عندما أفكّر بنفسي كبائعة كتب، أشعر بأنَّ الأمر متخيّل. أنا امرأة شديدة الالتصاق بالواقع، وعندما يتفوّق الواقع على خيالاتي أجد الأمر غير معقول. ربّما لهذا السبب أعرّف نفسي دائمًا كـ «بائعة كتب»، باختصار لأنّ الأمر لا يُصدّق.
تحتاج الذات إلى الآخر من أجل جدلٍ صحي لنعرف من نحن؟ ومن نريد أن نكونه؟ وما مرجعياتنا؟ لكن ماذا يحدث عندما يفقد الآخر شرعيته؟ من نحن الآن؟ هل نحن -فقط- نقيض ما هو عليه؟ أعتقد أن من الخطورة وضع إجابات سهلة لسؤال بهذا التعقيد.
التوازن فن. عندما يختلّ التوازن في حياتي أشعر بأنني مستنزفة، وآخذ بضعة خطوات للخلف لأعيد ترتيب الأمور. أنا أحب الحياة إلى درجة الشراهة، ولا أريد لأي شيء أن يسرقني من حياتي، ولا حتى الكتابة. لذا، أحتاج أن أرى نفسي كشخصين؛ بثينة الكائن، وبثينة الكاتبة. والكائن دائمًا له الأولوية، إنه الذات العليا التي تقرر للكاتبة بأن توافق على هذا اللقاء، وتعتذر عن ذاك، أو تذهب للمشي في الشوارع. الكائن أيضًا يسمح للكاتبة بأن تكتب، وهو يسمح بذلك لساعاتٍ طويلة، لحسن الحظ، لأن الكتابة تشعرني بالبهجة حتى عندما أتمرغ في آلامها.. لكنه يضع الحدود.
غير مسموح لي أن أكون أنا
ولا أستطيع إلا أن أكون أنا
كلما ضاقت الزنزانة اتسعت القصيدة.
على الطاولة التي اجلس إليها الآن , شاشة حاسوب , موزة منقطة , كتب منزوعة الأغلفة , مناديل ديتول , فتات بسكويت , وجثمان نملة .
إذا كانت الأشياء هكذا , ترتاح إلى غرابتها ولا تمانع أن تتجاور رغم كل الإختلاف , فأنا أريد أن يشبه نصّي هذه الطاولة .
العالم مفكك ومرتبك , وكذلك هو شِعري.
من أنا؟ هذا الشيء الذي يحاولون كسره وطمسه ووأده، هذا الشيء الخطر على ما يبدو، الذي يهدد بتقويض النظام بمجرد قراءة رواية؟ نعم هو
↑"حوار مع الكاتبة بُثينة العيسى". عالم موازٍ. 2020-04-05. اطلع عليه بتاريخ 14 يناير 2024.الوسيط |عنوان= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |تاريخ= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |مسار= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |تاريخ الوصول= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |صحيفة= تم تجاهله (مساعدة)