تيسير سبول

تيسير سبول، ولد في 15 يناير 1939م في الطفيلة بالأردن وتوفي في 15 نوفمبر 1973م في عَمّان. درس الحقوق في جامعة دمشق وعمل في مجالات متنوعة. يُعرف بأسلوبه الروائي المتميز، حيث فازت روايته «أنت منذ اليوم» بجائزة. له أيضاً ديوان شعري بعنوان «أحزان صحراوية».

اقتباسات

يصور هذا الاقتباس الانتقال من فصل الشتاء الكئيب إلى توقع الربيع المحمل بالأمل والضوء، معبّرًا عن شعور مفعم بالشوق والتناقض:

شتاء لا يرحل

تناهى الشتاء

‏تناهى الضجر

‏قريبا يطل علينا القمر

ينقل فوق التلال خطاه

ويسكب في عمقنا من ضياه

وأعلم أني أحب الربيع

وأصبو إليه صبو اشتهاء

ولكن قلبي يعاني

يتناول هذا الاقتباس من القصيدة شعور التيه والوحدة الذي يراود الشاعر أثناء رحلته نحو المجهول:

‏بلا عنوان

‏أسير مع الوهم أدري

أيمّم. نحو تخوم النهاية

نبيا غريب الملامح أمضي

إلى غير غاية.

‏سأسقط، لا بدّ، يملأ جوفي الظلام

نبيأ، قتيلأ وما فاه بعد بآيه

‏وأنت صديقي،

‏وأعلم، لكن قد اختلفت بي طريقي

تقدم السطور التالية إحساس الحنين إلى السلام الداخلي والذكريات الخفية التي تملكت الشاعر في أواخر الصيف:

بلا عنوان2

لست أرثيه وإني

خاطري مر

‏ويعصاه الكلام إنما…

‏أعرفه حقا كريح الفجر يقظه.

وارى

‏الآن الختاما

‏أطبق الجفن ونام

ا سفا

‏ وا أسفاه

تعبّر الأبيات عن حزن عميق للهزيمة واعتزاز بالأمل المتجدد والعزيمة على التغيير:

مرثية القافلة الاولى

أدري بأني لو بكيت مصير شعبي

لو أعارتني ثكالى النوق حنجرة

سدى

أزجي لسيناء العجوز نحيب شعبي لا صدى.

الأمر في عيني ماثل,

الريح مثقلة هوان

تمضي مع الأبناء والأحفاد

تسري في الزمان.

يأسٌ وحنين يمزّقان صمت المساء في رحلة باحثة عن الحب المفقود:

أحزان صحراوية 2

العتابا

جرحتْ باللومِ ليلَ الرافِدَينْ

حملتْ في الليلِ أشواقَ العذارى

صبَواتٍ تتلوّى

تترَعُ الليلَ عذابا

من متاهات الصحارى

قادمٌ هذا الصَّدى

أيَّ أصقاعٍ طواها

متعباً جازَ المدى

وكَبا

عند أعتاب السهارى.

في هذا المقتطف، يعبر الشاعر عن الشعور بالاغتراب وفقدان الفرح الحقيقي في المناسبات السعيدة:

لحظات من خشب

كنت أشتاقُ لو ان التبغ في صدري

ذو طعمٍ ولو كان مرير.

كنت أشتاق لو اني

لي بهذا العيد أفراح صغير،

لو أني

لي به فجعان مأتم

كنت أعلم

أنني ضيعت مأساتي وأني

مرة في العمر لم أقبض مسرّة

هذا الاقتباس يعبر عن الشعور بالعزلة والحنين إلى الماضي وسط هدوء المساء وتأمل الأحوال الذاتية والكونية:

حلولية

كان المساءْ

نَهْنَهَةً طريَّةً تنسلُّ في مجاهلِ السماءْ

تراشقتْ في خاطري أصداءْ

أنا الحزينُ أم هي الأشياءْ؟

ظننتُ أنّني

أعودُ والزمانَ للوراءْ

عيناي أين كانتا؟

غيَّبَني السؤالْ

لعلَّها،

‏لعلَّها الأشياءْ

يعكس المقتطف روح التيه والضياع الذي يشعر به الشاعر في رحلته نحو نهاية مجهولة:

أسير مع الوهم

أنا يا صديقي‏

أسيرُ مع الوهمِ، أدري‏..

أُيَمّمُ نحوَ تخوم النهاية‏ْ

نبيّاً غريبَ الملامح أمضي‏

إلى غير غايةْ‏..

سأسقطُ، لا بدّ يملأ جوفي الظلامْ‏

تعبر الأبيات عن الانتظار والحنين لفصل الربيع بعد شتاء طويل وشعور بالضجر:

على أفقنا

تناهى الشتاءْ

تناهى الضَّجرْ

قريباً يطلُّ علينا القمرْ

لينقلَ فوق التلالِ خطاهْ

ويسكب في عمقِنا من ضياهْ

تناهى الشتاءْ

تناهى الضجرْ

وأعلم أني أحبُّ الربيعَ

وأصبو إليه كصبوِ اشتهاءْ

يتجلى في هذا المقطع صراع النفس والبحث عن يقين وسط ضباب الحيرة والوهم، ليعبر عن شعور الإنسان بالتشتت والتساؤلات الوجودية:

العجاج

كنت أمضي

أرفعُ الساقَ أحثُّ الخطوَ لكنْ

عبَثاً تعبر ساقٌ دون أرضٍ.

ضجراً خدَّدَتِ الريُح جبينهْ

سطراتٍ وأحاجٍ

تسبحُ الأجيالُ في خفقتِهِ

وهْيَ لا تسألُ إنْ كانتْ

ستلقى مستقرَّا.

أيُّ وهمٍ كانَ تضليلاً وحَيرةْ

‏خلجةً من دونِ أعصابٍ

حين ساوَمْتُ على اللهِ نداءَهْ:

‏‏(عد إلى الصمتِ فَرْحمُ الصمتِ مأوى

لعيونِ حدّقتْ من دون جدوى).

يصف الشاعر هنا شوقه ولوعة فراقه لحبيبته، متأملاً اللحظة التي يعود فيها طائر قلبه ليملأ حياته بالأمل والسعادة:

عصفورة قلبي

عصفورة قلبي يا حلوة

لون ونكهة أيامي

‏ضجر في لحمي وعظامي

مذ بعدت عينيك عن عيني

‏ضجر ضجر ضجر مضن

وأحس اللحظة من فرقي

تتطاول تطغى كالأبد.

عصفورة قلبي تأتيني

بجناح حان تحضنني

وسأسمع همهمة الزمن

تنجاب بعيدا عن أذني

يستحضر الشاعر في هذه الأبيات شعور الانتماء والحنين العميق للأرض والحبيبة في صورة تجمع بين الفقد والوله:

شهوة التراب

هنا معي

‏يا ضلعي المقدود بين أضلعي

تأتيني

عيناك تندى لهفة شهية السؤال

وجهي لوجه ها هنا

‏من أجل عينيك أحب سقطتي

أحب أرضي التراب هذه

أغنية لا ‏تنتهي