انتقل إلى المحتوى

سلوى حجازي

من ويكي الاقتباس


سلوى حجازي
(1933 - 1973)

سلوى حجازي
سلوى حجازي
طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

وسائط متعددة في كومنز


سلوى حجازي هي مذيعة تليفزيون مصرية. قدمت عدداً من البرامج التلفزيونية، ومثلت تلفزيون العرب في عدد من المؤتمرات الدولية.

ولدت في مدينة القاهرة في 1 يناير 1933، وتخرجت من مدرسة الليسيه فرانسيه الفرنسية. وكانت من أوائل الخريجين في المعهد العالي للنقد الفني. كانت سلوى حجازي كانت موهوبة في كتابة الشعر بالفرنسية، وصدر لها أربعة دواوين: أضواء وظلال، إطلالة، سماح، وأيام بلا نهاية، وأهدتها أكاديمية الشعر الفرنسية ميداليتها الذهبية في 1964، وفازت بميدالية ذهبية في مسابقة الشعر الفرنسي الدولي في 1965. وقد تُرجم ديوانها «ظلال وضوء» (بالفرنسية: Ombres et clarté) إلى العربية والذي يُعد أبرز أعمالها. وكان الشاعر كامل الشناوي هو من كتب مقدمته.

قدمت عدداً من البرامج الشهيرة آنذاك منها «شريط تسجيل»، «العالم يغني»، «المجلة الفنية» و«عصافير الجنة» (برنامج للأطفال حاز شهرة واسعة).

توفيت في 21 فبراير 1973 حين كانت في طريق عودتها من بعثة للتلفزيون العربي إلى ليبيا، عندما أسقطت طائرات الفانتوم الإسرائيلية الطائرة المدنية التابعة للخطوط الجوية الليبية عمداً فوق سيناء المحتلة آنذاك، بعد أن أخطأت موقع مطار القاهرة واستمرت متجهة نحو سيناء، وهو ما عُرف بحادث طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية الرحلة 114.

منحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية فور وفاتها عام 1973 باعتبارها من شهداء الوطن.

قالت

[عدل]

«تنبأت لى قارئة الفنجان بالشهرة ولم أكن بعد معروفة للناس.. لماذا لم أسألها في أى أرض أموت؟!.. إن الإنسان في حقيقته ضعيف مهما تجبر!»

[1]


«أحب أن أموت في هدوء.. كشمعة تلألأت طويلاً
أخيراً كيوم انقضى.. مرّ وتركنا بلا ضوضاء
أخشى هذه الحياة.. أخاف أن أتألم.. ألا أتحمل المعاناة.»

[2]

تحمل إحدى قصائدها عنوان "بائع بسكويت الفانيليا" وكتبتها سلوى بالفرنسية في ديوان «ظلال وضوء» (بالفرنسية: Ombres et clarté). وترجمها الشاعر صالح جودت، وفيها تصطحب سلوى طفلتها على شاطئ بورسعيد، وفجأة تشاهد بائع بسكويت الفانيليا الذي طلما التقته واشترت منه وهي لم تزل طفلة قبل عشرة أعوام.
وتقول في قصيدتها:


«أهكذا الدهر بنا يجري

ويأكل العمر، ولا ندري ؟
ذكَّرني مرأك كيف انقضت
عشرة أعوام من العمر
وأنت في مغربها لم تزل
كما وعتك العين في الفجر
تدق صنجاتك، تلك التي
كانت تهز النفس بالبِشر
ونفس جلبابك، لولا البلى
محا ظلال اللون والسطر

---

عشرة أعوام توالت على
حالك فيها حادث الدهر
عدا على وجهك عادي الضنى
فاغتال منه بسمة الثغر
وذاك صندوقك، ما خطبه
بعد السنين المرة العشر ؟
تدفعه الآن على مركب
وكنت تدليه على الظهر

---

أجل تغيرنا وهي أنا
أقول: أصبحت أنا غيري
وهذه الحلوى التي طالما
أغرت صبانا لم تعد تغري
ودقة الصنجات في مسمعي
خلت من البهجة والبشر

---

فإن أكن أقبلت في لهفة
عليك لا تمشي على البحر
فليس إقبالي لأجلي أنا
كشأن أيام الصبا الغر
لكن إقبالي لأجل ابنتي
فإنني قد فاتني دوري
وكلما إلقاك في شارع
أرى دموعي بالأسى تجري
كأنك الماضي الذي عشته
في ظل أحلام المنى البكر
ذوى مع الأيام فردوسه
ومال ما فيه من الزهر

---

يا طفلتي حاضرك المزدهي
قد كان ماضي من الأمر
قد كان ماضي وشيعته
بكل ما فيه من السحر
فقد كان ماضي وضيعته
بالخوف بالغفلة بالكبر
عيشيه أنتِ اليوم، واستمتعي
بخير ما فيه من الخير
والتهميه لحظةً لحظة
واغتنميه قبل أن يجري
لا تتمني أن يمر الصبا
وتبلغي مثلي من العمر
فإن أيام الصبا إن مضت
مضى زمان الورد والعطر
لو صادفتنا لحظة حلوة
من بعده لم تخل من مر

---

يا طفلتي، أمك في نصحها
تغرق في الوهم إلى الصفر
كم مرة قالت لها أمها
هذا، فلم تسمع ولم تدر»

[3]

ثمة قصيدة أخرى كتبتها سلوى حجازي وترجمها شاعران كلٌ بوجهة نظره لكنهما اتفقا في جوهرها.
الترجمة الأولى لصالح جودت بعنوان "بداية الضعف":


«بداية الضعف

كان قلبي في الهوى طوع يدي
إن تهامست إليه يهتدي
ماله اليوم عصيٌ ؟ ماله
خان ميثاقي وجافى موعــدي ؟
طالما عاهدني أن يتّقي
قسوة الحب وظلم الحســـدِ
ماله يمشي إلى أهوائه
مشية الطفل الشقيّ الأمردِ ؟

---

أيها القلب الذي ضقت بكبتي واصطبارك
إنني أسمع آهاتـك حرّى من قرارك
لا تهددني على صبري وصمتي بانتحارك
لا تهددني.. ولا تنفــــذ لضعفي باقتدارك

---

أنا لا أدري إلى أين أسيـرْ ؟
ولماذا أرتضي عيش الأسيرْ ؟
وإذا عشت حياتي.. مثلما
عشت ماضيّ فما أشقى المصيرْ
قدرٌ يا قلب.. ما في طوقنا
غير أن نحياه لليوم الأخيرْ
وقضاء في ضمير الغيب.. إن
صحّ يومـاً أن للغيب ضميرْ

---

ويله من تزحف الأقدار بالقيد إليـه
إذ يرى كأس المنى مبذولة بين يديه
ثم لا يملك أن يسكبها في شفتيه
ويمر العمر والحرمان مكتوب عليه

---

أيها القلب الذي يشقي حياتي
يا هوائيّ المنى والنزوات
أنت تدري أننـي محرومة
أنا لا أملـك حرية ذاتي
وكلانـا رهن قيد ظالم
دون ذنب، فأعنّـي في ثباتي
إنني أخشى إذا أغريتنـي
أن أرى أول ضعف في حياتي»

[3]

والترجمة الثانية لإبراهيم نجا بعنوان "أول ضعف":


«أول ضعف

جعلت مأواه صدري
وكان صاحب سري
والآن ينسى عهودي
ويستبدّ بأمري

---

مراوغٌ يتراءى
مفكّراً كالرجال
وبعد ذلك يبدي
تمرّد الأطفال

---

فيما مضى كان يشكو
إليّ عقم الحياةِ
فكنت أخنق صوتاً
يذيع أسرار ذاتي

---

والآن.. يعلن قلبي
أن يحفر الموتُ قبره
لو عدتُ أخنق صوتاً
يذيع سري وسرّه

---

يا قلب، مثلك أبكي
من ظلم هذا الزمانْ
ولن أعيش طويلاً
من قسوة الحرمانْ

---

يا قلب.. فلنتحمّل
أقدارنا في خضوع
تأتي الحياة بحزن
يذكي لهيب الدموع

---

وأنت تعرف أني
أحيا كنبتٍ صغيرِ
ما عدت أملك نفسي
ولا أخطّ مصيري

---

لأي ذنبٍ ترانا
نعيش رهن القيودِ
وكيف تطلب مني
ما لا يطيق وجودي ؟

---

ماذا تريد، وحولي
تلك العيون الرواني
فإن خطوتُ أشارت
نحوي ونحو مكاني

---

أرجوك.. دعني وشأني
ولا تُواصل نداءك
فإن أبيتَ رجائي
كما أبيت رجاءك
فإنني سألبي
عمّا قريبٍ دعاءك»

[3]

قيل عنها

[عدل]

قال عنها الشاعر أحمد رامي، في مقدمة ديوانها "أضواء وظلال":
«لو أن الشاعرة سلوى حجازي، صاحبة هذا الديوان، صورت على هيئة طير، لكانت بُلبُلاً يرفرف على غصن ندى، مُرسلاً أغنية يطرب لها الظل والماء، ولو أن لهذه الطائفة من الشعر نسخة مسموعة، لطُرب من يصغى إلى هذا البُلبُل، لبدع توقيعه وحسن ترجيعه. فما بالك إذا كان هذا الديوان نسخة مرئية، إذن لأبصرت العين صورة ذلك البُلبُل وهو يتلع جيدة، ويرسل تغريدة، ويحرك رأسه الصغير على رجع لحنه الشجى. هذه هي الصورة التي أراها للشاعرة، كلما سمعت منها قطعة من الشعر صاغتها من صميم وجدانها، وصبغتها بألوان خواطرها، ورددتها على وقع خفقات القلوب..» [4]

رثاها الشاعر فؤاد حداد بعد وفاتها بقصيدة عنوانها "للورد والحنية" قال فيها:


« سلوى العزيزة

يا فجر تلميذة في جناين أم
ضحكتها مسموعة وملاكها لطيف
الورد كان خايف يلاقي الخريف
قدمك عليه السعد فتح الكُم
نور لك اليوم اللي غيمه خفيف
وارتاح لإيدك لسّه بتحضنه
لسّه الولاد ما بيعرفوش يحزنوا
عيَّط عليكي من قديم الزمان
موال يقول الدنيا مالهاش أمان
يا مصري في عيونك دموع الإيمان
إجري النهار واعرق بموالك
في المغربية نسمة جاية لك
زيك وزيي كل بيت اجتمع
قعدت تلاغي الكل وعيالك
كان ياما كان يحلا معاها السمع
ومعاها كان قلبك يبطل قساوة
ومعاها كنا صغيرين نتساوى
وصغيرين دلوقتي نتيتم
كان عندنا في برنامج الأسابيع
نسمة ربيع من طبعها تنسّم
صنعتها تتبسّم
يا مين يشوفك صورة تتكلم
والضهر ضلم واليهود قتلوا
سلوى العزيزة في كل بيت
ما تندهوش اللي حضر يوم ميلادي
ما كانش فاكر راح يعيش الليله دي
وماتندهوش أمي اللي كانت تدادي
وتحمِّي جسمي وتعرف العلامات
ماليش ملامح زي غيري اللي مات
وماليش صوابع ترفعوا البصمات
وماليش إيدين حبّت عليها ولادي
والنسمة راحت ياللي طالب ودادي
كان ياما كان نشبه لبعض ونضحك
عيشك وملحك يا وطن في فؤادي
وأحب أسمع والتفت للمنادي
إيه اللي وقف ساعتي آخر ميعادي
شوف السلالم لسه فاكراني طالعة
أساير الأطفال رقيقة مطاوعة
لساني رايق بالكلام الهادي
واحنا اجتمعنا يللا نعمل نادي
حلوين حبايب يللا نعمل عيلة
هاتوا اللعب والكورة والشخليلة
يالا تعالوا كلنا الناحية دي
نسمع يا شاطر غنوة البنوتة
نقعد هنا أحكي لكم الحدوتة
نقف هنا صفين نغني بلادي
يا مجمع الأطفال من القلب غنَّى
يا اخضر يا طير الجنة
يا كل واحد عن أخوه بيفادي
يا اخضر يا طير الجنة
أنت اللي تدن أداننا
أخضر يا روح الشهيد
ما جيتلناش من بعيد
في كل بيت النشيد
صادق من القلب غنّى
أخضر يا طاوي السنين
إلى الصباح المبين
يا نية المؤمنين
في قلبنا ولساننا
أخضر ملاكه لطيف
دايم علينا وليف
أنت اللي قمح الريف
وأنت اللي موعد وطننا
أخضر مع الفجر لاح
من العيون والسلاح
مصر الولاد الملاح
ومصر جندي وبنّا
أخضر وكل الجهات
متحملة في أحضاننا
وعد الأمل والجهاد
مكتوب لجيلنا وزماننا
أخضر يا طير الجنّة
أنت اللي تدن آداننا
والوطن واحد»

[3]


«دارت حول الموت في معظم قصائدها ودار الموت حولها»

الكاتب كريم جمال في كتابه عنها "سلوى: سيرة بلا نهاية" الصادر عن دار تنمية.[2]

المراجع

[عدل]