جريس سماوي (1956 - 2021)
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا
جريس سماوي، شاعر وأديب أردني، ولد عام 1956 في الفحيص. عُرف بأسلوبه الذي يتميز بالرقة وبساطة الكلمات، واستلهم الأعمال من الطبيعة والتمرد. تولى مناصب ثقافية مهمة منها إدارة مهرجان جرش ووزارة الثقافة. نشر ديوانًا شعريًا واحدًا، وترجمت أعماله لعدة لغات. توفي عام 2021 عن عمر 65 عامًا بعد إصابته بفيروس كورونا.
تصور الأبيات علاقة الشاعر بالقصيدة كزواج روحي، حيث يدخل في جسدها المضيء ويشتعل بنار الإلهام:[ 1]
حطب الكلام كأنك يا حبر أبي،
وكأنك يا ريشة أمي..
وأنا زوجتي القصيدة،
أدخل إلى جسدها المضيء
وأشتعل.
كأنك يا شعر
أدخل في طقوس الفلاحين
وغناء الناس
واهبط على أرجل الراقصين
والراقصات
تعبر هذه الأبيات عن جمال وحيرة حورية البحر الجالسة على رصيف الماء في ليل أثيري، تتأمل أحلامها وتنسج خيوط سحرها حول العالم:[ 2]
امرأة الرصيف العائم فوق رصيف على الماء،
والليل مستغرق في هلامية الوقت،
تجلس حورية البحر
فاتنة وبهيه..
تضيء السماء العجوز قناديلها
وحورية البحر
مفتونة بأثيرية الليل،
تجلس فوق رصيف المياه
مبللة بالرذاذ الخجول
تنادم أحلام قلبي العصيه
تصف الأسطر المختارة الانسيابية والسحر الأنثوي الذي يؤثر في الطبيعة المحيطة، حيث تتجلى قوة الأنثى في جعل الماء العصي يستسلم لجمالها:[ 3]
السابحة بها يبدأ الماء
خافتا وبهيا
بها يتدرج نحو الانوثة
مستسلما، طائعا، ونديا
لها ينحني،
ينطوي تحتها، ينثني
لينا وطريا.
كحرير العروس يشف،
كروح المحب يرق،
كأنفاسه
وهو يهمس.
هذا المقتطف يعبر عن أحاسيس الوحدة والبحث الداخلي في مواجهة التحديات واليقين بالنجاة:[ 4]
ثلاث ليال سويا على صهوةٍ من دُخانِ الرؤى،
فوقَ سجّادة الصمتِ أجلسُ
مستبطنًا عمقَ ذاتي
وحيدًا ومستوحِدًا في الخفاءِ
وأنظرُ في داخلي
ثمَّ أُصغي إلى صوتِ روحي، وأبكي.
وأُصغي إليهم، فرادى يمرّونَ منتصبينَ
وهم يطَؤون العماءَ بأحلامهِم
وأقولُ لنفسيَ: ها هم يمرّون أسلافيَ الغابرون البعيدون،
أعلو على زمني
وأنا فوقَ سجّادةِ الوقتِ،
أنا لا أباهي هنا بالخساراتِ
لكنَّ بابَ الفجيعةِ منفتحٌ كالمسارِ على ردهةِ الموتِ
ويا وطني لا تخُنّي
وبدِّدْ ظنوني
تجسّد المقتطفات المختارة النُبل والعراقة والارتباط العاطفي بالوطن والأم، من خلال رموز معبّرة تجسد الحرية والجذور العربية:[ 5]
أقتفي أثري أنقب عن بلادي أمي التي غزلتهُ لي
بيدَين عابدتَين
خاشعتَين للأسمى
لنبضِ اللهِ في الإنسانِ
محتفلاً بومضِ شموسِ تموزَ المهيبِ
رداءُ أمي
كان حلواً طيّباً
أفقاً، مضيئاً، فارها
يسعُ الكواكبَ والنقوشَ
ويهتدي ببلاغةِ الجدّاتِ
ارتديتُ عباءةً من شمس كنعانَ
ارتديتُ سحابة..
وجبالَ أوراس البعيدةَ
في قماشته المدى يمتدُّ
تمثل هذه الأبيات تأملات في الحياة والجمال والرقص كوسيلة لتحقيق التوازن بين الكون والجسد:[ 6]
المزهرية سجن صغير الرقص إعادة للتوازن
بين الكون والجسد
الرقص موسيقى الأعضاء
الرقص لغة
والراقصون شعراء.
المرء ذو القدمين
اللتين لا ترقصان
كسيح الروح والمعنى
العطر عاشقة متصوفة
تلاشى جسدها.
الغيمة ابتهال صاعد
والمطر سجود
هذا المقتطف يجسد رقص الأرواح والحب الذي يتجاوز الإيقاع والنغم، حيث يتعلم الحبيبان أسرار الحب الذي يتفوق على الفنون:[ 7]
في الفالنتاين أدعوها إلى الرقص دعْ الروح ترقصُ،
واحلمْ، وطرْ، وانعتقْ،
علّْ إلى فوق، حلقْ، تألقْ،
دعْ الروح ترقصُ
دعها تهيمُ وتركضُ في حلمها
كخيول الخرافةْ
وارقص
الموسيقا هنا ( واشارت إلى القلب )، قالت:
هي فينا
ألقٌ غامضٌ
رعشةٌ تحتوينا
أننا لم نكن نرقص
ُ كنا نحبُو
أني أراقص عاشقة
ًوأنا عاشقٌ مثلها
أذنْ، علميني الحبَّ، قلتُ.
لمَ لا، أجابتْ.
ضعْ يديك وقلبك ها هنا في يدي.
في هذا الاقتباس تتجسد مشاعر الوحدة والتيه في الحياة والبحث عن الأصالة التي ضاعت في الزمان:[ 8]
الصديق مُتعباً كنتُ
مستغرقاً في الكآبةِ
منفرطاً مثل سورٍ قديمْ
سادراً في براري الغيابِ
السقيمْ
هاجمتني الخيولُ الخرافيةُ..
اقتادني التيهُ في غيِّهِ
المرتمي في فراغٍ يتيمْ
من غروب قصيٍّ أتيتُ
على صهوةِ العزلةِ الراجفةْ
حاملاً قلقَ الأرصفةْ،
تعبّر هذه الأبيات عن حنين الشاعر لدمشق، مجسّدة في بردى والياسمين، وشوقه للعودة إلى أصوله وجذوره:[ 9]
ياسمين الشام عابرون على الشام مرّوا
وهي الاميرةُ
كلٌٌّ رمى عند اقدامها سيفًهُ وهداياه
كلٌّ رآها على عرشها
لم تبارحْهُ منذ تفتقت الأرضُ عن بردى.
بردى مذ جرى وأفاض على الزرع ِ،
والياسمينُ يوزع أنسامه في فضاء من الشرفاتْ
شرفاتٌ من الياسمين يهيئن للعاشقات
↑ قصيدة "حطب الكلام " من قصائد الشاعر جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "امرأة الرصيف العائم " من إبداع جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "السابحة " من قصائد الشاعر جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "ثلاث ليال سويا " بقلم جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "أقتفي أثري أنقب عن بلادي " بقلم جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "المزهرية سجن صغير " من قصائد الشاعر جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "في الفالنتاين أدعوها الى الرقص " بقلم جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "الصديق " من كتابة جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
↑ قصيدة "ياسمين الشام " للشاعر جريس سماوي. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان