سليم عنحوري

سليم عنحوري (1855 - 1933)
سليم عنحوري
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

سليم عنحوري (مولود في دمشق، توفي هناك)، أديب وشاعر سوري، وعضو في المجمع العلمي العربي. أنشأ مطبعة وصحيفة في مصر وزاول المحاماة ابتداءً من عام 1890. كتب الشعر بكثرة وكان له عديد من المؤلفات مثل: 'كنز الناظم'، 'آية العصر'، و'سحر هاروت'.

اقتباسات

هذه الأبيات تعكس شدة الألم والعذاب من الحب غير المتبادل، حيث يصف الشاعر حالته المزرية ومعاناته المستمرة:

إن كان قلبك هذا قد من حجر

فيا رباب التي في حبها ولهى

لم يبق من مهجتي شيئاً ولم يذر

هي ارحميني اشفقي حتى اعطفي كرما

مني ارفقي بفتى أضحى على خطر

صب ولوع مشوق هائم دنف

مضنى كئيب شجي دائم الفكر

سليل هم أخو سهد أبو سقم

خليل غم خليل البؤس والكدر

رثت له الورق في أدواحها سحراً

لما رأت دمعه كالطل في السحر

في هذه الأبيات يُعبّر الشاعر عن جماله الساحر الذي يجذب كل من يقدر الذوق واللطف، مقدماً صورة مدهشة للجمال الطبيعي الممتزج بالعشق:

أنا بيت الجمال به

أنا بيت الجمال به

بساط اللطف مفروش

يحج إليه أهل الذوق

لا أعمى وأطروش

فوجهي روض نسرين

بماء الحسن مرشوش

وعنقي حوض بلور

عليه الشعر مرشوش

في هذا الاقتباس، يُعَبِّرُ الشاعرُ عن اللوعة والشوق والحرمان الذي يشعر به المحب عندما تتباعد عنه محبوبته:

بفؤادي غادة ان أقبلت

بفؤادي غادة ان أقبلت

خلت شمس الصبح في الأفق نحمه

قلت اذ طال تجافيها عدى صبك

المضنى بوصل يا كليمه

يتناول هذا المقتطف من القصيدة تقلبات الحب والعلاقات، بين الوصل والفراق، والحنين والغيرة، مما يعكس الطبيعة المعقدة والمتقلبة للعواطف الإنسانية:

نظرة فابتسامة فسلام

نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ

فاحترامٌ فخشيةٌ فرجاءُ

فأَمانٍ فدربةٌ فاتّصالٌ

فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ

ففراقٌ يكون فيهِ دواءُ

لقلوبٍ قد نَدَّ عنها الوفاءُ

كل يوم لها غرامٌ جديدٌ

فيهِ وصلٌ فسلوةٌ فشفاءُ

فسهادٌ فلَوعةٌ فاكتئابٌ

فنحولٌ فزفرةٌ فبكاءُ

في هذه الأبيات، يعبّر الشاعر عن حزنه للواقع المؤلم الذي يواجهه الشرق من جهل وفقدان للهوية، حيث يعرض الصورة المؤلمة لانبهار البعض بالغرب على حساب أصالتهم:

أيا مصر كم فيك من جاهل

لقد أنكر الشرقَ وهو ابنهُ

وبالغرب هام وآفاتهِ

تعوَّد قدحاً على جنسهِ

كذا المرءُ عبدٌ لعاداتهِ

فتسعى يداهُ إلى بؤسهِ

ويطلب عزّاً بزلاتهِ

ويهدم باللؤم ما قد بنى ال

أوائلُ حبَّا بمرضاتهِ

أضاع الوفاءَ وباع الحيا

وللغرب أبدى حماقاتهِ

يعبر هذا المقطع عن أهمية وتأثير الشعر في الحياة كملاذ للحزين والمغترب ومصدر فخر واعتزاز للإنسان:

لقد رفع الله قدر القريض

هو الشعرُ سلوانُ قلب الحزين

وبهجةُ روح غريب المكان

وجلوةُ صَدرِ الشريد الطريد

وعزَّةُ نفسِ الذليل المُهان

ونزهةُ فكر أسير الغواني

وقرَّة احداقِ حُور الجنان

يتناول هذا المقتطف تأثير الحب العميق وعدم الوفاء، وكيف يعاني العاشق من السهر والألم تحت ظل القمر الذي لا يستطيع تحقيق أمانيه:

ما رأى البدر حبيبي مرة

ما رأى البدرُ حبيبي مرَّةً

مُقبلاً الاَّ توارى واستتر

يستحى إمّا يراهُ مُسفراً

عن محيَّا زاهرٍ زادٍ أغَر

وهو مثلي أصفَرٌ بادي الضنى

شأنَ من يحيى لليالي بالسَهر

فكلانا عاشقٌ يشكو الجفا

يرقبُ النجم سهاداً للسحَر

القصيدة تعبر عن لحظة اللقاء العاطفي والشوق الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال:

عطف الحبيب بساعة قد كهربت

عطفَ الحبيبُ بساعةٍ قد كَهرَبت

لمسرَّتي بالنوم جفنَ زماني

وأباحني وجداً وَجُوداً قُبلَةً

أنست جَناني كم عصا وجفاني

فجنيتُ من خدَّيهِ ورداً فانبرى

لحظٌ أراش سهامَهُ ورماني

فشكوتُ ما يجني عليَّ لفاتِني

فاجابني الله يجزي الجاني

هذه الأبيات تمجد بجمال الشوارع والأسواق، حيث يجري الهواء بحرية، وتزدان بالأنوار، مما يبهج العابرين:

تلك الشوارع عرضت امتارا

يجري الهواءُ بها رُخاءً مطلقاً

يمحو السقامَ ويذهب الاكدرا

تزدان بالانوار فوق منائرٍ

فيعودُ ليلُ المدلجين نهارا

تلقى الفراش يحومُ حول زُجاجها

كالنحل في روض رأى ازهارا

ما أبهج الاسواق في ظلماتها

تشجي الغريب وتُطرب السَّمارا

هذا الاقتباس يعبر عن الإشادة بالطريق الممهد الذي ييسر على الناس السير دون عناء:

قسمت فقسم اوسط خصوا به

رصفاً بإِحجامٍ يريح ذوي الضنى

لا يختشي فيهِ الضريرُ عثرا

خلصت من الاوحال والارجاس لا

يطأُ المشاةُ بخطوهم اقذرا

أبداً يُرَشُّ صعيدها بمضخَّةٍ

رشاًّ رفيقاً لن يُثيرَ غبارا

يغدو الهواءُ بها بليلاً منعشاً

يقصي الهجير ويدفع الإِعصارا

يتحدث الشاعر عن الجمال الفائق والمتنوع للمتاجر التي تعرض الأقمشة والجواهر، مما يذهل العقول ويأسر القلوب:

وعلى الجوانب الف حانوت زهت

وعلى الجوانب الف حانوتٍ زهت

بنفائسٍ تدع العقولَ حيارى

فيها الجواهرُ كالنجوم وجامُها

فلَكٌ يزيغ بهاؤُهُ الابصارا

فيها لاصناف النسيج زخارفٌ

تسبي النساء وتسلب الدينارا

تصف الأبيات وضعًا حزينًا من انعدام الجمال والنقاء في مكان يعيش في قسوة وتدهور:

مفروشة حجرا تبعثر بعضه

ما إن يروقك في مرورك منظرٌ

يثنيك عن أن ترمق الأقذارا

أضواؤها في الليل نور حُباحبٍ

ما إن تقيل بني السبيل عثارا

وكذا المياه تفيض من ينبوعها

عَذباً زُلالاً جارياً نهارا

تجسّد هذه الأبيات معاناة الحياة المعيشية والمصاعب التي يواجهها الناس في بيئة مليئة بالمخاطر والمتاعب:

فيها تعاريج كحيات لوت

هبطت بهِ بالوعةٌ في هوَّةٍ

ملئت بماءٍ نتنهُ قد ثارا

يعلوو يسفل ذو الخطى في سيره

والكلُّ وعرٌ يقلع الاظفارا

فلأَن ركبتَ وان مشيت لميّضةٌ

دهماءُ جالبةٌ اسًى وشنارا

الخير عنها راحلٌ والشرُّ فيها

نازلٌ والكرب حلَّ وزارا

تعبّر هذه الأبيات عن ألم الحب ووجع الفراق عندما يبتعد الحبيب وتترك وعوده المنهارة العاشق في حالة من التعلّق والذل:

حتام يا غصن الأراك

حتامَ يا غصن الأراك

بالدلّ تمنعُ أن أراك

أغرك شيطانُ الحسو

د فرمتَ هجري يا ملاك

أوحى اليكَ زخارفاً

تمني المعنَّى بالهلاك

وأنا الذي أسلو بك ال

دنيا ولا اسلو هواك

واموت وخزاً بالحرا

بِ ولا اميلُ الى سماك

تعبِّر هذه الأبيات عن عمق التألم والانقياد العاشق لحبيبته، حيث يصور الشاعر خضوعه التام وولاءه الذي لا يتغير:

لو أن برهم نال مني مثلما

من قبل توحيدي لحسنك في الورى

لم ينسحق قلبي وتجرِ دموعي

فاليكِ ثاب توسُّلي وتهجُّدي

ولديك طاب تضرعي وخشوعي

ولأنتِ مَقدِسُ مهجتي وسماؤها

ولأنت قبلة سجدتي وركوعي

أنتِ الذي اعنيهِ حين اقول يا

مولاي رقَ لذلَّتي وخضوعي

تعبّر الأبيات عن قوة الحب الذي يستحيل منعه رغم كافة القيود والمكائد:

يا مانعين القرب عن أهل الهوى

من ذا الذي يقوى على مَنع اتصا

ل اثنين حَبل الحب بينهما اتَّصل

حتى غدا الروحان روحاً واحداً

يتجاذبان الوصل ما الجسم انفصَل

ايعيقُ حَمقَى اتّحاد النحل في

ايذاءِ مَن يشتار عن جني العَسَل

والمنع يولعُ ذا الهوى ويزيدهُ

كلفاً فمن بعد الارادة ما العمل

هذه الأبيات تعبر عن الألم والفراق، حيث يغرق الشاعر في أحزان لا تنتهي ويتذكر لقاءً ملؤه الخديعة والجفاء:

سبلت فوق العارضين دموعا

حييتَ ليلك في العراء مراقباً

في الافق من زُهر النجوم طلوعا

فنيتَ عمرك ساهداً متحرّقاً

متنهداً متألماً ملذوعا

الويتَ عن ندمان صفوك هاجراً

طيبَ الحيوة ولم تشا التوديعا

فعلى مَ ذا والى مَ ذا حتى مَذا

احزنتَ قلباً صار منك صديعا

هذه الأبيات تعبر عن اللجوء إلى الحماية والأمان في وجه الزمن القاسي والحسد المستمر:

إلى حماك لجأت اليوم يا سندي

إلى حماك لجأت اليوم يا سندي

إذ أنت أشفق من أمٍّ على ولدِ

أنتَ الجوادُ بلا مَنٍّ ولا سأمٍ

تعطي النضارَ عطاءَ الناس للجددِ

أنت السحاب الذي فاضت مناهلهُ

حتى ارتوى كلُّ صادٍ ذائب الكبدِ

فارحم فَتًى عضَّهُ ناب الزمان بلا

ذنبٍ سوى كونه ذا منطقٍ غَرِدِ

قصيدة تتحدث عن أهمية تربية الطفل على حب المعرفة والعلوم منذ صغره، حيث يشبه التعلم في الطفولة بالنقش في الحجر:

هذب وليدك وهو طفل راضع

هذِّب وليدكَ وهو طفلٌ راضعٌ

واغرس بهِ حبَّ المعارف عن صِغَر

فالغصن يسهلُ وهو لَدنٌ فتلهُ

ومتى قسا ان شئتَ تُعدِلهُ انكسر

هو ذا غلامٌ بالمعارف هائمٌ

منذ الحداثة عاشقٌ غُرَر الفكر

يصغي ليقتبسَ الفوائد ان رأى

خلاًّ يطارح اهله حلو السَمر