أحمد الهيبة

أحمد الهيبة (1876 - 1919)
أحمد الهيبة
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين القلقمي (1877م – 1918م) كان عالماً، شاعراً وقائدًا بارزاً في المغرب. وُلد في إقليم الساقية الحمراء، اشتهر بفقهه وشعره وجهاده ضد الاستعمار الفرنسي. بعدما تولى خلافة والده، أعلن نفسه سلطانًا في مراكش عام 1912م، لكنه اضطر للانسحاب بعد تدخل القوات الفرنسية. ألّف عدة مؤلفات علمية ودينية، وتوفي في 18 رمضان 1918م.

اقتباسات

هذه الأبيات تصوّر جمال الطبيعة والسهر في الليالي الحالمة، حيث تظل الذكريات تهيج الأشجان:

ما كنت أول مدنف قد شاقه

للّه أيّام الصبا والحبّذا

ليلات لهو هيّجت أشجان

دهر يسوغ لي النسيي ويحسن التش

بيب فيه تطرّبا بمغان

لا زال يبتسم الاقاح بصحبه

والورق ساجعة على الأفنان

وعيونه تحكي لنرجس أرضه

وتسلّ أسهما من الأجفان

والظل يقصر بالنسيم وتارة

يمتدّ لا يخلو من الميسان

يمثل المقطع الشعري اقتباسٌ يثير الفضول حول الغايات الغامضة والمعاني المخفية التي لا يستطيع الوصول إليها إلا أصحاب البصيرة:

ألا إننا لم ندر ما أنت قاصد

ألا إننا لم ندر ما أنت قاصد

إذا ظهرت إظهاراً تكنّفه الستر

فصرّحت بل أخفيت باسم شريفة

وذاك مجال ليس يدركه الحصر

أقصدك هاتيك التي بأوتلك

أم أخرى أم المقصود من غيب القبر

في هذه الأبيات، يلتمس الشاعر العون من الله الجليل، مؤكدًا على ثقته التامة في قدرة الله على كشف الغموم والكروب:

يا الله يا الله يا مغيث يا صمد

يا الله يا الله يا مغيث يا صمد

يا من تنزّه عن أب وعن ولد

يا مذهب الغم كاشف الكروب أيا

مولاي جيشي ملاذي ملجئي عضدي

فلا بحال تحوجني إلى أحد

بل كن وليي وكيلي ناصري مددي

يصف الشاعر في هذه الأبيات حال الهوى وما تثيره من جدل وتنافس بين النفوس، ليبرز سلطتها التي تعلو فوق كل حكم:

ظباء شموس صائدات ذوي النهى

فما ربة الأهواء والحسن والجوى

وما الحاكم القاضي لنا المتحكم

فقال لهن الحكم في الحب ظاهر

ولكنني في الشغل لا أتكلّم

فجئن لقاضي الحب بعد تشاجر

وقلن له يا قاضي أنت المحكم

يصف الشاعر حبه العميق لإحدى الخود الرائع الجمال، حيث يلهيه عن كل ما يريده ويقضي عليه بالدموع والألم:

إن عيني من تذكر خود

إن عيني من تذكر خود

صرفتني للحب عما أريد

لصباها تردّ صاحب شيب

ويشيب الصغير منه الوليد

وصفها حار فيه بل عنه حسنا

عجز الشاعر البليغ المجيد

وطويل ووافر كبهاها

وبسيط وكامل ومديد

تعبّر الأبيات المختارة عن حبٍّ عميقٍ ومعاناة فراقٍ قد أبكت العيون وأثارت الشجون:

جرت العيون بمدامع مرجان

جرت العيون بمدامع مرجان

هل بالعيون معادن المرجان

أمدى الدهور نعم فقدت مدامعي

وجرت بما هو مثله العينان

وما غدا فيه التفرّق ضاحكاً

وبكى وصال مشوقة الأظعان

يمثل هذا الاقتباس مديحًا لجمال الحبيبة، حيث يُشبّه الشاعر مختلف عناصر الطبيعة والمظاهر المحببة بتفاصيل جمالها:

أبدر ضاء أم برق اليمان

أبدر ضاء أم برق اليمان

أضوء الصبح متسع المكان

أميمة أم جبينك وسط ليل

يبين لنا ليكسب للجمان

وخدّك أم صفاء غدير مزن

وثغرك أم تفتّق أقحوان

وسيف اللحظ أم عضب ولكن

كلا السيفين عضب هند وان

وذاك الردف أم دعص بحقف

أغصنك في الردا أم خوط بان

هذه الأبيات تهدف إلى بث الطمأنينة والأمل في نفس القارئ، وتعد بتحقيق الأماني والقضاء على المخاوف والأوجاع:

بشراكم بهذه القصيدة

إذا تلوتها لنيل حاجة

تنال مسرعا لتلك الحاجة

أو تليت لمرض أو علة

يشفى بها من مرض أو علّة

أوتليت والناس في مخافة

يأمن تاليها من المخافة

تصحبك الخيرات تصرف بها

عنك المضرّات بلا مضرّة

هذا الاقتباس يعبر عن الشوق والولاء العميق للحبيبة الغائبة وعدم القدرة على نسيانها:

من ذكر سلمى وهي بوين سلوان

من ذكر سلمى وهي بوين سلوان

عن الغواني سلوت أي سلوان

ولا وحق محيّاها المليح فما

صغيت بعد حديثها لإنسان

ولا دريت لشيء لا ولا اكتحلت

بعديها تارة بالنوم أجفان

هذا المقتطف يسلط الضوء على مكانة الشيخ سيدي المصطفى وعلمه وفضائله التي تفوق كل الرجال:

فاق الورى في علمه بحر الندى

فاق الورى في علمه بحر الندى

ماء العيون الشيخ سيدي المصطفى

وهو الخليفة للنبي محمد

وهو الذي نال المحامد في الصبا

ذاك الذي فاق الرجال بفقهه

وأصوله وبيانه بين الورى

كل الشريعة والحقيقة حزته

لازلت في كل البرية منتقى