إلى ولدي

من ويكي الاقتباس

إلى ولدي، كتابٌ تضمّن مجموعةً من الرّسائل التي تركها المفكّر العربي أحمد أمين لولده، قدّم فيه النّصح، مستندًا على خبرته ونتائج تجاربه في الحياة.

اقتباسات[عدل]


«أما زمنك هذا فقلِق مضطرب حائر ، كَفر بالقديم ، ثم لم يجد جديداً يؤمن به» [1]


«قلة العلم مع الأمل والطموح خير من كثرته مع اليأس والقنوط» [2]


«دعوا الشباب ينعم بحريته، دعوه يجرِّب فتفيده تجاربه، ويخطئ فيعرف أسباب خطئه، أما النصح والإرشاد فهو كثير في الكتب السماوية» [3]


«يعجبني من الدين أن يكون سمحًا لا غلظة فيه، وألا يكون ضيق الأفق فيناهض العلم، بل يؤمن صاحبه أن له مجاله وللعلم مجاله، وأن الدين الصحيح لا يناقض العلم الصحيح، وأن لا بد منهما جميعًا للإنسانية، فالعلم لحياة العقل والدين لحياة القلب» [4]


«نعم رأيت من زملائي من تمسكوا بهذه الفضيلة فخسروا كثيرًا وفشلوا فشلًا ذريعًا، ولكن لم يكن عيبهم أنهم التزموا الحق والصدق والعدل، بل عيبهم أنهم التزموا هذه الصفات في سماجة، فقالوا الحق في غير أدب والتزموا الصدق في غير لباقة، وتحروا العدل في غير لياقة، فلم يكن الذنب ذنب الحق» [5]


«الأنس بالدين طبيعة النفس و راحة الروح فإذا سلبت من تأنس به أحسست بالوحشة و تململت من الفراق» [6]


«كل ما نرى في الأمة من فساد وارتباك و فوضى و تدهور نشأ من عدم شعورالفرد بالواجب» [7]


«ليكن مبدأك الشعور بالواجب والإعتدال في اللذائذ و طهارة النفس و الحرص على الشرف و السعي وراء النبل و المروءة و لتكن النتيجة بعد ذلك ما تكون» [8]


«إن السياسة علم أصعب من علوم الطب والكيمياء والطبيعة والهندسة فهي تحتاج إلى دراسة التاريخ و الجغرافيا والإجتماع كمقدمات لها ثم تحتاج إلى دراسة النظريات السياسية وإختلاف الاراء فيها والتطبيق عليها ومتى طبقت بنجاح ومتى طبقت بفشل وأسباب النجاح وأسباب الفشل» [9]


«والأمة لا يستقيم أمرها إلا إذا تعادل في أبنائها الشعور بالحقوق و الواجبات معا و لم يطغ أحدهما على الآخر» [7]


«إن الذوق عمل في ترقية الأفراد و الجماعات أكثر مما عمل العقل فالفرق بين إنسان رفيع وإنسان وضيع ليس فرقا في العقل وحده بل أكثر من ذلك فرق في الذوق» [10]


«إن الحرب تزلزل الأخلاق وتغري النفوس الضعيفة بالشره والجشع وتقدم لنا أمثلة كثيرة ممن اغتنوا بعد فقر لأسباب خسيسة وأعمال وضيعة؛ ثم تضغط على صغار الموظفين والصناع والتجار فيرون أنهم لا يستطيعون العيش الكافي في مجال رزقهم المحدود فإذا هم لم يتحصنوا بالخلق المتين مدوا أيديهم و خربوا ذممهم» [7]


«وكن ذا شعور علمي دقيق فإن الطبيعة لا توحي بحقائقها إلا لمن دق حسه وتنبه عقله» [11]


«فحقك مشوب بباطل كثير، وباطل غيرك مشوب بحق كثير» [12]


«فما الحياة بلا ذوق، وما الدنيا بلا جمال؟» [10]


«عود نفسكَ النظام في العمل، والدقةَ فيه، وحسنَ الترتيب، ولأقصَّ عليك شيئًا من تجاربي في هذا الباب. فقد بدأت حياتي في ترجمة كتاب مبادئ الفلسفة الذي تعرفه، فكنت أفهم معنى الجملة وأبحث لها عن ترجمة عربية، حتى إذا عثرت على الجملة أجَلْتُها في نفسي، وقد أجيلها على لساني لأعلم مبلغ دقتها في أداء المعنى» [11]


«ودلتني التجارب على أن عنصر الدين في الحياة من أهم أسباب السعادة.» [13]


«خير ما تواجه به هذا الزمان، سعة دراستك، ووقوفك على حقائق الشرق والغرب، وانتفاعك بما في كل من مزايا. وعيب الشرقيين شعورهم بمركب النقص أمام المدنية الحديثة، فهم يقدرونها فوق قيمتها، ويقدرون أنفسهم أقل من قيمتهم، ولو أنصفوا لزادوا من قيمة أنفسهم وقلَّلوا من قيمة المدنية الغربية.» [14]


«قال جان جاك روسو: «يولد الإنسان ويموت وهو مسترق مستعبد، يشد عليه القماط يوم يولد والكفن يوم يموت.» وهو يقصد بذلك إلى تقيده بالعادات» [15]


«لقد جربت الناس فوجدتهم يخضعون للذوق أكثر مما يخضعون للمنطق، فبالذوق لا بالعقل تستطيع أن تستميلهم، وأن تأسرهم، وأن توجههم، وأن تصلحهم إن شئت، أما العقل وحده فلا يستطيع أن يأسر إلا الفلاسفة وقليل ما هم.» [16]


«وإن شئت أن تعرف قيمة الذوق في الأمة، فجردها من دور فنونها، وجردها من حدائقها وبساتينها، وجردها من مساجدها الجميلة الجليلة، وكنائسها الفخمة، وعمائرها الضخمة، وجردها من نظافة شوارعها، وتنظيم متاحفها، ثم انظر بعد ذلك في قيمتها، وفيما يميزها عن غيرها من الأمم المتوحشة والأمم البدائية.» [16]


«فالآن أذكر لك أن مرده كله للذوق، فإن الذوق إذا شاع في مكان، شاعت فيه السكينة والطمأنينة، ونعومة المعاملة، وجمال السلوك، وإن انعدم أو قل في مكان خشنت المعاملة، وساء السلوك، وكثر هياج الأعصاب واضطرابها وارتباكها.» [16]


«إن الإيمان بالله يملأ فراغ النفس، ويحوي بالطمأنينة، ويوثق الصلة بين الفرد وأهله ووطنه، كما يوثق الصلة بينهم جميعًا وبين الله. فنصيحتي لك أن تؤمن ولو ألحد الناس، وتوثِّق الصلة بينك وبين الله ولو قطعها الناس.» [17]


«أي بني! طالما دعوت ربي جاهدًا أن يجنبك الزلل، ويقيك شر أصدقاء السوء، ويمنحك من قوة الإرادة ما تتقي به شر المغريات المغويات، وأن يهديك الصراط المستقيم والسلام.» [18]


«لقد ظلت المدنية الغربية تتطور إلى أن كان على قمتها القنبلة الذرية … وهناك فرق كبير بين المدنية الغربية والمدنية الشرقية. فإن نحن تصورنا تعاليم الغرب هرمًا، كان أساسه الدعوة إلى العلم والتجربة ودراسة» [19]


«وأحذرك على الخصوص من أشياء ثلاثة، الخمر والنساء والقمار، فهي شر ما يبلى به الإنسان ويفسد عليه حياته، ويضعف روحانيته، ويقل من حريته، ويسوقه إلى أسوأ حال.» [20]


«مفتاح هذه المشكلة أن تجتهد أول أمرك أن تكون لك هواية في فرع من فروع الثقافة العامة، كنوع من دراسة التاريخ، أو نوع من الأدب، أو نوع من الدراسة النفسية أو الاجتماعية بجانب دراستك الخاصة» إلى ولدي، [21]


«تبدأ فيه على مهل، وتحبب نفسك فيه رويدًا رويدًا، كما يفعل من يريد أن يمرن نفسه على هواية الزهور أو جمع أوراق البريد أو الرسم أو نحو ذلك، فإذا صبرت على هذا قليلًا قليلًا، وجدت أن لذتك تنمو شيئًا فشيئًا، ولا تزال كذلك حتى تصبح هذه الهواية «كيفًا» لا تصبر عنه ولا تستطيع العيش بدونه، ولكنه «كيف» راقٍ سامٍ نبيل نافع. فإذا وصلت إلى هذه الدرجة استسخفت من يضيعون أوقات فراغهم في الحديث التافه واللعب السخيف والقراءة الرخيصة، وأحببت أن تصادق من قويت ثقافته ونضج تفكيره، ونعمت هذه الصداقة. أليس عجيبًا أن تسمع من زملائك أنهم يريدون قتل الوقت بلعب الورق، أو قتل الوقت بالحديث التافه، أو قتل الوقت بالكلام في أعراض الناس أو نحو ذلك …؟»



«ما يدور على ألسنة الناس من قولهم الثوابُ على قدر المشقة، فهو ليس صحيحًا إطلاقًا، إنما يصح حين تُتَحَمَّل المشقة لعمل خيرٍ لا يمكن أن يُنال إلَّا بهذه المشقة.» [22]


«والأمة لا يستقيم أمرها إلا إذا تعادل في أبنائها الشعور بالحقوق والواجبات معًا، ولم يطغ أحدهما»

[7]


«فإن الذوق إذا شاع في مكان، شاعت فيه السكينة والطمأنينة، ونعومة المعاملة، وجمال السلوك، وإن انعدم أو قل في مكان خشنت المعاملة، وساء السلوك، وكثر هياج الأعصاب واضطرابها وارتباكها.» [16]


«لقد قرأتُ مرة قولًا للطفي باشا السيد: «دعوا الشباب ينعم بحريته، دعوه يجرِّب فتفيده تجاربه، ويخطئ فيعرف أسباب خطئه، أما النصح والإرشاد فهو كثير في الكتب السماوية.»»

[23]


«إن هذا الضعف في الشخصية، والهرب من تحمل المسئولية، نجده في الطالب الذي يقوم والداه بجميع أعبائه، ويحرمانه من كل تجربة. ونجده في الطالب الذي يقوم أساتذته بتحضير محاضراته وإملائها لها، ويحرمونه من البحث والدراسة، فيصبح هَمُّ الجميع أن ينال الطالب شهادته، ويصبح موظفًا في الحكومة، ولا يهم مطلقًا ما يصاب به من ضعف في الشخصية، وانحلال في الخلق، وغيرهما من الأخلاق التي تنتقل مع الشباب من المدارس والجامعات إلى دور أعمالهم، فيفقدون كل ثقة بأنفسهم، ويهربون من كل مسئولية تلقى على عاتقهم، في الوقت الذي يتعلم فيه الشاب الأوروبي والأمريكي كيف يعتمد على نفسه في البحث والدراسة، وفي مواجهة الحياة العملية ليستمد منها خلاصة تجاربه ومعلوماته.» [24]


«يجب أن تكون لك ميزانية كميزانية الدولة المنظمة تعرف مقدار دخلك وخرجك، ولا تصرف قرشًا أكثر من دخلك. بل لا يصح أن تصرف كل دخلك، فالليالي من الزمان حبالى، لا تدري، ماذا يحدث، وكم من المال تحتاج، وقاك الله شر السوء. أي بني!» [25]


«واعلم أن اضطرابك وفساد ميزانيتك شهرًا واحدًا يجر عليك فساد العمر كله، وإذا فسدت ميزانيتك وأنت لم تتزوج بعد فأولى أن تفسد بعد الزواج، وقاك الله شر الدَّين.» [25]


«نصيحتي لك -استنتاجًا من هذا الحادث- أن يمتلئ قلبك رحمة على العامل الفقير الذي يتعرض لهذه الأخطار، وعلى البائس المسكين الذي لا يجد قوت يومه، وعلى المريض المسكين الذي لا يجد صحته، وعلى الجندي المسكين الذي يضحي بحياته في ميادين القتال.» [26]


«وسعي عينيك ودققي النظر في عادات القوم، وخذي ما تستحسنين وتجنبي ما تكرهين، ولا يغرنك أنهم إنجليز، فكل قوم لهم خيرهم ولهم شرهم، ولهم محاسنهم ومساويهم، لعل ما شهروا به من المرح وعدم التفكير في المستقبل، وأن لهم يومهم الذي هم فيه» [27]


«أي بنيتي! كوني مصدر خير لزوجك وبناتك، فيجد حاجاته موفورة، وسعادته مهيأة، ويجدن فيك خير أم لخير بنت.» [27]


«وتحملي الغربة فإنها بغيضة ثقيلة، ولكن هوِّني على نفسك، واعلمي أن الغربة إلى قرب، والبعد إلى نهاية، واجتهدي أن تجعلي غربتك أحسن درس وأفيد علم» [27]


«اجتهدي في أن تملئي فراغك بالقراءة النافعة من قصص ممتع وتاريخ مفيد، وإن استطعتِ أن تستمعي لبعض محاضرات في إحدى الجامعات فافعلي، فلا خير في حياة جافة فارغة ليس فيها غذاء للعقل.» [28]


«احرص على أن يكون لك مثل أعلى تنشده، وترمي إليه في حياتك، وليكن هذا المثل الأعلى مشتقًّا من شخصية عظيمة مصلحة تتفق ونفسك ومزاجك، فإني أعرف فيك الجد، والإفراط في عزة النفس، وقلة المجاملة، فليكن مثلك مناسبًا لهذا كله، إن تحديدك للمثل الأعلى يحدد سيرك، ويعيِّن ما يقرب منها وما يبعد، فأنت إذا قصدت إلى الهرم أمكنك أن تعرف منه الطريق المقرب والطريق المبعد، أما إذا أنت سرت سبهللًا ولم تحدد لك غاية، تخبطت في السير ولم تعرف ما يحسن وما لا يحسن.» [29]


«عمدت إلى طريقة أنظم، وهي أني فكرت في موضوع الكتاب وقسمته إلى فصول، وأعددت لكل فصل «دوسيهًا» وقرأتُ أُمَّهات الكتب، وكلما عثرت على فكرة قيمة لخصتها ووضعت التلخيص في «الدوسيه» المناسب وأشرت إلى الصحيفة والكتاب. فلما فرغت من ذلك بدأت في التأليف فاستخرجتُ «دوسيه»» [30]


«قرأت خطابك الذي تنكر فيه عليَّ كثرة نصحي» [31]


«ولأمر ما اتفقت الأمم وحكماؤها على العناية بالنصائح، فالحكيم قس بن ساعدة له نصيحته المشكورة، ولقمان الحكيم نصح ابنه كما هو مذكور في القرآن» [32]


«نعم رأيت من زملائي من تمسكوا بهذه الفضيلة فخسروا كثيرًا وفشلوا فشلًا ذريعًا، ولكن لم يكن عيبهم أنهم التزموا الحق والصدق والعدل، بل عيبهم أنهم التزموا هذه الصفات في سماجة، فقالوا الحق في غير أدب والتزموا الصدق في غير لباقة، وتحروا العدل في غير لياقة، فلم يكن الذنب ذنب الحق، ولكن الذنب ذنب السماجة. فتعلَّم من هذا أن تقول الحق في أدب وتتحرى العدل والصدق في لباقة ولياقة. فمن غضب بعد ذلك كان الذنب ذنبه ولا ذنب عليك، ولا تتعجلن النتيجة فقد تمس من الحق نارًا، ويهب عليك من العدل لفحة جحيم، ولكن ذلك أشبه ما يكون بالامتحان، إن صبرت له انقلبت النار جنة واللفحة الحارة نسيمًا عليلًا.» [5]


«وأرقى من هذه وتلك لذة من وهب نفسه لخدمة مبدأ يسعى لتحقيقه، أو فكرة إنسانية يجاهد في إعلانها واعتناقها، أو إصلاح لداء اجتماعي يبذل جهده للقضاء عليه … فهذه هي السعادة ولو مع الفقر، ولكن لا يصل إلى هذه الدرجة من اللذة إلا من رقى حسه وسمت نفسه.» [33]


«إن الهندسة تغذي مجموعة صغيرة من الغدد في المخ، أما سائر الغدد فلا تجد غذاءها في الهندسة ولا الطب … إنما تجد غذاءها في المعلومات العامة والثقافة العامة» [34]


«لم يكن عيبهم أنهم التزموا الحق والصدق والعدل، بل عيبهم أنهم التزموا هذه الصفات في سماجة، فقالوا الحق في غير أدب والتزموا الصدق في غير لباقة، وتحروا العدل في غير لياقة» [35]


«إن أشد ما يثيرني ويؤلمني هو نسيانك أنني شاب، فتطالبني بأكثر مما يطيقه الشباب، حين تقيسني بسنك، وحين تفترض أن لي من التجارب والعلم ما لك، ثم تحاول أن تحصي عيوبي، وتغمرني بالنصائح والأوامر والتوجيهات، آملًا أن يكون عقلي مثل عقلك، وتدبيري للأمور مثل تدبيرك، ناسيًا أن ابنك ما زال شابًّا، له من الحيوية والنشاط ما يدفعه دائمًا لمواجهة الحياة ليستمد منها خبرته وتجاربه، وناسيًا أن للشباب الحق أن يسير في طريق مخالف للطريق الذي سار فيه آباؤهم من قبل، وأن يجربوا حياة غير الحياة التي خاضها آباؤهم في شبابهم.» [23]


«منفعة ورذائلها متلفة، ثم غن للجمال واهتف به حيثما كان، واعبده وافن فيه، وأنا واثق أن ستسعد بذلك سعادة لا يتذوقها ذوو الشهوات، ولا أصحاب رءوس الأموال، بل ولا الفلاسفة والعلماء.» [36]


«فعلى هذا الأساس نظم ذوقك: استشعر الجمال في مأكلك وملبسك ومسكنك، وصادق الزهور وتعشقها، ثم انشد الجمال في مجالي الطبيعة ومد بين قلبك ومناظر البساتين والحدائق — والسماء ونجومها، والشمس ومطلعها ومغيبها، والبحار وأمواجها، والجبال وجلالها — خيوطًا حريرية دقيقة تتموج بموجاتها، وتهتز بهزاتها، ثم انظر إلى الأخلاق على أن فضائلها جمال، ورذائلها قبح، لا على أن فضائلها» [36]


«فكانت أكثر إجاباتهم أن لا أمل إلا بعون من الله.» [17]


«الحقائق، وقمته هي القنبلة الذرية. وإن تصورنا المدنية الشرقية هرمًا كانت دعامته الروحانية والإلهام وما إلى ذلك، وكانت قمته النبوة؛ وبناء على ذلك فرق كبير بين الفلسفة الغربية والفلسفة الشرقية. إن المدنية الغربية تتميز بشيئين يظهران جليًّا في فلسفتها: الأول النظام وبحث المسائل بحثًا منطقيًّا منظمًا تنبني نتائجه على مقدماته، ويتجلى ذلك في ديكارت، وكانت، وأوجست كونت، ونحوهم. والمسألة الثانية عنايتها بالحقائق أكثر من عنايتها بالقيمة، على عكس الفلسفة الشرقية في هذين الشيئين. فالفلسفة الشرقية ليست خاضعة لنظام ولا» [19]


«أي بني! إن العالم اليوم كبوتقة الصائغ، تصب فيها كل العناصر من شرق وغرب وقديم وحديث، ثم تستغل كلها ليؤخذ خيرها، وهي تتطلب من الإنسان أن يكون مرنًا واسع الصدر… لا يزدري ما في الشرق» [19]


«إن للشرق مزايا لا يستهان بها، فحكمته مركزة متبلورة، وهو يعتمد على الإلهام أكثر مما يعتمد على العلم والتجربة والحقيقة. وللغرب مزايا لا يستهان بها، فهو يعتمد على الحقيقة والتجربة والعلم» [19]


«إن أخاك هذا ذكر لي بعد ذلك أنه انتقل من إنجلترا إلى السويد ليتمرن في مصانعها الهندسية، وأنه صحب مهندسًا سويديًّا يحب القراءة في الكتب الأدبية وفي كتب النفس والاجتماع ونحو ذلك، وأنه بمخالطته ومصادقته تعلم منه القراءة … فكان يرشده إلى الكتب القيمة التي يجب أن يقرأها» [34]


«أي بني! لست أريد أن أقيم لك البراهين بأكثر من أن تقارن بين شباب قضوا أوقات فراغهم في لعب نرد أو شطرنج أو حديث فارغ في الأندية والمقاهي، وبين شباب أحبوا الكتب والمطالعات، ووضعوا لهم برامج في تثقيف نفوسهم وتوسيع عقولهم. أريد أن تقارن بين هاتين الطائفتين أيهما أكثر لذة ومتعة لأنفسهم، وأيهما أكثر نفعًا لأمتهم، وأيهما أجدر بلقب إنسان؟» [37]

المراجع[عدل]

  1. إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 21
  2. إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 14
  3. إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 37
  4. إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 11
  5. 5٫0 5٫1 إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 10
  6. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 25
  7. 7٫0 7٫1 7٫2 7٫3 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 22
  8. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 24
  9. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 20
  10. 10٫0 10٫1 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 16
  11. 11٫0 11٫1 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 60
  12. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 61
  13. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 11
  14. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 32
  15. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 49
  16. 16٫0 16٫1 16٫2 16٫3 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 18
  17. 17٫0 17٫1 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 26
  18. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 30
  19. 19٫0 19٫1 19٫2 19٫3 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 31
  20. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 45
  21. أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 35
  22. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 59
  23. 23٫0 23٫1 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 37
  24. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 38
  25. 25٫0 25٫1 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 42
  26. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 44
  27. 27٫0 27٫1 27٫2 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 52
  28. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 53
  29. إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 55
  30. إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 60
  31. إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 56
  32. إلى ولدي، أحمد أمين، مؤسسة هنداوي، 2013. ص. 57
  33. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 8
  34. 34٫0 34٫1 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 33
  35. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 10
  36. 36٫0 36٫1 إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 17
  37. إلى ولدي، أحمد أمين. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 34