بديوي الوقداني

بديوي الوقداني
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

بديوي بن جبران الوقداني العتيبي (1244هـ – 1296هـ) وُلد بضواحي الطائف ولُقّب بـ"شاعر الحجاز". تميز بنظم الشعر النبطي بالفصحى والعامية، حيث جمعت أشعاره بين الحكمة والغزل والمدح. كتب بأسلوب ناعم وكلمات رشيقة، متضمنة مسحة من الحكمة. ذُكر في كتاب نزهة الفكر لأحمد الحضراوي، الذي وصف شعره بالساحر. ترك ديوانًا شعريًا وثلاثة أبناء وابنة، وتوفي عن عمر اثنين وخمسين عامًا.

اقتباسات

هذا الاقتباس يعبر عن شوق عاصف لأيام مضت، حيث يغمر الشاعر في بحر من الذكريات والدموع:

سواجع الشوق باتت في معانيها

سَواجِعُ الشوقِ باتَت في معانيها

تَتلو فنونَ الهوى والوَجدُ يُمليها

فذَكّرتني عُصورًا قد خَلَتْ ومَضتْ

حيثُ التصافي وروحي في تَصابِيها

إذا تذكّرتُ أيامًا لنا سَلَفَتْ

حلَّتْ ومَرّتْ كأنَّ الدهرَ يَطويها

سحَّتْ عُيوني بِفيضِ الدّمعِ وانسَجَمَتْ

وأمطَرَتني وجادتْ من أماقيها

هذه الأبيات تعبر عن حتمية الفناء والموت، وتساوي الناس في نهايتهم رغم اختلاف أحوالهم في الحياة، مبرزة الوجوه العديدة للعمر والزمن:

الملك لله والدنيا مداولة

المُلكُ للهِ والدنيا مُداولةٌ

وما لِحَيٍّ على الأيامِ تخليدُ

والناسُ زَرعُ الفَنا والموتُ حاصِدُهم

وكلُّ زَّرعٍ إذا ما تَمَّ مَحصودُ

إنْ سالمَتْ غَدَرَتْ أو وَهَبَتْ رَجَعَتْ

ظلٌّ يزولُ وما تُعطيهِ مَردودُ

والدهرُ وجهٌ عبوسٌ في تَقَلُّبِهِ

وللمنايا سِهامٌ صيدُها الصّيدُ

لو يَمنعُ الموتَ سُلطانٌ بقوّتِهِ

لكانَ حيًّا سليمانُ بنُ داودُ

يصف الشاعر جمال محبوبته وتأثيره الساحر على القلوب، مؤكداً على قوته الأسيرة أمام هذا الجمال الأخاذ:

ابرق لاح ام قمر منير

أَبرقٌ لاحَ أَم قَمرٌ مُنيرُ

ومِسكٌ فاحَ أَم نَدٌّ عَبيرُ

سَرَتْ جُنحَ الظلامِ فقلتُ بدرًا

يكادُ بِنورِهِ الساري يسيرُ

فَهَزّةٌ من قَوامِ القَـدّ رمحًا

فصارَ الكلُّ منها يستجيرُ

فَتاةٌ من خُمورِ التيهِ سَكرى

وما عَلِقَتْ بكَفّيها العَصيرُ

تُلاعِبُ قَدَّها المَيّاسَ عجبًا

كما ذا يَلعَبُ الغُصنُ النضيرُ

فَتَصطادُ القلوبَ بمُقلَتَيها

وتَطعنُ بالقَوامِ ولا تُجيرُ