غابر الأندلس وحاضرها
غابر الأندلس وحاضرها (1923) هو كتابٌ تاريخيٌّ يسردُ فيه مؤلفهُ، المفكّر والأديب السوري، محمد كرد علي، تاريخ الأندلس منذ عصور قديمة [1]
مقتطف
[عدل]
«عشقتها، ولم تسعدني الأيام بإمتاع النظر في جمالها، واستطلعت طلع أخبارها، فروى
الرواة عنها عجائب أقلها مما يستهوي النفوس المتمردة، ويأخذ بمجامع القلوب الجافة
العاصية، تفردت بين حيلها بما خصت به من معاني الحسن والإحسان، فكثر الخطاب
والطلاب، وهي لا تفتأ تبدي لمن حماها صنوفًا من اللطف والظرف، وتخاطب البعيد
والقريب بثغر باسم، وترشقهم بنظرات، لا تخلو من غمزات، تريد بها الهزوء بنكبات
الزمان، والاستخفاف بسخافة الإنسان
عشقتها منذ عهد الصبا، وعشق الصبا شديد، لما قرأته الباصرة من وصف سجاياها وحملته إلى البصيرة ففكرت فيه، وتدبرت خوافيه وحواشيه، وزادني غرامًا بها ما سمعت من أن أناسًا قبلي أصيبوا بما أصبت به، وعدوا النزول في حماها ولو ساعة سعادة العمر، وحسنة الدهر: العشق فنون وعشقي كان لأرض الأندلس، عليها من كل عربي ألف ألف سلام، على مر العصور والأيام»
- ↑ الكتب، مؤسسة هنداوي. غابر الأندلس وحاضرها https://www.hindawi.org/books/51620274/
- ↑ علي، محمد كرد. غابر الأندلس وحاضرها. مؤسسة هنداوي، 2014 ص13