الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سليم الأول»

من ويكي الاقتباس
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 17: سطر 17:


آل المُلك إلى هذا السُلطان بعد اضطراباتٍ عصفت بِالدولة العُثمانيَّة أواخر عهد والده بايزيد نتيجة صراع أبناءه، بما فيهم سليم، على العرش. وكانت الغلبة في نهاية الأمر لِلأخير نتيجة دعم [[w:ar:إنكشارية|الإنكشاريَّة]] له، فتنحَّى والده وترك له تدبير شُؤون البلاد والعباد. استطاع سليم تصفية أخويه وأكثر أبنائهم خِلال السنة الأولى من حُكمه بعد أن استشعر منهم الخيانة والغدر، ثُمَّ حوَّل أنظاره شرقًا لِحرب [[w:ar:الدولة الصفوية|الصفويين]] الذين كانوا [[w:ar:غلاة|يُغالون]] في تشيُّعهم ويضطهدون [[:w:ar:أهل السنة والجماعة|أهل السُنَّة والجماعة]] في بلاد [[w:ar:إيران الكبرى|إيران]] و[[w:ar:عراق العرب|العراق]]. والَّلافت أنَّ استراتيجيَّة العُثمانيين انقلبت في عهد هذا السُلطان، إذ توقَّفت موجة الفُتُوحات بِاتجاه الغرب وتحوَّل الزَّحف ناحية [[الشرق الأوسط|الشرق الإسلامي]] لِأسبابٍ عديدة، منها ما هو مذهبي ومنها ما هو اقتصادي وسياسي وثقافي. بعد ذلك حارب السُلطان سليم [[w:ar:الدولة المملوكية|المماليك]] وتمكَّن من الانتصار عليهم وإخراجهم من [[w:ar:بلاد الشام|الشَّام]]، التي رحَّبت بلادها بمِجيء العُثمانيين وفتحت لهم أبوابها، فدخلوها سلمًا دون قتال، وبقيت الديار الشَّاميَّة جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة إلى سنة 1918م، أي لِأربعة قُرُونٍ مُتتالية. وتتبع السُلطان سليم المماليك حتَّى مصر وأنزل بهم ضربةً قاضية، فدانت لهُ [[مصر|الديار المصريَّة]] ودخلت تحت جناح الدولة العُثمانيَّة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= حلَّاق، حسَّان|عنوان= تاريخ الشُعُوب الإسلاميَّة الحديث والمُعاصر|طبعة= الأولى|صفحة= 28 - 29|سنة= 2000|ناشر= [[w:ar:دار النهضة العربية (بيروت)|دار النهضة العربيَّة]]|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://down.ketabpedia.com/files/bkb/bkb-hi08513-ketabpedia.com.pdf|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210428024253/https://down.ketabpedia.com/files/bkb/bkb-hi08513-ketabpedia.com.pdf|تاريخ أرشيف=2021-04-28}}</ref> وفيما كان السُلطان سليم في [[القاهرة]] قدَّم إليه شريف مكَّة مفاتيح الحرمين الشريفين كرمزٍ لِخُضُوعه وكاعترافٍ بِالسيادة العُثمانيَّة على الأراضي الحجازيَّة، وكانت هذه السيادة لِسلاطين المماليك من قبل. وهكذا أصبح [[الحجاز]] جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة من غير حربٍ أو قتال. وكان آخر [[w:ar:قائمة الخلفاء العباسيين|الخُلفاء العبَّاسيين]] مُحمَّد بن يعقوب المُتوكِّل على الله يُقيم بِالقاهرة في ظل المماليك، فاصطحبهُ معهُ السُلطان سليم إلى إسلامبول حيثُ تنازل لهُ عن الخلافة. وهُناك من المؤرخين من يُشكك بِصحَّة هذه الرواية، على أنَّهم يعتبرون أنَّ سليمًا كان قد أُعلن خليفةً لِلمُسلمين فعلًا ولكن قبل ضمِّه مصر، وتحديدًا في أوَّل خطبة جُمُعة حضرها في الشَّام، وتسلَّم بِوصفه هذا مفاتيح الحرمين الشريفين من شريف مكَّة ما أن أتمَّ سيطرته على البلاد المصريَّة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= جحا، شفيق|مؤلف2= البعلبكي، مُنير|مؤلف3= عُثمان، بهيج|عنوان= المُصوَّر في التاريخ|المجلد=الجُزء السادس|طبعة= التاسعة|صفحة= 135 - 136|سنة= 1992|ناشر=دار العلم للملايين|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
آل المُلك إلى هذا السُلطان بعد اضطراباتٍ عصفت بِالدولة العُثمانيَّة أواخر عهد والده بايزيد نتيجة صراع أبناءه، بما فيهم سليم، على العرش. وكانت الغلبة في نهاية الأمر لِلأخير نتيجة دعم [[w:ar:إنكشارية|الإنكشاريَّة]] له، فتنحَّى والده وترك له تدبير شُؤون البلاد والعباد. استطاع سليم تصفية أخويه وأكثر أبنائهم خِلال السنة الأولى من حُكمه بعد أن استشعر منهم الخيانة والغدر، ثُمَّ حوَّل أنظاره شرقًا لِحرب [[w:ar:الدولة الصفوية|الصفويين]] الذين كانوا [[w:ar:غلاة|يُغالون]] في تشيُّعهم ويضطهدون [[:w:ar:أهل السنة والجماعة|أهل السُنَّة والجماعة]] في بلاد [[w:ar:إيران الكبرى|إيران]] و[[w:ar:عراق العرب|العراق]]. والَّلافت أنَّ استراتيجيَّة العُثمانيين انقلبت في عهد هذا السُلطان، إذ توقَّفت موجة الفُتُوحات بِاتجاه الغرب وتحوَّل الزَّحف ناحية [[الشرق الأوسط|الشرق الإسلامي]] لِأسبابٍ عديدة، منها ما هو مذهبي ومنها ما هو اقتصادي وسياسي وثقافي. بعد ذلك حارب السُلطان سليم [[w:ar:الدولة المملوكية|المماليك]] وتمكَّن من الانتصار عليهم وإخراجهم من [[w:ar:بلاد الشام|الشَّام]]، التي رحَّبت بلادها بمِجيء العُثمانيين وفتحت لهم أبوابها، فدخلوها سلمًا دون قتال، وبقيت الديار الشَّاميَّة جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة إلى سنة 1918م، أي لِأربعة قُرُونٍ مُتتالية. وتتبع السُلطان سليم المماليك حتَّى مصر وأنزل بهم ضربةً قاضية، فدانت لهُ [[مصر|الديار المصريَّة]] ودخلت تحت جناح الدولة العُثمانيَّة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= حلَّاق، حسَّان|عنوان= تاريخ الشُعُوب الإسلاميَّة الحديث والمُعاصر|طبعة= الأولى|صفحة= 28 - 29|سنة= 2000|ناشر= [[w:ar:دار النهضة العربية (بيروت)|دار النهضة العربيَّة]]|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://down.ketabpedia.com/files/bkb/bkb-hi08513-ketabpedia.com.pdf|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210428024253/https://down.ketabpedia.com/files/bkb/bkb-hi08513-ketabpedia.com.pdf|تاريخ أرشيف=2021-04-28}}</ref> وفيما كان السُلطان سليم في [[القاهرة]] قدَّم إليه شريف مكَّة مفاتيح الحرمين الشريفين كرمزٍ لِخُضُوعه وكاعترافٍ بِالسيادة العُثمانيَّة على الأراضي الحجازيَّة، وكانت هذه السيادة لِسلاطين المماليك من قبل. وهكذا أصبح [[الحجاز]] جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة من غير حربٍ أو قتال. وكان آخر [[w:ar:قائمة الخلفاء العباسيين|الخُلفاء العبَّاسيين]] مُحمَّد بن يعقوب المُتوكِّل على الله يُقيم بِالقاهرة في ظل المماليك، فاصطحبهُ معهُ السُلطان سليم إلى إسلامبول حيثُ تنازل لهُ عن الخلافة. وهُناك من المؤرخين من يُشكك بِصحَّة هذه الرواية، على أنَّهم يعتبرون أنَّ سليمًا كان قد أُعلن خليفةً لِلمُسلمين فعلًا ولكن قبل ضمِّه مصر، وتحديدًا في أوَّل خطبة جُمُعة حضرها في الشَّام، وتسلَّم بِوصفه هذا مفاتيح الحرمين الشريفين من شريف مكَّة ما أن أتمَّ سيطرته على البلاد المصريَّة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= جحا، شفيق|مؤلف2= البعلبكي، مُنير|مؤلف3= عُثمان، بهيج|عنوان= المُصوَّر في التاريخ|المجلد=الجُزء السادس|طبعة= التاسعة|صفحة= 135 - 136|سنة= 1992|ناشر=دار العلم للملايين|مكان=[[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>

== اقتباسات ==


==مراجع==
==مراجع==

مراجعة 17:09، 23 يوليو 2021

سليم الأوَّل
(1470 - 1520)

سليم الأوَّل
سليم الأوَّل
طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

وسائط متعددة في كومنز

أعماله في ويكي مصدر

خادم الحرمين الشريفين الملكُ الناصر والسُلطان الغازي القاهر ظهيرُ الدين والدُنيا ياووز سليم خان الأوَّل بن بايزيد بن مُحمَّد العُثماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: الملكُ الناصر غازى ياووز سُلطان سليم خان اوَّل بن بايزيد بن مُحمَّد عُثمانى؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan I. Selim Han ben Bayezid)، ويُعرف اختصارًا باسم سليم الأوَّل أو سليم شاه، وبِلقبه ياووز سليم أي سليم القاطع،[1] هو تاسع سلاطين آل عُثمان وسابع من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده بايزيد الثاني وأجداده من مُحمَّد الفاتح إلى مُرادٍ الأوَّل، وثالث من حمل لقب «قيصر الروم» من الحُكَّام المُسلمين عُمومًا والسلاطين العُثمانيين خُصوصًا بعد والده بايزيد وجدِّه الفاتح، وأوَّل خليفة لِلمُسلمين من بني عُثمان، والرابع والسبعين في ترتيب الخُلفاء عُمومًا. والدته هي عائشة گُلبهار خاتون، وكان مولده سنة 875هـ المُوافقة لِسنة 1470م، وهو أصغر أولاد السُلطان بايزيد الثاني الذين كُتبت لهم الحياة، وبهذا لم يكن في بادئ أمره وليَّ عهد أبيه، بل كان هذا اللقب من نصيب أخيه الأكبر عبد الله، ثُمَّ أحمد بعد وفاة الأخير.

آل المُلك إلى هذا السُلطان بعد اضطراباتٍ عصفت بِالدولة العُثمانيَّة أواخر عهد والده بايزيد نتيجة صراع أبناءه، بما فيهم سليم، على العرش. وكانت الغلبة في نهاية الأمر لِلأخير نتيجة دعم الإنكشاريَّة له، فتنحَّى والده وترك له تدبير شُؤون البلاد والعباد. استطاع سليم تصفية أخويه وأكثر أبنائهم خِلال السنة الأولى من حُكمه بعد أن استشعر منهم الخيانة والغدر، ثُمَّ حوَّل أنظاره شرقًا لِحرب الصفويين الذين كانوا يُغالون في تشيُّعهم ويضطهدون أهل السُنَّة والجماعة في بلاد إيران والعراق. والَّلافت أنَّ استراتيجيَّة العُثمانيين انقلبت في عهد هذا السُلطان، إذ توقَّفت موجة الفُتُوحات بِاتجاه الغرب وتحوَّل الزَّحف ناحية الشرق الإسلامي لِأسبابٍ عديدة، منها ما هو مذهبي ومنها ما هو اقتصادي وسياسي وثقافي. بعد ذلك حارب السُلطان سليم المماليك وتمكَّن من الانتصار عليهم وإخراجهم من الشَّام، التي رحَّبت بلادها بمِجيء العُثمانيين وفتحت لهم أبوابها، فدخلوها سلمًا دون قتال، وبقيت الديار الشَّاميَّة جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة إلى سنة 1918م، أي لِأربعة قُرُونٍ مُتتالية. وتتبع السُلطان سليم المماليك حتَّى مصر وأنزل بهم ضربةً قاضية، فدانت لهُ الديار المصريَّة ودخلت تحت جناح الدولة العُثمانيَّة.[2] وفيما كان السُلطان سليم في القاهرة قدَّم إليه شريف مكَّة مفاتيح الحرمين الشريفين كرمزٍ لِخُضُوعه وكاعترافٍ بِالسيادة العُثمانيَّة على الأراضي الحجازيَّة، وكانت هذه السيادة لِسلاطين المماليك من قبل. وهكذا أصبح الحجاز جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة من غير حربٍ أو قتال. وكان آخر الخُلفاء العبَّاسيين مُحمَّد بن يعقوب المُتوكِّل على الله يُقيم بِالقاهرة في ظل المماليك، فاصطحبهُ معهُ السُلطان سليم إلى إسلامبول حيثُ تنازل لهُ عن الخلافة. وهُناك من المؤرخين من يُشكك بِصحَّة هذه الرواية، على أنَّهم يعتبرون أنَّ سليمًا كان قد أُعلن خليفةً لِلمُسلمين فعلًا ولكن قبل ضمِّه مصر، وتحديدًا في أوَّل خطبة جُمُعة حضرها في الشَّام، وتسلَّم بِوصفه هذا مفاتيح الحرمين الشريفين من شريف مكَّة ما أن أتمَّ سيطرته على البلاد المصريَّة.[3]

اقتباسات

مراجع

  1. فريد بك، مُحمَّد؛ تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي (1427هـ - 2006م). تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة (الطبعة العاشرة). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 188. تمت أرشفته من الأصل (pdf) في 9 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 28 نيسان (أبريل) 2019م. 
  2. حلَّاق، حسَّان (2000). تاريخ الشُعُوب الإسلاميَّة الحديث والمُعاصر (PDF) (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار النهضة العربيَّة. صفحة 28 - 29. تمت أرشفته من الأصل (PDF) في 2021-04-28. 
  3. جحا، شفيق؛ البعلبكي، مُنير؛ عُثمان، بهيج (1992). المُصوَّر في التاريخ. الجُزء السادس (الطبعة التاسعة). بيروت - لُبنان: دار العلم للملايين. صفحة 135 - 136. 

وصلات خارجيَّة

Wikipedia logo اقرأ عن سليم الأول. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Wikimedia Commons هناك ملفات عن Selim I في ويكيميديا كومنز.