حسن شهاب الدين

حسن شهاب الدين (1972 - )
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

حسن شهاب الدين (1972 - )، شاعر مصري مبدع من القاهرة، نشر شعره ودراساته الأدبية في العديد من المجلات العربية. حصل على جوائز وشارك في مهرجانات شعرية عدة، له دواوين متنوعة أبرزها: 'شـُرفة للغيم المُتعَب'، 'أعلى بناية الخليل بن أحمد'، 'طفل يركض في الأساطير'، و'مُتَّهَمٌ بخداعِ العالم'.

اقتباسات

تعبّر الأبيات عن رحلة الذات في عالم الشعر والصمت، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والخيال، وتنتصر العزلة والإلهام على الظمأ الداخلي:

أبجدية المصباح

بخِـفـَّةٍ..

كنتُ خلفَ الشِّعرِ أختبئُ

أنا البياضُ الذي

في الصمتِ يبتدئُ

مهارة ٌ..

أنْ يخيطَ الغيمُ لي مطرًا

فيرتديني قميصًا فوقه الظمأُ

وحكمة ٌ..

أنَّ نخلا خلف قافيتي

تهزُّه امرأة ٌ خضراءُ..

يستعرض هذا الاقتباس حالة من الضياع والحزن من خلال رمزية صوت الكمان والطريق المجهول:

سيمفونية ناقصة

أحدِّقُ في صوتِ الكمانِ

وحُزْنِه

غريبَيْنِ كنَّا..

في شوارعِ لحنِه

خريفٌ مِن الإيقاعِ

يفصِلُ بيننا

فنمشي على خوفِ الطريقِ

وَ وَهْنِه

إلى أين..

لا يدري كلانا

هذه المقتطفات تُبرز البحث عن الذات في عالم الشعر وإعادة تعريفه بشكل شخصي بعيداً عن التقاليد:

سادية

الشِّعْرُ..

دُميتيَ التي أَلْهَيْتُها

بالغيبِ

أنثرُه بلا تأليفِ

دنَّسْتُ معبدَه

بِجُرْحِ خطيئتي

فتطهَّرَتْ كلماتًه بنزيفي

فوق احتمالِ الشِّعْرِ

بينَ سطورِها

قلقي

وأبعدَ مِنْ مَدَاه رَفيفي

قايضتُه زُهدًا

بكوكبِ وَحْشتي

هذا الاقتباس يستحضر صورة للإنسان في بساطته وصدق مشاعره مثل الطبيعة تتجلى وكيف يتفاعل مع الظروف بتلقائية وعمق:

اتهامات موجهة لقصائدي

شَعْبِيَّةٌ كالشَّمْسِ

والقَمَرِ

عفويَّةٌ كطفولةِ المَطَرِ

كالمعجزاتِ..

على بساطتِها

كالماءِ..

حينَ يسيلُ مِنْ حَجَرِ

كالنَّاسِ

ضاحكةٌ وباكيةٌ

وجميلةٌ كالنَّاسِ

في الصُّوَرِ

تحتوي الأبيات المختارة على صور بليغة للشهادة والتضحية من أجل الحرية والانتماء للوطن:

فاتحة لأبجدية الوطن

شهيدٌ..

وقدِّيسٌ..

وطفلٌ..

وشاعرُ..

دمي لُعبتي الحمراءُ

أرمي بنردِها

وأعلمُ أني بالحياةِ أقامرُ

دعي ساحةَ التحريرِ

تبدأُ مِنْ دمي

ولا تنتهي

مادامَ في الأرضِ ثائرُ

أنا زهرةُ الطوفانِ

أمحو خرائطي

وفي كلِّ أفْقٍ عطرُها يتناثرُ

تعبر هذه الأبيات عن الخوف والقلق من الشعر باعتباره موتًا متجددًا لا رجوع منه، مما يعكس الصراع الداخلي للشاعر:

خوف

إنِّي أخافُ الشِّعْرَ..

كلُّ قصيدةٍ

موتٌ جديدٌ

لا قيامةَ بعدَهُ

أحيا ولا أحيا

وفوقَ وريقتي

ضدَّانِ..

يحذرُ كلُّ ضدٍّ

ضدَّه

هذا الاقتباس يُعبّر عن قوة الكتابة في إحياء الأمل وخلق عالم جديد مليء بالإبداع والحرية:

اكتب

اكتبْ..

فأحرفـُك الصِّغارُ..

سنابلُ

اكتبْ

لتبتكرَ الحياة َ أناملُ

اكتبْ..

هذه الأسطر تلتقط إحساس الترحال والبحث عن الهوية والروحانية وسط البساطة والحياة اليومية:

مناسك الكلمات

ما زلتُ أرتجلُ الحياةَ كما أرَى

والكونُ..

يَشْخَصُ دهشةً بإزائي

أمشي..

فتمنَحُني الدروبُ هويَّتي

فأنا ابنُها بالحزنِ

لا الأسماءِ

أظمَى..

فأشربُ مِنْ غمامِ تسكُّعي

وأجوعُ..

إلا مِنْ رغيفِ عرائي

وأطوفُ مكَّةَ كلِّ قلبٍ مُتْعَبٍ

وتطوفُ..

كلُّ الكائناتِ

ورائي.

يمثل هذا الاقتباس تأملاً في حياة الفقراء وأولئك الذين يعيشون في هامش الحياة، حيث يظهرون قوة الروح والتضحية رغم فقرهم:

لهم قمر طازج في العراء

ملوكٌ..

بأسْمَالِها المُتْرَفَه

رَعاياهُمُ البَرْدُ والأَرْصفَه

...

على هامشٍ في كتابِ الحياةِ

يخطُّ الزمانُ بهم مُصْحفَه

ملائكةٌ..

مِنْ ضياءٍ حزينٍ

وصلصالُهم فِضَّةٌ مُؤْسْفه

تلاميذُ معرفةٍ بالحياةِ

برغمِ التجاربِ والمعرفه

وبسمتُهم..

في مرايا الوجوهِ

تُضيفُ الكثيرَ إلى الفلسفه

تستعرض هذه الأبيات جمال الحياة رغم العذابات وتدعو إلى خلق عوالم جديدة من الإبداع والأمل:

كن آدما..

كُنْ آدما..

وتعلـَّمِ الأسماءَ

وابْسُط يديكَ..

وعانقِ الأشياءَ

الأرضُ أنثى الأبجديةِ..

فارتجلْ وطنَ القصيدةِ

وابتكرْ حوَّاءَ

وخُذِ الحياةَ لنزهةٍ

واقطِفْ لها

مِنْ كلِّ ظلٍّ وردة ًسمراءَ

واتركْ دُمى الصحراءِ

دون طفولةٍ

فوق القصيدِ

يعبر المقطع عن وحدة النفس والتكامل بين الذات والآخر، حيث يلتحم الصوتان في نشيد واحد ويتجلى الصمت بالمعاني والطيران نحو عوالم جديدة:

نصف الحقيقة

حدِّقْ..

بقلبٍ شاعرٍ لتراني

أنا أنتَ..

لا ما تُبصرُ العينانِ

ذاتي وذاتُكَ..

ضفَّتانِ لأحرفي

صوتي وصوتُك..

غنَّيا بلساني

باركتُ صمتَكَ..

في بياضِ وريقتي

فَتَفَتَّحَتْ..

عَنْ أحرفٍ ومعاني

تلتقط هذه الأبيات روح الشِّعْرِ الذي ينبع من حياة الناس وأحزانهم، وكيف أن الشاعر يرى نفسه جزءاً منهم ويستمد جمالَ الشعر من تجاربهم:

الناس لا أنا..

أنا الذي يَنْتَقي

مِنْ حُزنِهم قمرًا مُهَشَّمًا

وعلى الأوراقِ أنذرفُ

ثم في المرايا

أرى وُجوهًا شبيهاتي

في زحمةِ الباصِ

الشِّعْرُ أجملُ

حينَ الناسُ تكتبُه

وأنتَ..

باسْمِكَ ترويِه.

يقدم هذا المقتطف شعورًا بالاغتراب والبحث عن الذات في زحام التفاصيل اليومية:

في الباص..

وحدي معي..

ووجوهُ الناسِ تأويلي

أتركُ صمتي في أناقتِه

وأقتفي أثري في القالِ والقِيلِ

ضحكةُ طفلٍ

أطلقتْ قمرا نحوي

فعوَّذتُها حُزنَ القناديلِ

وطفلةٌ..

لثغتْ باسْمي مُصادفةً

فشرَّدَتْني بعيدا

هذه القصيدة تعبر عن قوة الكلمة وتأثيرها في شفاء جراح الأرض والعالم رغم الفوضى المحيطة:

أرارات

جراحُ الأرضِ..

مِنْ شرقٍ

وغربٍ

تُضَمِّدُها بقافيةٍ يمينُكْ

وشبهُ جزيرةٍ للروحِ غرقَى

يُدافعُ عن طفولتِها يقينُكْ

وقتلَى كلِّ موتٍ فوضويٍّ

تكادُ تحسُّ أعينَهم تدينُكْ

فصُغْ فُلْكًا من الكلماتِ

يُؤْوي وجودًا

صارخًا بكَ

يستعينُكْ