانت تحاول تنظيم أناس نيام لتحقيق أهاف محددة. ولكن عليك أن توقظ الناس أولاً ومن ثم تحصل علي الفعل.
- توقظهم علي حقيقة استغلالهم؟
لا نوقظهم علي إنسانيتهم وعلي قيمتهم الذاتية وتراثهم. إن الفرق الأكبر ما بين الاضطهادين المتوازيين لليهود والزنوج هو أن اليهود لم يفقد مطلقاً إعتزازه بكونه يهودياً ولم يتوقف أبداً عن أن يكون رجلاً وكان يعرف أنه قدم مساهمة نفسية إلى العالم وقد أعطاه إحساسه بقيمته شجاعة مكنته من يرد العدوان ومكنه من أن يتصرف ويفكر باستقلالية وهذا علي النقيض من شعبنا وقادتنا.
- هل تؤمن بالعمل السياسي ؟ إذا رشحتك الجماعات اليسارية لمنصب عمدة المدينة فهل ستقبل ؟
نعم وأنا أؤمن بالعمل وحسب نقطة علي السطر وأي نوع من العمل سيكون ضرورياً. وعندما تسمعني أقول بكل الوسائل الضرورية فأنا أعني ذلك تماماً. أنا بأي نوع من العمل من أجل تصحيح الأوضاع الظالمة - سواء أكان عملاً سياسياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً أم جسدياً - أنا أؤمن بكل ذلك ما دام موجهاً بذكاء ومصمماً للحصول علي نتائج. ولكنني لا أؤمن بالأنخراط في أي نوع من العمل السياسي أوغيره دون التوقف لتحليل احتمالات النجاح أو إخفاق. وأعتقد أيضاً أن على الجماعات ألا تشير إلى نفسها بتصنيفات من قبيل "يساريين" أو "يمينيين" أو "وسطيين" بل أنا أعتقد أن عليهم أن يكونون وألا يدعوا الناس يضعون لهم ألقاباً وتصنيفات إذ إن التصفيات قد تدمرك أحياناً.
- لقد اعربت عن رغبتك في ترشيح مرشحين من الثوريين السود لمناصب حكومية عامة ، " فهل سترشح نفسك ايضاً ؟
لا أعرف ذلك حالياً. ولكنني اعتقد أنني سأكون أكثر فاعلية في مهاجمة مؤسسة الحكم فالمرء لا يستطيع فعل ذلك عندما يصبح في داخل المؤسسة.
- هل تعتقد أن هناك حاجة إلى أحزاب مقتصرة علي السود حزب الحرية الآن الموجودة في ميشيغان ؟
نعم ففي بعض الحالات علينا أن نبتكر آليات جديدة للعمل وفي حالات أخري من الأحسن أن نسيطر علي آليات موجودة فعلا. وفي كلتا الحالتين سنكون منخرطين في كل مستويات العمل السياسي بدءاً من العام 1965م ربط المشكلات.
- في النقاش الأخيرة الذي جري في الأمم المتحدة حول الكونغو قام من ممثل الأمم الأفريقية بشجب تدخل الولايات المتحدة في الكونغو وربطوا بين دورها هناك وبين معاملتها للسود في المسيسيبي. " ثم أحد معلقي الصحف إنك أنت مسؤول جزيئاً علي الأقل عن اتخاذ الوفود الأفريقية لهذا الموقف ؟
أنا لم أدع أبداً المسؤولية - أو قل الفضل - عن الموقف الذي لاتخذ من قبل الأمم الإفريقية. فالأمم الأفريقية ممثلة اليوم برجال دولة أذكياء وكان الأمر لا يعد مسألة وقت قبل أن يجدوا أن عليهم التدخل بالنيابة عن 22 مليون أميركي أسود هم إخوات وأخوات. إن ذلك ليعطي مثالاً جيداً علي السبب الذي يدفعنا إلى تداويل قضيتنا. وها هي الأمم الأفريقية تحتج الآن وتربط قضية العنصرية في الميسيسيبي بقضية العنصرية في الكونغو، بقضية العنصرية في فيتنام الجنوبية. إنها جميعاً قضايا نابعة من العنصرية وكل ذلك هو جزء من النظام العنصري الشرس الذي استخدمته القوة الغربية للاستمرار في استغلال الشعوب في أفريقيا وأسيا وأميركا اللاتينية.
- عن التعاون مع المجموعات الأخرى لقد قلت أن موقفك قد تغير بخصوص الكثير من القضايا في السنة الأخيرة فماذا عن موقفك بصدد منظمات الحقوق المدنية القائمة ؟
أنا ادعم أي اتجاه يؤدي إلى احراز نتائج ولا أريد أي منظمة - أكانت لحقوق المدنية أم لأي أمر آخر تساوم هيكل السلطة وتعتمد علي عناصر محددة في هيكل السلطة من أجل تمويلها لأن هذا ألامر يضعها تحت تأثير وسيطرة هيكل السلطة ذاته من جديد. أنا أدعم الانخراط في أي عمل يؤدي إلى إحراز نتائج ذات معني لجماهير شعبنا - لا لمصلحة عدد قليل من الزنوج المنتقين في القيادة والذين يحصلون علي الهيبة والفضل في حين تبقي مشاكل الجماهير دون حل.
- إن الخلاف بين مالكوم أكس وقادة حركة الحقوق المدنية هو خلاف حول أخطبوطة العنف في مقابل أخطبوطة اللاعنف أو هو كما يعبر مالكوم خلاف حول الدفاع عن النفس في مقابل المازوخية. هذا الخلاف هو ما يمنع الوحدة التي يشعر مالكوم أنها أحد المفاتيح الرئيسية في الكفاح.
ليس مرد ذلك إلى عدم وجود الرغبة في الوحدة، أو أن الوحدة مستحيلة، أو لأنهم لا يتفقون معي في الخفاء، بل إن السبب هو أن معظم المنظمات تعتمد على مال البيض وتخشى فقدانه لقد أمضيت ما يقارب العام دون أن أهاجمهم وكنت أقول فلنجمتع فلنفعل شيئاً ما ولكنهم خائفون بشدة. وأعتقد أن علي التوجه إلى الناس أولاً وان أجعل القادة يلحقون بهم بعد ذلك. وهذا لا يعني أنني أستبعد التعاون بل سوف أحاول تقوية المجالات والنشاطات التي يمكن المجموعات أن تعمل فيهما معاً. وإذا كنا ذاهبين إلى حلبة ملاكمة فليس على قبضتنا اليمنى أن تصبح قبضتنا اليسرى وإنما علينا أن نستخدم رأساً مشتركاً إذا كنا نريد الفوز.
برقية إلى رئيس الحزب النازي الأميريكي
[عدل]في تجمع حاشد لمنظمة "اتحاد الأفارقة الأمركيين" عقد في حي هارلم بتاريخ 24 يناير عام 1965م قال مالكوم إنه شاهد على التليفزيون في نشرة الأخبار أحد العنصريين البيض يدفع بالقسيس مارتن كنغ الابن ويوقعه أرضاً. وقال مالكوم لقد سبب ذلك لي الألم وأضاف أنه لو كان موجوداً هناك لهرع إلى مساعدة كنغ. ثم قرأ على الملأ نص برقية ارسلها إلى جورج لينكن روكويل رئيس النازي الأميركي نص البرقية:
أرسل إليكم هذه البرقية لأحذركم من أنني لم أعد مقيداً عن مقاتلة العنصريين البيض فأنا لم أعد مقيداً من قبل حركة الإليجه محمد للانفصاليين السود المسلمين. وأرسلها إليكم أيضاً لأحذركم من أنه لو سبب تهيجكم العرقي الحالي ضد شعبنا في ألاباما أي أذى جسدي للقسيس مارتن كنغ الابن أو لأي أميركي أسود من الذين يسعون إلى التمتع بحقوقهم كبشر فإنكم ستواجهون أنتم وأصدقاؤكم من منظمة "كو كلوكس كلان" بأقصى الانتقام الجسدي من قبلنا نحن الذين لا يقيدنا فلسفة اللاعنف ولا تجردنا من أسلحتنا الجسدية ومؤمنين بممارسة حقنا في الدفاع عن النفس بكل الوسائل الضرورية. |
من كلماته الأخيرة
[عدل]أجرى مالكوم قبل اغتياله بثلاث أيام مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز وقال فيها أشعر كأني رجل كان نائماً وتحت سيطرة شخص آخر لأن ما أقوله وما أفكر به الآن عني أنا وقبل ذلك كان ما أقوله وما أفكر به نابعاً من إلاليجه محمد وإرشاداته. أنا الآن يا سيدي أفكر بعقلي أنا. بعد أن عرضنا هذه المواد أشعر أن من الضروري تقديم جانب آخر من شخصية مالكوم أكس وإن كان جانباً سلبياً ألا وهو جانب المغالاة والشطط. وسنورد على ذلك مثاليين من خطبه المثال ألاول أجتزئه عن مقاتلي الماو ماو الذين قاتلوا الاستعمار البريطاني في كينيا.