حزامة حبايب
المظهر
حزامة حبايب |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
حزامة حبايب (4 يونيو 1965) روائية وقاصّة وكاتبة مقالات ومُتَرجِمة وشاعرة فلسطينية.
اقتباسات
[عدل]- أنا ابنة المدينة، ولا أتخيّلني لحظة أعيش على هامشها، أو قاطنة متوجّسة، أو زائرة عابرة. بعض المدن تفتح بواباتها من الطرقات الأولى، تراها تُشرع عواطفها بحبور وبلا توجس؛ وأخرى تميل إلى أن تكون متحفظة أو متمنّعة، أو صعبة المنال. بعض المدن تظل تملك احتمالات متجددة لأن تفاجئك وتأسرك أو تأخذك في طرقات جوانية وخفية وأخرى تستنفد صلاحيتها في الحب والكشف وسرعان ما تفرغ طرقاتها من أي مفاجآت. وكما تحفر المدينة نقوشاً في روحي، فإنني أترك نقشًا لي، شخصياً، في كل مدينة. وبطريقة ما أحوّل المدينة في جانب منها إلى “مدينتي”.
- يصحّ القول إن كل المدن التي عشتُ فيها ساهمت، كل بطريقتها، في صوغ “فلسطينيتي”. شئت أم أبيت، أنا في كل مدينة، سواء كانت تشبهني أو لا تشبهني، أكون قريبة من فلسطين. بل كل مدن العالم تأخذني إلى فلسطين، حتى وإن كانت بعيدة تماماً عنها أو لا تتقاطع معها بأي صورة.
- فلسطين تقيمُ في نفسي؛ تتغلغلُ عميقًا في وعيي كوطنٍ معنوي وعاطفي بموازاة كونه وطنًا مادياً وبالتقاطع معه. وإذا كان المنطق يُملي علينا – أحياناً – أن نتفَّهم صعوبة الحصول على الوطن المادي أو استعادته، فإنّ يقيني بعكس ذلك يجعل فلسطين خاصتي أقرب إليّ مما قد يعتقد الآخرون. أعلنها صراحةً: لولا فلسطين كحقيقة ثابتة، متجذِّرة في كياني، مستحكمة في داخلي، لما كنتُ أنا ما أنا عليه. ثم كيف يمكن تجاهل أن الشقَّ الأعظم من تجربتي السردية إنما هي تعبير عن فلسطينيّتي أو انعكاس لها أو نتيجة لها بصورة من الصور؟! أنا أحمل فلسطين تاريخًا ومعنًى وإرثًا إنسانيًا وثقافيًا.
- السخرية شرط حيوي في كتابة الفقد والخسارات، إذ تضفي أنسنة حيوية على النص، وتمنح بعض التوازن المطلوب، وتجعل الحياة أو ما تبقى منها محتملة وقابلة لأن نناضل من أجلها. فالسخرية في الكتابة محاكاة صادقة للجانب العبثي والتهكمي في الحياة الواقعية خارج الكتابة.
- الفلسطيني بعد نكسة 67، كأنه صحا على هزيمة ثانية فادحة، بعد نكبة 1948؛ هذه الهزيمة الثانية – أي النكسة –موجعة أكثر، بل ومذلّة، ذلك أنها أسست فعليًا لمرحلة حاسمة في الشرط الوجودي الفلسطيني عنوانها “الاحتلال” التام، وقضم فلسطين التاريخية بالكامل والقضاء على أي احتمال – في المدى المنظور – لتغيير مسار التاريخ، السائر نحو المزيد من الانحدار. ولا ننسى أن هذه الهزيمة حطمت الذات الفلسطينية والعربية، بالنظر إلى أنها نتجت بعد أمنيات “مضخَّمة” بالنصر لتكشف عن زيف أكثر إيلامًا من أي وقت مضى، ضمن منظومة تواطؤ متعددة الأطراف، وما تمخض عن ذلك من انكسار متعاظم، الأمر الذي أسس لبداية الحلول السياسية المجحفة، ونهاية مشروع الدولة فعليًا على الأرض. نحن لم نخسر معركة، بل خسرنا فعليًا الحرب. من هنا، أضاف الفلسطيني لرصيده من الخسارة خسارة مضاعفة، ضمن إرث متواتر من الشعور بالنفي، النفي عن ذاته وعن وطنه وعن وجوده، أو الأسباب الموجبة لوجوده الذي بات يُمتحن يوميًا. وعلى الأرجح أننا في تلك الفترة كنا عرضة لـ”الاندثار” كشعب بالمعنى المادي والقيمي، وما عناه ذلك من تعزيز المناخ العام بالانحطاط، وزعزعة مفهوم الأرض كجغرافيا، والأخطر من الجغرافيا، زعزعة مفهوم الحق التاريخي في فلسطين.
- لم تكن الكتابة يومًا خيار. الكتابة بالنسبة لي جزء عضوي من تجربة العيش ككل. أعتقد أنها تجعلني أكثر تصالحًا مع نفسي، أقل عنفًا. ومع الوقت، ومن خلال الكتابة، بدأت أكوّن ما يشبه الرؤية البانورامية للحياة، واستشفاف أعماق الناس والأشياء والوجود من حولي، على نحو يجعلني أتقبل التناقضات وأقدر الاختلافات، والأهم أتقبل ذاتي بكل صراعاتها وتناقضاتها وتشوشاتها وحيرتها المتأصلة. الكتابة حياة، ويوم أتوقف عن الكتابة سأتوقف عن الحياة.
- 12 يوليو 2018؛ مقابلة مع «الفلق» [1]
- صراعي ليس مع الرجل كوحدة معزولة اجتماعيا، بل مع المنظومة الثقافية والفكرية والأيديولوجية التي يكون الرجل ضحيتها، وأيا كان شكل السلطة فإنني أواجهها بسلطة الكلمة وقدرتها على الكشف والتعرية والفضح.
- صراعاتي الذاتية هي التي تصنع في مجملها المرأة التي أنا عليها، ولدي معركتي مع الآخر الذي يرفض اختلافي ويحاول "تربيتي"، أو يسعى إلى تدجيني وخنق صوتي.
- أنا امرأة مبادرة بطريقتي، وفي كل فعل كتابي أقوم به فإنني أنتصر للحياة وللإنسان، لا أحمل سيفاً، فقط أحمل قلبي، وعلى هشاشته قادر على أن يواجه العالم كله
- بالنسبة لي المخيم يقود إلى أي شيء إلا الوطن، وهذه البيئة "الغيتوية"، تغدو جزءا عضويا في بنية الذات العاطفية والهوية، موصومة باللامكان
- 24 يوليو 2019؛ مقابلة مع «الجزيرة» [2]