أحمد المجاطي

أحمد المجاطي (1936 - 1995)
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

أحمد المجاطي (1936-1995)، شاعر مغربي من الدار البيضاء. حصل على دبلوم الدراسات العليا ودكتوراه الدولة، وعمل أستاذا جامعيا بالرباط. انضم إلى اتحاد كتاب المغرب ونشر شعره في صحف ومجلات عدة. فاز بجائزة ابن زيدون للشعر وجائزة المغرب الكبرى عن ديوانه "الفروسية". يعد من رواد قصيدة التفعيلة العربية وحمل لقب «شاعر المغرب».

اقتباسات

هذا الاقتباس يصور كفاح الإنسان مع الموت والانبعاث، وينقل الشعور بالثورة والقوة في مواجهة الزمان:

عودة المرجفين

أنا بالثَّورةِ عانَقْتُ السّماءْ

أنا نَبعُ اللهِ

في قَلْبِي ارْتوَى

ذَوَّبتُ نهرَ الدَّمِ

في قطرةِ ماءْ

أنا لَمْ أضحكْ

ولكنَّ الذي استَغْوى أساريري

انتِصاراتي علَى الْموتِ

يُعبر المقطع المختار عن السكون الغريب المسيطر على المشهد الطبيعي والمشاعر الكامنة خلف الصمت:

كبوة الريح

على المحيط يستريح الثلج والسكوت

تسمر الموج على الرمال

والريح زورق بلا رجال

وبعض مجداف وعنكبوت من يشعل الفرحة في مدامعي؟

من يوقظ العملاق من يموت؟

تعبير عميق عن الارتباط الزماني والمكاني والروحاني، حيث تتداخل الأزمنة والأماكن في شاعرية جياشة تعكس التأمل في معنى الوطن والوجود:

كتابة على شاطىء طنجة

جبل الريف على خاصرةِ الفجرِ

تعثّرَ

هَبّتِ الريحُ من الشرقِ

زهتْ في الأفقِ الغربيِّ

غاباتُ الصنوبرِ

لا تقلْ للكأسِ: هذا وطنٌ

اللهُ

ففي طنجةَ

يبقى اللهُ في محرابهِ الخلفيِّ

عطشانَ

ويستأسدُ قيصرُ

قلتَ: هي اليرموكُ

والزلاقةُ الحسناءُ

من أسمائها

هذه الأبيات تتناول العمق الوجودي والموت المترسخ في الروح مع استحضار صورة الصحراء القاحلة كرمزٍ للعطش الداخلي والبحث عن الخلاص:

القدس

رأيتك تدفنين الريح

تحت عرائش العتمه

وتلتحفين صمتك

خلص أعمدة الشبابيك

تصبين القبور

وتشربين

فتظمأ الأحقاب

ويظمأ كل ما عتقت

من سحب ومن أكواب

ظمئنا

والردى فيك

فأين نموت يا عمه

تتحدث الأبيات عن توق الإنسان إلى لحظة الخلاص والفرج من قيود الزمان والمكان، حيث ترسم الصور انتقالات بين الخيال والواقع:

الفروسية

التَّائِهُونَ في مدارِ الوَخْدِ

يحلمونْ

بلحظةٍ ينحسرُ الزمانْ

فيها وراء كانْ

وبَعدَما يكونْ

رأيتُهُم يصاوِلُونَ النجمَ

يرقصونْ

والخَمرُ والمَرايا

والكُحلُ فِي الجِرابْ

ونكهةُ الخَمرِ على أسنَّةِ

الحِرابْ

هذه الأبيات تجسد الحزن والوحدة والبحث عن الدفء والسلام في زمن يغلب عليه الصمت والظلام:

الصمت اللعين

عنقِدِي يا كرْمَتِي الشَّوهاءَ أحلامي الحَزينَةْ

ودعينا نملأُ السَّلَّةَ دفئاً وسكينَةْ

جُرةً يابسةَ الدفقةِ والبئرُ ضنينةْ

وعيون ترفض الإدلاجَ في وعدِ المدينة

رُكَبي للقمة السمراء توقٌ يَتَسَلَّقْ

أتقرَّى مَنْبِت السَّدرة في الصمتِ المؤرَّقْ

في هذا الاقتباس الشعري، تتجلى مشاعر الفقد والحزن من خلال تصوير الشهادة ورحيل عبد الله، مما يعبر عن قسوة الحياة ومآسيها:

باقة موت على ضريح

من أين تبتدئ الشهادة، مر عبد الله محمولا

على خشب من الزبد المقوى

لم يلق ظلا

كان مشدودا إلى شرر تغلغل في شرايين

الكتابة

بالدماء الكذب والصيغ المعاده

ووراءه سبع شداد

لم يقض منها عروة بن الورد من وطر

فأدلج في السواد

تتميز الأبيات المستخرجة بتعبيرها عن مشاعر الألم والصراع الداخلي والتوق إلى الخلاص في ظل واقع مأساوي:

إكزوديس في الدار البيضاء

عيونك يا بلادي صحوة غبشَتْ وَحُزْنٌ ضافْ

أفاعي الليلِ تَعْبَثُ في الدُّروبِ وترْقُصُ الأطيافْ

ونجمُكِ مُسْتعارُ الضَّوْءِ لَمْحٌ بارِقٌ خوافْ

أشاحَ بِوَجْهِهِ عَنْ مَوْجَةٍ يَغْتابُها مِجدافْ

فقصَّتْ إكزوديسُ جناحَ رَبِّ في يقيني طافْ

وسالتْ في دمائي موجةٌ مثلوجةُ الأَعطافْ

يصف المقطع تحول الزمن وتحدي القيود، حيث يصبح الدم زهرةً والماء بكاءً في الصحراء:

قراءة في مرآة النهر المتجمد

أغوصُ في قَرارةِ الأمواجِ

مَصْلوبا

أغوصُ لاَ أرى سِوى

أحذِيةِ الفُرسانْ

وصدإِ الْحديدِ في أسلحةِ

الْمَيدانْ

كأنَّ ذاكَ الأطلسَ العاشِقَ

حينَ رقرقَ الماءَ

بكى دماً وشقَّ في الصَّحراءِ

صحراءَ

يتناول المقطع تأثير الكلمة الصغيرة وكيف يمكن لها أن تنمو وتملأ الفضاء بالرنين والصدى:

الخوف

الكِلْمة الصغيرهْ

تقالُ

أو تُخطُّ

فوقَ الماءْ

تَمشي بها الرٍّياحُ

وتبثُّها

الكلمةُ الصغيرهْ

يسكبُها الصّباحُ

أو تَهمي بها

الظهيرهْ

ما بالُها تكبرُ

في الهواءْ

تحجُب وجهَ الشمسِ؟

تصوّر هذه الأبيات رحلة الشاعر في مواجهة الليل والضياع، محاولاً فهم الذات وسط العدم:

السقوط

تَلبَسُني شوارعُ المَدينَهْ

أسكُنُ في قَرارةِ الكأسِ

أُحيلُ شَبحي

مَرايا

أرقصُ في مَمْلكةِ العَرايا

أعشقُ كلَّ هاجِسٍ غُفلٍ

وكلَّ نزوةٍ

أميرَهْ

أُصالحُ الكَائِنَ

والمُمكنَ

والمُحالْ

تَجفُّ في الطَّوِيَّةِ

الأمَّارَهْ

تعبر الأسطر عن الصراع الداخلي والتهيئة للمعركة بعد الهدوء الظاهري في البحر:

المعركة

الآنَ وقدْ هدأَ البحرُ

واعتصمتْ بالوهادِ الفلولْ

تُدَقُّ الطُّبولُ

وتبتدئُ المعركةْ

فللدَّمِ أن يستعدَّ

وللعجزِ أن يستبدّ

وللقبر أن يفتح الصدر للوافدين

في هذه الأبيات يخاطب الشاعر محبوبته بشكل غير مباشر، معبراً عن الاشتياق والحرمان في ظل انقسامات الحياة والمصائر المختلفة:

الدار البيضاء

وأنتِ على شِرعةِ الصَّمتِ،

مَمْدودةٌ

بينَ قَيدي وبيني

وبينَ حدودِ الْوطَنْ

أُسامرُ فيكِ رِياحَ الأحبهْ

أُسامرُ أمطارَهُمْ

في المنافي

وأشلاءَهُمْ في بُطون الْفَيافي

تعبّر القصيدة عن شعورٍ بالضياع والنسيان، حيث يبرز اليأس من التواصل مع الآخرين والانفصال عن الذات والإله:

من كلام الأموات

أنا المَنسيُّ عندَ مقالعِ الأحجارْ

وتحتَ الصَّخرةِ الصَّماءِ

تأكلُ من شَراييني

مَساميرُ الدُّخانِ

أكادُ لاَ أصحو ولا أغفُو

تَجاوَزني الْمَدَى

وانْحلَّ ما بيني وبينَ الله

تَمزَّقَ كلُّ شيءٍ في يَقيني

ما هديرُ المَوجِ

ما الأَنهارْ