أحمد الصافي النجفي

أحمد الصافي النجفي (1897 - 1977)
أحمد الصافي النجفي
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

أحمد بن علي الصافي الحسيني العلوي (1897-1977) شاعر ولد في النجف، وتعلّم الأدب والدين ودرس العلوم على يد علماء النجف. بدأ نظم الشعر في سن مبكرة، وعرف بمشاركته في ثورة النجف وثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني. تميز شعره بالحرية والإباء، ولقب بـ'أكبر شعراء العربية' من قبل عباس محمود العقاد. من دواوينه: 'شرر'، 'حصاد السجن' و'ديوان الشلال'. توفي خلال الحرب الأهلية اللبنانية بعد تعرضه لرصاص قناص.

اقتباسات

يصور هذا المقطع القوة الداخلية للشاعر في مواجهة صعوبات الحياة، مقدماً المفارقات بين مشاعره ومشاعر الآخرين:

بعض الأنام يرى الحقيقة مرة

قلــبي علــى نفسـي يفيـض قسـاوة

وعلـى بنـي الـدنيا يفيـض ترحمـا

أبكــي علـى غيـري إذا مـا نـابه

خطــب فيجــري الــدمع منهلا دمـا

لكــن أثــور إذا دهتنــي نكبــة

وأعــود مـن حكـم القضـا متبرمـا

يرثــي الأنـام لحـالتي إمـا رأوا

بؤســي وأنظــر حــالتي متبســما

آلام روحـــي غيـــر آلام الـــورى

ولكــم فرحــت بمــا رأوه مؤلمـا

تعبّر الأبيات عن إحساس الشاعر باليأس والعودة المحتومة إلى المعاناة الساكنة في الأعماق:

رجعت إلى سجني رجوعي إلى قبري

رجعت إلى سجني رجوعي إلى قبري

وفاءً لذكرى البؤس فيه مدى شهر

وقلـت لعـل الميـت اذ يحشرونه

يعـود وفاءً بالعهود إلى القبر

تعبّر الأبيات عن الصبر والتحمل في مواجهة السجن والحرمان:

من بعد سجن أربعين يوماً

مـن بعد سجن أربعين يوماً

كــأنهن ســجن الـف عـام

أصبحت إن اكلت خبزي حافاً

جعلـت مـن حريـتي إدامي

في هذه الأبيات يتحدث الشاعر عن الامتنان الممزوج بالاستياء من السجن، حيث يطرح تساؤلات حول مفهوم الخير والشر في إطلاق السجناء أو احتجازهم:

شكرت ولاة سجن أطلقوني

شـكرت ولاة سـجن أطلقـوني

وقلـت هـمُ ذوو خيـرٍ ودين

وعدت أصبّ فوق العقل غيظي

لأن العقـل أصـبح كالجنون

أإطلاق السـجين يُعـدُّ خيراً

ويُنسـى شر إمساك السجين

تعكس الأبيات مشاعر السخرية من عواقب الطمع والشراهة:

مات من التخمة جار لنا

مـات من التخمة جار لنا

وسـاقه الحـرص إلى حتفه

مثّـلَ في البطنة إنكلترا

إذ مات واللحمة في كفه

هذا الاقتباس يعبر عن روح الفخر والتحدي رغم الأسر، مشيرًا إلى التضحية في سبيل الوطن:

سجنوني دونما ذنب سوى

سـجنوني دونمـا ذنـب سـوى

أننـي سامي المنى حر عزيز

لا يضير السجن مثلي إن يكن

مـوطني يصـبح في حزرٍ حزير

ولئن أشــنق تكـنْ مشـنقتي

منـبراً يعلنُ رجم الإنكليز

هذا المقتطف يجسد تحدي السجين وصموده أمام المرض وعدم فعالية العلاج:

سجنت وقد أصبحت سلوتي

ســجنت وقـد أصـبحت سـلوتي

مــن الســقم عــدّي للأضـلعِ

أعالـج بالصـبر برح السقام

ولكــن علاجــي لــم ينجــعِ

أتـاني الطـبيب وولـىّ سـدىً

وراح الشــفيع فلــم يشـفع

وكـم قيـل مدّدْ مدى الأصطبار

ومهمــا عــراك فلا تجــزع

يعكس هذا الاقتباس معاناة شاعرٍ مسجونٍ بين قيود الحبس وشوقه للحرية:

اليوم رخصت بالصعود الى

اليوم رخّصت بالصعود إلى الـ

ـسـطح وعـودي للسـجن تسهيلا

الحمـد للـه قـد سـعدت بأن

أسـير عمقاً إن لم أسِر طولا

هذه الأبيات تعبر عن شجاعة الشاعر وتضحيته من أجل قضية عادلة، حيث يرى في السجن شرفًا وفخرًا:

اهلا بسجني لشهر او لأعوام

اهلاً بســـجني لشــهر او لأعــوام

فأنمـا يـوم سـجني تـاج ايـامي

قضـّيتُ حـراً حقـوق النفـس كاملـة

واليوم في السجن أقضي حق أقوامي

إن يسـجنوني فجرمـي يـالهُ شـرفاً

أنــي أحـارب قومـاً أهـل إجـرام

محمـــدٌ كســّر الأصــنام شــامخة

مـن لـي بتكسـير لـورداتٍ كأصنام

في هذا المقطع، ينقل الشاعر إحساسه بالعزلة والقهر في السجن باستخدام صور مؤثرة من الغبار والتراب:

سجنوني في غرفة قد تعرت

سـجنوني فـي غرفـة قد تعرّت

فكـأني سـجنت وسـط القفـار

جـاعلاً مـن ترابها لي فراشاً

وغطــاء يلفنّــي مـن غبـار

فكــأني أكلـت نصـف فراشـي

وكــأني شـربت نصـف دثـاري