جعفر النقدي

جعفر بن محمد بن عبد الله الرّبعي النَّقْدي (17 أبريل 1886 - 20 أكتوبر 1950) كان رجل دين شيعي وأديباً وشاعراً عراقياً من ميسان. درس في حوزة النجف وتخصص في الأصول والفقه. عاد إلى بلدته ليؤسس جامعاً ويتولى القضاء الشرعي في عهد الانتداب البريطاني. ألّف كتباً عديدة منها "الإسلام والمرأة" و"الحجاب والسفور"، وكان شاعراً نشر شعره في "شعراء الغري". ترك إرثاً دينياً وأدبياً بارزاً في الثقافة العراقية.

اقتباسات

تصور الأبيات مشكلة تباريح الهجر والفراق والوضع المأساوي الذي يعيشه الشاعر، حيث يصف ألم الشوق والحب الفاقد والمتوغل في الغياب والمظلومية:

بالله يا قاصد الأطلال بالعلَمِ

قد غادر الحب جسماً منه لو خَطَرت

به الرياح اشتكى من شدة الألم

أبحتموا دمَهُ وهو الحرام فهل

راعيتموه وأنتم جيرة الحرَم

الله يا أهل ودّي بعدَ بُعدِكموا

براني الشوق بري السيف للقلم

كيف الوصول إلى سلمى وقد نُصبت

منها الخيام بأطراف الظبا الخدم

يدعو الشاعر إلى الوحدة والتعاون بين الناس من أجل بلوغ المجد والرفعة، مبرزًا أهمية التكاتف في تحقيق العزة:

إذا افترق الأقوام خف عيارهم

إن جمعوا آراءهم رأي واحد

رقوا من سماء العز خير مكان

فمن مبلغ قومي مقالة مشفق

لسامعها أمن من الحدثان

ألا اتفقوا إن رمتم المجد والعلى

ليحمد عقباكم بكل زمان

أبيات تعبر عن الحزن العميق والآلام التي تمزق القلب في أوقات الحنين والفراق:

من معيني على الجوى من معيني

أيها القلب قد أطلت عذابي

ولك الخير فاهدئي يا جفوني

يا حمام الأراك نوحي فاني

لأرى النوح سلوة للحزين

خبريني أأنت أعظم وجداً

أم فؤادي بشخوه خبريني

نحت حزناً وناح حزناً بنوحي

كل صب فيا حمام اسعديني

يتناول هذا الاقتباس الأثر المعذب للحب والأحزان التي تصيب النفس بحرقة وتشبيهها بنيران تشتعل في القلب:

بين نار الجوى ونار الأماني

بين نار الجوى ونار الأماني

عذبت مهجتي يد الحدثان

وعجيب يكاد يغرقني الدمع

وقلبي يذوب بالنيران

اسقمتني الهموم حتى رمتني

في فراش الأسى وجنت جناني

يا طبيباً أتى يداوي سقامي

كف عني وخلني وهواني

هذه الأبيات تصوّر الجمال المثالي والحب الساحر الذي يثير في القلب الشوق والافتتان:

ما بال نشوان بماء الدلال

ما بال نشوان بماء الدلال

إلا صبا قلبي اليه ومال

مهفهف القد له وجنة

تشرق كالبدر بأوج الكمال

ديباجة الحسن لعشاقه

قد أوضحت عنوان شرح الجمال

نقطة مسك فوق كافورة

يخالها الجاهل في الخد خال

تتحدث الأبيات عن محبوبة سكنت القلب وزادت في شوقه وعذابه، حيث يعبر الشاعر عن حبه العميق وشوقه اللانهائي لرؤيتها:

يا من سكن القلب وما فيه سواه

يا من سكن القلب وما فيه سواه

رفقاً بمحب بك قد طال عناه

شوقاً لمحياك إلى البدر صبوت

وجداً ودجى الليل بذكراك لهوت

في إثر محبيك للقياك عدوت

في بادية العشق وقد تهت وتاهوا

في هذه الأبيات يُعبّر الشاعر عن ألمه وحزنه بسبب الفراق والهجر الذي يراه غير مستحق:

بدمي خضب راحا

بدمي خضب راحا

وسبى قلبي وراحا

وأراني مذ تجلى

قمر الليل صباحا

شادن حرم وصلي

ورأى قتلي مباحا

يالماه كم رشفنا

ك اغتباقا واصطباحا

ولكم اتحفتنا يا

خد ورداً واقاحا

يمتاز هذا المقتطف بجمال التصوير والتشبيه بين الطبيعة الفاتنة ومحاسن الغواني، مما يعكس روعة الإبداع والجمال في الأبيات:

أرياض تبسمت عن أقاح

أرياض تبسمت عن أقاح

أم لئال تنظمت بوشاح

أم بدور تشعشعت ببروج

أم مدام تزف في الأقداح

أم ورود حكت خدود الغواني

قد تجلت بنشرها الفياح

يُبرز هذا الاقتباس من القصيدة كيف أن العلم والتقدم هما طريق الفخر والمجد، ويحثّ على الوحدة والاجتهاد لنيل المفاخر:

زهت بجمالها بنت الفضاء

بني قومي وكم في القلب داء

وليس له سواكم من دواء

ألستم أنتم أبناء قوم

بهم عرف الورى معنى الإباء

بغر فعالهم سادوا وشادوا

بيوت الفخر في هام السماء

أبانوا كل أمر ذي خفاء

أناروا كل طرف ذي غشاء

ومنهم قد تعلم كل علم

بنو الدنيا وفازوا باهتداء