انتقل إلى المحتوى

حلمي سالم

من ويكي الاقتباس


حلمي سالم
(1951 - 2012)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا


حلمي سالم (1951-2012) شاعر وناقد مصري بارز في السبعينات. درس الصحافة بجامعة القاهرة وعمل بالتحرير في مجلات ثقافية بارزة. نال جائزة التفوق في الأدب 2006. تميز بأسلوبه الجريء وكتبه الشعرية المتنوعة، وتعرض للجدل بسبب قصيدة 'شرفة ليلى مراد'.

اقتباسات

[عدل]

هذه الأسطر تبرز التناقض بين الحياة والموت في المدينة والطبيعة الفريدة لصوتها المنفرد:[1]

استعداد
المدينة التي تعد نفسها للحياة
حينما تعد نفسها للموت
وحيدة الندى
وحيدة البحار والرحيق والصدى
فريدة الصوت

هذا الاقتباس يعكس مشهدًا ساحرًا ومفعمًا بالروح الحربية، حيث تصف الأبيات التماهي بين الجمال الطبيعي والقوة المدينة، مما يخلق صورة حية من الروعة والعزيمة:[2]

قرنفلة مختلفة
قرنفل من الحديد والغصون
معلق على ناهد المدينة المحاربة
يأخذ البحر لونها وشعرها
ويمنح انفجارها
قميصه ومنكبه
قرنفل من الحديد والغصون
يصوغ هيئة الشوارع المحبة
بهية تصير في ثياب موجها الحميم
وفي نعومة تنز
من صخورها المدببة

تعبّر هذه الأبيات عن خيبة الأمل في الثورة العربية التي لم تحقق أهدافها وصارت مجرد سراب في باريس:[3]

مرثية للعمر الجميل
في آخر لقيا،
كانت ثورتُه العربيّةُ في باريسَ سراباً
فككّه علماءُ السيميولوجيا المتشظّونَ
وسروالاً ليس يناسب جَرْىَ الهرولةِ،
فلم يظفْر منها إلا بالأسمنتْ.
حرافيشُ القاهرة خفيفونَ،
فطاروا مصحوبينَ بلعناتِ الرّواد التاريخيينَ
ومخترقينَ جدَارَ الأسمنتْ.

تعبّر هذه الأبيات عن قوة وإصرار الشعب المصري في مواجهة الظلم، وتوضح التضحيات التي قدّمها المشاركون في الثورة:[4]

وصايا أنس
فالميدان أبو الأمكنةِ.
أنا أنسُ المؤنسُ والمستأنسُ،
سنواتي الأربعُ بعد العشر موزّعةٌ بين
النورسِ والنورسِ،
كان أميرُ قلوبِ الصبيانِ يغازل ساحرةً
متدّورةً،
ويراوغ نصفَ دفاعِ الخصم بمعلمةٍ،
حين انقضّتْ أسياخُ حديدٍ في أمّ دماغي،
وقتُ لصاحب أيامي:
لا يخرج جثماني إلا من ميدان التحرير:
بصينيته انبحَّ الصوتُ،
وفيه الصحبةُ حملتني فوق الأكتافِ،
وفيه انضمَّ الدمّْ إلي الدمِّ علي الكوبري،

تمثل الأبيات المختارة الاغتراب الداخلي والسير في دهاليز النفس دون هداية خارجية:[5]

أحد لم يتبعني
لم يتبعني أحد كنت أسير على شرياني
أفحص صفتي في ذاتي وأعدل كوني بكياني.
لم يتبعني أحد سرت وراء الهاجس مخطوفا
يدلف بي في سرداب – أدلف في سرداب
يترنح في السرداب على جسد أعتمه الغسق – فأترنح
يشعل في الخطو سراجا رمزيا – أشعل رمزيا
فيحط السرج على بطن المنطرحين وراء النافورات المعجونة
بحناجر تصرخ بالرؤيا المكتومة – فأحط.

يصور هذا المقطع الحياة المعاصرة حيث الحريات مضمونة ولكن الفوارق الاجتماعية والفقر لا تزال قائمة:[6]

الرابعة صباحاً
يرقد في المدخلِِ
تحتَ الأزرارِ الشَّفرية للشُقَقِ العليا،
مَحْميَّاً برياح التكنولوجيا،
ومصاناً بالحريات المكفولة للفَرْدِ،
ليختارَ المضجعَ:
هل فوق سرير بالمنزل؟
أم فوق رصيف الأبنيةِ القوطيّةِ؟
كيف غدا الشحاذونَ بلا عددٍ،
مع أن هنا لاتوجدُ دارُ الإفتاءِ،

هذه الأبيات تجسد صراع العابر مع الزمن والخيال، ومدى القوة الساحرة للأنثى وتفسيراتها:[7]

العابر
كان على العابر أن يمتحن يديه
وهما تفتتحان الخطوة بين الزرقة والمصرع
هل كان على العابر أن يقطع هذا الزمن المتوتر
بين الزرقة والمصرع بالأغنية المنقوصة؟
واجه سيفيها المغسولين
فهل كبان على العابر أن يمتحن الصلة الموصولة
بين زفير السيدة الصغرى والشعر
لكي يتخير ميتته التامة:
هل في الأغنية المنقوصة؟
أم في الخطوة بين المرأة وقصائدها؟

يمثل هذا المقتطف الصراع الداخلي وتداخل الذكريات الموجعة باللحظات الآنية، مُعبِّرًا عن الأمل في الانسجام والشفاء:[8]

خذ تحوطك الملائم
تسَّاقط الساعات في حلقي
فيغفو في دمي رجل صغير يستريح على يدي
كأن أسفارا هدته إلى الحريق
ليرتجي ظلا على شجر الوداع
كأن دمعته على وزن ارتطامي بارتجافته الأخيرة.
ضع ملابسك الجديدة في الحقيبة
وانتبه لنسيج قلبي في الهواء
وفوق لحمك طائرا
كقصيدةٍ.

يتناول الاقتباس تجربة الدين ومعاني الغريب الذي يتدرب على التواصل وسط ظروف حياتية معقدة وغريبة:[9]

مالك يا حبيبي؟
كان مديناً
للرجل الذي يمرِّن اللّسانَ على الكلام
بجملة: « مالَكْ يا حبيبي»؟
حَمَله على كتفيه كي يصعدَ السلَّم،
وسقاه بيديه عصيرَ الطماطم
ثم جعل ظهرَه سبورةً
لامتحان تحكُّمِ الأصابع
في رسم حروفِ الهجاء أو أسماءِ الزائرين.
مالَكْ يا حبيبي؟
أرسل المدينُ بسمةً رمزيةً،
مدلولها:
الجميلُ للجميلةْ
والمقلةُ الكحيلةْ
لصاحب العباءة الأصيلةْ.
الشَّعر في الصدر غابة الوسامةْ
الفارس الجريء لليمامةْ
مالك يا حبيبي؟

تعبّر هذه الأسطر عن رحلة البحث الوجدانية والتوق إلى الأمان والسلام الداخلي:[10]

سؤال
تسألني نرجسة متوجسة:
هل في صخرة عينيك الراحلتين المرفأ؟
فأغني للروح: وهل معتل بالأشواق المخبوءة يبرأ؟
فأجيب: الخمر البغدادي ببشرتك: الخاتمة
وعيناك المبدأ.

في هذه الأبيات، تُظهر الشاعرة ضعفها واحتياجها للحب والحنان، وتطلب من الحبيب أن لا يغادرها حتى في لحظات ضعفها وانكسارها:[11]

إن جئت إليك
إن جئت إليك بضعفي..
وبسيل مجنون من آهات
لا تذهب عني..لا تغضب
لا تترك دمعاتي تنحدر على صمت الصخرات
لا تسأم مني..
إن جئت بتعبي إرهاقي
وأمسح حبات العرق الراقدة على جفني
قدم لي رشفات من طل الحب المسحور
كحل أهدابي بالنور
لا تجعل عينيك تضيق بأحزاني

يعبِّر الاقتباس المختار من القصيدة عن مشاعر الشوق والحنين إلى زمن مضى وذكريات لا تزال نابضة في القلب، تختلط فيها رغبة البقاء مع الأصدقاء بحسرة الفقد والرحيل:[12]

يرحلون
لا ترحلوا دوني
خذوني
لا يزال بلحني الذاوي رنين
لا زلت أعشق – مثلكم – لغو الطيور
وطفولة النهر الصبي ودمعة القمر الصغير
وأسطر الكلمات تعبى تستريح على السطور
ما زلت أحمل في الدجى قيثارتي
وأحس في ليل البرودة – مثلكم –
بحنين الظامي إلى صدر حنون

مراجع

[عدل]
  1. قصيدة "استعداد" للكاتب حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  2. قصيدة "قرنفلة مختلفة" من تأليف الشاعر حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  3. قصيدة "مرثية للعمر الجميل" للمؤلف حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  4. قصيدة "وصايا أنس" بقلم حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  5. قصيدة "أحد لم يتبعني" من تأليف الشاعر حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  6. قصيدة "الرابعة صباحاً" من إبداع حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  7. قصيدة "العابر" من قصائد الشاعر حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  8. قصيدة "خذ تحوطك الملائم" من إبداع حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  9. قصيدة "مالك يا حبيبي؟" من تأليف الشاعر حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  10. قصيدة "سؤال" بقلم حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  11. قصيدة "إن جئت إليك" من تأليف الشاعر حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  12. قصيدة "يرحلون" من كتابة حلمي سالم. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان