أم عمارة
أم عُمارةَ |
---|
![]() |
طالع أيضاً...
|
|
نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمر بن غنم بن مازن بن النجار الخزرجية الأنصارية وكنيتها أم عُمارةَ (وُلدت في المدينة المنورة وتوفيت بها سنة 13 هـ / 634 م)؛ صحابيةٌ خزرجية، شاركت بالقتال وتطييب الجَرحى في عدد من غزَوات النبي محمد، وبعض معارك حروب الردَّة. عُرف عنها إقدامها وبراعتها بالرمي.
تزوجت قبل الإسلام من زيد بن عاصم الأنصاري وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة وبدر ثم أحد، وأنجبت له ولديه حبيب الذي شهد بيعة العقبة وأحد والخندق وباقي الغزوات مع النبي محمد، وبعثه النبي محمد إلى مسيلمة بن حبيب في اليمامة لما تنبأ فقطّع مسيلمة أطرافه وألقاه في النار حتى مات لما لم يشهد لمسيلمة بالنبوة، وعبد الله الذي أجهز على مسيلمة بن حبيب بسيفه في معركة اليمامة بعد أن رماه وحشي بن حرب، وقد قُتل عبد الله يوم الحرة سنة 63 هـ. ثم تزوجت أم عمارة من بعده غزية بن عمرو الأنصاري، وكان أيضًا ممن شهد بيعة العقبة وأحد، وأنجبت له ضمرة الذي قتل في موقعة الجسر، ولأم عمارة ولد آخر يدعى تميم يختلف كتاب السير في نسبته إلى زيد بن عاصم أم لغزية بن عمرو.
كانت إحدى امرأتان بايعتا النبي محمد في بيعة العقبة الثانية. ولما هاجر النبي محمد إلى يثرب، كانت أم عمارة من المخلصات في نشر الدين، فشاركت في غزوة أحد مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، لتسقى الجرحى وتطبّبهم، لكنها بعد أن دارت الدائرة على المسلمين قاتلت هي وزوجها وابناها دفاعًا عن النبي محمد، وأبلت بلاء حسنًا وجُرحت ثلاثة عشر جُرحاً بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فدعا لهم النبي محمد أن يكونوا رفقائه في الجنة.
أقوالها
[عدل]في يوم أُحد، ذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري: أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول: دخلت على أم عمارة، فقلت لها: يا خالة، أخبريني خبرك؛ فقالت: «خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين. فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إلي. قالت: فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة، أقمأه الله لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول: دلوني على محمد، فلا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربني هذه الضربة ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان»
.[1].
ويوم حنين لما رأت جيش المسلمين يتراجع قامت وفي يدها سيف وهي تصيح في الأنصار: «أيَّة عادة هذه؟! ما لكم وللفِرار؟!»
.[2]
لما بلغها خبر موت ابنها على يد مسيلمة الكذاب، قالت «لمثل هذا أعددته وعند الله احتسبته»
.[3]
عن أم عمارةَ الأنصاريةَ أنها أتَت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: «ما أرَى كل شيءٍ إلا للرجالِ، ما أرَى النساءِ يُذكرنَ في شيء»
فنزلت هذهِ الآيةَ[4] {{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}} [الأحزاب: 35]
قيل عنها
[عدل]أخبرنا محمد بن عمر: حدثني ابن أبي سبرة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن الحارث بن عبد الله: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: «شهدت أحدا، فلما تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دنوت منه أنا وأمي، نذب عنه، فقال: ابن أم عمارة؟ قلت: نعم. قال: ارم، فرميت بين يديه رجلا بحجر - وهو على فرس - فأصبت عين الفرس، فاضطرب الفرس، فوقع هو وصاحبه؛ وجعلت أعلوه بالحجارة، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم. ونظر إلى جرح أمي على عاتقها، فقال: أمك أمك! اعصب جرحها. اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة. قلت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا»
.[5]