شفيق المعلوف

شفيق المعلوف (1905 - 1986)
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

شفيق المعلوف (1905 - 1977) شاعر لبناني وُلد في زحلة، لمع نجمه بالمهجر. قبل الهجرة تولى تحرير جريدة "ألف باء" الدمشقية بأسماء مستعارة مثل "أحدهم". في البرازيل قاد "العصبة الأندلسية"، متألقًا بشعر وجداني مستوحى من الطبيعة، وحقق شهرة عالية بين شعراء المهجر.

اقتباسات

يعبر المقطع المختار عن النزعة البطولية والتضحوية التي تميّز المحارب، حيث تتحدث الأبيات عن الوفاء بديون الحياة والجهاد بقوة وثبات:

الفلاّح

وفّى الحياة ديونها

وما وفيت ديونه

و مضى تشقّ الأرض

قبضته بعزم لا يخونه

عرق الجهاد همى على

عينيه فانطبقت جفونه

هلاّ نظرت جبينه

كم فيه لؤلؤة تزينه

تعبّر هذه الأبيات عن خيبة الأمل والشعور بالغدر من الأصدقاء:

فوزي

فوزي، وما لي في الخطوب يدان

ما هكذا الإخوان يلتقيان

قربت صدري للعناق فلم أقع

إلا على قطع من الصوان

نصب خفضت له الجفون كأنما

نصبت حجارته على أجفاني

يحث الشاعر هنا على التعاطف والمساندة للأضعف وعدم التعالي على الآخرين:

بسمة

كن بسمة بفم الضعيف ولا تزد

بالله أتراحاً على أتراحه

ما ضر أن يحظى أخوك بحقه

فترى فلاحك ناجزاً بفلاحه

تعبر الأبيات المختارة عن القوة والتحدي في مواجهة الزمن والصعاب، وتتجلى فيها روح الصمود والعزة:

خرائب بعلبك

ربضت على صدر الزمان وأوثقت

كلتا يديه فحار كيف ينالها

وطأت جبابرها الركام كأنما

داست على هام الزوال نعالها

عُمد تصعد ناظريك بشمها

فيرد عنها ناظريك جلالها

في هذه الأبيات الكلاسيكية يتجلى مشهد الفراق والحنين الذي يطفو فوق موج المحيط ويثير في النفس إحساسًا عميقًا بالاحتواء والشوق:

الأم

شراع مد فوق الموج عنقا

وراح يرود خلف الأفق أفقا

وغادر عند صخر الشط أمّا

تذوب إليه تحناناً وشوقا

فما نضبت لمقلتها دموع

كأن لعينها في البحر عرقا

وهل قنعت بما يجنيه أم

أبت إلاه عند الله رزقا

يُعبّر هذا الاقتباس عن حنين الشاعر لوطنه لبنان، مشبهاً إياه بمحطة للذكريات والآلام المشتركة بين المغتربين:

عودة الشراع

نشِط الشوقُ للإياب ونادى

باسم لبنان في الضلوع مُنادِ

صدقت ذمَّة الزمان فعدنا

ننفضُ الجمرَ من خلال الرَّمادِ

هاك ملهى الصِّبا، فيا قلب لملم

ذكرياتي على ضفاف الوادي

غُصَصُ الأمَّهات ما هي إلاّ

ذِممٌ في خفارة الأولادِ