العرب والفكر التاريخي
المظهر
- " إن أنصار المنطق التقليدي، رغم حملاتهم البليغة ضد الاستعمار الفكري ودعوتهم إلى الاصالة، يمهدون الطريق إلى التصالح مع الغرب، متفقين في اهدافهم مع البورجوازية العربية التي وضعت بين قوسين منطقها الحديث ولا تستعمله إلا داخل مراكز عملها. فالمثقفون المتحررون والثوريون الذين ينتهجون المنطق الحديث، مبررين الاهداف القومية بهذا المنطق، سيرفعون رايته عوض الطبقة الوسطى التي زهدت فيه بسبب ضعفها وضرورة الدفاع عن مصالحها في محيط غريب عنها..."ص 16 من الكتاب
- "...ماهي الايديولوجيا المتغلبة في المجتمع العربي؟ لا نعني ايديولوجيا المثقفين كما تعبر عنها بعض الأندية الثقافية في العواصم الكبرى، ولا الايديولوجيا الرسمية ، ولا الثقافة الشعبية كانعكاس لحياة الشعب.إنما نعني القواعد الذهنية المتبطنة في سلوك الافراد، وفي أحلام الرجال ورسوم الأطفال، في الآداب الريفية ونفسانيات الأبطال الروائية، في نصائح الامهات ودروس التربية الاخلاقية...هذه الايديولوجيا هي منطلق تصور الأحوال السياسية العامة،الداخلية والخارجية، وعلى أساسها تتخذ قراراتها كل الفئات المتصارعة على النطاق المحلي والعربي." ص 19
- " من أراد ان يكون فكرة عن الثقافة المغربية في القرن الماضي، حتى في أعلى تعبيرها، عليه ان يرجع إلى كتاب ( سلوة الأنفاس) لصاحبه محمد بن جعفر الكتاني، الدي طبع طبعة حجرية بفاس سنة 1899،فسيرى فيه العجب العجاب. إن الكتاب مهم ومفيد من الوجهة التاريخية، ومؤلفه حافظ وفقيه كانت له مواقف مشرفة دفاعا عن الوطن..." ص 32
- " من المجرب ان الفكرة لا تتضح في ذهن كاتبها إلا بعد أن يعيد كتابتها مرارا في ظروف وأساليب مختلفة. بعد ان أعدت قراءة مجموعة من المحاضرات والمقالات أعددتها في مناسبات عدة حول السياسة والثقافة ومنهجية البحث التاريخي بدأت احس أن المشكل الاساسي الذي أحوم حوله هو الآتي: كيف يمكن للفكر العربي أن يستوعب مكتسبات الليبرالية قبل ( وبدون) أن يعيش مرحلة ليبرالية..." ص45