بطرس كرامة

بطرس كرامة (1774 - 1851)
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

بطرس بن إبراهيم كرامة (مواليد حمص). شاعر سوري وشغل منصب كاتم أسرار الأمير بشير الشهابي في لبنان. برع في التركية وعمل مترجماً في الآستانة. يُعرف شعره برقته وطلاوته. له (ديوان شعر) و(الدراري السبع) للموشحات الأندلسية.

اقتباسات

يصوّر هذا المقتطف حالة القلب الذي يعاني من الحيرة والمشاعر الملتهبة في حب بلا أمل، ويصف الاختلاجات العاطفية في ليالي السهد واستفهاماته المتكررة عن ماهية الحب:

يا ليل يا ليل ما هلك

يا لَيلُ يا لَيلُ ما هَلَك

مَن نامَ في الحُبِّ أَوَّلَك

قَلبي عَلى جَمرَةِ الهَوى

عَيني عَلى فَحمَةِ الفَلَك

يا مَجهَلي ما أَطوَلَك

أَلهَمُّ لي وَالسهدُ لَك

يعبر المقطع عن الشرف والفخر في خدمة المولى والتساؤل عن النصيب في تحقيق هذا الشرف:

ألا ايها المولى البشير إلى الملا

ألا ايها المولى البشير إلى الملا

بعلياه أن العزّ في بابه نشا

فهل لي حظٌّ ان أكون مشرفا

بخدمتك أم نستميل لما نشا

فإن كان حظّ كنت عبدا وخادما

وكم من فتى مثلي لفضلك عشا

وإن كان سير كنت عبدا وداعيا

لعزكم عند الصباح وفي العشا

تُجسد هذه الأبيات الفخر والاعتزاز بشخصية عظيمة تسود المجد والجمال:

إن البشير الذي جاد الزمان به

إن البشير الذي جاد الزمان به

قد ساد بالمجد والإفضال واللطف

بدا عذار البها في سعد طلعته

يحكي أساطير بسم الله في الصحف

الله عظمه قدرا وجملّه

أرخ زوينه في حلية الشرف

مقتطفات تبين التوسل والرجاء بإيمان قوي في لحظات المحن:

يا من يغاث به وينعم بالنجا

يا من إذا ما اشتد خطب فرّجا

يا من بعظم جلاله شهد الورى

يا من له التسبيح في غسق الدجا

يا من له قلبي تعلق بالدعا

غثنى بلطفك يا عظيم المرتجى

مولاي عبدك عند بابك واقف

تمثل الأبيات التالية صورة بلاغية تعكس جمال العطاء والفضائل من خلال استعارة الألوان والزهور:

وباقة زهر من مليك منحتها

وباقة زهر من مليك منحتها

معطرة الأرواح مثل ثنائه

فأبيضها يحكي جميع خصاله

واصفرها يحكي نضار عطائه

وازرقها عين تشاهد فضله

واحمرها يحكي دماء عدائه

تعبر هذه الأبيات عن الشجاعة والفخر بإنجازات البطل الذي يتميز في أفعاله العظيمة وسط الأعداء:

رعى الله أوصافا بفضلك شمتها

من البطل المشهور في عظم فعله

يلوح سناها في ابتهاج كومض

وقد جمعت في حسنها كل مقتض

وازهارها الحسناء في كف مقبض

حكت حالة الأعداء في يوم حمله

إذا جال يوما في كتائب حزبهم

وفاجا بعسالٍ مواكب ركبهم

فكم أدبروا خوفا ومن فرط رعبهم

تمثل هذه الأبيات الفخر والاعتزاز ببطولات الشهامة وعظمة الأفعال التي تترك أثرًا لا يمحى:

وباقة زهر من أقاح منحتها

وباقة زهر من أقاح منحتها

تشير بأوصاف البشير وبذله

ويا حبذا أزهارها عند ما بدت

من البطل المشهور في عظم فعله

منوعة الألوان ما بين أبيض

يلوح كأيام تسامت بعدله

وللَه ما أبهى سناها فإنه

يلألىء نوراً مثل اشراق فضله

تصف الأبيات شدة الحب والاشتياق الذي يثيره التذكر والحنين تجاه المحبوب:

يهيجني التذكار عشقا ولوعة

يهيجني التذكار عشقا ولوعة

وتردفني الأشواق وجدا على وجدي

إلا أن تقبيل المباسم قربة

وأقرب منها ضم نهد إلى نهد

وكل امرءٍ خال من الحب قلبه

فعندي ذاك المرء كالحجر الصلد

يصف الشاعر في هذه الأبيات اللوعة والحنين التي يعيشها بسبب الحب والذكريات الماضية، مقدماً مشاعر مختلطة بين السعادة والحزن:

أراك سخي الدمع طال بك الأمر

نعم انني في الحب ميت صبابة

فاطوي غراما ثم ينشره الفكر

يهيجني ذكر الربوع وأهلها

وكل أخي عشق يهيجه الذكر

تذكرت أزمان الأحبة واللقا

ليال وأيام بوصلهم قصر

وما راعني إلّا الصباح مفاجئا

وقد ذهب الديجور مذ طلع الفجر

هذه الأبيات تحتفي بمكان أحاطته البهجة والجمال، كأنها قصر للأفراح ومصدر للخير:

يا رعى الله معالي طبقة

يا رعى اللَه معالي طبقة

زفها السعد وحيّاها الوفود

وبدا العز على اركانها

باسم الثغر ينادي للورود

قد كساها اللَه أثواب البها

بجمال وحباها كل جود

لاح فيها الانس مذ حلّ بها

عاطر الازهار من تلك الورود

هذا المقطع يحتفي بجمال قصر يعمه السلام والهناء، حيث تغمره الأفراح والتهاني وتجتمع فيه روائع المزايا:

فز برشف الانس من صافي سنا

فز برشف الانس من صافي سنا

غرفة فيها التهاني وردت

وتسامى العز في أيوانها

وشوادي السعد فيها قد شدت

يا لها منزل امن وهنا

حازت الأوصاف حسنا وحوت

وعلى ركن معاليها شدا

بلبل الأفراح دامت وعلت

تتغنى الأبيات هنا بجمال الدار وعظمة مآثرها وازدهارها تحت نصر السعود:

يا دارة الانس التي قد زفها

يا دارة الانس التي قد زفها

نصر السعود بكل حسن باهي

تروي المحاسن عن سناء مآثر

ذات الجمال بكل مغنى زاهي

فيحاء ذات مطالع تسمو على

زهر النجوم بحلية الأشباه

تعبر هذه الأبيات عن ليلة مليئة بالقلق والهموم تحت سقف يتسرب منه الماء والدخان:

يا رب ليل طويناه على قلق

ترى جفوني من الدخان هامية

تجري كدلف بدا من سقفنا وجرى

فالدلف يمنعنا طيب المنام إذا

من فوقنا حل بالأوجاه وانحدرا

كذا الدخاخين مذ هاجت لكثرتها

أعمت جوار حنا والقلب والنظر

تقول أخشابه في حال طقطقة

يا قوم لا تأمنوا التدمير والضررا

القصيدة تحتفي بأمير شجاع ينشر النور والعدل والكرم في كل مكان يحل به:

حي الإله أمير نارب الندى

حيّ الإله أمير نارب الندى

نعم البشير شهاب سعد النور

قهر الفوارس والأسود وأطيرا

بمثقف ومهند وباء سبري

وببذله وبعدله وبفضله

غيث وغوث مع ثناء أوفر

هذه الأبيات تعبر عن شوق الحبيب إلى اللقاء وتجسد الحنين والاشتياق في الغياب:

يا غائبا عن حبه

يا غائبا عن حبه

في راد يوم الجمعه

اشرطتني في غيبةٍ

ثلاثة لا أربعه

فقم وبادر مسرعا

تفز بخير ودعه

ونل نوالا فاض من

تقبيل كفّ ذي سعه

هذا المقطع يعبر عن الإشادة والاعتزاز بشخص عظيم يعتبر نورًا مشرقًا ومصدر إلهام:

أنرت أنرت الشرق يا خير ماجد

أنرت أنرت الشرق يا خير ماجد

ولا غرو اذ يبدو الهلال من الغرب

ولما بدت للناس آيات وصفكم

فمالوا إليكم بالخواطر والقلب

تتحدث الأبيات عن فخر القبيلة بذكرها الطيب ووراثتها للنعيم والمجد:

بشراكم يا آلنا بكرامة

بشراكم يا آلنا بكرامة

ها انتم في خير ذكر أحيا

فوزوا بميراث النعيم ومجده

بشهادة الحبر التقي ارميا

تظهر الأبيات فخرًا وجمالًا في وصف الإمام الحسين والتأكيد على مكانته الرفيعة وخصاله الحميدة:

لله ما أبهي الحسين الذي

للَه ما أبهي الحسين الذي

قد نال حسنا ثم حاز الوقار

لما حوى الآداب قد زانها

أرخ باطلاق جميل العذار

هذا المقتطف يحتفي بالمحبة والأخلاق الحميدة مشيدًا بجمالها وقيمتها في حياة الإنسان:

يا من له الآداب تسمو نسبة

يا من له الآداب تسمو نسبة

وهو الذي يسمو بحسن الأدب

فإليّ عنو بالمغاربة التي

ما منهم إلّا شديد الطلب

دعهم ففضول يعاني أمرهم

وهلمّ كي تحظى بنيل الأرب

والثم من الشهم البشير المرتضى

كفا نديا فاض فيض السحب

تظهر الأبيات الجمال الطبيعي والصفاء الروحي عند الانغماس في الطبيعة الساحرة:

نزه فوادك ان حللت بمقصف

نزه فوادك ان حللت بمقصفٍ

أضحى لبدر المجد أحسن منزل

فاضت به الأمواه وهي عذيبة

تسقي النمير من الهنا المتسلل

أبدت مراآتٍ لنا أمواههُ

تبدي تماثيل الصفا فتمثل

تجسد الأبيات التالية جمال المكان وروعته بفضل الروض الزاهي والسواقي المنعشة:

عج إلى منزل قصف

جنة فاحت رباها

بالبسام العنبري

وجرت فيها السواقي

بالشراب الكوثري

مشرق الطلعة زاهٍ

نافح الزهر النديّ

فاض شهداً وصفاءً

من زلال جوهري

هذه الأبيات تعبر عن الرثاء والحزن على فقدان رجل فاضل، مبينة تقواه وعفافه ومآل روحه إلى الفردوس:

ثوى البحري اندراوس ترب لحد

ثوى البحريْ انْدَراوَسُ تِرْبَ لَحدٍ

سقاه غادق العفو الهتونِ

وبات موسداً فيه فاضحى

يميس بروض فردوس أمين

فتى كان العفاف له شباباً

وكان له التقى أوفى قرينِ

تُعبّر هذه الأبيات عن الرثاء والحنين لفقدان شخص كريم نال الشهادة ونعيم الآخرة:

سقى غيث الرضى المدرار لحدا

سقى غيث الرضى المدرار لحداً

ثوى البحريُّ إبراهيم أرضه

فتى نال الشهادة وهو برٌّ

فاصبح في النعيم ينال فرضه

وفي الملكوت حاز لدى إله

مع الأبرار أرخ خير روضه

هذا المقتطف يعبر عن الحزن على فقدان عزيز ويصف تقبله للمنية بابتسامة وسرور:

حيا الحيا لحدا ثواه جرجس

حيا الحيا لحداً ثواه جرجسٌ

وسقته سحبان الرضى عفواهما

أعني ابن بولاد الذي من فقده

قد ذاب فولاذ القلوب تضرما

لما دعاه اللَه لبّى طائعاً

ولقي المنية راضياً مبتسما