انتقل إلى المحتوى

محمد علي كمونة

من ويكي الاقتباس


محمد علي كمونة
(1787 - 1865)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا


محمّد علي بن محمّد بن عيسى الأسديّ الحائريّ، ابن كمونة، شاعر بارز من كربلاء وُلد عام 1200 هـ / 1776 م. اشتهر بمهارته في نظم الشعر وابتكاره باستخدام البحور الشعرية وتنويعها. تميزت لغته بالسلاسة وقوة التراكيب. توفي عام 1282 هـ / 1865 م، مخلفًا إرثًا شعريًا مهمًا في الأدب.

اقتباسات

[عدل]

يصف هذا المقتطف مشهد الحزن والفاجعة في ليلة عاشوراء، حيث يظهر الكرب وكأنه غطى السماء والبحر:[1]

مصاب من الأرض جاس الخلال
مصابٌ من الأرض جاس الخلال
فكادت له أن تزول الجبال
فوارى بأمواجه الأنجما
فقلت وجو السما أظلما
كأن المحرم جاس السما

هذا الاقتباس يبرز الحزن والفقد بفقدان شخصية عظيمة يصور ارتقاءها إلى مرتبة عالية في السماء، وانتهاء أثرها الجميل في الأرض:[2]

عرا الكوكب الدري خسف فاخفاه
عرا الكوكب الدري خسف فاخفاه
وطود المعالي دكدك الحتف أعلاه
واردى الردى من ذروة المجد ماجدا
أبى الله إلا مقعد الصدق مثواه
سرى نعشه السامي جلالا كأنما
يطاول أفلام السماء بمسراه
فسبحان من أسرى نهاراً بعبده إلى
الملأ الأعلى وحيا محياه

يصف الشاعر المجد والعظمة لصاحب القصر، حيث يعبر عن تميز مكانته وعلوها في الدنيا:[3]

مثوى أبو الفضل عباس ثوى فيه
مثوىً أبو الفضل عباس ثوى فيه
مأوى تود الثريا إن تدانيه
قصر مشيد وبيت عز جانبه
من أن يساويه بيت أو يضاهيه
عبدالمجيد علا سلطانه شرفاً
وزاده بسطة في الحكم باريه

هذا المقتطف يعبر عن مشاعر الحزن والأسى للمآسي التي حلت بأهل البيت، ويصور الأحداث الجسام برؤية عاطفية عميقة:[4]

من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا
لم أنس زينب بعد الخدر حاسرة
تبدي النياحة ألحاناً فألحانا
مسجورة القلب إلا أن أعينها
كالمعصرات تصوب الدمع عقيانا
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا
يا والدي حكمت فينا رعايانا
وإن شكونا فلا يصغى لشكوانا
قم يا علي فما هذا القعود وما
عهدي تغض على الأفذاء أجفانا

تجسد الأبيات التالية مشاعر الفتنة والسلب أمام جمال محبوب ساحر ومؤثر:[5]

ونحت قده الشمول فمالا
أهيفٌ علم الغصون التثني
بتثنيه يمنةً وشمالا
رشأ سحر لحظه فتن الناس
على فترةٍ فتاهوا ضلالا
منحوه نفوسهم فجزاهم
بصدودٍ وسامها الآجالا
فترى القوم بين صبٍ صريع
ومعنىً يكابد الأهوالا

تجسد هذه الأبيات مشهدًا مؤلمًا لفاجعة عاشوراء، مكتوبة بأسلوب يعبّر عن عمق الحزن والأسى:[6]

أصبح السبط جديلا في الرمال
فحسينٌ قد سُقي كاسالحتوف
من بني الزرقاء عن ماء الزلال
حيدرٌ لو أن عينيك تراه
دامياً قد رَّضت الخيل قراه
عارياً قد سلب القوم رداه
فكست أشلاءه ريح الشمال
وترى بالطف هاتيك النساء
معولات بين نوح وبكاء
تلحق الندب بآفاق السماء
لرأت عيناك منها ما أهال

يتأمل الشاعر في هذه الأبيات مشاعر الحزن والابتلاء، ويذكر كيف أن الفضل الذي حصل عليه قد أنقذه من تلك الآلام، معربًا عن صبره وتحمّله لمصائب الزمان:[7]

يابن محي الدين الذي عم فضلا
أنا للفضل أحرص الناس جداً
ولما نلت لم أكن بالحريص
كنت في الحزن مثل يعقو حتى
جاء فضلٌ فكان لي كالقميص
لست أدري وللزمان شؤونٌ
وسوى الصبر ليس لي من محيص

يتحدث الأبيات عن قوة وثبات الشخصيات العظيمة التي تظل تهدي الناس حتى بعد رحيلها:[8]

حسن النقيبة هل تجارى
يا كعبة المجد التي
من طورها آنست نارا
تهدي الورى نهج الهدى
أبداً وتأبى أن توارى
فليقتدِ بك من أناب
فلا يقول لك اصطبارا
لو طاول القدرَ امرؤٌ
وعلاه طلتهما اقتدارا

ينشد هذا المقطع من القصيدة الألم والبطولة في مواجهة المحن والصعاب، معبرًا عن الفداء والشجاعة في سبيل الدفاع عن القيم والمبادئ:[9]

ماذا على النوائب
فرماحهم شواجرٌ
كالشهب الثواقب
ينصب عن حرابها
سوط العذاب الواصب
من كل مغوار عن
الغارة غير راغب
في الحرب غير تآكلٍ
في لكر غير ناكب
يلوي غرار عزمه
ألوية الكتائب
يرى مشارب الردى
من أعذب المشارب
دون الحسين علة
الإيجاد ذي المناقب
حتى قضوا بجهدهم
حق الجهاد الواجب

تعبّر الأبيات المختارة عن الحزن والألم لفقدان شخصية عظيمة وقدرها المقدس في مواجهة الظلم والموت:[10]

أصبحت آل علي في السبا
فكأن الفزع الأكبر قد
حلَّ والوعد دنا واقتربا
وعليه الفلك الدوَّار من
أول الدور انحنى واحدودبا
وبكاه عوض الدمع دماً
مثل جاري دمه منسكبا
والثرى لو لم يوار جسمه
لدعاه عاصف الريح هبا
يا قضاء الله والموت الذي
ما قضى الموت عليه لو أبى

هذه الأبيات تعبر عن الألم والحزن الناتج عن الهجوم على أهل بيت النبي وما تعرضوا له من إذلال وسبي:[11]

هجم الشرك على رحل النساء
هجم الشرك على رحل النساء
فانطوى حزناً وموري يا سماء
هتكوا أي حجابٍ للرسول
واستباحوا حرمة الطهر البتول
أخرجوهنَّ سبايا حاسرات
صارخات بعليٍ هاتفات
زينب تدعو أباها يا علي
ظالع بين المطايا جملي

مراجع

[عدل]
  1. قصيدة "مصاب من الأرض جاس الخلال" للشاعر ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  2. قصيدة "عرا الكوكب الدري خسف فاخفاه" من تأليف الشاعر ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  3. قصيدة "مثوى أبو الفضل عباس ثوى فيه" بقلم ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  4. قصيدة "من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا" للمؤلف ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  5. قصيدة "ونحت قده الشمول فمالا" للمؤلف ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  6. قصيدة "أصبح السبط جديلا في الرمال" بقلم ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  7. قصيدة "يابن محي الدين الذي عم فضلا" للمؤلف ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  8. قصيدة "حسن النقيبة هل تجارى" للكاتب ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  9. قصيدة "ماذا على النوائب" للكاتب ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  10. قصيدة "أصبحت آل علي في السبا" للمؤلف ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  11. قصيدة "هجم الشرك على رحل النساء" للكاتب ابن كمونة. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان