إياد الحكمي، شاعر سعودي من مواليد جازان 1988، مبدع بأعمال تجمع بين الحداثة والأصالة. حاز على جائزة أمير الشعراء 2017. من أبرز دواوينه: (على إيقاع الماء) و(لا أسميك أيها اليأس وقتاً). نال عدة جوائز منها المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي.
ينهض الشاعر بتصوير مشاعر النفي والأمل في العودة لبلاده ليكمل دورة حياته بعيدًا عن غربته:[1]
نوستالجيا
تَذَكَّرِي أَنَّ طِفْلًا
مَرَّ فِي عَجَلٍ
وَشَدَّ مِنْ كُلِّ ضَوْضَاءٍ تَلَفُّتَهُ
وَلَامَسَ الخَوْفَ فِي كُلِّ الجِهَاتِ
وَلَـمْ يَرْجِعْ مِن الخَوفِ
حَتَّى ضَمَّ وَحْشَتَهُ
وَوَرَاحِلًا مَرَّةً أُخْرَى
كَعَادَتِهِ
وَعَائِدًا..
لَـمْ يَعُدْ يَـحْتَاجُ عَودَتَهُ
يعبر المقطع عن شعور بالثقل في الحياة اليومية والتردد في مواجهة القرارات والأحزان، حيث يطارد الشاعر بأفكاره وهمومه وكأنه في معركة مستمرة مع نفسه والآخرين:[2]
بثقلك تشعر
بثقلكَ تشعرُ
في كل بيتٍ تزورُ
وفي كل مقهىً
إليه تسيرُ
أبًا فاشلًا في الحدائقِ
معتذرًا عن بطولةِ قصةِ نومْ
وطالبَ علمٍ
مريضَ المزاجِ
وهشّ اليقين
ومنفعلًا كل يومْ
بثقلكَ تشعرُ
قبل المغيبِ
وأنت تعيدُ
إلى جيبك الكلماتِ التي لم تقلْ
مطرقًا
كجفون الغريبِ
هذا الاقتباس يجسد صراع الإنسان مع خيبات الأمل واستمراره في السعي نحو الخلاص بالرغم من التحديات:[3]
المقاوم
مررتَ بما لم يرَ الآخرونْ
تيقَّنتَهُ
بينما يحدِسونْ
تحسَّستَهُ شوكةً شوكةً
وأنفقتَ بالدمِ ما يُمسِكونْ
تجرَّعتَهُ بجميعِ مراراتِهِ
وتلقَّفتَ ما يلفظونْ
غصصتَ ولم ينتبه أحدٌ
ونجوتَ وهم عنكَ ملتفتونْ
هذه الأبيات تجسد شعور العزلة والغربة، مستمدة من التأمل العميق في الروح والقدر:[4]
وحيد كغيم الصيف
وحيدٌ.. كغيم الصيف.. كالروح.. كالردى..
كنجمٍ أضاع الليل.. لا ضلّ.. لا اهتدى
غريبٌ.. و لا ألقى من الدرب و الخُطى
سوى ما يلاقيه الشهيدُ من العِدا
معي في وعاء العمر سبعُ مصائبٍ..
و سبعةُ أعراسٍ.. و أفقٌ بلا مدى
و جِنّيةٌ خلف الظلام تهزّني..
فلا آيةٌ تتلى.. و لا الصبحُ قد بدا
كأني وقد شُلَّت رؤايَ نبوءةٌ
يتناول الاقتباس صراع الإنسان مع القيم المتغيرة والتساؤل الأبدي حول الحب والموت ومعنى الحياة:[5]