الطيب العباسي
الطيب محمد سعيد العباسي ( 1929 - 2008 ) شاعر وقاضي ومحامي سوداني ولد بمدينة الجيلي شمال الخرطوم ، تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1953 ، عمل بـ التدريس والمحاماة والقضاء ، شغل منصب المستشار القانوني للمجلس الاستشاري الوطني في أبوظبي لعدة سنوات منذ العام 1979.[1]
معلومات عنه
[عدل]ولد بالجيلي سنة 1926 بدأ تعليمه الأول بحفظ أجزاء من القران الكريم في خلوة عمه محي الدين ود أبو قرين بقرية الجيلي موطنه الأصلي ، درس الثانوية في مدينة حلوان ثم منها التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة بعد خرجه سنة 1953 ، التحق بالهئية القضائية السودانية في العام 1955 وتدرج في مجال القضاء ، ووصل الي منصب قاضي المحكمة العليا في العام 1978 ، وعمل خلال هذه الفترة في محاكم العاصمة المثلثة وولاية بورتسودان والولاية الشمالية وولايات غرب السودان وولاية النيل الأبيض ومدينة حلفا الجديدة وولايات جنوب السودان -سابقاً- ومدينة الأبيض وغيرها ثم تقلد منصب رئيس الجهاز القضائي.[2]
استقال من الهيئة القضائية سنة 1979 وعمل مستشاراً قانونياً للمجلس الاستشاري الوطني في امارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة حتى العام 1996. عاد بعدها إلى السودانحيث عمل محامياً إلى أن وافته المنية بمستشفى ساهرون بالخرطوم يوم ( 29 - رمضان - 1429 ) الموافق ( 29 - شهر 9 - 2008 ).
والده الشاعر محمد سعيد العباسي من أفضل الشعراء في السودان ، كانت حياته بين الشعر والقضاء.
له ديوان شعر يسمي العباسيات.
من أشعاره
[عدل]عروس الرمال بعد القرشي :هي قصيدة يرثي بها صديقه الشاعر محمد عوض الكريم القرشي:
طاب في ربعها الحبيب مقامي أهل وصحب كرام ما مللت الثواء فيها وما سئمت روحي منها على مدى الأيام
خواطر مغترب في عيد الاستقلال :
لــدى الغيــدِ الـحســانِ خــبــا زنــادي وفــي ســاحِ الغــرامِ كَبَا جــوادي
أطـــلَّ الشــــيـبُ مـن راســي إذا بــي وفــي ســاحِ الغــرامِ كَبَا جــوادي
وكــــــــل خريــــدةٍ حسنــاء أضحت تــنـاديـنـي أبــي لـمَّـا تُـنـادي
فأُبـــــــتُ وقـــد سَــلتْ حُـبي سُليمى وبِــتُ عــلى جــفاءٍٍ مــن سـعادِ
عــلى عــهـدِ الشبــابِ ســكبتُ دمعــي ومــا عــهــدُ الشبــابِ بِمُـستعادِ
عندما قدم الي الخليج ليعمل مستشاراً قانونياً للمجلس الوطني الاستشاري بأبو ظبي قال ابياته :
وجـئتُ إلى الخليجِ وكان زادي شعـوري أنه إحدى بلادي
وفــارقت الاحــبة عن يقينٍ بأنهــمو هنا رغم البُعادِ
فمــن أهلي سوى قومٍ أراهم يعادونَ العــدوَّ كما أعادي ؟
ويعــتنقون دينـا وهو ديني وينطق كلهمُ ضاداً كضادي
ويجمعنـي بهـم نسبٌ عريقٌ يوحد بيننا من قبــلِ عادِ
نزلتُ بأرضِـهم فحللت سهلا وكم لهمو علي من الأيـادي
ولست بِمُنـكِرٍ لهـمو جميلاً كما قد أنكـرتْ هنـدٌ سوادي
ولستُ بمـادِحٍ كلا فإني أعافُ البيعَ في سوقِ الكسادِ
وقد قال في مطلع قصيدته (صنعاء) وهو يسعى إليها من الخرطوم :
قَدِمْتُ من وطني أسعى إلى وطني كالطيرِ من فننٍ قد حلَّ في فننِ
إن يــَكُ دمُ ترهــاقا سرى بدمي فاني ابن سيفَ ابن ذي يَزَنِ
علي ضوء مقاومة الاستعمار الإنجليزي ، عندما الغت مصر معاهدة 1936 وتوابعها فأنشأ قصيدته (أخي في شمال الوادي) منها :
أخي يا ابن مصــرَ فتاةِِ الكــفاحِ وأمِ الحضــارةِ بيـن الأمـمْ
إذا مـا طوتــكَ غـيــومُ الزمانِ طوتني دياجيــرٌُها والظُـلَمْ
وإن سقــطَ الـدمـعُ من مـقلتيكَ بكيــت بقلبي دموعـاً ودمْ
وتـأسى روافـِدُ بـحــرِ الغــزال إذامـا بِدميــاطَ خطبٌ ألمْ
وإمــا زأرتَ بـشــطِ الـقــنالِ وثَبتُ إليكَ خفيف ألقــدمْ
نذود مـعاً عن حيــاضِ الجــدود ورهْطِ الأبوة منذ القِــدمْ
أخــي إن تجنبتَ قصفُ الرعــودِ وحاذرت بركانها والحممْ
فـمـا أنت ـ والله ـ مــن يعْرُبٍ ولست حفيد بُناةِ الهــرمْ