ديوان الأسرار والرموز

من ويكي الاقتباس

ديوان الأسرار والرموز (1956) هو كتاب جمع وتَرْجَمَ فيه عبدُ الوهاب عزام ديوانين من دواوين الشاعر والفيلسوف، محمد إقبال؛ هما «أسرار إثبات الذات»، و«رموز نفي الذات» [1]

مقتطفات[عدل]


«رأيتُ الشيخ بالمصباح يسعى له في كل ناحية مَجال

يقول: مَللتُ أنعامًا وبَهْمًا وإنسانًا أريد، فهل يُنال؟

برِمتُ برفُقةٍ خارَت قواها برسْتُمَ أو بحيدرٍ اندمال

فقلنا: ذا مُحالٌ، قد بحثنا، فقال: ومُنيتي هذا المحالُ»

[2]
«طائرٌ من ظمأ قد جهِدا كدخان نفَسا قد صعَدا

قد رأى ألماسة مثلَ الندى صاغها ماءً لعينيه الصدى

خدعته شذرةٌ مثلُ الشرر فرأى الجاهل ماءً في الصخَر

لم يجد ريًّا بضرب المِنقَر لم يُصب ماء بنقر الجوهر

قالت الشذرة: جُنِّبتَ الهُدى تضرب المنقار في جسمي سُدى

لستُ ماء، لا تراني ساقيه ما أنا من أجل غيري باقيهْ

جاهلٌ يقصد هضمي ما اهتدى لحياة نورُها منها بدا

كل منقارٍ بمائي ينكسرْ وترى الإنسان منه ينبهر

ما رأَى الطائرُ فيها أربا فتولى عن سناها لغَبا

حسرة في صدره تتَّقد زفراتٍ لحنُه يصَّعَّد»

[3]
«وأَضاءت مثلَ دمع البلبلِ قطرةٌ في غُصن ورد خَضِل

لضياء الشمس فيها مِنَّة ولخوف الشمس فيها رعدة

كوكبٌ يرعَد من نسل السماءْ شاقه الجلوة في هذا الفضاء

غرَّه الأكمام والزهر الخصيبْ لم يزوَّد من حياة بنصيب

قطرةٌ من دمع صب تبهَر زانت الهدبَ وكادت تقطر

فمضى الطائر فيها راغبًا بلَّ بالقطرة حَلقًا لاهبًا

أيها الباغي عدوًّا تقهرُ! قطرة أنت، تُرى، أم جوهر؟

حينما الطائر أضناه صداه حيَّ نفسًا بحياة من سواه

كانت الشذرة عضبًا يُرهَب لم تكن قطرة طلٍّ يُشربُ

قوةَ الذات احفظنها أبدًا وكن الألماس لا قطر الندى

أنضج القطرة كالطود تُرى حاملًا غيمًا مُفيضًا أنهرا

أثبت الذات وفيها حَقِّق فِضةً كن بالتئام الزئبق

ومن الذات أبِنْ أسرارها

حرِّكن عن لحنها أوتارها»

[3]

  1. الكتب، مؤسسة الهنداوي. ديوان الأسرار والرموز. https://www.hindawi.org/books/82053596/
  2. إقبال، محمد. ديوان الأسرار والرموز. مؤسسة الهنداوي، 2014 ص23
  3. 3٫0 3٫1 إقبال، محمد. ديوان الأسرار والرموز. مؤسسة الهنداوي، 2014 ص47