انتقل إلى المحتوى

عبد الحليم المصري

من ويكي الاقتباس


عبد الحليم المصري
(1887 - 1922)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا


عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري (1887-1922)، شاعر وطني من مدرسة المحافظين، وُلد في فيشا، دمنهور (مصر). التحق بالمدرسة العسكرية وتوظف بالسودان قبل الاستقالة. نال تقدير الملك أحمد فؤاد ولقب بشاعره. من أعماله: ديوان من ثلاثة أجزاء، والرحلة السلطانية في جزأين.

اقتباسات

[عدل]

يصف الشاعر شوقه إلى الأيام الخوالي وحنينه إلى الماضي الذي لم يعد:[1]

حلالها البين فانجابت عن المقل
عودي أطِلِّي علينا إننا نفر
إن حِلت عنا فإنا عنك لم نحل
الدهر غيّرنا حتى إذا بصرت
بنا الديار غدت منا على دخل
رُدِّي علينا عهوداً منك ناضرة
يا رُبَّ عهد تولى ثم لم يؤل
كنا وكنتِ وكان الدهر فانقرضت
أيامنا وتولينا على عجل

يتناول هذا المقطع الشعري مشاعر الفراق والحنين إلى الأحبة الذين غادروا، مستعيناً بصور طبيعية تستحضر الألم والذكرى:[2]

وقف عليك دموعي أيها الطلل
وَقفٌ عليك دموعي أيها الطلل
عيني إليك وقلبي للأولى رحلوا
أرسلت بالعين في سقياك هامية
وفي الطلول البوالي ترسل المقل
لولا بقية أطلال لمال عَرَفت
عيوننا أين كانت دورُنا الأُوَل
ليت الأحبة حين البعد طاح بهم
أدناهم الشوق أو أقصاني الأجل

تعبّر الأبيات عن حركة النضال والمقاومة ضد قوى الدهر الصعبة، حيث تتضافر النفوس الطاهرة لتحقق النجاح:[3]

ترعرع عهد اليمن واخضل جانبه
إذا ما النفوس الطاهرات تضامنت
على فوزها أبدى لها الفوز حاجبه
محمد لا يَلو الكرى لك عزمةً
عن البأس حتى أن نرن نوادبه
نهزت بأنباء البلاد ولم تمل
عن الجد حتى نظم الدر ثاقبه
طلعت بهم في باسم الصبح عابساً
فقالوا أبو حفص بَدا وكتائبه
لقد روعت منا الهموم جوانحاً
وفرت من الجفن الحريص سواربه

يتحدث هذا الاقتباس عن الحنين والألم الناجم عن البعد والفراق، ويعبر عن الأمل في تجدد الوفاء بعد الرحيل:[4]

يا شميم الشيح إن جزت حمى
يا شميمَ الشيحِ إِن جزتَ حمًى
يستقى الدمعَ على البعدِ رهاما
أبلغ المحبوب عنى سلوةً
قبل أن تبلغه عنى السَّلاما
علَّه يبلو أناساً بعدنا
فيرَى من ذَا على العهدِ أقاما
ربَّما أعلنتَ مرضاةَ الهوى
سرَّ من تهوى فقطَّعتَ الذِّماما

هذا المقتطف يعبر عن لهيب الهوى وجراح القلب التي تجمعت مع حزن العاشق وتأمله في الحب الذي يسبب الألَم:[5]

قفى يا مهاة الرمل ثم اسألى الغضى
قفى يا مهاة الرمل ثم اسألى الغضى
وساكنه عنى إذا الليل أظلما
أما قمتُ ريَّان الهوى ظامىءَ الحشا
أُعِلّلُ قلباً بين جنبيَّ مغرما
وقد غزت العينَ الدموعُ فلمتُها
على ما جرَى من مائها فجرت دما
وما قولهم عندى وأنتِ بخيلة
أبوكِ على أَسرَى الوغى كان أكرما
هبينى امرءاً ممن ترين ألم تكن
له حرمة تُرعى اذا كان مُسلما
ذرينِى على جُرح الهوى متألماً
فأبلغ معنَى الحبِّ أن أتألما

هذه الأبيات تبرز شوق المحبة وحنين الشاعر إلى موطن الأحباب الذي حمل معه ذكريات لا تنسى، حيث يعبر عن لوعته وانكساره في غيابهم:[6]

يا نفحة من ديار الحي عاطرة
يا نفحةً من ديارِ الحيِّ عاطرةً
لو تملئين يدى من ذلك العَبَقِ
من الأُلى ظعنوا عنَّا فلم يذروا
فينا لحملِ الهوى شيئاً سوى رمق
بقية تتصدَّى للهوى عبثاً
حتى اذا نهضت بالشوق لم تطق
أُغالطُ العينَ فى مَرِّ الظلامِ بها
حتى يحيطَ بياضُ الفجرِ بالغسقِ
والصبحُ يحصره حتى يُلمَّ بهِ
كما يلمُّ بياضُ العين بالحدق
وأصبحَ الدمع يغرى ناظريَّ بما
عساه يفصل بين الريِّ والشرَق

تصف الأبيات جمال الإسكندرية وسحرها الذي يأسر الزائر حتى يفقد القدرة على المغادرة، وتحتفي بروعتها الطبيعية وبحرها المهتاج:[7]

يا ليلة بالرمل لو
وَهرعنَ كلّ خريدة
غطَّت بفضل اللَّيل بَدرا
سترت بياضَ الأقحوا
نِ بزرقِة الأمواج سترا
وترى السفينَ صواعداً
وهوابطاً صُغرَى وكبرى
والبَحرُ مهتاجٌ كما
لو رامَ عندَ البَرِّ ثَأرا
إِن حَرَّكَتهنَّ العَوا
صِفُ بالشآمِ رشَشنَ مصرا
أُفديكِ يا إسكندريةُ
فى بلادِ اللهِ ثَغرا

تعبّر هذه الأبيات عن الإصرار في مواجهة التحديات وتذكير الأمم بالوقوف ضد اليأس لتحقيق المجد:[8]

سلوا النسر فى أى أرض نزل
فأصعدَه حيث تكبو القُوى
وأهبطَه حيثُ تنبو الحيل
نريدُ الزمانَ على منيَةٍ
فيرضَى الزمانُ ويأبى الأجل
فَيا أيها النَّسر أنتَ الذى
زحمتَ مع الشمس برجَ الحمل
هوى أمسِ فتحى فقُلنا غداً
يحلِّق نورى بأعلى الجبل
فيا أُمَمَ الشرقِ لا تجزعى
ولا يبعثِ اليأسُ فيكِ الكسل
فلولا الدُّجَى ما عرَفنا الضُّحى
ولولا الأسى ماعرفنا الجذل

يعبّر هذا الاقتباس عن الفقد والحزن على حياة قصيرة انتهت تاركة أثرًا جميلًا رغم الألم الذي تغمر به القلوب:[9]

أأنذرتم باحتباس المطر
أَأَنذَرتُمُ باحتباس المطر
رُبَى مِصرَ لما نعيتم عُمر
فما قيلَ كيف يموتُ الصَّحيحُ
ولا قيلَ كيف يخونُ القدَر
وكم حاذرَ المرءُ فى عَيشه
وهل ينفعُ المرءَ فيهِ الحَذَر
وكنتَ بغصنِ الصِّبا زهرةً
كذلك يقصرُ عمرُ الزَّهر
لقد أُغلق البابُ ما بيننا
وحقَّ السُّكوتُ وقَلَّ الضَّجر

هذه الأبيات تتناول الفاجعة والحزن على فقدان شخص عظيم، وتعبر عن الألم الناتج عن غياب روحه وإنجازاته:[10]

أعليك تلبس حظى الأيام
اليوم أيقظكَ المماتُ من الكرى
فرأيتَ كيفَ تولَّتِ الأحلام
والناسُ تبقى بعدَهم أرواحُهم
وتبيدُ في أكفانِها الأجسام
إنَّ الحياةَ صحائفٌ مسطورةٌ
والناسُ في طياتِهنَّ كلام
رجُلٌ تُشَيّدُ ذكرَه حسناتُهُ
وسواه تهدِم ذكرَه الآثام

هذه الأبيات تستعرض فضائل الشاعر أبي طالب ودوره في إحياء الأرض الجرداء وبث الحياة فيها بفضل فضله العظيم ومروءته المعروفة إلى حد تجاوزت فيه تصورات الناس:[11]

أبا طالب أنضرت قفراء بالحمى
أبَا طالبٍ أنضرتَ قفراءَ بالحِمَى
وأجريتَ من ماءِ الحياة بها نُعَمى
فطنَّبَ قومٌ فى رُبَاهَا خِيَامَهم
وطنَّبتَ فى أجوائها الحَسَبَ الضَّخما
وبصرَّتَ بل أنطقتَ بل قمتَ مسمعاً
بآىِ هداك العُمىَ والبُكمَ والصُما
وجاوزتَ حدَّ الفضلِ حتى توهَّموا
وقالوا رُقًى تبتزُّ أنفسَنا وهما

في هذا المقطع، يَتَغَنَّى الشاعرُ بفضلِ وكرمِ المحمود بْن محمد، ويُجَسِّدُ صورةَ العطاء بِمَجازٍ بَليغ:[12]

ببابك دون الغيث يا ابن محمد
ببابكَ دونَ الغيثِ يا ابنَ محمدِ
وقفتُ بآمالى على خيرِ موردِ
أيادٍ يودُّ المزنُ لو أنَّ رِيّقاً
تخلَّله من فيضِها المتجدد
معجلةٌ فى نفسها لمريدِها
بأكثرَ ممَّا عجَّلت كفُّ مجتدى
تراءيتَ لى بينَا توارى عشيرتى
فقلتُ لنفسى ذاكَ رزقُك فاقعدى
اذا ما ابنُ عبدِاللهِ هلَّ على الرُّبى
ألحَّ عليها القَطرُ من تلكمُ اليد
وفاءٌ كحد الهندِوانىِّ مرهفٌ
وخُلقٌ كنُوَّارِ الرَّبيع المنضَّد

يمثل هذا الاقتباس صرخة شاعر مُطارَد بالزمن، تحاول عينيه الجافَّتان اللحاق بدموع الفراق، بينما يطير قلبه كطائر حُر:[13]

الليل يأبى أن يكون نهارا
ولقد  دعوتُك والزمانُ مطاردى
هل  أستطيعُ من الزمان فرَارا
فكأنَّ  عينيَّ اللتين غزتهما
تلكَ الدموعُ تطايران شرارا
وكأنَّ قلبى طائرٌ وكأنَّما
قَفصُ الضلوع انشقَّ عنه فطارا
قل للشبيبة لو عقلتِ فتَسمعى
إنَّ الزمان على نصيركِ جَارا

تُسَليطُ الأبياتُ الضوء على الحبّ والكرمِ المتجليين في صورة حسين، الذي يعد ضوء العيد ورمز الأمان والرخاء بين الناس:[14]

فدى لك فى جبارس من مطل
فِدًى لكَ فى جبارسَ من مُطِلٍّ
على مصرٍ بوجهٍ أضحيانى
يداك وما المعين اذا متحناً
متَحنَا منهما ذوبَ الجُمان
كأنَّا حيثمَا سِرنَا بمصرٍ
نزلنا منهُما فى مهرجان
أغيركَ فى الوجود يُعدُّ دنيا
وغيرُ يديكَ فيها الخافقان
اذا ما العيدُ لاحَ أَليسَ يدرى
بأنك عيدُنا فى كلِّ آن

يعبِّر هذا الاقتباس عن حالة العشق وما يصاحبها من أملٍ وخيبة، ويظهر فيه الشاعر محبته الصادقة لحسين وامتنانه لكرمه ومساعدته:[15]

أيعلم الناس ولم تعلم
حسبك منى أنَّنى فى الهوى
يرحمنى الصَّخرُ ولم ترحم
وأن غدا جسمى هشيماً اذا
قدحتَ فيه الزندَ لم يُضرم
لولا حسينٌ وايادٍ له
تخذلُ فى الجود طلاَلَ السَّمِى
مالى اذا ما بتُّ أدعو الحيا
لبَّى حسينٌ بحياً أكرم
وهمةٍ أسمى من المشترى
وعزمةٍ أمضَى من اللهذم

مراجع

[عدل]
  1. قصيدة "حلالها البين فانجابت عن المقل" من تأليف الشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  2. قصيدة "وقف عليك دموعي أيها الطلل" من قصائد الشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  3. قصيدة "ترعرع عهد اليمن واخضل جانبه" بقلم عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  4. قصيدة "يا شميم الشيح إن جزت حمى" للمؤلف عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  5. قصيدة "قفى يا مهاة الرمل ثم اسألى الغضى" للشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  6. قصيدة "يا نفحة من ديار الحي عاطرة" للمؤلف عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  7. قصيدة "يا ليلة بالرمل لو" من تأليف الشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  8. قصيدة "سلوا النسر فى أى أرض نزل" من تأليف الشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  9. قصيدة "أأنذرتم باحتباس المطر" للشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  10. قصيدة "أعليك تلبس حظى الأيام" للمؤلف عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  11. قصيدة "أبا طالب أنضرت قفراء بالحمى" من قصائد الشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  12. قصيدة "ببابك دون الغيث يا ابن محمد" من قصائد الشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  13. قصيدة "الليل يأبى أن يكون نهارا" من قصائد الشاعر عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  14. قصيدة "فدى لك فى جبارس من مطل" بقلم عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  15. قصيدة "أيعلم الناس ولم تعلم" من كتابة عبد الحليم المصري. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان