إحسان

من ويكي الاقتباس

إحسان (1927) هي مسرحيةٌ وكتابٌ شعري، وقصّة غنائية درامية تمثيلية تراجيدية، مؤلفها الشاعر والطبيب المِصري، أحمد زكي أبو شادي [1]

مقتطف (تحية الشعر)[عدل]


«يا مُولَعًا بِالفَنِّ يستَفْني النُّهى عن كَنْزِه المدفونِ: أيْن مَكانهُ؟

الفَنُّ أنتَ! … فإنْ أبيتَ فقد مضى بيْن الأئِمَّةِ حُكْمُهُ وبَيَانُهُ!

نقَّبْتَ في دُوَلِ البيانِ فلم يَطِبْ لكَ مُلْكُ قيصَرِهِ ولا سُلْطانُهُ!

أفما تَزَالُ تَهُزُّ رايةَ مِحْرَبٍ عَجِلِ الإغارةِ ما يُرَدُّ عِنانُهُ؟!

لكَ في الصَّحائِفِ كلَّ يَوْمٍ جَحْفَلٌ تغزو جبابرةَ النُّهىَ فُرْسانُهُ!

لَوْلَا دِفَاعُ أُولِي الحفاظِ لزُلْزِلَتْ سُرُرُ البَيَانِ وُروِّعَتْ تِيجَانُهُ!

اعكُفْ على أدَبٍ لصَحبكَ نَاضرٍ شابَ الزَّمانُ وما انقَضَى رَيْعانُهُ!

وخُذِ السبيلَ إلى الخُلودِ وكُنْ فتًى يَطْوي الزَّمانَ إذا طواهُ زمانُهُ!

لا تَخْشَ في الأدبِ الرفيعِ ظُلامهً يَوْمَ الحسابِ ففي يدي مِيزانُهُ!

إنَّ (الروايةَ) ذِكْرُ قومِكَ هِجْتَهُ مِلْءَ الزَّمانِ فهاجني رنَّانُهُ

سِرٌّ أذعتَ به الحياةَ لأُمَّةٍ حَيْرَى الظُّنُونِ يَضُرُّها كِتْمانُهُ

قل: يا (أبا الصَّدَّاحِ)! … رَوْضُكَ ضاحكٌ وهواكَ تَسنَحُ عُطَّفًا غِزْلانُهُ

لا يَصْدِفَنَّ بكَ الوُشاةُ عن الحِمَى لكَ في الحِمَى حَقٌّ عليَّ ضَمانُهُ!

انشرْ علينا الشِّعرَ! … مَنْ يؤْمنْ به يَعْصِمْهُ مِنْ فِتَنِ الهَوَى إيمانُهُ

الشِّعْرُ إنْ نبضَ الزَّمانُ فقلبُهُ وإذا تَكَلَّمَ ناطقًا فلسانُهُ

مَنْ لم يَذُقْ دُنْيا الشُّعُوبِ فما صَفا منهُ الشُّعُورُ ولا وَفى وِجْدَانُهُ!»

[2]

  1. الكتب، مؤسسة هنداوي. إحسان https://www.hindawi.org/books/42736927/
  2. أبو شادي، أحمد زكي. إحسان: مأساة مِصرية تلحينية. مؤسسة هنداوي، 2013 ص23