صالح الشرنوبي

صالح الشرنوبي (1924 - 1951)
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

صالح بن علي الشرنوبي (1923-1951)، شاعر مصري من "بلطيم". عُرف بحسن التصوير ورفاهة الحس، ونشر شعره في مجلات وجريدة الأهرام. له اثنا عشر ديواناً، منها (نشيد الصفاء)، نُشر بعضها بعد وفاته.

اقتباسات

هذا المقطع يعبر عن الحنين والألم العميق بسبب الفراق، حيث يتحدث الشاعر عن تعلقه بالمحبوب واستمرارية الشوق والعذاب في غيابه:

يا ليل قد طلع الصباح

يا ليل قد طلع الصبا

ح وما رأيت حبيبيه

ومضت سهام النور تق

طع حبل منيةِ قلبيه

وخبا الضياء السرمدي

ي ومات كوكب حُبيه

وسطا السقام على البقي

يَة من ضياء شبابيه

تعبّر هذه الأبيات عن حالة من الضياع والصراع الداخلي في الحب، بين الألم والأمل، والبحث عن الخلاص في علاقة لا تتوقف عن التحدي والتأرجح:

أنا الحائر يا نجوى

أنا الحائر يا نجوى

أمانيَّ أنا الحائر

أنا الصامت يا سحر

ليالي أنا الثائر

أنا الصارخ يا غنو

ة أحلامي أنا الصابر

أنا الساحر يا رقي

ية أسقامي أنا الساخر

أنا المقهور في الحب

وبالحب أنا القاهر

هذه الأبيات تعبر عن العذاب والهيام في الحب، حيث يتمنى الشاعر لو ينال قليلاً من خلال محبوبة تتجاهل معاناته:

وهبت شهدها لكل خلى

لم ينل من جنانها بعض ما ير

جوه منها وأرضعته الذئابا

ما عليها وقد رأت أنه جن هياما

بها فكانت صوابا

ما عليها وقد رأت جدبه يذبِلُ أز

هارَه فكانت سحابا

ما على جفنها الغرير إذا رق

فأحيا فؤادَه أو أصابا

آه من لوعة تمزق أحشا

ئي وحب أفنيت فيه الشبابا

تجسد هذه الأبيات شعور الحنين والألم في ذكرى الحب والأمان في الليل، متمثلة في صراع بين الأمل والماضي:

هتف الليل فلب الهاتفا

يا غريبَ القلب في الوادي الغريب

لا تلمه إن هفا للذكريات

واشرب الكاس على ذكر الحبيب

أذن الهاجر باللحن نديا

من دموع وجراحٍ وسقام

ضاق بالأشواق في الليل الطويل

وإذا طاف بجفنيه خيالي

راجيا ساعة قرب ووصال

أيها الخالد يروى بدموعي الخالدات

تجسد الأبيات المختارة مشاعر الحزن والفقدان بسبب انتهاء الحب وضياع الشباب وأزهاره:

بين همس الشفاه والأحداق

يا ربيع الغرام أين غرامي

كيف ماتت على فمي أنغامي

وتهاوَت على يدي أحلامي

وذوَت زهرة الصبا والشباب

صوَحت واحتى وجفّ معيني

وانتهت قصّةُ الغرام الحزين

يوم ضاقت بما تكنُّ جفوني

من دموع على الصبا والشباب

تعبّر الأبيات المختارة عن شدة العذاب العاطفي الناتج عن التعلق بشخص يتصف بالدلال المفرط، تجسد الألم وتعلق الروح رغم الألم:

يا من يعدبني بفرط إدلاله

يا من يعذبني بفرط إدلاله

هوّن عليك

وارحم أسى الباكي على آماله

صرعى لديك

قلى وحالُ البائسين كحاله

يهفو إليك

ويكاد يقرأ غيبه بخياله

في مقلتيك

يتناول المقطع الشعري العلاقة المتكاملة والمتناغمة بين الشاطئ والموج، حيث يجسد الحب والحنين والتوحد الطبيعي:

هتف الشاطىء بالمدح

وكيف تشكونا وإنّا

منك يا شطّ قريب

نحن في قلبك يا عاشق

نفنى ونغيب

ولنا في الرم

ل لو تعلم تاريخ عجيب

وتلاشت فتنةُ الأم

واج في حضن الرمال

بعد أن أسكرت الش

اطىء من خمرِ الوصال

هذا الاقتباس يبرز جمال الحب الذي يتوارثه البشر منذ آدم، ويصور الحنين والرهبة في قلب العاشق المخلص الذي يتوسل بلمسة أو ابتسامة من حبيبته:

حواء يا سر جمال الوجود

حوّاءُ يا سرّ جمال الوجود

يا كلّ ما نهواه في العالم

يطيبُ لي بين يديك السجود

فقد ورثتُ الحب عن آدم

باللَهِ يا حوّاء لا تحرميه

من ضمّةٍ أو قبلتٍ أو حنان

فهو امتدادٌ لأماني أبيه

من يوم أن فارق نُعمى الجنان

تصف هذه الأبيات لحظة اللقاء وكيفية تأثيرها العميق على الروح من خلال الرمزية الشعرية والجمال اللغوي:

سألقاك حين تنام النجوم

سألقاكِ حين تنام النجوم

وتصحو الأماني على نورِها

وَتُفضى الرياض بأسرارِها

وأسرارُها عِطر أزهارها

لنَسرِقَ من عمرِنا ساعةً

نعيش الحياة على ذكرها

هذا الاقتباس يعكس معاناة الفلاح المصري المستضعف في وطنه وتطلعاته إلى حياة أفضل تتجاوز قيود الظلم:

بشم القوم بالطعام وجعنا

وجهلنا وعلّموا أن يرَونا

في حماهم جحافِلاً من عبيد

وطنى مصر كيف أحيا عليها

أنا فلاحُها حياة الطريد

وبنو الطين يحلمون مع اللي

لِ بنجو أُنثى ورَنَّةِ عود

همُّهم في الحياة أن يقتلوا الشع

بَ ويلقوا آمالَه في اللحود

هذه الأبيات تعبر عن معاناة الحب واللوعه، حيث يُمزق الحبيبة الحواجز ويتصادم القلب مع العقل في صراع لا ينتهي:

فيك معنى من المعاني بعيد

فيك معنى من المعاني بعيدٌ

عن مرامي العقول والأفكار

هو سرٌّ لما أُكابدُ في حبّك

من لوعتي ووجدي وناري

أنا مزّقت عنه كلّ حجاب

نسجَتهُ أناملُ الأقدار

وإذا بي أعودُ بعد انطلاقي

في بواديك موثَقاُ في إسارى

أنت ما أنت جنّةٌ كجحيمٍ

عندها المؤمنون كالكُفّار

وأعيدي إليّ فجري فقد ضق

تُ بصمتي وظلمتي وانتظاري

في هذه الأبيات العاطفية، يتجلى شوق الحبيب لوحته الحزينة ويتمنى التواصل مع محبوبه حتى في ظلمة الليل:

هجع الكون يا حبيبي وعادت

اسأل الليل يا حبيبي عني

فأنا أسأل المقادير عنكا

كم شربناهُ رقّة وحنانا

وأرقناه أدمعاً تتشكّى

وغرسنا آمالنا فيه زهرا

كيف عدنا نبدّل الزهر شوكا

يا غريب الديار هذي مغاني

ك تنادى ومالها من مجيب

تتساءل النجوم عن الصمت الذي يسود الأرض، ويتحدث الشاعر عن أمير الشعراء أحمد شوقي الذي أحيا الوجود العربي وترك بصمة خالدة في ذاكرة الفن والأدب:

همست في الليل أنوار النجوم

همست في الليل أنوار النجوم

تسأل الأرض عن الصمت الذي لفّ رباها

فأجابتها الروابي والغيوم

إنها الشمس التي راحت وما راح سناها

هذي ذكرى نبي الملهمين

شاعر الخلد أمير الشعراء

تعبّر الأبيات المختارة عن رحلة الإنسان الطويلة في السعي وتحقيق الأماني، حيث تضيع الأعمار في سبيل غايات غير محققة رغم الجهود المبذولة:

طال الطريق فمن يقول لسادر

طال الطريق فمن يقول لسادر

حيران حسبك قد بلغت مناكا

وطرقت أرضا ضاع عمرك كله

من دونها وتمزّقت قدماكا

وفجّرت قلبك جدولاً تسقى به

زهر المنى وجنيتها أشواكا

وهدمت صرحا للشباب مشيّدا

لتقيم للمجد العظيم سماكا

تجسد الأبيات المختارة حالة من الاضطراب والحيرة بين العقل والحماقة، وتعبّر عن توق قوي للحرية والخلاص:

مكانتي أصغر من حقي

أطرقه مستصرخا شاكيا

حيران بين العقل والحمق

فما شفت وجدي ولا كفكفت

دمعى ولا أصغَت إلى طرقي

فعدت والحسرة في أضعلي

والغصّة المرّة في حلقي

أصبحت لا أهفو إلى حاجة

أكثر من حريّة العتق

فلتشرق الشمس بأنوارها

أو فلتغِب عن مسرح الأُفق

سيّان ما دام الذي أشتهى

فوق الفسيح الرحب من طرقي