سلطان السبهان

سلطان السبهان
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

ولد سلطان بن محمد السبهان ونشأ في حفر الباطن، شاعر سعودي بارز. اشتهر بأعماله الشعرية مثل 'تفاصيل أخرى للماء' و'ويكاد يضئ'. حصل على الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفاز بلقب أمير الشعراء في النسخة الثامنة من المسابقة.

اقتباسات

هذه الأبيات تعبر عن الصراع الداخلي بين الأمل واليأس في الحب، حيث تتجلى مشاعر التوقع والتردد، والفرح والخيبة:

فوضى الهندسة

أتجيءُ؟

أم بِتَلاتُ عُمري تنقضي

في الـــ ” لاتجيءُ “

تحيُّرٌ ما أبأسَهْ !

أقسى الخسارةِ

أن تُؤَمِّلَ في الهوى

وتعودَ ,كفُّكَ من حبيبِكَ مُفْلِسةْ !

فذهبتُ أَحْـيَا الحبَّ

ملءَ بداوتِي

ومضيتُ في قتْلِ الظنونِ لأحرُسَهْ

ما كنتُ أفهمُ

أن دمعَ عيوننا

ثمنٌ لطيشِ نفوسِنا المتحمّسةْ

حينَ التقينا قلتُ :

” ما أحلى الهوى “

وصرختُ يوم فراقِنا :

” ما أشرسَه “

هذه الأبيات تتناول ضياع العمر والأسى الذي يكتنف القلب، حيث يصور الشاعر الحياة كرحلة مليئة بالآلام والذكريات التي تأبى النسيان:

تغانمي العمر

تغانمي العمرَ

فرّ العمرُ أكثرُهُ

ونحنُ نجمعُ ورداً

ثمّ ننثُرُهُ

تغانمي العمرَ أيامُ الهوى

ورَقٌ

قد ضمّهُ الحزنُ فيما ضمّ دفترُهُ

انا وأنتِ حكايا الريحِ تنقُشُ في

صحائف الرملِ شيئاً

ثمّ تُنكِرُهُ

لكنّهُ سكراتٍ لا تفارقُني

وكافرٌ..

غاصَ في الأعماقِ

خنجرُهُ

تعبر هذه الأبيات عن تجربة الإنسان مع القلق والرضا الذاتي وسط انتقادات الآخرين وآلام الحياة:

ابتسامة روح

ما دام أن الموتَ أقربُ من فمي

فمجرّدُ استمرارِ نبضي

معجزة

لكنّها

الأنفاسُ تمنحني الرضا

لا وقتَ عندي

كي أجادِلَ جاهلاً

روحيْ أعزُّ عليّ من

”  أشيائهمْ “

من حرّمَ البسماتِ تُسْكِرُنا رضىً؟

العابرون على ضفاف مواجعي

سخروا من الأوجاعِ

ما مسّهم شوقٌ إذا

هذا الاقتباس يعكس الشعور بالضياع والشوق الذي يملأ قلب الشاعر في رحلته وانعكاس ذلك في رتابة لياليه:

غصة شوق

ذابت الشمسُ في المدى

وهي قرصُ

لم تقُلْ..

إن رحلةَ البدءِ نقصُ

ها أنا للجدارِ ألقيتُ ظلِّي

مُنهَكاً، جُعبتيْ ظنونٌ وخرْصُ

ليلةٌ بعد ليلةٍ بعدَ أخرى

والعذاباتُ فوقَ كتْفيْ تُرَصُّ

ليس للصبرِ يا حياتيْ سبيلٌ

عاملُ الشوقِ

في الحنايا أخصُّ

يعبر هذا الاقتباس عن خيبة الأمل والانفصال حيث يُدرك الحبيب أن الوداع قد حان وأن الحب قد انتهى بلا رجعة:

كذب الدموع

ما عُدتَ تُحْزِنُهُ..

فوفّر أدمُعَك

يدري..

بأنك كنتَ تَخدعُ صِدقَهُ

ما عاد في مقدوره أن يسمعك

قد كان حبُّكَ..

رحلةً مشؤومةً

هو لن يسافر مرة أخرى معك

يكفي…

لقد أكل الشتاءُ حروفَهُ

هذا الاقتباس يعكس ألم الشوق وتناقضاته بين السعادة والحزن:

من يعرف الشوق ؟

لا تَفْهمُ الأشواقُ أحرُفَنا

الشوقُ ليس يشدّه الطرحُ

هو كافرٌ بالوزنِ …لو كُتبت

لعيونِهِ الأشعارُ والمدحُ

والشوقُ أوّلُ شأنِهِ مَـ رَ حٌ

وإذا تمكّنَ في الحشا رُمْـ حُ

عِطْرٌ يبلّلنا كأغنيةٍ

ويُذيبُنا من صوتِها نَفْحُ

الشوقُ أقربُ ضِحكة كذبتْ

وأمَرُّ ليلٍ خانَه صبحُ

هذا الاقتباس يعبر عن لوعة الفقد واليأس من انتظار الحبيبة التي ذهبت دون رجعة:

لماذا مت

لماذا مُتِّ حينَ نجا وعُوفيْ؟

لماذا مُتِّ حينَ كمُلْتِ بدْراً

بقلبي

واجترأتِ على الخسوفِ

سأرحلُ حيثُ لا ظنٌّ يرانيْ

ولا أملٌ يقاسمُنيْ حُتوفيْ

تركتُ لك القصائدَ شاهداتٍ

فمُرِّيْ في خباياها

وطُوفيْ

تُعبّر الأبيات المختارة عن فلسفة الحب والحياة والمغفرة بالرغم من العيوب والذنوب:

قلوب ودروب

قلوبٌ نحنُ تأسرُها قلوبُ

تُفرّقنا وتجمعُنا الدروبُ

نمرُّ شوارعَ الأيامِ ذكرىً

يُشتّتُها بقَسْوَتِهِ الغُروبُ

نُصافِحُ في السُّكوتِ هَوى عُيونٍ

يُزيّنُها لنا الأملُ الكَذوبُ

فهل جئنا لأنَّ الحبَّ وهْمٌ

أمِ الإنسانُ تُبقيْهِ العُيوبُ؟!

توجيه رسالة لتعزية طفل يعاني من اليأس والحزن في ظل الظروف القاسية التي تواجهه، مع دعوة لاستعادة فرحة العيد من خلال ضحكاته الطفولية البريئة:

معايدات سريعة

قُولا له أيَّ شيءٍ مُبْهجٍ قُولا

لا تُتْركا الطِّفلَ في عَينيهِ مَخْذُولا

للحُزنِ فيْ قَسَماتِ الطفلِ أُغنيةٌ

من اليَباسِ وحُلْمٌ مات مَقتُولا

للرملِ فيْ جَيْبَهِ ذكرى اليتيم فكم

عَبَّ الأَسى كُلما زادَ المَسَا طُولا

هذا الاقتباس يصور صورة شاعرية عن النفوس البريئة التي تسعى نحو الآمال المضاءة رغم خيانة الزمن والعالم:

روحان .. ومشيئة

بأعْيُنِهمْ مراكبُ من حنينٍ

تُسافرُ نحوَ آمالٍ مُضيئة

نفوسٌ..

تقطع الدنيا اصطباراً

ولو شَقِيَت بِمَوتتِها البطيئة

تُعلل نفسها..

في كل جُرحٍ

بأن كُفوفَ من خانوا

دنيئةْ

يستكشف هذا المقتطف التناقضات الداخلية للأمل واليأس، والحنين والحب الذي لم يكتمل:

أصدق مخطئة

قلبٌ كقلب الطيرِ..

غادرَ مرفأَهْ

بادٍ عليهِ حنينُهُ

لو خبَّأَهْ  !!

ما كنتُ غيرَ روايةٍ أرجَعْتِها

للرفِّ..

بعد تنهُّدٍ ملأَ الرئَةْ

ودخلتِ في البروازِ وجهاً باسِماً

ترميْنَ نحويْ نَظرةً مستهزئةْ

لا تعجبي..

إما سقطْتُ قصيدةً..

فاليأسُ ينخرُ تحتَ شَوْقيْ المنسأةْ

طَيْرٌ أنا..

والجرحُ تحتَ جناحِهِ

من يُقنِعُ الأشعارَ

ألاَّ تَنْكأَهْ؟!

مقطع يعبر عن حب الطفولة والتغيرات التي تطرأ معه بمرور الزمن:

وضحى

أأحببتَ بعدي يا شقي صبيةً

فقلت لها :

ذكرى الطفولة لا تُمحى

فقالت

وتلكَ الأغنياتُ

ووردةٌ كتبتَ لها أغلى القصائد

بالفصحى !

فهيا اعترف :

أحبَبٍتَها حضَريةً؟؟

فقلت لها إيْ والذي فلق الصبحا

يعبّر المقطع المختار عن الحزن والأسى العميقين وعن محاولات الشعر الوصول إلى مكان يضيع فيه بلا فائدة، ويُلقي الضوء على جهود لا تُثمر وحنين يفتقد الأمل:

انتهاء

لا تحبِسوهُ مواويلاً  بذاكرةٍ

منذورةٍ لوعودٍ هَدّها التعبُ

لعلَّ في سفَرِ الأصواتِ مُدَّكَراً

يعيدُ للأذْنِ ما قد ضيّعَ القصَبُ

لو كان للحزنِ وجهٌ غيرَ ما قرءوا

لكان للشعرِ

وجهٌ غيرَ ما كتبوا

للماء أسئلةٌ أخرى قد انتثرت

في الرملِ..

لم تحتملْ إشكالَها السُّحُبُ

خطيئة الريحِ :

لحنٌ في حناجرِها

يُهدِيْ الشبابيكَ حزناً ما لهُ سببُ

تتجلى القصيدة في صراع بين الأمل واليأس، حيث يدعو الشاعر لتخفيف الضغط النفسي والتركيز على النقاء الداخلي والصدق:

هون عليك

لا تسأل الليلَ المسافرَ كم بَقي

هوّن عليكَ..

فلست أول من شَقي.!

هوّن عليكَ..

فلست أولَ صادقٍ

يرميهِ إحسان الظنون بمأزق..

مهما جَفوكَ..

ففي فؤادكَ جنّة

تُسقى بوابل حسّك المُتدفقِ

لوح بأمنية الصباح وقل لهم

ما الحب إلا..

أن نعيش لنرتقي

التأمل في معاني الزمن والحزن والانتصار الفردي في مواجهة الصمت والجفاء:

تفاصيل أخرى عن الماء

لن تبصرَ الشمسَ..

هذا وجهُهُا انكسرا

فأنتَ ألقيتَ في مرآتِها حجَرا..!

وادفن همومَك في..

إنشادِ ساقيةٍ

تُعيدُ للأرضِ ما قد فجّرَتْ نهَر ا

مضَت على متنِ هذا الماءِ أسئلةٌ

تكسّرتْ غرقاً

والماءُ ما انكسرا

لا يكتبُ الدمعُ تاريخاً لفرحتِهِ

ما لم يمُتْ

فوقَ ساح الخدِّ منتصرا

قصيدة تعبر عن مشاعر الفقد والحنين والذكريات التي تزيد من وطأة الألم في قلب الشاعر:

خاطر منسي

(1)

تذكّرتُكِ..

ففاجئني لحنٌ أعادَ ترتيب الأوجاع في صدري

وأذكر أنني خرجتُ منكِ إلى لا شيء

واكتشفَتْ نفسي جَهامةَ السِّوى

وكيف أن الأيامَ التي خلتْ من روحِك كلّها تيبست

وكيف أنني لم أستطع – كل هذه المدة – تهذيب النص المهمل في صدري

...

(3)

يضيقُ صدري..

فينطلقُ لساني، وأوشك على أن أقبض على طفل النور

قبل أن يموت في صدر الفراغ مجهولَ الهوية

غابات الأوجه التي تحيط بي غير كافية لأن أبتسم

...

(6)

في الشتاء الماضي التقينا

أتذكرين؟!

كانت أنفاسنا تُرى كدخان من ضياء بديع

أذكر أنك قلتِ لي :

ما أجمل الشتاء والموت

كان الموتُ..

وصار الشتاءُ ناقوس الأسى كل عام

كل عام

يُعبر المقتطف عن الألم والحنين واستحالة النسيان بين الحبيبين رغم الأمل المفقود:

قارب الحظ

ما بين جفنٍ وجفنٍ

تنمو طيوفُكَ حائلْ

ما بين نبضٍ ونبضٍ

عليَّ منكَ دلائلْ

في القلب يا جُرحَ قلبيْ

حرائقٌ في خمائلْ

في العينِ يا ماءَ عينيْ

جمرٌ، ولا بدَّ سائلْ

لا تسألِ الليلَ عنّيْ

لم يرحمِ الليلُ سائلْ

بالله إن مرَّ طيفيْ

للحبِّ ما أنتَ قائلْ

في هذا الاقتباس، يجسد الشاعر الذكريات الأخيرة مع الحبيبة بمشاعر مختلطة من الحنين والشجن، حيث تحتفظ الروح بصدى لحظة الوداع:

في المرة الأخيرة

في المرة الأخيرة..

كنتِ احتمالاً مفعماً لوردةٍ مقطوفة من آخر السريرةْ..

كنتِ اندهاشاً رائعاً لفكرة مثيرة

كنتِ الصِّبا في حلمهِ

كنتِ انتبهات الندى

ورحلةً كما يسافر الحنين في خواطر العشاقِ

أو كما تُطل فرحةٌ تزاحمت في عينها مواجعٌ كثيرة

في المرة الأخيرة

كانت يداكِ مثل عصفورين مبتلين بالغناءِ فوق شُرفةٍ

والخوفُ لحنٌ مُختبٍ

يعبثُ في أحلامها الصغيرة