انتقل إلى المحتوى

الشاعر (كتاب)

من ويكي الاقتباس


الشاعر (1921) هي روايةٌ للأديب المِصري، مصطفى لطفي المنفلوطي [1]

مقتبسات

[عدل]


«قالت له: أتتألم يا مولاي؟ قال: نعم، فما نحن سُعداء إلّا في أنظار النّاس واعتباراتهم، ولو كُشف لهم من خبايا نفوسنا ما كشف لنا منها، ولمسوا بأيديهم مواقع الألم من أفئدتنا، لرثوا لنا أكثر مما نرثي لهم، ولرأوا أننا أولى الناس بالرحمة والإشفاق منهم، وليتهم يقفون على هذه الحقيقة فيعلموا أنّ السّلامة والنجاة وراحة النفس وهدوءها في القناعة والإقلال، فيستريحوا من هُموم الأحقاد وآلامها، فإنهم ما حسدونا، ولا اشتعلت بين جوانحهم نيران الحقد والموجدة علينا إلا لأنهم ظنوا أننا سعداء، ولو نظروا إلينا بالعين التي ننظر بها إلى أنفسنا لضرعوا إلى الله -تعالى- أن ينجيهم مما ابتلانا به، ويريحهم من همومنا وشقائنا» [2]


«قال: كنتُ أتمنى طول حياتي أن أموت في ميدان حربٍ بضربةِ سيفٍ من يد بطلٍ، فقضى الله أن أموت في زقاقٍ ضيقٍ بجذعِ شجرةٍ من يدِ خادمٍ، لأكون قد حرمتُ من كلّ شيءٍ في حياتي، حتى الميتةَ التي أحبّها» [3]


«قال: أنا الآن خادمٌ عند «موليري»، ولكنّي سأتركُ خدمته منذ الغد. قال: لماذا؟ قال: لأنّه لصٌ من لصوصِ الأدبِ، وهم عندي أقبح اللصوص وأسفلهم» [3]


«وكذلك انقضت حياة هذا الرجل العظيم كما تنقضي حياة أمثاله من العظماء؛ لم يتمتع يوماً واحداً برؤية مجدهِ وعظمتهِ، حتى إذا قضى سمح له التاريخ بعد مماته بما ضن به عليه في حياته» [4]


«وقال: تقدم أيها الموتُ وخذ مني ما تريد؛ أتدري ماذا تستطيع أن تسلبني؟ إنك تستطيع أن تسلبني حياتي، وجسمي، وهذا السيف العزيز عليَّ، وهذه الريشة التي وضعتها يد الفخار في قبعتي، بل جميعُ ما تملكُ يدي. ولكن شيئاً واحداً لا تستطيع أن تسلبنيه، وسيرافقني في سفرتي إلتي أنتويتها إلى السماء حتى أقف به بين يدي الله تعالى رافع الرأس عزةً … وهنا عجز عن النطق، فحاول أن ينطق الكلمة التي أرادها فلم يستطع، فانحنت عليه روكسان وقبَّلته في جبينه، وأرسلت دمعةً حارةً على وجهه، وقالت: وما هو يا سريانو؟ ففتح عينيه للمرة الأخيرة فرآها، فابتسم وقال: حريتي واستقلالي!» [5]

  1. https://www.hindawi.org/contributors/93803841/المساهمون، مصطفى لطفي المنفلوطي
  2. المنفلوطي، مصطفى لطفي. الشاعر. مؤسسة الهنداوي، 2014. ص125
  3. 3٫0 3٫1 المنفلوطي، مصطفى لطفي. الشاعر. مؤسسة الهنداوي، 2014. ص133
  4. المنفلوطي، مصطفى لطفي. الشاعر. مؤسسة الهنداوي، 2014. ص136
  5. المنفلوطي، مصطفى لطفي. الشاعر. مؤسسة الهنداوي، 2014. ص135