عياش الحاج
المظهر
عيّاش الحاج حسين الجاسم، زعيم ومجاهد من مدينة دير الزور في سورية، بدأ النضال المسلح ضد المستعمر الفرنسي في مدينة دير الزور، ونفي إلى مدينة جبلة مع عائلته عام 1925 وتوفي مسموماً من قبل الاستعمار الفرنسي عام 1926.
أقواله
[عدل]- عند صدور قرار النفي انشد عياش الحاج الأبيات التالية:
يا دار العز عنك ما كفينا.
واحنا الحمينا العرض من حكي الكفينا.
وين الياكف بماكف ما كفينا.
لحين وصول عيين الطلاب.
يا دار وين القلطوبج.
مناسف للفو قلوطوبج.
محنتيني ياغبرا وقل طبج.
عيا ولا لقى لعلتي دوى.
قالو عنه
[عدل]- قال الشاعر محمد الفراتي عند نفي الزعيم عياش الحاج:[1]
لئن فارق الليث الهصور عرينهُ
على الرغم منه والزمان يجورُ
فقد كان وراداً لكل مخوفةً
له في الأعادي صولةٌ وزئيرُ
مريرٌ على الأعداء صعبٌ ممنعٌ
وحلوٌ على المستضعفينَ مزيرُ
مهيبٌ كنصل السيفِ، اما فرندهُ
فصافٍ واما حده فأثيرُ
- عند سماع خبر استشهاده خرج أهالي دير الزور في مظاهرات عارمة يهتفون:
عياش الطوب إحنا لدانه
عياش الهيل بفنجانه
عياش الغرب ما إجانا
لأنه استشهد بجبلة
- وقد رثاه العديد من شعراء دير الزور ومنهم الشاعر الكبير محمد الفراتي الذي كان في العراق حينها وقال فيه:[1][2]
نعاهُ ليَ الناعي ببغدادَ بُكرةً
فأحسستُ بيَ الأرض الفضاء تدورُ
وخفت صوتي عند ذكرِ مصابهِ
على ان صوتي قبل ذكَ جهورُ
وظلَّتْ يراعى وهي خرساءُ في يدي
وكان لها فق الطروسِ صريرُ
اجدكَ لا تبعد فما لمسهدٍ
وراءك الا عبرةً وزفيرُ
اجدكَ لا تبعد فمثلك لم يكن
ليترك خلفهُ صدعاً ويسيرُ
أبيتَ على الأيام إلا صرامةً
فاردتكَ نفسٌ حرةً وضميرُ
ذهبْتَ شهيدَ الظلمِ غير مُذمَّمٍ
ومالكَ في هذي الحياةِ نصيرُ
فنعمَ المعينُ النَّدْبُ كنْتَ إذا عَرَتْ
خطوبٌ وحَلَّتْ بالبلادِ أمورُ
ونعم المرجىَ حين لا خلَ يرتجىَ
ليومٍ به لبُ الحصيفِ يطيرُ
غياثٌ لَعمري انتَ إن بخلَ الحيا
وهديٌ لمن ضلَ السبيلَ ونورُ
ثويتَ بأرضٍ قد بعدكَ أهلُها
غريباً ولم تنحر عليكَ جزورُ
ولم تنثر البيضُ الحسانُ شعورها
هناكَ ولم تلدم عليكَ صدورُ
كَرُمْتَ فلا واللهِ لو كُنْتَ بيننا
لَشُقَّتْ هنا منّا عليكَ نحورُ
جَلٌ وجليلُ الرُّزْءِ ما لك بيننا
إذا عُدَّ أهلُ المُكْرَماتِ نظيرُ
بكت بعدكَ الديوانَ أَشْيَاخ شمّرَ
وناحت عليه طيءٌ وجبورُ
وتلكَ العِتاقُ الرَّدُ من طولِ هجرها
معارفُ منها عُرَّيتْ وظهورُ
لقد أوحشَ القصرَ المشيدَ وأخلقت
زرابيّ فيه جمةً وستورُ
ونكبت الأضيافُ عن جنباتهِ
وكان لها في رحبتيه جبورُ
ترتاعُ أطفالٌ وتلتاعُ نسوةٌ
وتُمسي خَلاءً أَرْبُعٌ وقصورُ
فلا يهنئ الواشونَ إن مقامكم
عظيمٌ على رغم الزمانِ كبيرُ
فيا شامتاً لا تأمنَ الدهرَ إنها
المنايا لها كل الأنامِ تصيرُ
ترقب معي رفعَ الزمانَ وخفضهِ
وذا الفلكِ الدوار كيف يدورُ
خلا ذلكَ الوادي وقد كان آهلاَ
وهبت به بعد الشمالِ دبورُ
وصوحَ زهرٌ بالجزيرةِ زاهرٌ
وامحلَ روضٌ بالفراتِ نضيرُ
كما قيل فيه:[3]
نشدت الدار عن عيّاش وينو
وقالولي بكاع جبلة دافنينه
انحنى عامودنا يامن يعينو
غدر الزمان ومن غدرتو ما ثار
ردت علي الدار بعالي صوتها مردود
قالت يا حسرتي راحوا تحت طيات اللحود
- كما قيلت فيه العتابة:
حزينه الدار والدلة عليهم
كرام ويسأل الهاشل عليهم
يا غراب البين ويش دلك عليهم
عدّيت بديار عيين الطلاب
وفاته
[عدل]بعد فترة قصيرة من اقامته في جبلة استغلت السلطات الفرنسية تردده على مقهى خارج المدينة ودبرت من دس له السم في قهوته، ومانعت السلطات الفرنسية نقل جثمانه إلى ديرالزور لأسباب تتعلق بالأمن العام، ودفن في جبلة في مقبرة جامع السلطان إبراهيم الأدهم، ليتنفس الفرنسيون الصعداء بعد وفاته، لأن الحوادث التي كانت تقع في منطقة الفرات كانت تجري برأيه وأمره وهو في منفاه، وأقيمت صلاة الغائب على روح هذا المجاهد الشهيد في كافة البقاع السورية.
مراجع
[عدل]- ↑ 1٫0 1٫1 الفراتي محمد، ديوان الفراتي، الجزء الأول، مطبعة بابيل اخوان، دمشق، 1931، ص 157.
- ↑ اسماعيل كامل، من التراث الشعبي الفراتي، إعداد وتدقيق وتحقيق عباس الطبال، الجزء الثاني، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 2007، ص 73.
- ↑ حديث عن المجاهد عياش الحاج، برنامج لمة ديرية، تقديم الشاعر عباس العكلة، قناة دير الزور الفضائية، 6/3/2015.