عاتكة الخزرجي (1924 - 1997)
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا
عاتكة وهبي الخزرجي، شاعرة عراقية وُلدت في بغداد عام 1924 وتوفيت عام 1997. حصلت على دكتوراه من جامعة السوريون بباريس، واشتهرت بشعرها الذي يتضمن دواوين مثل "أنفاس السحر" و"لألأء القمر" و"مجنون ليلى".
يصف الشاعر مشاعر الوداع الحزينة لمدينته الحبيبة بغداد، حيث يختلط الحنين بالعزم على تذكر الذكريات الجميلة:[ 1]
قبل الرحيل بغداد إن أزف الوداع وصاح بي
داعي الرحيل مناديا بنواك
وشددت من فوق الحشا واستعبرت
عينان لم تدر البكا لولاك
وبدوت لي فجر الرحيل طروبة
تتمايل النخلات من نجواك
ويضوع نشْرك في النسيم كأنما
سر الحياة مضوَّع بشذاك!
تعبر الأبيات عن الشعور بالأسى والندم لفقدان حب كبير وعدم القدرة على استرجاعه:[ 2]
شكوى إني لأستحييك يا سيدي
أن بت أشكوك و أشكو إليك…!
حسبك أن قد ضاق بي مرقدي
من لهفة الروح و وجدي عليك..
وا حسرتا..أفلته من يدي
قلبا..أما لي من شفيع لديك؟
تعبر هذه الأبيات عن الشوق العميق والحيرة بين اللقاء والفراق:[ 3]
حيرة إني أكاد أجن فيك..فهل إليك اليوم نظره..؟!
إني ليفزعني الفراق و أتقي في الحب شره..؟!
و أعوذ من صرف الزمان و لست آمن منه مكره..!
كيف السبيل؟! و بيننا قدر يهاب القلب أمره..؟!
يُعبِّر هذا المَقطَع عن مدى حب الشاعر لمدينة بغداد وتشبيه حُبّه لها بحب قيس وليلى:[ 4]
بغداد قسما بالإله عزَّ وجلاَّ
إن قلبي عن حبِّها ما تسلّى
هي مِنِّي روحي وما أنصف التعـ
ـبير لا بل أعز منها وأغلى
أنا أهواك فوق ما عرف الحبْ
ـبُ كأنا في الحب قيس وليلى
ليتني متّ في هواك فما أكـ
ـرم في حبك الممات وأحلى!
إيه بغداد يا عروس الليالي
فقت في العز بدرها إذ تجلّى
هذه الأبيات تصف الحكمة والهيبة التي يرمز إليها الأمير، مجسدةً كمثال للجمال والعزة:[ 5]
تحية عِيدُكَ يَا مَوْلاي عِيدُ الجَمَـالْ
عِيدُ الفَتَى الفَرْدِ العَزِيـزِ الْمَنَالْ
لا زِلْتَ فِي يُمْنٍ وَفِي رِفْعَـةٍ
تَعْنُـو لَكَ الدُّنْيَـا وَفِي خَيْرِ حَالْ
لا زِلْتَ يَا مَوْلاي نَفْـحَ الهوى
هَمْسَـاً حَنُونَـاً فِي شِفَاهِ الجَمَالْ
لا زِلْتَ سِـرَّاً فِي ضَمِيرِ الْمُنَى
وَحْيَـاً أَمِينَـاً فِي بَنَـاتِ الخَيَـالْ
تعبّر الأبيات عن الحب الإلهي العميق الذي يفوق أي تعبير لغوي، حيث يبدأ الشاعر في وصف مدى تعلقه بالله وحقيقة أنه الجوهر الوحيد للوجود والجمال:[ 6]
بن يدي الله أحبك رباه فوق الهوى
أيا من به كنت و الحب كان
و سبحت بإسمك يا خالقي
و أبصرت وجهك آنا فآن
ولحت لعيني في كل حسن
فلله عيناي ما تجلوان
جمالك يارب عم الوجود
فليس لقبح به من مكان
في هذه الأبيات يشدو الشاعر بلحن الحنين والفقد، مستعرضاً همسات الحب والذكرى التي تبعث في النفس شجناً لا يبرأ:[ 7]
وراء السراب ومسَّت يداك يدي للوداع
ومرت ليال وجاءت أُخَر
وعزَّ علينا اللقا فانثنيت
ولا أمل ثَمّ أو مصطبر
وخبَّ بنا الركْبُ ركْبُ الزمان
يباعد ثم يُعَفِّي الأثر
وما زال يسعى بها سعيه
أما آن أن يرعوي أو يقرّْ..?
ابيات مختارة تشيد بجمال مصر وعظمتها وحضورها التاريخي بين الأمم:[ 8]
مصر ساحرة التاريخ يَا مِصْـرُ يَا قِبْلَةً لِلْفَـنِّ بَارَكَـهَا
رُوحُ القَدِيـرِ بِآيٍ عَبْـرَ آيَـاتِ
لأَنْتِ سَاحِرَةُ التَّارِيخِ مُـذْ وُجِدَتْ
أَسْرَارُ حُسْنِكِ سَارَتْ فِي الشّلاَلاَتِ
سُبْحَـانَ رَبِّي كَمْ أَوْلاَكِ مِنْ نِعَمٍ
أَنْوَارُهَـا تَتَـلاَلاَ كَالْمَجَـرَّاتِ
إِنْ قِيلَ عِلْمٌ وَأَنْتِ العِلْمُ بَارِعَـةٌ
أَوْ قِيلَ فَنٌّ فَأَنْتِ الأَمْس وَالآتِي
يعبر المقتبس عن حالة من الحنين والشوق العميق للقاء محبوب بعيد، مع الإدراك بأن اللقاء قد لا يتحقق أبدًا، مما يضفي إحساسًا بالحزن والوهم:[ 9]
ولقاؤنا كان الأخير ولقاؤنا يا ملهمي وهم جميلْ
ولقاؤنا يا ملهمي حلم طويلْ
وتلوح لي قبسا على الدرب البعيد
وتضيء بي فأراك أقرب ثم من حبل الوريد
فمتى أراك..؟ متى أراك..؟
وبيننا بحر وبيد
يا ملهمي..!
ولقاؤنا حلمٌ بعيد
حلم كأطياف الوصال
وهل لطيفٍ من معيد
في هذه الأبيات، يعبر الشاعر عن حبه العميق والعميق للعروبة، متعهداً بالوفاء والولاء والمشاركة في كل لحظة ومكان:[ 10]
تحية حب هَوَايَ بِهَا، مَا حِدْتُ عَنْ عَهْدِ حُبِّهَا
وَحَاشَا لِمِثْلِي أَنْ تَحِيدَ عَنِ العَهْدِ
وَكَيْفَ وَقَدْ مَلَّكْتُهَا كُلَّ مُهْجَتِي؟
وَإِنِّي لأُخْفِي في الهَوَى فَوْقَ مَا أُبْدِي
هَوَايَ بِهَا، إِنِّي نَذَرْتُ جَوَانِحِي
إِلَى كُلِّ شِبْرٍ في العُرُوبَةِ مُمْتدِّ
إِلَيْكُمْ، إِلَى الصَّحْرِاءِ، لِلرَّمْلِ، لِلرُّبَى
لِمَوْجِ الخَلِيجِ الثَّرِّ، لِلرَّوْحِ مِنْ نَجْدِ
هذا الاقتباس يعبر عن شدة الشوق واللوعة، إذ يتمنى الشاعر أن يجتمع مع محبوبه ولو للحظة ليجد راحة لنفسه وعينيه:[ 11]
أمانة وَكَيْفَ ٱصْطِبَارِي عَنْكَ وَٱلشَّوْقُ عَقَّنِي
وَأَمْرُكَ أَعْيَانِي فَلَسْتُ أُبِينُ
وَهَذِي ٱلنَّوَى تَرْمِي ٱلمَرَامِيَ بَيْنَنَا
وَتِلْكَ سُهُولٌ دُونَنَا وَحُزُونُ؟
تَمَنَّيْتُ لَوْ أَنِّي وَإِيَّاكَ نَلْتَقِي
لَوْ أنّ المُنَى مَقْضِيَّةٌ فَتَكُونُ
وَأَنْ يَلْتَقِي طَرْفِي وَطَرْفُكَ لَحْظَةً
فَتَرْتَاح نَفْسٌ أَوْ تَقَرّ عُيُونُ
↑ قصيدة "قبل الرحيل " للشاعر عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "شكوى " من كتابة عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "حيرة " من تأليف الشاعر عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "بغداد " للمؤلف عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "تحية " من كتابة عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "بن يدي الله " للشاعر عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "وراء السراب " للمؤلف عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "مصر ساحرة التاريخ " من إبداع عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "ولقاؤنا كان الأخير " من إبداع عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "تحية حب " بقلم عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "أمانة " بقلم عاتكة الخزرجي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان