ديوان محمود سامي البارودي

من ويكي الاقتباس

ديوان محمود سامي البارودي هو ديوانٌ شعريٌّ للشاعر، محمود سامي البارودي، والذي يُعتبرُ رائد مدرسة البعث والتجديد في الشعرِ العربيّ [1]

مقتطف (قافية الهمزة)[عدل]


«صِلَةُ الخَيَالِ عَلَى الْبِعادِ لِقَاءُ لَوْ كانَ يَمْلِكُ عَيْنِيَ الإغْفَاءُ

يا هاجرِي مِنْ غَيْرِ ذَنبٍ في الْهَوَى مَهْلا، فَهَجْرُكَ والمنُونُ سَواءُ

أَغْرَيْتَ لَحْظَكَ بالْفُؤادِ فَشَفَّهُ وَمِنَ الْعُيونِ عَلَى النُّفُوس بَلاءُ

هِيَ نَظْرَةٌ، فامْنُنْ عَلَيَّ بِأُخْتِها فالْخَمْرُ مِنْ ألَمِ الْخُمارِ شِفَاءُ

أَنَا مِنْكَ مَطْوِيُّ الْفُؤَادِ عَلَى جَوًى لَوْلا الدُّمُوعُ ذَكَتْ بهِ الْحَوْبَاءُ

لا أنْتَ تَرْحَمُني، ولا نارُ الهَوَى تَخْبُو وَلَا لِلنَّفْسِ عَنْكَ عَزاءُ

فانْظُرْ إِليَّ تَجِدْ خَيالَةَ صُورَةٍ لَمْ يَبْقَ فيها لِلحياةِ ذَمَاءُ

رَقَّتْ ليَ الْوَرْقَاءُ فِي عَذَبَاتِها وَبَكتْ عَلَيَّ بِدَمْعِهَا الأَنْدَاءُ

وَتَحَدَّثَتْ رُسُلُ النَّسِيمِ بِلَوْعَتِي فَلِكُلِّ غُصْنٍ نَحْوَها إِصْغَاءُ

كَلَفٌ تَنَاقَلَهُ الْحَمَامُ عَنِ الصِّبَا فَصَبَتْ إِلَيْه الغِيدُ والشُّعَراءُ

فَبِقَلْبِ كُلِّ فَتًى غَرَامٌ كَامِنٌ وَبِعَطْفِ كُلِّ مَلِيحَةٍ خُيَلاءُ

فَدَعِ التَّكَهُّنَ يا طَبِيبُ فَإِنَّمَا دَائِي الْهَوَى، وَلِكُلِّ نَفْسٍ دَاءُ

أَلَمُ الصَّبَابَةِ لَذَّةٌ تَحَيْا بِهَا نَفْسِي وَدَائِي لَوْ عَلِمْتَ دَوَاءُ

وَبِمُهْجَتِي رَشَئِيَّةٌ مِنْ دُونِها أُسُدٌ، لَهَا قَصَبُ الرِّمَاح أَبَاءُ

هَيْفَاءُ مَالَ بِهَا النَّعِيمُ، فَخَطْوُها دُونَ الْقَطَاةِ، وَنُطْقُها إيمَاءُ

تَرْنُو بِأَحْوَرَ لَوْ تَمَكَّنَ لَحْظُهُ مِنْ صَخْرَةٍ لارْفَضَّ مِنْهَا الْمَاءُ

حَكَمَ الجَمالُ لَهَا بِمَا تَخْتَارُهُ فَتَحَكَّمَتْ فِي النَّاسِ كَيفَ تَشَاءُ»

[2]

  1. الكتب، مؤسسة هنداوي. ديوان محمد سامي البارودي https://www.hindawi.org/books/41969168/
  2. البارودي، محمود سامي. ديوان محمود سامي البارودي. مؤسسة هنداوي، 2014 ص35