انتقل إلى المحتوى

إلياس طعمة

من ويكي الاقتباس


إلياس طعمة
(1903 - 1947)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا


إلياس بن طعمة، المعروف بأبي الفضل الوليد، شاعر وأديب لبناني من المهجر الأمريكي. ولد في قرنة الحمراء، لبنان، ودرس في مدرسة الحكمة ببيروت. هاجر إلى أمريكا الجنوبية عام 1908 وأصدر جريدة الحمراء في ريو دي جانيرو. عاد إلى لبنان عام 1922 وزار العديد من البلدان العربية. من أعماله: كتاب القضيتين، نفخات الصور، رياحين الأرواح، أغاريد وعواصف، الأنفاس الملتهبة، أحاديث المجد والوجد، المآلك، السباعيات، وقصائد ابن طعمة.

اقتباسات

[عدل]

هذه القصيدة تتحدث عن تأملات الشاعر تحت السماء المرصعة بالنجوم، حيث يستحضر ذكريات الحب والشوق ويتأمل جمال الليل والزهور:[1]

إلام تناجيني النجوم الزواهر
فكم أسهرُ اللّيلَ الطويلَ لأجلِها
وبُردي بَلِيلٌ في الخَميلةِ عاطر
وتَحتي مِنَ العشبِ النّديّ وسادةٌ
وفَوقي من الدّوحِ العَليّ سَتائر
وما شاقَني إِلا تَذَكُّر لَيلةٍ
وقَلبي على عهدِ الصبوَّةِ ناضر
ولُبنى إِلى جَنبي فتاةٌ صَغيرةٌ
كَنوّارةٍ فيها نَدَى الصّبحِ طاهِر

هذا الاقتباس يعبر عن الشوق العميق للأرض والوطن والذكريات التي تظل محفورة في القلب حتى بعد الموت:[2]

نسيم الصبح باكرني بليلا
فَخِلتُ الحَقلَ طاوُوساً تَمَشّى
يُجرّر ريشَهُ ذَيلاً خَضِيلا
وغرّدَتِ الطُّيورُ بألفِ لحن
تُحيِّي المشَهدَ الحسَنَ الجَليلا
فَهاج الشّوقُ فيّ إِلى رُبُوع
سأذهَبُ في محبّتِها قتيلا
بها علّقتُ آمالي وحبي
فقلبي لن يملّ ولن يميلا

يعبر المقتطف المختار عن مشاعر الكآبة والأسى التي تلازم الشاعر في ظلمات الليل الطويل، حيث يختلط الصمت بالغموض والمصير المجهول:[3]

تثاقل ليلي والظلام ثقيل
تَثاقلَ لَيلي والظَّلامُ ثقيلُ
وأقصَرُ ليلٍ في الهُمُومِ طَويلُ
كأنّ على قلبي رصاصاً مِنَ الأسى
وليسَ إلى الصبرِ الجميل سبيل
فكيفَ وحولي ظلمةٌ فوقَ ظلمةٍ
ولا ضوءَ فيها والسراجُ ضئيل
فما الجوُّ إِلا قبرُ نجم مغوّرٍ
إليه يحنُّ الطَّرفُ وهو كليل

تلامس هذه الأبيات مشاعر العشق والشوق المستعر كالنار في صدور المحبين، حيث يتراءى لهم القمر بذاته مُذكراً بجمال من يحبون:[4]

إذا البدر زار الأفق وهو بهيج
وقد أَهجرُ الشِعرَ اللّطيفَ مَلالةً
وعلماً بأنّ الصّنفَ ليسَ يَرُوج
ولكنّما الشوقُ القديمُ يهزُّني
فألقي القَوافي في البُحورِ تَموج
فما الشعرُ في صَدرى سِوى السّيلِ جارفاً
أو النارِ تذكو والشّعورُ أجيج

استخراج من قصيدة يصور فيها الشاعر تباشير الفجر والأمل في الكون حين تشرق الشمس وتعانق الأرض، مما يعكس جمال الطبيعة وتفاعل النفس معها:[5]

إذا الليل زاح الستر عن شفق ورد
إذا الليلُ زاح السترَ عن شَفقٍ وردِ
فأسفَرَتِ الزرقاءُ مَصقولةَ الخدّ
تَطلّعتُ مشتاقاً إلى الأُفقِ الذي
تَعصفَر والدنيا مُزَعفَرةُ البُرد
وبتُّ لأنفاسِ الصبا مُتَنشّقاً
فأطهرُها ما خبّ صُبحاً على برد
ونظّمت في الباقات زهراً أشمّهُ
فذكّرني ثَغراً لهُ عبقُ النّد
وكم شاقَني قرنُ مِنَ الشمسِ قد بَدا
إلى أن غدا في الجوّ قرصاً من الشّهد

يصور الاقتباس مشاعر الشوق والحنين لأيام الشباب التي مضت بسرعة وكان الهوى هو السلطان في فترة الشباب:[6]

لم أنس ليلا بالنجوم ترصعا
هذا الصبى يمضي ويتبَعُهُ الهوى
ما كانَ أطيَبَ مدة لن تَرجعا
كم مرة خفقان قلبي راعني
فظَننتُهُ حينا يشقُّ الأضلُعا
وضَممتُه بيديَّ ضمّةَ خائفٍ
من خِشيتي في الوَجدِ أن يتصدّعا
حتى إذا شارَفتُ دار حبيبتي
فَذَكرتُ لي فيها لياليَ أربعا
صارت حياتي لذة ما شابَها
ألمٌ كأني لم أكُن متوجّعا

يحتفل الشاعر بقدوم الربيع وهروب الشتاء، ويصف جمال الطبيعة وتغيرها وحالة الفرح التي تصاحب هذا التغيير:[7]

تعال نفرح فالشتاء هربا
تعالَ نفرح فالشتاء هربا
وفَرَّتِ الشّمأل قدّام الصبا
والربعُ بالربيع قد تَجَلبَبا
وصار بعدَ العُريِ يُكسى قَشبا
للطيرِ ترنيمٌ يهيجُ الطربا
والزَّهرُ ينمو في المروج والربى
فتَنثُرُ الشمسُ عليهِ الذهبا
وحرُّها ثَلجَ الجبال ذوَّبا

هذا الاقتباس يحمل مشاعر الشوق والحزن التي تهيمن على الروح بينما تلمع النجمة كشاهد على الأحلام والآمال:[8]

أيا نجمة في قربها القلب طامع
أيا نجمة في قربها القلبُ طامعُ
ضِياؤك وَعدٌ للمحبين جامعُ
أطالعَةٌ بين الغيومِ كأنها
مُخَدَّرةٌ تنجابُ عنها البراقع
إليكِ يحنُّ القلب في ظلمة الأسى
وتشتاقُ مرآكِ الجفونُ الدوامع
فكم آنسَ العشاقَ في سمراتهم
ضياءٌ على كلّ البريّةِ ساطِعُ

تجسد الأبيات المختارة حالة من الوحدة والتأمل في الظلام، حيث يتطلع الشاعر لنور الأمل والراحة وسط الأحزان:[9]

أطالعة زهراء من ليل أحزان
أَطالعةٌ زهراءُ من ليلِ أحزانِ
كحبَّةِ درٍّ في قِلادةِ عُقيانِ
إليّ انظري إن كنت ساهرة معي
ليملأ مِنك النّور صَدري وأجفاني
كلانا له نورٌ وحوليهِ ظُلمةٌ
فَنَحنُ على بُعدِ المزارِ رَفيقان
ضياء الهُدى يبدو لحيران في الدُّجى
شِراعَ نجاةٍ لاحَ للغارقِ العاني

يتحدث الشاعر هنا عن الألم الذي يعانيه من الشعور والوعي العميق، ويشتكي من ظلم المجتمع المحيط:[10]

دعي الورد يذبل ما أنا بمقيم
شقاءُ الفتى من فِكرهِ وشعورهِ
فأعظِم ببَلوى شاعرٍ وحكيم
شقيتُ بعبءٍ ماخُلِقتُ لحملِهِ
فكم بدميمٍ جاءني وذميم
إذا شَغَلَ الإنسانُ غيرَ محلِّهِ
يضلُّ بليلٍ في الشقاءِ بَهيم
لعمرُكَ إنّ العَقلَ في الجهلِ ضائعٌ
كما ضاعَ ماءُ المزنِ فوقَ هشيم

هذه الأبيات تعبر عن الحنين والحب العميق الذي لا ينسى لطفولة الحب والشباب في ربوع لبنان الساحرة:[11]

تحاول إنكارا ودمعك موضح
وأذكرُ ماضي حبِّنا وشبابنا
هنالِكَ في لبنانَ والعيشُ أفسح
فواللهِ لن أنسى حديثَ غَرامِنا
عشيّةَ فاحَ الياسمينُ المفتّح
رَنَت بجفونٍ مثل أكمامِ زَهرِها
عَليها جُفُوني في الجوى تتقرَّح
ومالت إِلى حيثُ السكينةُ والدُّجى
تقولُ ضياءُ البَدرِ أمرَكَ يفضَح
هُنالكَ أحيَتني بتَقبيلِ كفِّها
وكادت بلثمِ الثّغرِ والخدِّ تَسمَح

هذه الأبيات تعبر عن الشوق والألم في الحب الذي يلاحقه البكاء والنحيب في الليل الهادئ:[12]

غرست بلحظي أجمل الزهرات
بكيتُ من الحبّ الذي فيه شَقوتي
فقابلتِ دمعَ الوَجدِ بالبسَمات
فما كنتِ إِلا زَهرةَ جادَها النَّدى
فَفُتِّحَتِ الأوراقُ للقَطَرات
فلا تجحدي دَمعي الذي نوَّرَ الدُّجى
فكان كشعلاتٍ من النجمات
ولا تُهمِلي شِعري الذي فاضَ في الهوى
فكانَ كنوحاتٍ على رَنمات

في هذه الأبيات، ينعى الشاعر الأيام السعيدة التي ولّت ويسترجع ذكرياته الحزينة بفيض من ألم الفراق والأسى:[13]

رجعي يا مي ذياك الغناء
وامزُجي الأنغامَ بالألحانِ في
هذهِ الليلةِ كي يحلو البُكاء
مثلَ عصفورَينِ عِشنا في الحِمى
وتناجَينا صَباحاً ومساء
فقِفي نرثي ونبكي في الدُّجى
بعدَ أن كنّا نُغنّي في الضِّياء
فعلى الأوتارِ لحنٌ محزنٌ
بعدَ لحنٍ مُفرحٍ يومَ الهناء

يوصف هذا الاقتباس لحظة اللقاء والمشاعر الدافئة التي تتبادلها الأحبة في ليلة صافية:[14]

إذا الريح حيتني بنفحة طيب
إذا الرّيحُ حيَّتني بنَفحةِ طيبِ
تذكَّرتُ ليلَ الحبّ فوق كثيبِ
عشيَّةَ بتنا نسمَعُ الموجَ شاكياً
فَنَمزُجُ ترنيمَ الهوَى بنحيب
وقد سَطَعت زهراءُ في أُفُقِ الحِمى
تُحيِّي هلالاً مثلَ وجهِ كئيب
ومنكِ ومنّي دمعةٌ وابتسامةٌ
هما في الشّبابِ الغضِّ خيرُ نصيب

يمثّل هذا الاقتباس حزناً عميقاً على فقد الأحباء وانحدار الفضيلة في عالم مضطرب:[15]

أشجاك نور النجمة الزهراء
أشجَاكِ نورُ النّجمةِ الزهراءِ
فَبَكيتِ من ذكرى حبيبٍ ناءِ
وحَلت لكِ الأحلامُ عند بُحيرةٍ
والبدرُ يَرفعُ بُرقُعَ الظلماء
والرَّوضُ نوَّاحٌ لهبّاتِ الصَّبا
فكأنه يَبكي على الغُرَباء
إني عَهدتُكِ ذات قَلبٍ شاعرٍ
خَفَقاتُهُ كقَصائدِ الشعراء
فتذكّري عَهدَ الصبوَّةِ بعد مَن
يمشي مع الأرواحِ والأفياء
يا حبّذا سمراتُ ليلاتٍ مَضَت
والحبُّ ملءُ الأرضِ والأحشاء

تصف هذه الأبيات شوق الولد لأمه وبُعده عنها في الغربة، معبّرة عن الحنين والأسى في قلبه:[16]

أأماه حياك الربيع نضيرا
أحنُّ إِلى مرآكِ في دارِ غربتي
وأحسدُ أفراخاً تزينُ وُكورا
وأستقبلُ الأنسامَ كلَّ صَبيحةٍ
لآخُذَ مِنها قوَّةً وعَبيرا
وأُدخِلُ نورَ الشمسِ صَدري ومُقلتي
وأُخرِجُ من بين الضلوعِ زَفيرا
أيا أمِّ هذا النأيُ لم يُبقِ لذةً
لِقَلبي فإني قد عريتُ نضيرا
فأصبحَ غُصني يابساً في رَبيعهِ
وأصبحَ زَهري في الهواءِ نَثيرا

القصيدة تعبر عن الحب العميق لأمة الشاعر وعائلته، وتجسد الألم وشجاعة الفراق:[17]

لئن ذبلت كالزهر يوما قريحتي
لئن ذبلت كالزَّهرِ يوماً قَريحتي
وقد فَنيَت من كثرةِ الحبِّ مُهجتي
فلي منهُما عطرٌ ونورٌ لأنني
أَسلتُهما في خَيرِ أهلي وأُمتي
ستخفقُ في الدُّنيا قلوبٌ كثيرةٌ
لِقَلبي وتَجري أدمعٌ بعدَ دَمعتي
أُمِرٌّ على جرحي القديمِ أَنامِلي
فأسقطُ من آلامهِ مثلَ ميِّت
وأمشي حزيناً خائفاً متردِّداً
على طَللِ النُّعمى وقبرِ الشبيبة

يتناول المقطع الشوق والحنين إلى أيام الحب والشباب التي انقضت، معبرة عن الألم والذكريات العذبة:[18]

تفتحت الدنيا وقلبك مغلق
تَفتَّحتِ الدُّنيا وقلبُكِ مُغلقُ
وهَل يابسُ الأغصانِ يَنمو ويُورقُ
شبابي وهل بعد الشبابِ تعلّةٌ
مَضى وأتى الهمُّ الثقيلُ يؤرّق
بعَيشِكِ يا ميُّ اذكُري عهدَ حبِّنا
هُنالِكَ حيثُ الحقلُ بالطّيِبِ يَعبُقِ
وغنّي من الشعرِ الذي الوَحيُ دَونَه

أبيات تعبر عن التفوق والتميز في الشعر بعد أن تجلت في طفولة الشاعر، مؤكدًا مكانته بين الشعراء والكتاب:[19]

نظمت أرق الشعر عفوا وأترابي
نظَمتُ أرقَّ الشّعرِ عفواً وأترابي
يَسيرونُ عَدواً مُولعين بألعابِ
وما كانَ لي إلا ثلاثٌ وعشرةٌ
من العمرِ لما صرتُ خلّابَ ألباب
أنا وردةٌ قد نوَّرت قبلَ حينها
فشَوكي لأعدائي وعطري لأحبابي

يُبرز هذا المقطع فخر الشاعر بقدراته الأدبية وسُمُوّ طموحاته، حيث يُشبه كلامه بالأنوار المُشرقة والسيف الذي يترك أثره:[20]

لمست بنفسي أسطع النجمات
لمستُ بنَفسي أسطَعَ النجماتِ
وقُلتُ أنيري هذه الظُّلُماتِ
أينكر فَضلي حُسَّدي وفضيلتي
وقد فاضَتِ الأنوارُ من كلماتي
ألم تَسمعوا نثراً كوقعِ مُهَنّدٍ
وشِعراً كموجٍ دائمِ الهَدَرات

يمثل الاقتباس عمق الجمال وتعاظم الحب والأمل في وجه التحديات والضياع:[21]

تعشقت ماء الروضة المترجرجا
تعشَّقتُ ماءَ الرَّوضةِ المُترَجرِجا
وكم شاقني نوحُ الغصونِ وكم شجا
لقد كادَ يَفنى القلبُ إلا بقيةٌ
تجمَّعَ فيها الحبُّ والمجدُ والرّجا
فما هي إلا كوكبٌ لاحَ ساطعاً
بهِ يأنَسُ السَّاري الذي ضَلَّ في الدُّجى
تُنيرُ ظلامَ الجَهلِ حولي ويهتدي
بها كلُّ أصحابِ الفضيلةِ والحجى

هذا المقطع يعبر عن التحول من الفخر بالقوة والغنى إلى الضعف والحاجة، مبيناً كيف أن الزمن يمكن أن يغير المصائر:[22]

ألم بجسم كان غصنا من الآس
لقد كنتُ في ذاكَ الزمانِ الذي صفا
أسيرُ كطاووسٍ وقائدِ حرَّاس
وأحسبني عن أكبرِ الناسِ في غِنى
فأحوجَني دَهري إلى أصغَرِ الناس
وذلك حكمُ اللهِ في خلقهِ لكي
يُليِّنَ عودَ الكبر والشَّرفِ القاسي

في هذه الأبيات، يعبّر الشاعر عن شوقه وحزنه لفراق محبوبٍ كان نورًا يضيء قلبه، واستمرار تأثير هذا النور رغم غيابه:[23]

وقفت على الأمواج أبكي وأشتاق
وقَفتُ على الأمواجِ أبكي وأشتاقُ
وقلبي كأعلامِ المراكبِ خفَّاقُ
لقد غابَ عن عينيَّ نورٌ ألِفتُهُ
وظلَّ لِذاكَ النورِ في القلبِ إشراق
فقلبي سماءٌ ليسَ يأفلُ نجمُها
وفيها لأحبابي ثغورٌ وأحداق

هذه الأبيات تبرز صراع الشاعر مع الجهل والسفاهة، وتأملاته في قيم الفضيلة والكرامة:[24]

ولائمة قالت تلوثت بالوحل
ولائمةٍ قالت تلوَّثتَ بالوَحلِ
فقلتُ لها يا ميُّ قد عَثرت رِجلي
تمنَّيتُ إصلاحاً وعِلماً لجاهلٍ
فقالَ رضينا بالسَّفاهةِ والجهل
ولما رَأيتُ اللؤمَ يَرفعُ صوتَهُ
أسفتُ على أهلِ الفضيلة والفضل

تجسد هذه الأبيات فخر الشاعر بالشجاعة والبسالة في ساحات القتال:[25]

طربت لصوت المجد حين دعاني
طربتُ لصوتِ المجدِ حينَ دعاني
فأسمعني قلبي صهيلَ حصانِ
صهيلَ حصانِ طالما شَهدَ الوَغى
وباهى بجرحَي شفرةٍ وسِنان
لقد ضاق صَدري عن جنانٍ حملتُهُ
كبيراً وبأسي ضاقَ عنهُ جَناني

تتجلى في هذه الأبيات مشاعر الحنين والشوق إلى الوطن والأحباء في لبنان، موصوفة بحرقة الفراق والاشتياق:[26]

تطاير من قلبي الشرار ومن جفني
تحنُّ إِلى لبنانَ نفسي وتَشتهي
لأهليه عيشَ الخصبِ والعدل والأمن
هُنالِك أشخاصٌ بهم قد تعلّقت
فللحب ما ألقى من الشَّوقِ والحزن
على واحدٍ منهم إذا هبَّتِ الصَّبا
أرى فلذةً من مُهجتي سَقطت منّي

في هذه الأبيات، يعبّر الشاعر عن الفتنّة والحيرة التي تنجم عن الجمال الأنثوي واثرها العميق على القلوب:[27]

إذا افتر ثغر الخود أو طرفها رنا
إذا افترَّ ثغرُ الخودِ أو طرفُها رَنا
تطايرَ قَلبي من هُناكَ ومن هُنا
كما سَرَحَت في حقلِ لبنانَ نحلةٌ
وفي فمِها من زَهرهِ أطيَبُ الجَنى
أيا مُبدِعاً هذا الجمالَ وموجداً
لآدمَ حواءَ المليحةَ قُل لنا
لماذا خلقتَ الغانياتِ وقلتَ من
رأى امرأة ثم اشتهاها فقد جنى
خُلِقنا لِنَهوى الحسنَ في كلّ صورةٍ
ولا أَملٌ يوماً بتَغيير طَبعِنا

تعبّر الأبيات المختارة عن شدّة الحب وجمال المحبوبة الذي يسيطر على قلب وعقل الشاعر، مبرزةً مزيجًا من السحر والجاذبية:[28]

خمارك فيه لقلبي خمر
خِمارُكِ فيهِ لقلبي خمرْ
وتحتَ دُجاهُ يلوحُ الفَلقْ
له شبةٌ من شعاعِ القمرْ
وتلكَ الخيوطُ تفكُّ الحلق
من العينِ قلبي إليكِ خرجْ
وعينُكِ تَهتُكُ أستارَهُ
وهذا الحريرُ وهذا الأرجْ
يزينانِ للصبِّ أوطارَه
أعاقِبةُ الصَّبرِ منكِ الفرجْ
وقد أنفدَ المطلُ أعذارَه

يمثل المقطع المختار شوقًا وحنينًا محببًا بين العاشقين عبر وصف جميل لعلاقة الصِبا والحب البريء:[29]

جبينك لاح فجرا في حماك
ألستِ تُمتِّعيني من محيَّاً
براهُ الله من صافٍ وزاك
وأنتِ صبيَّةٌ وأنا صبيٌّ
فما أحنى صِبايَ على صِباك
تحنُّ إليكِ نفسي كي تَحِنِّي
وتبكي مُقلتي لِترى بُكاك
فهلا تنظرينَ إليَّ عَطفاً
وهلا ترفقينَ بمُبتلاك

مراجع

[عدل]
  1. قصيدة "إلام تناجيني النجوم الزواهر" من إبداع أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  2. قصيدة "نسيم الصبح باكرني بليلا" من قصائد الشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  3. قصيدة "تثاقل ليلي والظلام ثقيل" للكاتب أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  4. قصيدة "إذا البدر زار الأفق وهو بهيج" للشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  5. قصيدة "إذا الليل زاح الستر عن شفق ورد" من إبداع أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  6. قصيدة "لم أنس ليلا بالنجوم ترصعا" للشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  7. قصيدة "تعال نفرح فالشتاء هربا" للمؤلف أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  8. قصيدة "أيا نجمة في قربها القلب طامع" للكاتب أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  9. قصيدة "أطالعة زهراء من ليل أحزان" من إبداع أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  10. قصيدة "دعي الورد يذبل ما أنا بمقيم" للكاتب أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  11. قصيدة "تحاول إنكارا ودمعك موضح" للشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  12. قصيدة "غرست بلحظي أجمل الزهرات" من إبداع أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  13. قصيدة "رجعي يا مي ذياك الغناء" للشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  14. قصيدة "إذا الريح حيتني بنفحة طيب" للشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  15. قصيدة "أشجاك نور النجمة الزهراء" للكاتب أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  16. قصيدة "أأماه حياك الربيع نضيرا" للكاتب أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  17. قصيدة "لئن ذبلت كالزهر يوما قريحتي" من قصائد الشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  18. قصيدة "تفتحت الدنيا وقلبك مغلق" من كتابة أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  19. قصيدة "نظمت أرق الشعر عفوا وأترابي" بقلم أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  20. قصيدة "لمست بنفسي أسطع النجمات" من إبداع أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  21. قصيدة "تعشقت ماء الروضة المترجرجا" من تأليف الشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  22. قصيدة "ألم بجسم كان غصنا من الآس" للمؤلف أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  23. قصيدة "وقفت على الأمواج أبكي وأشتاق" من كتابة أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  24. قصيدة "ولائمة قالت تلوثت بالوحل" من قصائد الشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  25. قصيدة "طربت لصوت المجد حين دعاني" من تأليف الشاعر أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  26. قصيدة "تطاير من قلبي الشرار ومن جفني" بقلم أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  27. قصيدة "إذا افتر ثغر الخود أو طرفها رنا" بقلم أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  28. قصيدة "خمارك فيه لقلبي خمر" للمؤلف أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان
  29. قصيدة "جبينك لاح فجرا في حماك" من إبداع أبو الفضل الوليد. تم الإطلاع عليها بتاريخ 10 أكتوبر 2025 من موقع الديوان