أورنكزيب عالمكير

من ويكي الاقتباس

أورنكزيب عالمكير
(1619 - 1707)

أورنكزيب عالمكير
أورنكزيب عالمكير
طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

وسائط متعددة في كومنز

السُّلطَانُ الأَعظَم والخَاقَانُ المُكرَّم شَاهِنشَاهِ السَّلْطَنَةِ الْهِنْدِيَّةِ والمَغُولِيَّةِ أَبُو الْمُظَفَّر مُحيِي الدِّين مُحَمَّد أَوْرَنِكْزِيب بَهَادُر عَالَمكِير پَادِشَاه غَازِي بن مُحمَّد شَاهجِهَان بن مُحمَّد جِهَانكِير الگوركاني (قرابة 1027هـ - 28 ذي القعدة 1118هـ المُوافق فيه 1618م - 3 آذار (مارس) 1707م) المعروف اختصارًا بِـ«أورنكزيب عالمكير» أو «أورنكزيب الأوَّل» أو «عالمكير أعظم»، هو سادس سلاطين مغول الهند، وقد حكم بلاد آبائه من سنة 1068هـ المُوافقة لِسنة 1658م إلى سنة 1119هـ المُوافقة لِسنة 1707م. لُقِّب بـ«أورنكزيب» وهي كلمة فارسيَّة منحوتة من «اَوْرَنْگ‌» ومعناها «عرش»، و«زیب» ومعناها «زينة»، فيكون معنى اللقب «زينة العرش»، وقيل «زينة المُلك». أمَّا «عالمكير» فمعناه: آخذ العالم وسيِّده، وقيل «جامع زمام الدُنيا». بلغت سلطنة المغول في الهند أقصى اتساعها في عهد هذا السُلطان، ووصلت أعلى درجات الكمال والقُوَّة والإزدهار، فامتدَّت من كابُل وكشمير شمالًا إلى أطراف شبه القارَّة الهنديَّة جنوبًا، ومن السند غربًا إلى البنغال شرقًا.

تولَّى أورنكزيب أعمالًا عسكريَّة وإداريَّة عديدة خلال سلطنة أبيه شاهجهان، واشتُهر بُحسن قيادته الجُيُوش، فناب عن أبيه في حُكم الدكن ثُمَّ في الگُجرات، ثُمَّ تولَّى المُلتان والسند، وحمل على الصفويين في إيران. تربَّع أورنكزيب على عرش سلطنة المغول بعد صراعٍ اشتعل بينه وبين إخوته في أواخر عهد شاهجهان، فانتصر عليهم وحجر على والده المريض في قلعة أغرة وأحاطه بِمظاهر التكريم إلى أن أدركه الموت، ثُمَّ انصرف لوأد الفتن الداخليَّة وضمّ ما كان خارجًا عن حُدُود الدولة المغوليَّة من بلادٍ هنديَّة، فأصاب نجاحًا كبيرًا، وصارت دولته إحدى أكبر الدُول في التاريخ الهندي، مُتفوِّقةً على دولة جد أبيه السُلطان جلال الدين أكبر. رعى أورنكزيب العُلُوم والفُنُون، وسعى إلى إحقاق العدل بين رعيَّته، وطالت أيَّامه، فحكم تسعة وأربعين سنة، ليُصبح أطول سلاطين مغول الهند حُكمًا. وصفه المُؤرِّخ مُحمَّد خليل المُرادي قائلًا: «... وَأَرَادَ الله بِأهلِ الهِندِ خَيرًا فَإنَّهُ رَفَعَ المَظَالِم وَالمُكُوس وَطَلَعَ مِنَ الأُفُق الهِندِي فَجره وَظَهَر مِنَ البُرجِ التّيمُورِيّ بَدرُه وفُلك مَجدُه دَائِر وَنَجم سَعده سَائِر...».


اقتباسات[عدل]


«إنَّ الدِّين لا عَلَاقة لَهُ بِالمَسَائل العَلمَانِيَّة، وَهذه الحال التي نحنُ بِصدَدها لا مَجَالَ فِيها لِلتعصُّب»

كلامٌ منسوب لأورنكزيب حينما أُشير عليه بفصل المُوظَّفين الذين لا يُدينون بالإسلام من المناصب العامَّة.[1]


«أَحسِنُوا دَفنَهَا حَتَّى لا تُبعَثَ مِنَ الأرضِ مرَّةً أُخرى»

كلامٌ منسوب لأورنكزيب حينما شاهد أُناسٌ يعتزمون دفن آلاتٍ موسيقيَّة.[2]

قيل عنه[عدل]

  • گُستاڤ لوبون، مُؤرِّخ فرنسي.[3]
    «... بَيدَ أنَّ ما صَدَرَ عن أورنكزيب هَذا من عَدمِ التَسَامُح وَمَا شَهَرَهُ عَلى مَمَالك الدَّكَن الإسلاميَّة من الحُرُوبِ أعدَّ دولة المَغُول لِلانهيار، فَلَم تَلبَث الهِند عِندَ وَفَاته سنة 1707 أن وَقَعت هَذه الفَوضَى»


  • عبد المنعم النمر، مُؤرِّخ مصري.[4]
    «وَلا شكَّ أنَّ كلمة «مُتعصِّب» هذه كثيرًا مَا سَمِعنَاها من الأوربيِّين. يَرمون بِها كُل مُسلمٍ عَاملٍ بِتَعالِيم دينه السَّمحة التي تكره التعصُّب وظُلم الغير مهما كان دينه. وهي كَلِمة تجري كثيرًا عَلى لِسَانِهم، يُخوِّفُون بها المُسلمين الذين ضعفوا أمام هجمات الغرب الحارَّة والباردة، حتَّى أصبح من السهل على المُسلم الضعيف أن يتنازل عن كثيرٍ من تعاليم دينه وشعائر عَقيدتِه في سبيل ألَّا يَرميه هؤلاء بالتعصُّب»

«ولكنَّ عالمكير لم يَكن قطعًا من هذا الطِرَاز، بل كان الإخلاصُ للدِّين مُستوليًا عليه، فَجَعَل الحُكم وسيلةً لِخدمَة الدين. ولم يَجعَل الدين مُسخَّرًا لأهواء الحُكم، وكفاه بذلك - في نظرِ كُلِّ مُنصفٍ - فخرًا وشَرَفًا»


  • حُسين مؤنس، كاتب ومُفكِّر ومُؤرِّخ مصري.[5]
    «... وكَان سيِّئًا مُتَشَدِّدًا حتَّى لَقَد حَرَّم عَلَى الشيعة من الأَفغَان الانضِمَام إلى الجَيش، وَأَخَذَ يُخرِجُ الهِندوس مِن وَظَائِف الدَولة حتَّى لَم يَبقَ إلَّا نِصفَهم. وَهَدَم مَعَابد الهِندُوكِيين في بَنَارس وسِمنَات...»


  • عبد الحليم عويس، أديب ومُؤرِّخ مصري..[6]
    «كَانَ أَفضل بِذرَة أَثمَرَتها جُهُود الشِّيخ السرهندي لِنشرِ الإسلام وَرَفعِ ألوِيَتِه»


  • علي الطنطاوي، عالم مسلم فقيه سوري.[7]
    «هَذا هو المَلكُ الذي قُلتُ بأنَّهُ كَانَ بَقيَّة الخُلَفاء الرَّاشِدين... وَمَا رَأى النَّاسُ بعده وَقلَّمَا رأوا قَبلَه مثله. رَحمَة الله على رُوحه الطَّاهرة»


  • لوثروب ستودارد، مُؤرِّخ أمريكي (عن لسان مُؤرِّخين لم يُحددهم).[8]
    «... وَكَانَ مع قَسوَته هذه وَسَفكِهِ للدِماء بَعيدًا عن الضِّعف البَشَري، فاطِمًا للشَهَوات، يَصُومُ ويَتَقشَّف ويَعيشُ مَعيشةَ الزُّهَّاد وَيُراقب آخِرَته»


  • شبلي النعماني، مُؤرِّخ وأديب هندي.[9]
    « وقال المُؤرِّخ العلَّامة شبلي النُعماني في كتابه عن أورنكزيب ما تعريبه: «كَانَ في سابق عَهده يُؤخَذ كثيرٌ من المَحَاصيل التي لا أَصلَ لَها في الدِّينِ فَأبطَلَها، وَجَعَل أسَاسَ التَحصيل مُتَماشيًا مَع تَعليم الشَرِيعَة، وَلَم تخسَر الدَولَة بِذَلك شيئًا»


  • عبد الحي الحسني، مُؤرِّخ هندي.[10]
    «وَمِن مَآثره أنَّهُ كَانَ سَخيًّا جَوَّادًا كًريمًا يَبذُلُ عَلَى الفُقَراءِ وَأَهلِ الحَاجَةِ العَطَايَا الجَمِيلَة ويُسَامِحَهم في الغَرَامات، ومن ذَلك أنَّهُ أَبطَلَ ثَمَانينَ نوعًا من المُكُوس في سَنَة تسع وستين وألف وكَانَت تُحصَّل لهُ من تلك الأبوَاب ثَلاثُون لَكَّا (ثلاثة ملايين) في كُلِّ سنة»


  • نجيب العقيقي، أديب لبناني.[11]
    «كَانَ أَوْرَنِجزِيب مًسلِمَا وَرِعَا يَحفَظُ القُرآن ويُقيمُ الصَّلَاة ويَصُوم رَمَضَان ويُجاهد الوَثَنِيين»

المراجع[عدل]

  1. عبد الحميد البطريق؛ محمد مصطفى عطا (1955). باكستان في ماضيها وحاضرها. القاهرة: دار المعارف. صفحة 16. 
  2. صبغة الله الهدوي (30 كانون الأوَّل [ديسمبر] 2019). أورنكزيب عالم كير المفترى عليه. القاهرة: دار الانبعاث للنشر والتوزيع. تمت أرشفته من الأصل في 4 شُباط (فبراير) 2024. 
  3. گُستاڤ لوبون (1955). حضارات الهند. تمت الترجمة بواسطة عادل زعيتر (الطبعة 1). القاهرة: دار العالم العربي. صفحة 424-425. 
  4. عبد المنعم النمر (1981). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة 1). بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 357-358؛ 361. 
  5. حُسين مؤنس (1987). أطلس تاريخ الإسلام (الطبعة 1). القاهرة: الزهراء للإعلام العربي. صفحة 258. ISBN 978-977-14-7049-6. 
  6. عبد الحليم عويس (10 شعبان 1436هـ = 30 أيَّار [مايو] 2015م). "صور التكامل الدعوي السياسي في الهند". شبكة الألوكة. تمت أرشفته من الأصل في 4 شُباط (فبراير) 2024م. 
  7. علي الطنطاوي (2011). رجالٌ من التاريخ (الطبعة 11). جدة: دار المنارة. صفحة 269. 
  8. لوثروب ستودارد (2011). حاضر العالم الإسلامي (PDF). 2 (4). تمت الترجمة بواسطة عجاج نويهض (الطبعة 3). بيروت: دار الفكر للطباعة. صفحة 269. 
  9. عبد المنعم النمر (1981). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة 1). بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 362. 
  10. عبد الحي الحسني (1999). الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المُسمَّى بنُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر (الطبعة 1). بيروت: دار ابن حزم. صفحة 741. 
  11. نجيب العقيقي (1964). المُستشرقون: موسوعة في تُراث العرب مع تراجم المُستشرقين ودراساتهم عنه منذ ألف عام حتى اليوم (PDF). 1 (الطبعة 3). القاهرة: دار المعارف. صفحة 67. 

وصلات خارجية[عدل]

Wikipedia logo اقرأ عن أورنكزيب عالمكير. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Wikimedia Commons هناك ملفات عن أورنكزيب عالمكير في ويكيميديا كومنز.