أحمد أمين
المظهر
(بالتحويل من أحمد أمين إبراهيم الطباخ)
أحمد أمين إبراهيم الطباخ (1 أكتوبر 1886 - 30 مايو 1954) مؤرخ وأكاديمي وعالِم أدبي مصري.
اقتباسات
[عدل]يوم الإسلام (1952)
[عدل]- والعرب في الجاهلية غرقوا في عبادة الأوثان. وكان الدين — كما يدل عليه شعرهم — شيئًا سطحيًّا غير متغلغل في أعماق صدورهم، فقدسوا الحجارة والغدران...واعتقدوا أن في الأشياء المادية من جبل وريح أرواحًا تُعبد كما تُعبد الأصنام؛ فعبدوا الكواكب من شمس وقمر. واشتهر من أوثانهم العزى واللات ومناة..ومع ذلك كانوا يعتقدون في هذه الأحجار أنها دون الله، وأنهم يعبدونها لتقربهم إلى الله زلفى. وامتلأ بالأصنام حتى جاء محمد بالإسلام فأمر بكسرها.
- جاء الإسلام وعماده شيئان: القرآن والسنة؛ فأما القرآن فأتى بتعاليم مخالفة لتعاليم الجاهلية. والقرآن ينقسم قسمين: مكي ومدني، وأساليبه متنوعة بين شدة ولين، وترغيب وترهيب، ووعد ووعيد؛ مسايرة للسيرة النبوية، وموافقة لحال المسلمين والمشركين في أوقات نزول الآيات.
- وأما السُّنَّة فهي أهم مصدر بعد القرآن. وقد تجرأ قوم فأنكروها، واكتفَوْا بالعمل بالقرآن وحده، وهذا خطأ؛
- وعقيدة الوحدانية عقيدة صعبة لا يستطيعها إلا المجاهدون الراقبون. وكثيرًا ما ينحدر الناس عنها إلى شيء من الوثنية، ولذلك حارب الإسلام الوثنية في شتى مظاهرها من عبادة آباء، أو عبادة أشجار وأحجار، أو عبادة أوثان، أو عبادة أموات وأضرحة، ومع هذا كله فقد ظلت الوحدانية صعبة إلا على من هدى الله.
- وعقيدة الوحدانية في الإسلام ليست مجرد نظرية فلسفية ميتافيزيقية كما يعتقد كثير من الغربيين؛ إذ يعتقدون أن الله خلق العالم ثم عرج إلى السماء ولا شأن له به، بل يعتقد المسلمون أن الله يعمل في العالم دائمًا فكل ما يصير وكل ما يتجدد من عمله المستمر: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ، والمسلم لا يكون متدينًا إذا لم يَنْسُب إليه كل عمل من الأعمال، وحياة الإنسان وعلاقته بربه تستلزم عند المسلم الاستعانة بالله دائمًا؛ لأنه هو الذي يغير الظروف التي حوله دائمًا بما يسره ويسوءه ويحرك قلوب الناس بما يسرها وما يسوءها. والدين في نظر الإسلام ليس مسألة شخصية، ولا مسألة فردية، وإنما هو مسألة شخصية واجتماعية.
- كلما ازدادت معرفتنا بالقوانين الطبيعية ازددنا معرفة بمشيئته وإرادته أي بالله نفسه.
- إن الإسلام لم يضع نظامًا خاصًّا للخلافة بل تركه لاختيار أهل الحل والعقد، وترك للمسلمين أن يختاروا تفاصيله في قانون مكتوب أو متعارف، وأن يراعوا البيئة التي نشأوا فيها ليضعوا ما هو الصالح لهم، كل ما في الأمر أنه يجب أن يراعوا في دستورهم وأحكامهم الأصول التي وضعها الله — تعالى — في التحليل والتحريم، فإذا قلنا إن الإسلام ترك الحكم مؤسَّسًا على نظام شورى مُراعًى فيه صالح الشعوب والظروف المحيطة بهم لم نُبعد. والخليفة أو الملك ليس مسئولًا فقط أمام الله، بل مسئولًا أيضًا أمام أهل الحل والعقد، بل أمام الشعب كله. وقد خاطب الله المسلمين في كل ما يتعلق بالحكم.
- أن دين كل أمة نتيجة أيضًا للحالة الاجتماعية التي يحياها قومها.
- وإن كان في كل من الشرق والغرب عيوب ففيه أيضًا مَحَامِدُ؛ فالغرب أَصَحُّ رأسًا، وأعظم علمًا، وأصبر على الشدائد وعلى البحث العلمي، وله مهارته في الذكاء، وله اليد المفكرة، والشرق له سماحة صدر، وله روحانية يعترف بها حتى الأقدمون؛