قصة العرب في إسبانيا

من ويكي الاقتباس

أكثر من خمسة قرون مضت منذ ضاع الفردوس، وانتهى الوجودُ العربيُّ في تلك البقاع الإسبانيَّة التي شهدت فتراتٍ من الإشراقِ والتألُّقِ الآخذِ بالألباب، شاغلِ الناس قديمًا وحديثًا. وبقدر ما يتَّفق العالم غربه وشرقه على عظمة الحضارة الأندلسيَّة، وجلالة منجزاتها المعماريَّة والفنيَّة والعلميَّة، بقدر ما يثور الكثير من اللَّغط حول تاريخ الأندلس، فيتناقله عددٌ غير قليل من المؤرِّخين مضطربًا ملتبسًا، ويندر أن نجد تآريخ حياديَّة، تُصوِّر الحقائق كما كانت، دون تفخيم أو تحقير. ومن هنا يُعدُّ وقوع مثل هذا الكتاب بين يدي القارئ ضربًا من ضروب الإمساك بالحقيقة كما بَصُر بها المستشرقُ الإنجليزيُّ المُنصِف «ستانلي لين بول»، والذي أتاح لنا الوقوف على الصورة الكاملة لتلك الحضارة التي سطع نورها قرابة ثمانية قرون من الزمان، وما زالت عجائب أخبارها تتردَّد حتى الآن.[1]

اقتباسات من الكتاب[عدل]

  • "ويصعُب علينا في هذه الأيام أن ندرك التأثير الشديد الذي بعثه هذا الدين الهادئ في قلوب العرب، ولكننا نعرف أن هذا التطور الديني قد تم فعلًا، وأن للأنبياء الصادقين دائمًا قوةً غريبة في اجتذاب النفوس، ولقد كان محمد حين دعا قومه صادقًا، ولقد بلَّغ دينه الذي يراه الدينَ الحق أمينًا مثابرًا، ولقد كان في الدين من السمو، وفي النبي وأصحابه من الرغبة الحافزة في نشره ما أثار موجة ملكت على العرب شعورهم، وأجَّج في نفوسهم جذوة يسميها الناس اليوم بالتعصب الديني."
  • "كانت الطبقة الغنية بإسبانيا في عهد الرومان قد خلعت العِذار لأنواع الترف والشهوات، حتى لكأنَّها لم تخلق إلا للطعام والشراب، واللهو والقمار، ولكل ما يثير النفس العابثة ويُرضي نزعاتها"
  • "فإن كثرة العشائر المتنازعة والقبائل المتنافسة جعلت الوصول إلى ما يشبه الاستقرار في حكم الأندلس مستحيلًا، ولن يكبح من جماح هذه العشائر أو يفل من غرب هذه القبائل إلا يد قوية."
  • "وإنا لنحس فضل العرب وعظم آثار مجدهم حينما نرى بإسبانيا الأراضي المهجورة القاحلة التي كانت في أيام المسلمين جنات تجري من تحتها الأنهار، تزدهر بما فيها من الكروم والزيتون وسنابل القمح الذهبية، وحينما نذكر تلك البلاد التي كانت في عصور العرب تموج بالعلم والعلماء، وحينما نشعر بالركود العام بعد الرفعة والازدهار."
  • " لقد نسي النصارى لغتهم، ومن العسير أن نجد واحداً منهم في كل ألف يكتب حرفًا لاتينيًا كتابة سائغة، وهم مع هذا يستطيعون أن ينظموا شعرًا عربيًا رائعًا. "

المصادر[عدل]