صالح الفهدي

صالح الفهدي (القرن 20 - )
صالح الفهدي
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

الدكتور صالح الفهدي، شاعر وكاتب وباحث من سلطنة عمان، يرأس مركز قِيم. حاصل على دكتوراه في إدارة وتنمية الموارد البشرية. صدر له أكثر من عشرين عملاً في القيم الأخلاقية والشعر والمسرح.

اقتباسات

هذه الأبيات تتحدث عن قوة الرجاء في الله والاعتماد عليه، وتُظهر تقارب الله من عباده المُحتاجين والإحسان إليهم:

رجواك في الله لاتخطأ مراميه

هو السَّميعُ قريبٌ عندَ سائلِهِ

فَاغْنَمْ بما شاءَ، أو ما كُنتَ داعيهِ

هو المهيمِنُ، مُلـْكُ الكَـونِ قَبْضَتُهُ

يا نِعْــمَ سَائِلُــهُ فضلاً وراجيهِ

دعوتَ في هجعاتِ الليلِ محتسِبًا

إنعـــــــامَ فضلٍ تَهَامَى من أياديهِ

لا بابَ تَطْرُقُهُ، لا دارَ تدخُلُها

فأَينما أنتَ، فَاهْنَأْ في نواحيهِ

تعبير عميق عن التوكل على الله والابتعاد عن مذلة السؤال للناس:

سألت الذي لاينفذ الرزق عنده

سألتُ الذي لا يَنْفَدُ الرِّزقُ عندَهُ

ولا يَمنَعُ الحُجَّابُ عن بابهِ سُؤْلَا

بألَّا يَكِلْنِي للخلائقِ أَرْتَجِي

حوائجَ أَجْنِي مِنْ نوائلِها ذُلَّا

فَيَا بُؤْسَ مِنْ أَمْرٍ يُرَدُّ قضاؤُهُ

لِمَنْ لَمْ يَصُنْ في اللهِ عهدًا ولا إلَّا

يَلَذُّ لهُ في حاجةِ النَّاسِ ذِلَّةٌ

لضائقةٍ إِنْ قالَ في رَدِّها "كَلَّا"!

هذا الاقتباس يستعرض عواقب ترفيع من لا يستحق، مشيرًا إلى أن مكافأة اللئيم لن تجدي نفعًا وسيعيد نفس الأخطاء:

منازل خلق قدرهن نصيب

تُعلِّمُني طولُ التَّجاريبِ عِبْرةً

ومَنْ لَمْ يَصِخْ لِلدَّهْرِ فهو لَعُوبُ

تُصافِي جميعَ النَّاسِ ودًّا كأَنَّمَا

ظننتَ لئيمًا بالنَّوالِ يطيبُ!!

فترفعَهُ قَدْرًا لِتُعْلِي مَرَامَهُ

وقد أثقلتْهُ خِسَّةٌ وعيوبُ!

وقَابَلَ بالنُّكرانِ قَدْرًا رَفَعْتَهُ إليهِ

فَنُقْصَانُ نَفْسٍ لا يُعَوَّضُ نَقْصُهُ

تعبّر الأبيات المختارة عن حب الوطن العميق الذي يعانق التراب بإخلاص وتضحية، مُشددًا على قيمة الوفاء للوطن في وجه المتغيرات:

أي شيء يمنح الأوطان قدرا

لا وربِّي، إنَّما عِشْــــقٌ سَخِــــيٌّ

عانَقَ التُّربةَ إكــرامًا وطُهْـرَا

ثمَّ صلَّى بعدَ أنْ عفَّـرَ وجـــهًا

بِفَمٍ مازَجَ بالأذكـارِ تِبْـــرَا

يحضُنُ الأرضَ،أكانتْ غيرَ أُمٍّ؟!

هوَ منها وإليـها نحــوَ أُخرى

هذه الأبيات تلخص صراع النفس مع الهوى وتوجيهها نحو العقل والرشد:

نفسي تميل إِلى الهوى فأَردها

نفسي تميلُ إِلى الْهَوى فأَرُدُّها

أَتَطِيْبُ نَفْسٌ في ضلالِ عَمَاها؟!

إِنْ تشتهي لَبَّى، كَمَسْلُوبِ النُّهَى

أَوْ صَبُّ عِشْقٍ قَدْ أُضِلَّ فَتَاهَا!!

أَمَّارةٌ بالسُّوءِ إِنْ هيَ أُتْرِعَتْ

كَأْسَ الْهَوَى في غِرَّةٍ؛ فَرَوَاها!

ناسٌ هُمُ الأَعلامُ في أَقوامِهِمْ؛

لكنَّهم مَرِغُوا بِطِينِ ثَرَاها!

ما النَّصْرُ في سَاحِ الْوَغَى لكنَّهُ؛

نفسٌ تُجاهِدُ في نُزوعِ هَواها!

تمثل الأبيات المستخرجة جوهر الامتنان والإحسان ومدى تأثيرهما العميق على حياة الإنسان ومكانته:

تعود على الإحسان يغنيك زاده

فمن صَحَبَ الإِحْسَانَ أغناهُ فضلُهُ

ومن صَدَّ عنه النَّاس ضاع عتادُهُ

شهدتُ على معطاءِ فضلٍ بأنَّهُ

يُقيلُ عزيزاً إن يزلُّ جوادُهُ

ويحفظُ ماءَ الوجهِ للأكرمِ الذي

أمالَ به دهرٌ، فأَفنى تلادُهُ

يستعرض الشاعر بأسلوب بلاغي تأثير الحسد والمكائد، موضحًا أن السوء لا ينال من العظماء:

خليلي طب على الأيام حالا

وَماذا في يدِ الْحُسَّادِ إلَّا

مغارِزَ لَمْ تَكُنْ إلاَّ ضَلالَا؟!

فما تُدْمِي مغارزُهُمْ دِمَاءً

لِمَنْ أَلِفَ المَكارِهَ والنِّضَالَا

وما تُجْدِي معاوِلُهُمْ لِهَدْمٍ

وَإِنْ هَدُّوا بها يوماً جبالَا!

فلا ترجو ثناءً مِنْ حَقُودٍ

يَشُقُّ عليهِ أَنْ يَصِفَ الْجَمَالَا!