أبو القاسم الشابي
أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشَّابِّي الملّقب بـشاعر الخضراء (24 فبراير 1909، تورز - 9 أكتوبر 1934، تونس) شاعر تونسي. ولد في بلدة الشَّابة من ضواحي مدينة توزر في جنوب غرب تونس أيام الحماية الفرنسية، ونشأ بها. درس على والده أولًا الذي كان عالمًا دينيًا مسلمًا، فقد حفظ القرآن، ثم التحق بجامعة الزيتونة بمدينة تونس عام 1920، وتخرَّج فيها عام 1928. التحق بعد ذلك بمدرسة الحقوق بجامعة نفسها وحصل منها على ليسانس الحقوق عام 1930.
من أشهر أعماله ديوان «أغاني الحياة»، وكتاب «الخيال الشعري عند العرب»، وقد كتب جزءًا من مذكراته، وله مقالات أدبية وأشعار متنوعة نشرها في مجلة أبولو المصرية. كان ناشطًا في المدرسة الخلدونية، والنادي الأدبي بقدماء الصادقية، ومن مؤسسي جمعية الشبان المسلمين عام 1929. ألقى العديد من المحاضرات في نوادي الأدبية التونسية وله قصائد مشهورة رائجة.
توفي هو في 25 من العمر بمستشفى الحبيب ثامر بالعاصمة تونس بعد صراع طويل مع مرض القلب.
اقتباسات
[عدل]مذكراته
[عدل]كتب ا/لشابي مذكراته ونَشَر في حياته بعضاً منها. جمع نور الدين صمود أغلبهم ونشره «مذكرات أبي القاسم الشابي» في 2009.[1]
- النهار صحو جميل كأيَّام الربيع، والشمس مشرقة سافرة، والسماء مجلوة صقيلة تغمرها أشعة الشمس، فتنعش النفس وتستهوي المشاعر. وفي النفس شوق إلى مناظر البرية الساحرة، فما الذي يصدُّك عن الذهاب إليها وأنت بها المغرم المفتون؟
- «السبت ٤ جانفي ١٩٣٠» [2]
- أشعر الآن أني غريب في هذا الوجود، وأنَّني ما أزداد يومًا في هذا العالم إلا وأزداد غربة بين أبناء الحياة وشعورًا بمعاني هاته الغربة الأليمة.
- يقولون حَدِّثنا عن الحقيقة، وخلِّنا من خطرفة الخيال … وهل حدَّثهم قلبي عن غير الحقيقة منذ علَّمَتْهُ الحياةُ الكلامَ؟ ولكنني حينما تحدثت عن الحقيقة لم أتحدَّث عنها بتلك الأحاديث التافهة التي ألِفوا أن يسمعوها عن جَدَّاتهم في سكون الليل، وهم بين تهويم النوم ومناجاة الأحلام …
- لست واللهِ غير طائر غريب يترنَّم بين قوم لا يفهمون أغاني الطيور، ولكن هل يحفل الطائر بالوجود حين يترنَّم؟ هل يسأل الناس أيكم يفهم أغاني الطيور؟ كلَّا! يا قلبي! كلَّا … سر في سبيلك يا قلبي، ولا تحفل بصفير الأبالسة، فإن وراءك أرواحًا تتَّبِعُ خُطاك.
- «الثلاثاء ٧ جانفي ١٩٣٠» [3]
- لقد مات أبي أيها القلب! فماذا لك بعدُ في هذا العالم. مات أبي وظلِلت أنتحب وأنوح وأبكي بكاء النساء، ثم طبعت على جبينه البارد قبلة كانت آخر عهدي به.
- «الأحد ١٢ جانفي ١٩٣٠» [4]
- فرُبَّ نظرة بريئة من رعبوبة فاتنة أهاجت بقلبي ألف فكر، وابتعثت فيه ألف ادِّكار غطى عليه الزمن.
ورُبَّ ابتسامة حالمة زوَّقت لعيني مشاهد العيش، وأرتني جمال الحياة …
ورُبَّ مرأى من مرائي هذا الوجود أضرم في قلبي نيران الشعور وأسكر نفسي برحيق الخيال، فأصبحت شعلة ناريَّة تتَّقد بين البشر. - آه يا قلبي! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني، وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنويَّة والخارجيَّة.
- «الخميس ١٦ جانفي ١٩٣٠» [5]
- أنني لست من هاته الطائفة التي لا تفهم من النقد إلا عداء وسِبابًا، ولا ترفع قلمها إلا لغاية سافلة وغرض دنيء. لست — والحمد لله — من هاته الطائفة، ولكنني ممّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وممَّن يُسرُّون بكل انتقاد لا تكون غايته غير الحقيقة، ولا مصدره غير الإخلاص.
- رأيي في الانتقاد أنه ليس «شيطانا» يبثُّ بذور الشقاق وإنَّما هو ملاك يحمل سراج الحقيقة في سبيل الإنسان.
- إن رأيي في الصداقة أنَّها ليست بمعنى عبودية الفكر، ولكنَّها حرية «النفس». فإنني حينما أجلس إلى صديق أحسُّ بإشعاع الحياة في نفسي، وحينما أجلس إلى عدوٍّ أحسُّ بضيق الحياة فيها. وهاته الحريَّة التي تحسُّ بها النفس بجوار الصديق ليس معناها عبودية الفكر وتكبيل الضمير؛ لأن الحريَّة لا تنتج الاستبعاد، ولأنَّ صديقي الذي يحترم نفسه ويقدِّر عقله الذي وهبته الحياة إياه هو الرجل الذي يكون جديرًا بمحبتي واحترامي. أمَّا الرجل الذي أحبُّه وأستعبده بحيث يصبح ظلًّا لكلِّ أفكاري وخواطري، فإنني أشفق عليه أكثر مما أحبُّه، وأرثي له أكثر ممَّا أحترمه.
- «الثلاثاء ٢١ جانفي ١٩٣٠» [6]
- إنَّني شاعر، وللشاعر مذاهب في الحياة تخالف قليلًا أو كثيرًا مذاهب الناس فيها. وفي نفسي شيء من الشذوذ والغرابة أحسُّ أنا به حين أكون بين النَّاس … يجعلني أتبع سننًا ورسومًا تحبُّها نفسي، وربَّما لا يحبُّها الناس. وأفعل أفعالًا قد لا يراها الناس شيئًا محبوبًا، وألبس ألبسة ربَّما يعدها الناس شاذة عن مألوفاتهم.
- أنا شاعر. والشاعر عبد نفسه، وعبد ما توحي إليه الحياة، لا ما يوحي إليه البشر.
- أنا شاعر، والشاعر يحبُّ أن يكون حرًّا كالطائر في الغاب، والزهرة في الحقل، والموجة في البحار، وفي المناصب «والشرعية بالأخص» خنق لروح النفس، وقضاء على أغاني القلب، وإجهاز على راحة الضمير.
- «الأحد ٢٦ جانفي ١٩٣٠» [7]
- إنَّ التونسيين الآن ذوو نظريَّات فسيحة واسعة، ولكنَّهم يدورون في منطقة ضيِّقة من الأعمال لا تكاد تنتج شيئًا.
- «الاثنين ٢٧ جانفي ١٩٣٠» [8]
- إنَّني لا أظن الأحلام إلا ضربًا من تعلَّات الحياة التي تكون لنا في يقظتنا آمالًا وفي سناتنا أحلامًا، فالعقل الباطن الذي تختزن فيه صورة من صور الآمال البعيدة، لا بدَّ أن يحتال على إظهارها كشيء حقيقي، ولو في عالم الأحلام. فالنجوم والتفكير المتواصل فيها، ومسألة نفسك عن سرِّ العالم، هو الذي جعلك تشاهد في أحلامك ذلك المشهد الغريب.
- «الثلاثاء ٢٨ جانفي ١٩٣٠» [9]
محاضراته
[عدل]الخيال الشعري عند العرب
[عدل]«الخيال الشعري عند العرب» هو في الأصل محاضرة كان الشابي قد ألقاها 31 يناير 1929 في قاعة المدرسة الخلدونية، وبسب قيمتها النقدية والفكرية، وخطورة الموضوع الذي تناولته بالبحث والدرس، قرّر زين العابدين السنوسي إصدارها في كتاب.
- إلى حضرة الوالد الكريم الشيخ سيدي محمد بن بلقاسم الشابي الذي رباني صغيرًا، وثقفني كبيرًا، وأفهمني معاني الرحمة والحنان، وعلمني أن الحق خير ما في هذا العالم وأقدس ما في هذا الوجود! أتقدم بهذه الصفحات التي هي أول عمل أخرجته للناس. وأنا أرجو أن أكون قد تَوَخَّيْتُ فيها صراحة الصدق وجمال الحقيقة.
- «الإهداء» [10]
- لقد أصبحنا نتطلب حياة قوية مشرقة ملؤها العزم والشباب، ومن يتطلب الحياة فليعبد غده الذي في قلب الحياة … أما من يعبد أمسه وينسى غده فهو من أبناء الموت وأنضاء القبور الساخرة.
- «كلمة المؤلف» [11]
- أن الخيال ضروري للإنسان لا بد منه ولا غُنْيَةَ عنه، ضروري له كالنور والهواء والماء والسماء، ضروري لروح الإنسان ولقلبه، ولعقله ولشعوره، ما دامت الحياة حياة والإنسان إنسانًا. وإنما كان كذلك لأن الخيال نشأ في النفس الإنسانية بحكم هذا العالم الذي عاش فيه الإنسان وبدافع الطبع والغريزة الإنسانية الكامنة وراء الميول والرغبات، وما كان منشؤه الغريزة ومصدره الطبع فهو حي خالد، لا ولن يمكن أن يزول إلا إذا اضْمَحَلَّ العالم وتناثرت الأيام في أودية العدم.
- أن الخيال ينقسم إلى قسمين: قسم اتخذه الإنسان ليتفهم به مظاهر الكون وتعابير الحياة، وقسم اتخذه لإظهار ما في نفسه من معنى لا يفصح عنه الكلام المألوف.
- إن الإنسان شاعر بطبعه، في جِبلته يكمن الشعر وفي روحه يترنَّم البيان. إذ أيُّ إنسان لا يهتاجه المنظر الساحر والمشهد الخلاب، وأيُّ امرئ لا يستخفه الجمال في أي مظهر من مظاهره وفي أية فتنة من فتنه؟
- فرُبَّ دمعة يائسة أيقظت ألف عاطفة نائمة ورُبَّ ابتسامة حالمة أهاجت سواكن الوجود … ورُبَّ مشهدٍ رائع أحيا عبقرية خالدة، ورُبَّ فكرة واحدة صدعت أركان قلب كبير …
- أنَّ الإنسان مضطر إلى الخيال بطبعه، محتاج إليه بغريزته؛ لأن منه غذاء روحه وقلبه ولسانه وعقله. وأن اضطراره إليه جعله في نظره الأول حقيقة لا خيالًا، وما أصبح يعرف الخيال من الحقيقة إلا بعد أن تطورت نظرته إلى هذه الحياة وأصبح يعرف أن الليل والنهار والعواصف والبحار ليست أرواحًا ولا آلهة، وإنما هي مظاهر لهذا النظام الإلهي العتيد الذي يسخر كل شيء.
- إنما أريد أن أبحث في الخيال من ذلك الجانب الذي يتكشف عن نهر الإنسانية الجميل الذي أوله لا نهاية الإنسان وهي الروح وآخره لا نهاية الحياة وهي الله.
- أريد أن أبحث في الخيال عند العرب من ذلك الجانب الذي تَتَدَفَّقُ فيه أمواج الزمن بعزم وشدة، وتنهزم فيه رياح الوجود المتناوحة مجلجلة داوية جامحة، وتتعاقب عليه ظلمات الكون وأضواؤه وأصباح الحياة وأمساؤها؛ ذلك الجانب الذي يستلهم ويستوحي، ويحيا ويشعر، ويتدبر ويفكر، أو بكلمة مختصرة إنني أريد أن أبحث عند العرب على ما سميته خيالًا شعريًّا أو خيالًا فنيًّا.
- «الخيال» [12]
- فقد عبد العرب أربابًا متفرقة وآلهة كثيرة كغيرهم من الأمم الوثنية القديمة، ولكنهم لم يعبدوا تلك الآلهة بعد تفكير عميق في ظواهر هذا الوجود كما فعل غيرهم من أمم العالم، وإنما كانت عبادتهم على أحد ضربين: إما تأليه الأجداد أو تقليد غيرهم من الأمم في عبادة آلهتها.
- كانت أساطير العرب، وثنية جامدة جافية لم تفقه الحق ولا تذوقت لذة الخيال، وأوهام معربدة شاردة لا تعرف الفكر ولا اشتملت على شيء من فلسفة الحياة … أما أساطير الأمم الأخرى فقد كانت مشبعة بالروح الشعرية الجميلة زاخرة بفلسفة الحياة الفنية الراقصة في ظل الخيال.
- أرأيتم هذا العمق في الفكر وهاته السعة في الخيال في الأسطورة التي تزعم أن أفروديت قد خلقت من أمواج البحار؟ أي شيء أنصع من أمواج البحار وأطهر؟ وأي شيء أعمق من البحر؟ وأدوى من لجج اليم بمعاني الحياة؟ وأي شيء أجمل من البحر في عمقه وسكونه؟ وأقوى من البحر في ثورته الطاغية؟ كذلك الجمال، فيه من القوة والعمق ما في الحياة التي أنشأته. وكذلك تُخلق ربة الجمال من أمواج البحار التي تتمثل فيها قوة الحياة وعمقها وطهارتها.
- هل رأيتم واحدة من أساطير العرب تدانيها سعة في الفكر وغزارة في الخيال؟
- «الخيال الشِّعْري والأسَاطِير العَرَبيَّة» [13]
- أما ذهبتم في يوم من أيام الربيع الحالمة إلى بعض ضواحي المدينة، حيث البرية المهتزة الناضرة والغاب المونِقُ الجميل؟
- أما رأيتم ذلك البلبل الأنيق المتنقل بين الغصون المورِقة، يترنَّم بأغاريده الرقيقة الشجية؟
- أما أبصرتم تلك القُبَّرَةَ الرشيقة المتخطرة بين مخاوف الأشجار وحول مسارب الحقول تتغنى بتلك الأناشيد العذبة الطاهرة؟
- أما شاهدتم في ضحوة النهار تلك الفراشة الجميلة ترفرف حول الأعشاب البليلة، وتلك النحلة الهاجزة تحوم بين الزهور السكرى بأنوار النهار؟
- أما ساقطت إليكم ذات يوم نسمات المساء الوادعة ذلك الصوت الفضي الجميل المتجاوب في ظلام الغاب؟
- ثم أما أحسستم إذ ذاك وأنتم بين أحضان الطبيعة بذلك الشعور القوي الغامض الثَّمِل يستحوذ على مشاعركم ويستولي على نفوسكم فيجعلها أدنى إلى الخلود منها إلى هذا العالم الفاني؟
- ولولا هذا الجمال المنبث في مظاهر الكون وطواياه لاتخذت الإنسانية سبيلًا آخر غير هذا الذي تعرفه ولحُرِمَ العالم من ثمار خالدة أنتجتها العقول …
- إن مثل هذا الجمال الطبيعي هو القسطاس العادل الذي ينبغي أن توزن فيه نفسيات الأمم وشاعريات الشعوب لِيعلم ما هي عليه من قوة وضعف ومن صحة أو فساد، وأن على حسب ما في الإقليم من جمال وروعة تكون شاعرية الأمة، فإن كان وسطها الطبيعي بهيجًا نضيرًا كانت شاعرية الأمة خصبة منتجة، وإن كان كالحًا مقشعرًّا كانت كزة مجدبة.
- «الخيال الشِّعْري والطبيعَة في رَأي الأدب العَربي» [14]
- تلك هي النفس الإنسانية: فلذة خالدة من هذا الجمال العبقري الذي يتفجر من قلب الحياة تَفَجُّرَ العطر من الوردة اليانعة، فيشمل كل ما في هذا الملكوت من حي وميت، وينسجم على قسمات هذا العالم ووجوه هذا الوجود …
- تلك هي النفس الإنسانية: فلذة خالدة، فصلتها يد القدر عن جمال الحياة؛ ولذلك فهي أبدًا تحن إليه في أي مظهر كان وفي أى لون بدَا، فإن فقدته ظلت تبحث عنه بين سمع الأرض وبصرها حتى تظفر به.
- المرأة هي النصف الجميل الذي يحمل في قلبه رحيق الحياة وسلسبيل المحبة، والمرأة هي الطيف السماوي الذي هبط الأرض ليُؤَجِّجَ نيران الشباب ويُعَلِّمَ البشرية طهارة النفس وجمال الحنان، تلك هي المرأة في رأي البشرية جمعاء إلا قلوبًا لم تعرف نعمة الحب ولا سمعت نشيد الجمال فظلت مغلقة موصدة كأفئدة الصخور.
- هل وجدتم من يحاول أن يتكلم بقلبه أو بعقله عَمَّا وراء جسد المرأة من شعور سماوي رقيق، وعاطفة ندية ساجية وأحلام عذبة مستحبة تتألَّق سناء وبهجة وتشمل العالم كله بالعطف والحنان، فيتَّخذ من خياله أجنحة نارية ترفرف في ذلك العالم الشعري الذي تتراقص من حوله أشعة الطفل وضباب الصباح؟ …
- هل سمعتم بين هؤلاء وغيرهم من يتغنى بحنو المرأة وحبها كما يتغنى الطائر الغرد؟
- هل سمعتم من يتحدث عن المرأة وهي معبد الحب في هذا الوجود كما يتحدث الخاشع المتعبد عن بيت من بيوت الله؟
- أن المرأة في الأدب العربي لم تظفر بنصيب من الخيال الشعري ولو كان يسيرًا لأن النظرة التي نظر إليها بها كانت مادية محضة لا عمق فيها ولا ضياء، سواء في ذلك جميع العصور والأجيال.
- «الخيال الشعْري وَالمرْأة في رأي الأدَب العَربيِّ» [15]
- .. ما أبقاه لنا العرب من تراث أدبي جليل فهل نعثر فيه على شيء من القصص الحق الذي يجدر أن يُسَمَّى قصصًا؟
- هل نجد هذا القصص الجميل الذي يراد لنفسه كفَنٍّ مستقل من فنون الأدب التي تتخذ للتعبير عمَّا في الحياة من حق وفن، هذا النوع الذي لا يُراد منه اللذة والإمتاع فحسب بل يراد منه إلى ذلك فهم الحياة الإنسانية بما اشتملت عليه من خير وشر ومن حسن وقبح ومن لذة وألم.
- هل نجد هذا القصص الذي يقصد منه سبر جراح النفس البشرية الدامية، ورسم تلك الدماء الدفاقة التي تندفع آنًا بعنف وقوة وحينًا على رود وأناة؟
- «الخيال الشعري والقصَّة في الأدب العربي» [16]
- عندما أقول ذلك عن الأدب العربي لا أزعم أنه لا يلائم أذواق تلك العصور ولا أرواحها، ولكنني أقول إنه لم يعد ملائمًا لروحنا الحاضرة ولمزاجنا الحالي ولأميالنا ورغائبنا في هذه الحياة.
- لكل عصر حياته التي يحياها، ولكل حياة أدبها الذي تنفخ فيه من روحها القشيب.
- لقد أصبحنا نتطلب حياة قوية مشرقة ملؤها العزم والشباب، ومن يتطلب الحياة فليعبد غده الذي في قلب الحياة … أما من يعبد أمسه وينسى غده فهو من أبناء الموت وأنضاء القبور الساخرة … لقد أصبحنا نتطلب الحياة …
- فلا خير في أمة عارية تكتم فقرها … ولا خير في شعب جائع يُظهر الشبع … وشَرٌّ من كل ذلك أمة تقتني أثوابها من مغاور الموت ثم تخرج في نور النهار متبجحة بما تلبس من أكفان الموتى وأكسية القبور …!
- ..ولكن الروح العربية لا تستطيع أن تنظر إلى الأشياء كما تنظر إليها الروح الغربية في عمق وتؤدة وسكون؛ لأنها مادية تقنعها النظرة العجلى التي تعلق بالسطح دون الجوهر واللباب، فالأدب العربي قد تحدث عن الحب ولكنه لم يستطع أن يتحدث عنه في جوهره، بل تحدث عنه في أعراضه ولوازمه، وتحدث عن الأمل ولكن بطريقة توهمك أنه لا يتحدث عنه
- «فكرَة عَامة عَن الأدَب العَرَبي» [17]
- الروح العربية خطابية مشتعلة، لا تعرف الأناة في الفكر فضلًا عن الاستغراق فيه، ومادية محضة لا تستطيع الإلمام بغير الظواهر مما يدعو إلى الاسترسال مع الخيال إلى أبعد شوط وأقصى مدى.
- «الرُّوح العَرَبية» [18]
مقالاته
[عدل]- ... روح الأمة العربية فهي روح مادية ساذجة..
- وقفت آداب العرب وفنونهم في منطقة ضيقة لا عمق فيها ولا قوّة إحساس بالحياة ولا مجاوبة للكون بالفهم والحس والخيال.
- «الفنون والنفس العربية»، 1938 [19]
اقتباسات شعرية
[عدل]هذا الجزء مختارات من أبياته، للحصول على نص كامل قصائده إذهب إلى صفحته في ويکي مصدر
- إذا الشّعْبُ يَوْماً أرَادَ الحَيَـاة/ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القَـدَرْ
- وَلا بُـدّ للَيـْل أنْ يَنْجَلــي/ولابدَّ للقـيدِ أن يَـنْكَسِـر
- وَمَنْ لمْ يُعانِقْهُ شَوْقُ الحَيـاةِ/تَبَخّـرَ في جَوّهَـا، وَانْدَثَرْ
- كَذلِكَ قالـتْ ليَ الكَائِـنَـاتُ/وَحَدّثَنـي رُوحُهَا المُسْتَتِرْ
- وَدَمدَمَت الرّيحُ بَينَ الفِـجَاجِ/وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحتَ الشّجَرْ
- إذا مَا طَمَحْـتُ إلـى غَـايَةٍ/رَكِبتُ المنى، وَنَسِيتُ الحَذَرْ
- وَلَمْ أتَجَنّبْ وُعُـورَ الشِّعَـاب/وَلا كُبّةَ اللّهَـبِ المُسْتَعِـرْ
- وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـال/يَعِشْ أبَدَ الدّهرِ بَينَ الحُفَرْ
- فعَجّتْ بِقَلْبي دِماءُ الشّبـابِ/وَضَجّتْ بصَدرِي رِياحٌ أُخَرْ
- وَأطرَقتُ، أُصْغي لقَصْفِ الرُّعُود/وَعَزْفِ الرّيَاح وَوَقْعِ المَطَرْ
- وَقالَتْ ليَ الأرْضُ ـ لمّا سألتُ:/"أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكرَهينَ البَشَرْ؟":
- "أبارِكُ في النّاس أهْلَ الطُّموحِ/وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
- وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزّمَـانَ،/وَيَقْنَعُ بالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَرْ
- هُوَ الكَوْنُ حَىٌّ، يُحِـبُّ الحَياةَ/وَيحتَقِرُ المَيْتَ، مَهمَا كَـبُـرْ
- فَلا الأُفْقُ يَحضُنُ مَيْتَ الطّيورِ،/وَلا النّحلُ يَلثِمُ مَيْتَ الزّهَــرْ
- وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلبي الــرَّؤوم/لمَا ضَمّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـرْ
- فَوَيْلٌ لِمَنْ لمْ تَشُقْـهُ الحـَيـاةُ/مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـرْ!"
- لَسْتُ أبكي لعَسْفِ لَيلٍ طَويـلٍ،/أوْ لِرَبْعٍ غَدا العفَـاءُ مَرَاحَهْ
- إنّمَـا عَبْرَتـي لخَطْبٍ ثَقيـل،/قَدْ عَرَانا، وَلمْ نَجِدْ مَنْ أزَاحَهْ
- كُلّمـا قامَ في البِـلاد خَطـيبٌ،/مُوقِـظٌ شَعبَـهُ يُرِيدُ صَلاحَهْ
- أخمَدُوا صَوْتَهُ الإلَهِيَّ بالعَسْــ/فِ، أمَاتُوا صُداحَـهُ وَنُوَاحَهْ
- ألبَسُوا رُوحه قَميصَ اضْطِهـاد/فَاتِكٍ شَائـِكٍ يـَرُدُّ جِماحَـهْ
- وَتَوَخَّوْا طَرَائِقَ العَـسْفِ وَالإرْ/هَاقِ تَوّاً، وَمَا تَوَخَّوْا سَماحَهْ
- هكَذا المُخلصُـون في كُلّ صَوْ/بٍ رَشَفاتُ الرّدَى إليهِم مُتاحَهْ
- غَيرَ أنّا تَناوَبَتْنَـا الــرّزَايَـا/وَاستَباحَتْ حِمانا أيَّ استِبَاحَهْ
- أنَا يا تونس الجَميـلَةُ في لُـ/جّ الهَوَى قَدْ سَبَحْتُ أي سِبَاحَهْ
- شِرْعَتـي حُبُّكِ العَمِيقُ وَإنّـي/قَدْ تَذَوّقْـتُ مُــرَّهُ وَقَرَاحَـهْ
- لَسْتُ أنْصاعُ لِلّوَاحي وَلَوْ مُـ/تُّ وَقامَتْ عَلى شَبَابي المَنَاحَهْ
- ولا أُبالي وَإنْ أُرِيقَتْ دمَائي/فَدِمَاءُ العُشّـاقِ دَوْمـاً مُبَاحَهْ
- وَبِطُولِ المَدَى تُرِيكِ اللّيَالـي/صـَادِقَ الحُبّ وَالوَلا وَسَجَاحَه
- إنّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة غَيرَ أنّـي/مِنْ وَرَاء الظّلامِ شِمتُ صَبَاحَهْ
- ضَيّعَ الدّهْرُ مَجْدَ شَعبي وَلكنْ/ستَرُدُّ الحَيَاةُ يَوْمــاً وِشَاحـَهْ
- « تونس الجميلة» [20]
- أيُّهَا الحُبُّ! أنتَ سـرُّ بَلائـي/وَهُمُومي، وَرَوْعَتي، وَعَنَائـي
- وَنُحُولـي، وَأدْمُعـي، وعذابي/وَسقَامي، وَلَوْعَتي، وَشَقَـائـي
- أيُّهَا الحُبُّ! أنتَ سرُّ وُجُـودِي/وَحَيَاتـي وَعِزّتـي وَإبَـائـي
- وَشُعاعي!ما بَينَ دَيجُورِ دَهرِي/وَأَلـيفـي وَقُرَّتـي وَرَجَائـي
- يا سُلافَ الفُؤادِ! يا سُمّ نَفسِي/في حَياتي! يا شدّتي يا رَخائي!
- ألَهيبٌ يَثُورُ في رَوْضَةِ النّفــ/سِ، فَيَطغَى،أمْ أنتَ نورُ السّمَاء؟
- أيُّها الحُبُ قَدْ جرَعتُ بكَ الحُزْ/نَ كُؤوساً، وَما اقتَنَصْتُ ابتغائي
- فَبِحَقّ الجَمَالِ، يا أيُّها الحُــ/بُّ، حَنانَيْكَ بي! وَهَوّنْ بَلائـي
- ليتَ شِعرِي! يا أيُّها الحبُّ، قُلْ/لي: مِنْ ظَلامٍ خُلِقْتَ، أمْ ضِياء؟
- أترى أنت جنـة، أم جـحيـم/لست أدري، بل أنت كالكهرباء
- «أيها الحب»، تاريخها أغسطس 1924
- أنْتَ يا شِعرُ فِلـذَةٌ مِنْ فُؤادي/تَتَغَنّى، وقِطـعَةٌ مِنْ وُجُـودِي
- فيكَ مَا في جَوَانحي مِنْ حَنينٍ/أبَـدِيٍّ إلى صـَمِيـمِ الوُجُـودِ
- فيكَ مَا في خَوَاطرِي مِنْ بُكَاءٍ/فيكَ مَا في عَوَاطـفي مِنْ نَشيدِ
- فيكَ مَا في من مَشاعِرِي مِنْ وُجُ/ومٍ لا يُغَنّي، ومِنْ سُرُورٍ عَهيدِ
- فيكَ مَا في عَوَالمي مِنْ ظَـلامٍ/سَرْمَدِيٍّ، وَمِنْ صَبـَاحٍ وَلِيـدٍ
- فيكَ مَـا في عَوَالمي مِنْ نُجُومٍ/ضَاحِكَاتٍ خَلفَ الغَمَامِ الشَّـرُودِ
- فيكَ مَا في عَوَالمي مِنْ ضَبَابٍ/وَسـَرابٍ، وَيقَظَـةٍ، وَهُجـُودِ
- فيكَ مَا في طُفُولَتي مِنْ سَلامٍ،/وَابتِسامٍ وَغـِبطَـةٍ، وَسُعُـودِ
- فيكَ مَا في شَيبَتي مِنْ حَنيـنٍ،/وَشُجُونٍ، وَبَهـجَةٍ، وَجُـمُـودِ
- فيكَ ـ إنْ عانقَ الرّبيعُ فُؤادي/تَتَثَنّــى سَنـَابِلـي وَوُرُودِي
- وَيُغَنّي الصّباحُ أنشُـودَةَ الحُـ/بّ عَلـى مَسْمَعِ الشّبَابِ السّعِيدِ
- ثمّ أجني في صَيْـفِ أحلامـيَ/السّاحِرِ مَـا لَذّ مِنْ ثِمَارِ الخُلُودِ
- فيكَ يَبـدُو خَرِيفُ نَفسِي مَلولاً،/شاحبَ اللّـوْنِ، عـارِيَ الأُملُودِ
- جَلَلَتْـهُ الحَيـاةُ بالحَـزَنِ الدّا/مي وَغَشّتْهُ بالغُـيُـوم السَّـودِ
- فيكَ يَمـشِـي شِتَاءُ أيّامِيَ البَا/كي،وَتُرْغي صَوَاعقي وَرُعُودِي
- وَتَجفُّ الزّهُورُ في قَلبـيَ الدّا/جي، وَتَهوِي إلى قَرَارٍ بَعيدِ …
- أنْتَ يا شِعْرُ قِصّةٌ عَنْ حَيَـاتي/أنتَ يا شِعرُ صُورَةٌ مِنْ وُجُودِي
- أنت يا شعرُ ـ إن فرِحتُ ـ أغا/ريدي ـ وَإْن غَنّتِ الكآبَةُ ـ عُودِي
- أنتَ يا شعرُ كأسُ خَمرٍ عَجيبٍ/أتَلَهّـى بِـهِ خِــلالَ اللّحُـودِ!
- أتَحَسّـاهُ في الصّبَاحِ، لأنْسَـى/مَا تَقَضّي في أمسِـيَ المَـفْقُودِ
- وَأُنَاجِيهِ في المَسَـاءِ، ليُلْهِـ/ي مَرْآةُ عَنْ ظَـلامِ الـوُجـُودِ
- أنَا لَوْلاكَ لمْ أُطِقْ عَـنَتَ الدّهْـ/رِ وَلا فُـرْقَـةَ الصّـبَاحِ السّعِيدِ
- أنتَ مَا نِلتُ مِنْ كُهوفِ اللّيالي/وتَصَفّحتُ مـِنْ كِتَـابٍ الخُلُودِ
- فيكَ ما في الوُجُودِ من حَـلَكٍ،/داجٍ، وَمَـا فيهِ مِنْ ضِياءٍ، بَعيدِ
- فيكَ ما في الوُجُودِ مِنْ نَغَمٍ، حُلـْ/ـوٍ، وَما فيهِ مِنْ ضَجيجٍ، شَدِيدِ
- فيكَ ما في الوُجودِ مِنْ جَبَلٍ، وَعْـ/رٍ، وَمَا فيهِ مِنْ حَضِيضٍ، وَهيدِ
- فيكَ ما في الوُجودِ من حَسَكٍ، يُدْ/مي، ومَا فيهِ مِنْ غَضِيضٍ الوُرُودِ
- فيكَ ما في الوُجودِحَبَّ بنو الأرْ/ضِ قصِيدي، أمْ لم يُحبّوا قَصِيدي
- فسواء على الطيور ـ إذا غـ/نت ـ هتاف السؤوم والمستعيد
- وسواء على النجوم ـ إذ لاحت ـ/سكـون الدجى وقصف الرعود
- وسواء على النسيم، أفي القفـ/رِ تَعنـَنّى، أم بين غض الورود
- وسواء على الورود، أفي الغيـ/رانِ فاحـت، أم بين نهد وجيد
- «قلت للشعر»،
- يا صَميمَ الحَياةِ ! إنـّي وَحِيدٌ،/مُـدْلِجٌ، تَائِهٌ، فأيـنَ شُـرُوقُكْ؟
- يا صَميمَ الحَياةِ ! إنّــي فُؤادٌ/ضَائِعٌ، ظَامئٌ، فَأيـنَ رَحِيقُـكْ؟
- يا صَميمَ الحَياةِ ! قَدْ وَجَمَ النّا/يُ، وَغَامَ الفَضَا، فَأَيـنَ بُرُوقُكْ؟
- يا صَميمَ الحَياةِ ! أينَ أغانيـ/كَ؟ فتَحتَ النّجُوم يُصْغي مَشُوقُكْ
- كُنتُ في فَجرِكَ، المُوَشَّحِ بالأحـْ/ـلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَـوْقَ وُرُودِكْ
- حالِماً، يَنْهَلُ الضّيَاءَ، وَيُصْغي/لكَ، في نَشْوَةٍ بوَحْـيِ نَشِيـدِكْ
- ثمّ جَاء الدُّجَى، فَأمسَيْتُ أوْرَا/قاً، بَداداً، مِـنْ ذابِـلاتِ الوُرُودِ
- وَضَبَاباً مِنَ الشّذَا، من يتَلاشَى/بَينَ هَوْلِ الدُّجَى وَصَمتِ الوُجُودِ
- كنتُ في فَجرِكَ المُغَلَّفِ بالسّحـ/ـرِ، فَضَاءً مَـنِ النّشِيدِ الهَادِي
- وَسَحَابـاً مَنِ الرُّؤى، يَتَهَادَى/فـي ضَمِـيـرِ الآزَالِ وَالآبَـادِ
- وَضِيَاءً، يُعَانِقُ العالَمَ الـرّحْـ/بَ، وَيَسْـرِي في كُلّ خَافٍ وَبَادِ
- وَانقَضَى الفَجرُ،فانحَدَرْتُ مِنَ الأفْـ/ـقِ تُرَاباً إلـى صَمِيـمِ الوَادي
- يا صَمِيمَ الحياة ! كَمْ أنَا في الدٌّنْـ/ـيَا غَرِيبٌ ! أشقَى بغُرْبَةِ نَفْسِي
- بَينَ قَوْمٍ، لا يَفهَمُـونَ انَاشيـ/ـدَ فُؤادي، وَلا مَـعَـانيَ بُؤسِي
- فـي وُجُـودٍ مُكَبَّـلٍ بقُيُـودٍ،/تَائِهٍ في ظَلامِ شـكٍّ وَنَـحـسِ
- فاحتَضِنّي، وَضُمّني لكَ ـ كالمَا/ضِي ـ فَهَذا الوُجُودُ عِلّةُ يَأسِي
- لمْ أجِدْ في الوُجُودِ إلاّ شَقَـاءً،/سَرْمَدِيّاً، وَلَـذّةً، مُضْمَحِـلّــهْ
- وَأمَانـيَّ، يُغـرِقُ الدّمْعُ أحْلا/هَا، وَيُفني يَمُّ الـزّمَانِ صَداهَـا
- وَأنَاشيدَ، يَأكُـلُ اللّهِيبُ الـدّا/مي مَسَرّاتِـها، وَيُبْـقي أسَاهَـا
- وَوُرُوداً، تَمُوتُ في قَبضَةِ الأشْـ/ـوَاكِ، مَا هَـذِهِ الحَـياةُ المُمِلّةْ؟!
- سَـأَمٌ هَـذِهِ الحَيـاةُ مُـعـَادٌ/وَصَـبـَاحٌ، يَـكُرُّ في إثْـرِ لَيْـلِ
- لَيْتَنـي لَمْ أفِدْ إلى هَـذِهِ الدُّنْـ/يَا، وَلمْ تَسْـبَحِ الكَوَاكِبُ حَـوْلي!
- لَيْتَني لَـمْ يُعَانِقِ الفَجْـرُ أحلا/مي، وَلمْ يَلْثِمِ الضّـيَاءُ جُفُـوني!
- لَيْتَني لمْ أزَلْ ـ كمَا كُنتُ ـ ضَوْءاً/شائعـاً في الوُجودِ، غيرَ سَجينِ!
- الأشواق التائهة، كتبت عام 1930 [21]
- عَذْبَةٌ أنتِ كالطّـفُولَةِ، كالأحــ/لامِ، كَاللّحـْنِ، كالصّبـَاحِ الجَديدِ
- كالسّمَاءِ الضّحُوكِ، كاللّيْلَة القَمـ/رَاءِ، كالـوَرْدِ، كابْـتِسَـامِ الوَلِيدِ
- يَا لـهَـا مِـنْ وَداعَـةٍ وَجَمَالٍ/وَشَبَـابٍ مُـنَـعّـَمٍ أُمْـلُــودٍ!
- يا لهَـا مِنْ طَهارةٍ، تَبعَثُ التّقـ/دِيسَ في مُهْجَةِ الشّقِيِّ العَنـِيـدِ!
- يا لـهَـا رِقّـةً تَكادُ يَـرِفُّ الـ/وَرْدُ مِنها فـي الصّخرَةِ الجُلمُودِ!
- أيّ شَـيْءٍ تُرَاكِ؟ هَلْ أنتِ "فينيـ/سُ" تَهَادَتْ بَينَ الوَرَي مِنْ جَديدِ؟
- خُطُـوَاتٌ، سَكرَانـةُ بالأنَـاشيـ/ـدِ، وَصَـوْتٌ، كَرَجْع نَـايٍ بَعِـيدِ
- وَقَـوَامٌ، يَـكـَادُ يَنطـِقُ بالألْـ/ـحَانِ، في كُـلّ وَقـْفَةٍ وَقُعُـودِ
- كُلُّ شَـيْءٍ مُوَقَّـعٌ فيـكِ، حَتّـى/لَفْتَةُ الجِيـدِ، وَاهـتِزَازُ النُّهُـودِ
- أنت أنتِ الحَياةُ في قُدْسِها السا/مي، وفي سِحرِها الشّجِيِّ الفَرِيدِ
- أنت أنتِ الحَياةُ، في رِقّةِ الفَجْـ/ـرِ وَفـي رَوْنَقِ الرّبيعِ الـوَليـدِ
- أنتِ أنـتِ الحَيـاةُ، كـلَّ أوَانٍ/في رُوَاءٍ مِنَ الشبَـابِ، جَـديـدِ
- أنتِ أنتِ الحَياةُ فيكِ وَفي عَيْـ/نَيْكِ آيَـاتُ سِحـرِها المَـمْـدُودِ
- أنتِ دُنْـيَا مِنَ الأنَـاشِيدِ وَالأحـ/لامِ وَالسّـحْرِ وَالخَيـَالِ المَديـدِ
- أنتِ فُوْقَ الخَيالِ، وَالشِّعرِ، والفـ/نِّ وَفَـوْقَ النُّهَي وَفَوْقَ الحُـدُودِ
- « في هيكل الحب»، 1913
- اسْكُني يَـا جـِرَاحْ/وَاسكـُتي يا شُجُونْ
- مَاتَ عَهْدُ النُّـوَاحْ/وَزَمَـانُ الجُـنُـونْ
- وَأطَـلّ الصّـبَـاحْ/مِـنْ وَرَاء القُـرُونْ
- في فِجـَاجِ الـرّدَى/قَـدْ دَفَنْــتُ الألَـمْ
- وَنَثَرْتُ الـدّمُـوعْ/لِــرِيـَاحِ العَــدَمْ
- وَاتّخَـذْتُ الحَيَـاة/مِعْــزَفاً للنَّـغَــمْ
- أتَغَـنّـى عَـلَيْـه/في رِحَابِ الزّمَــانْ
- وَأذَبْــتُ الأسَـى/فـي جَمَالِ الوُجُـودْ
- وَدَحَرْتُ الـفُـؤاد/وَاحَـةً للــنّشِيـدْ
- وَالضّـيَا وَالظّـلالْ/وَالشّذَا وَالــوُرُودْ
- مِـنْ وَرَاء الظّـلامْ/وَهَـدِيرِ المــِيَاهِ
- قَـدْ دَعَاني الصّبَاحْ/وَرَبـِيعُ الحَيَــاةْ
- يَا لَهُ مِـنْ دُعَـاءْ/هَـزّ قَلْبِي صَـداهْ!
- لَمْ يَعُدْ لي بَـقَـاءْ/فَوْقَ هَذِي البِـقَاعْ
- الـوَداعَ! الـوَداعْ!/يَا جبَـالَ الهُمُـومْ
- يا ضَبَابَ الأسـَى!/يا فِـجَاجَ الجَحِيمْ!
- قَدْ جَرَى زَوْرَقـي/في الخِضَمّ العَظيمْ
- وَنَشَرْتُ القِلاعْ …/فَالوَداعَ! الـوَداعْ!
- «الصباح الجديد»، كتبت هذه القصيدة في أبريل 1934
- إنَّ هذي الحَيَاةَ قيثارَةُ اللهِ/وأَهْلُ الحَيَاةِ مِثْلُ اللًّحُونِ//نَغَمٌ يَسْتَبي المَشاعِرَ كالسِّحْرِ/وصَوْتٌ يُخِلُّ بالتَّلْحينِ//واللَّيالي مَغَاوِرٌ تُلْحِدُ اللَّحْنَ/وتَقْضي على الصَّدى المِسْكِينِ..
- «إنَّ هذي الحَيَاةَ قيثارَةُ اللهِ» [22]
- نحن نحيا كالطَّيرِ في الأُفُق السَّاجي/وكالنَّحْلِ فوقَ غضِّ الزُّهُورِ
- نحنُ نلهو تَحْتَ الظِّلالِ كطفلين/سعيدين في غُرورِ الطُّفولَةْ
- وعلى الصَّخْرَةِ الجميلَةِ في الوادي/وبينَ المَخاوفِ المَجْهُولةْ
- نحنُ نغدو بَيْنَ المروجِ ونُمسي/ونغنِّي مع النَّسيمِ المغنِّي
- ونُناجي روحَ الطَّبيعَةُ في الكونِ/ونُصغي لقلبِها المتغنِّي
- نحنُ مثل الرَّبيعِ نمشي على أَرضٍ/مِنَ الزًّهْرِ والرُّؤى والخَيالِ
- فوقها يرقُصُ الغَرامُ ويلهو/ويغنِّي في نشوةٍ ودَلالِ
- نحنُ نحيا في جنَّةٍ مِنْ جِنانِ السِّحْرِ/في عالمٍ بعيدٍ بعيدِ
- نحنُ نحيا فلا نريدُ مزيداً/حَسْبُنا مَا مَنَحْتِنا يا حياةُ
- «قَدْ سَكِرْنا بحُبِّنا واكتفينا» [23]
- أَنتِ أُرْجوحَةُ النَّسيمِ فميلي/بالنَّسيمِ السَّعيدِ كلَّ مَمِيلِ
- ودَعي الشَّمسَ والسَّماءَ تُسَوِّي/لكِ تاجاً من الضِّياءِ الجميلِ
- ودَعي مُزْهِرَ الغُصُونِ يُغَشِّيـ/كِ بأَوراقِ وَردهِ المطلولِ
- آهِ كم يُسْعِدُ الجمالُ ويُشْقي/ مِنْ قلوبٍ شِعْرِيَّةٍ وعقولِ
- «قَدَّْسَ اللهُ ذِكْرَهُ مِنْ صَبَاحٍ» [24]
- يا حاضِرَ النَّاس الَّذي لم يَزُلْ/يا أَيُّها الآتي الَّذي لم يَلِدْ//سَخَافةٌ دُنياكُمُ هذه/تائهةٌ في ظلمةٍ لا تُحَدْ
- «لو كانَ هذا الكونُ في قبضتي» [25]
- إنَّ في المرأةِ الجميلَةِ سِحْراً/ عبقريًّا يُذكِي الأَسى ويُنيمُهْ.
- «راعها منهُ صَمتُهُ ووجُومُهُ» [26]
- الفجرُ يولدُ باسماً متهَلِّلا/في الكونِ بَيْنََ دُجُنَّةٍ وضبابِ.
- «في اللَّيل نادَيتُ الكَواكِبَ ساخطاً» [27]
- يُرَدِّدُهُ حُزْنُنا في سكونٍ/على قَبْرِنا الصَّامتِ المطمئنْ//فَنَرقُدُ تَحْتَ التُّرابِ الأَصمِّ/جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ.
- «أَزَنْبَقَةَ السّفْحِ مَا لي أَراكِ» [28]
- الحبُّ غايَةُ آمالِ الحَيَاةِ فما/خوْفي إِذا ضَمَّني قبرٌ وما فَرَقِي.
- «الحُبُّ شُعْلَةُ نورٍ ساحرٍ هَبَطَتْ» [29]
- كم فتاةٍ جميلةٍ مدحوها/وتغنَّوْا بها لكيْ يُسْقِطوها//فإذا صانَتِ الفَضيلَةَ عابو/ها وإنْ باعتِ الخَنَا عبدوها//أَصْبَحَ الحسنُ لعنةً تهبط الأَر/ضَ ليَغْوى أَبناؤُها وذووها.
- وشقيٍّ طافَ المدينَةَ يستج/دي ليَحْيَا فخيَّبوه احتقارا//أيقظوا فيهِ نزْعَةَ الشَّرِّ فانْقَضَّ/على النَّاسِ فاتكاً جبَّارا//يبذُرَ الرُّعبَ في القُلُوبِ ويُذكي/حيثما حلَّ في الجوانحِ نارا.
- ونبيٍّ قَدْ جاءَ للنَّاسِ بالحَقِّ/فكالوا لهُ الشَّتائمَ كَيْلا//وتنادَوْا بهِ إلى النَّارِ فالنَّا/رُ بِرُوحِ الخبيثِ أَحْرى وأَوْلى//ثمَّ ألقوْهُ في اللَّهيبِ وظلُّوا/يَملأون الوُجُودَ رُعباً وهوْلا.
- وَشُعوبٍ ضعيفةٍ تتلظَّى/في جحيمِ الآلامِ عاماً فعاما//والقويُّ الظَّلومُ يَعْصِرُ مِنْ/آلامها السُّودِ لَذَّةً ومُدَاما/يتحسَّاهُ ضاحكاً لا يراها//خُلِقَتْ في الوُجُودِ طعاما.
- وفتاةً حسبتَها معْبَدَ الحبِّ/فأَلفيتَ قلبَها ماخُورا
- ونبيلٍ وجدتَهُ في ضياءِ الفَجْـ/رِ قلباً مدَبَّساً شرِّيرا
- وزعيمٍ أجلَّهُ النَّاسُ حتَّى/ظنَّ في نفسِهِ إلهاً صغيرا
- وخبيثٍ يعيشُ كالفأسِ هدَّا/ماً ليُعْلي بَيْنَ الخَرابِ بناءهْ
- وقميءٍ يُطاوِلُ الجَبَلَ العا/لي فللّه مَا أَشَدَّ غَبَاءهْ
- ودنيءٍ تاريخُهُ في سِجِلِّ/ الشَّرِّ إِفْكٌ وقِحَّةٌ ودَنَاءهْ
- كانَ ظنِّي أنَّ النُّفوسَ كبارٌ/فوجدتُ النُّفوس شيئاً حقيرا
- فاحصدوا الشَّوْكَ يا بنيها وضِجُّوا/ وامْلأوا الأَرضَ والسَّماءَ حُبورا
- «أَيُّ ناسٍ هذا الوَرَى مَا رأى » [30]
- الحبُّ روحُ إلهيٌّ مجنَّحةٌ/أَيَّامُهُ بضِياءِ الفَجْرِ والشَّفَقِ
- يطوفُ في هذه الدُّنيا فَيَجْعَلُها/نجْماً جميلاً ضَحُوكاً جِدَّ مُؤْتَلِقِ
- لولاهُ مَا سُمِعتْ في الكونِ أُغنيةً/ولا تآلَفَ في الدُّنيا بَنُو أُفُقِ
- «الحُبُّ شُعْلَةُ نورٍ ساحرٍ هَبَطَتْ» [29]
- إِذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كانَ شوقُهُ/صغيراً فلم يتعبْ ولم يتجشَّمِ//ومَنْ كانَ جبَّارَ المطامِعِ لم يَزَلْ/يلاقي من الدُّنيا ضَراوَةَ قَشْعَمِ.
- «إِذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كانَ شوقُهُ» [31]
- أَيْنَ يا شعبُ قلبُكَ الخافقُ الحسَّاسُ/أَيْنَ الطُّموحُ والأَحْلامُ
- أَيْنَ يا شعبُ رُوحُك الشَّاعرُ الفنَّانُ/أَيْنَ الخيالُ والإِلهامُ
- أَيْنَ يا شعبُ فنُّكَ السَّاحرُ الخلاّقُ/أَيْنَ الرُّسومُ والأَنغامُ
- أَيْنَ يمَّ الحَيَاةِ يَدْوي حوالَيْكَ/ فأَينَ المُغامِرُ المِقْدامُ
- أَيْنَ عَزْمُ الحَيَاةِ لا شيءَ إلاَّ/الموتُ والصَّمْتُ والأَسى والظَّلامُ
- «أَيْنَ يا شعبُ قلبُكَ الخافقُ الحسَّاسُ» [32]
- كَرِهْتُ القُصورَ وقُطَّانَها/وما حولَها من صِراعٍ عنيف//وكَيْدَ الضَّعيفِ لِسَعْي القويِّ/وعَصْفَ القويَّ بجَهْدِ الضَّعيفْ
- «كَرِهْتُ القُصورَ وقُطَّانَها» [33]
- عجباً لي أَوَدُّ أنْ أَفهمَ الكَوْنَ/ونفسي لمْ تستطعْ فَهْمَ نفسِي.
- «عجباً لي أَوَدُّ أنْ أَفهمَ الكَوْنَ» [34]
- فما المجدُ في أنْ تُسْكِرَ الأَرضَ بالدِّما/وتَرْكَبَ في هَيْجَائها فرساً نهْدا//ولكنَّهُ في أَنْ تَصُدَّ بِهمَّةٍ/عَن العالمِ المرْزُوءِ فيْضَ الأَسى صَدَّا.
- «يَوَدُّ الفتى لوْ خاضَ عاصِفَةَ الرَّدَى» [35]
- صَبِيَّ الحَيَاةِ الشَّقِيَّ العنيدْ/أَلا قدْ ضَلَلْتَ الضَّلالَ البعيدْ
- أَتُنشدُ صوتَ الحَيَاةِ الرخيمَ/وأَنتَ سجينٌ بهذا الوجودْ
- وتَطْلُبُ وَرْدَ الصَّبَاحِ المخ/ضَّبَ مِنْ كفِّ حَقْلٍ حَصِيدْ
- «صَبِيَّ الحَيَاةِ الشَّقِيَّ العنيدْ» [36]
- فما الحُرُوبُ سِوَى وَحْشيَّةٍ نَهَضَتْ/في أَنْفُسِ النَّاسِ فانْقادَتْ لها الدُّوَلُ
- وأَيْقَظَتْ في قُلوبِ النَّاسِ عاصِفَةً/غامَ الوُجودُ لها وارْبَدَّتِ السُّبُلُ
- «ضُعْفُ العزيمَةِ لَحْدٌ في سَكينَتِهِ» [37]
- لا يَنْهَضُ الشَّعبُ إلاَّ حينَ يَدْفَعُهُ/عَزْمُ الحَيَاةِ إِذا مَا اسْتَيْقَظَتْ فيهِ
- والحَبُّ يخترِقُ الغَبْراءَ مُنْدَفِعاً/إلى السَّماءِ إِذا هَبَّتْ تُناديهِ
- والقَيْدُ يأْلَفُهُ الأَمْواتُ مَا لَبِثُوا/أَمَّا الحَيَاةُ فيُبْلِيها وتُبْليهِ
- «لا يَنْهَضُ الشَّعبُ إلاَّ حينَ يَدْفَعُهُ» [38]
حوله
[عدل]- لعل كل متتبع للشعر المعاصر يتذكر تلك الهتافة المتحشرجة الخصبة التي أرسلها أبو القاسم الشابي وهو ينازع في أيام احتضاره الأخير:«جف سحر الحياة يا قلبي الباكي/فهيا نجرب الموت هيا.» فهذا بيت يلفت النظر بما يتخذه من موقف تجاه الموت يخالف الموقف المعتاد للمحتضرين، فهو بدلًا من أن يعرض استسلام الشاعر لهذا الفناء الذي لا بد منه، يصوره لنا وكأنه يقبل عليه باختياره في لهفة وشوق.[39]
- فعاش الشاعر يلهث وأتعبه الشعر حتى قتله. إن الشعر قد كان هو السل الأكبر في حياة هذا الشاعر المشتعل، ومن أجله عاش يتعذب بكل جمال يمر به، وإن كان عذابه لذيذًا.[40]
- نازك الملائكة، في «قضايا الشعر المعاصر»
- ولقد كان في تونس شاعر ينتظره مجد عظيم لو طال به الأجل، وهو المرحوم أبو القاسم الشابي، ولكن الموت عاجله، فرحل عن الدنيا وهو في ريعان شبابه ..
- كان الشابي وقّاد الفكر فتيًّا طموحًا كحال غيره من الشباب والغيورين، لكنه تميز عنهم بالخيال، ورقة الحس، ورهافة الشعور، والشاعرية المنطلقة، فلم يرضَ عن المجتمع ولم يطمئن لنوع الحياة التي يحياها ولا لأصناف الظلم التي يعانيها ويكابدها، فكانت هذه القصيدة التي فاضت بها نفس هذا الفتى الثائر الطموح، فأخذ يطلقها صيحات في شعبه ليتحرر من عبودية المستعمر وينطلق من أغلاله.
- حسين على محمد [42]
- كان الشاعر تونسياً وربما لا نكون في حاجة هنا إلى التذكير باسمه، فأبو القاسم الشابي ربما يكون واحداً من أشهر الشعراء العرب، وربما تعود شهرته، على أي حال، إلى قصيدة وحيدة هي بالتأكيد غير تلك التي افتتحنا بها هذا الكلام. فهل ثمة في دنيا العرب من لا يعرف قصيدته «إرادة الحياة» التي أضحت مع مرور السنين، ولكن بخاصة منذ ثورة الياسمين التونسية، أشبه بنشيد وطني عربي يتغنى به الشباب في معركتهم ليس فقط ضد الديكتاتوريين ومستعبدي البشر، ولكن بخاصة ضد الظلمات؟ وهل ثمة بين الجديين من المنشدين العرب من لم يغنّ أو يحلم بأن يغني تلك الأبيات العابقة بالتفاؤل وحب الحرية وحب الحياة، داعية إلى اتكال الشعوب على نفسها، واعدة إياهم بأن القدر سوف يستجيب إن هم أرادوا الحياة؟
- إبراهيم العريس، 14 نوفمبر 2017 [43]
مراجع
[عدل]- ↑ Details.aspx?Id=117
- ↑ https://www.hindawi.org/books/75140946/4/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/75140946/7/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/75140946/10/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/75140946/13/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/75140946/16/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/75140946/18/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/75140946/19/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/75140946/20/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/0.1/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/0.2/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/1/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/2/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/3/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/4/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/5/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/6/
- ↑ https://www.hindawi.org/books/57529247/7/
- ↑ https://archive.alsharekh.org/Articles/115/7874/165784
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1694
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1558
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1677
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1559
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1596
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1595
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1695
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1517
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1686
- ↑ 29٫0 29٫1 https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1556
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1693
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1675
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1673
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1555
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1551
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1532
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1527
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1597
- ↑ https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=1697
- ↑ https://al-maktaba.org/book/2097/297
- ↑ https://al-maktaba.org/book/2097/305
- ↑ https://al-maktaba.org/book/33532/6441
- ↑ https://al-maktaba.org/book/7585/68#p1
- ↑ https://langue-arabe.fr/أبو-القاسم-الشابي-1909-1934-تونس