أبو الحسن الكستي

أبو الحسن الكستي (1830 - 1910)
طالع أيضاً...
السيرة في ويكيبيديا

الشيخ أبو الحسن قاسم الكستي (1830–1910)، فقيه وشاعر من بيروت، تميز بإسهاماته في التعليم والأدب. درس على يد علماء بارزين مثل الشيخ محمد الحوت. عمل في القضاء الشرعي وكتب دواوين شعرية تعكس أحداث بيروت في القرن التاسع عشر مثل «مرآة الغريبة» و«ترجمان الأفكار». توفي في بيروت، مخلفًا أثرًا عميقًا في الحياة الثقافية والاجتماعية.

اقتباسات

هذه الأبيات تعبّر عن النشوة والبهجة التي يجدها الشاعر في تفاصيل الحياة البسيطة وتنعكس على معنوياته الطيبة:

لي مظهر عرفته الناس كابن جلا

اصبحتُ الطف من مر النسيم على

زهر الرياض يكاد الوهم يؤلمني

مازال سكري عموماً يجلب الفرحا

ولم تردلي على قيد الخصوص رحا

لذا تراني مدى الأيام منشرحاً

تمثل هذه الأبيات مشهدًا من المشاعر والعشق، حيث يمر الشاب الجذاب فتتابعه الأنظار بشغف:

وشادنٍ من رأه يعشقه

وشادنٍ من رأه يعشقه

ولحظه بالسهام يرشقه

مهفهفٌ كالصباح رونقهُ

مر بنا والعيونُ ترمقهُ

يتجلى في هذه الأبيات الحنين والشوق إلى لقاء الأحبة وما يرافق ذلك من مشاعر الفراق واللوعة:

سقى اللَه ملقانا بمنعرج اللوى

سقى اللَه ملقانا بمنعرج اللوى

به الأنس وافانا كما يقتضي الهوى

وكل بكأس الوصل منا قد ارتوى

ولما اجتمعنا والقلوب من النوى

تذوب ونار الشوق ملءُ الأضالع

اسفت لبعدي عن وجوهٍ صبيحةٍ

وايقنت أني في حياةٍ قبيحةٍ

وحين رأيت الحال غيرَ مُريحةٍ

تعبر الأبيات عن الصراع الداخلي مع الزمن والأحداث التي تثقل القلب بالهموم والآلام:

ما لدهري في الحادثات ومالي

قلت للقلب وهو في سوء حالِ

كن حمولاً ان عاندنك الليالي

وصبور إذا عرتك مصيبه

قال لم يبقِ لي أذاه احتمالا

وتوالى منه عليَّ وطالا

في هذه الأبيات، يتحدث الشاعر عن جمال الغزال وفتنته، وكيف يخاطر بروحه للوصول إليه، مما يعكس شعور الحب العميق:

غزال عليه عاذل الحب عاذر

غزال عليه عاذلُ الحب عاذرُ

بروحي لنيل الوصل منه أُخاطرُ

وبي منهُ قدٌّ للنواظر باهرُ

كلا ناحكي عما به كان يعتني

فعلم باناتِ النقا كيف تنثني

وعلمتُ ورقاء الحمى كيف تهتفُ

تعبِّر هذه الأبيات عن خيبة الأمل في الحب بعد اكتشاف خيانة الحبيب، والقرار القاسي بتركه رغم الألم:

لقد لامني أهل الهوى عن جهالة

تركت حبيب القلب لا عن ملالةٍ

ولكن جني ذنباً يؤدي إلى الترك

علمتُ يقينا حينما عني انثنى

لصحبة غيري أنه يبتغي الخنا

ومن بعدما قد كان بالود مؤمنا

أراد شريكاً في المحبة بيننا

مقطع شعري يعبر عن الكبرياء والرضا بالنفس رغم تقلبات الدهر ومواقف الآخرين:

أبت شيمي أن أقبل السخط بالرضا

أبت شيمي أن أقبل السخط بالرضا

وان طويت مني الضلوع على الغضا

على أنني ان ساعدتني يد القضا

ساعرض عمن راح عني معرضا

ولي همة لا يخفض الدهر حالها

ولا رفعت يوماً إليه سوالها

هذا المقتطف يحتفي بعصر جديد من الأمن والعدل تحت حكم السلطان عبد العزيز، بعد زمن من الظلم والخوف:

في ظل سلطاننا عبد العزيز غدا

في ظل سلطاننا عبد العزيز غدا

لدولة العز تأييدٌ وتأبيدُ

والخوف زال فأضحى بعد رحلته

لطائر الأمن في لبنان تغريد

وبدلت بالصفا اكداره وبدا

فيه السرور ولم يلحقه تنكيد

يعبر هذا المقطع عن حال العاشق الذي لا يجد فرصة للقاء حبيبه بسبب عيون الرقباء، فيظل يرمز له بالكلمات والمشاعر:

أنا والحب ما خلونا ولا طر

وبحال الهناء لم نجتمع طر

فة عين إلا علينا رقيبُ

ما خلونا بقدر أن مكن الدهـ

ـشةَ في مهجتي غرامي الغريب

حيث لم ألق فرصةً لي من الدهـ

ـرِ بأني اقول انتَ الحبيب

بل خلونا بقدر ما قلتُ انت الـ

ـح فقال الحبيب وهو غضوبُ

تتحدث هذه الأبيات عن أهمية التحلي بالصبر والعفو والمعروف لتحقيق النجاح والسمو في الحياة:

إِتضع للناس أن رمت العلا

وإذا غاظكَ خطب فاصطبر

واكظم الغيظ ولا تبدي الضجر

واجعل المعروف ذخراً انه

خير غرسٍ مانحٍ احلى الثمر

وخيار البرِ ما عجلته

حيث في التأخير آفات الخطر

ولدى العجز يرى الصفح سُدى

وخيار العفو في وقت الظفر

تُبرز الأبيات المختارة مشاعر الإعجاب والتقدير لعلم وفخر بيروت الذي يجسده محيي الدين:

رسومات بيروت اكتست ثوب بهجة

يبشر من يلقاه بشر بوجهه

بما يرتجيه من سعادته رِفدا

ومهما تكلفه بخير يجد به

ولم ير يوماً منه سائلهُ صدا

وما خان في عهد ولا في أمانة

وما مان في قول ولا اخلف الوعدا

تمثل هذه الأبيات الفخر بمكانة وعظمة آل بدران وتأثيرهم الملهم في المجتمع:

يا آل بدران بكم أصبحت

يا آل بدران بكم أصبحت

سعود افلاك المعالي تدور

انتم إذا ما ضمكم مجلسٌ

بين وجوه الناس كنتم صدور

فان من تاجر في مدحكم

يلقى به تجارةً لن تبور

طهرتمو بالعز انجالكم

فابتهج الكون بهذا الطهور

في هذا الاقتباس يمتزج جمال اللغة بسحر الصور الشعرية ليعبر عن روعة الإبداع الشعري:

إن هذا الديوان روض تغنت

إن هذا الديوان روض تغنت

فوق أغصانه طيور الفصاحه

وبدت منه للمعاني عقودٌ

نقل الجوهري عنها صحاحه

ومن السحر فيه تلقى بيوتاً

مد من فوقها النجاح جناحه

سكنتها عرائسٌ من بديعٍ

يشتكي اللي من حلاها افتضاحه

يتمحور الاقتباس حول الاستعداد للموت والاعتبار من حياة من سبقونا وانحدارهم إلى القبور:

يا من يمر على هذا الضريح ولم

يا من يمر على هذا الضريح ولم

يخطر على باله شيء من الخطرِ

كن مستعداً إذا أصبحت منحدراً

في مثل ما أنت رائيه من الحُفر

كما استعد لهذا الأمر ساكنه

ومات وهو فتىً في أحسن العُمر

فذاك موسى بن فياضٍ من اشتهرت

فصيلةٌ هو منها شهرةَ القمرِ

يُشيد الشاعر ببلاغة الكتاب الذي يُعالج مسائل لغوية بأسلوب متقن يفيد القارئ والباحث في علوم اللغة:

وقفت على هذا الكتاب الذي أهدى

فرحتُ به يا صاح نشوان لم أجد

لقاموسه الطامي قراراً ولا حدا

وأكَّد لي لما انعطفتُ لنعته

قواعدَ ابدالٍ تفيد الورى رشدا

بحسن معانيه البديعة ذو الحجا

يهيم اشتياقاً لا بزيد ولا سُعدى

كتاب بادراك المنى لمريده

تكفَّل واستوفى الاجادة والجدَّا

تحتفل هذه الأبيات بالفرح والمتعة التي يجلبها الزمن، وتفتن في وصف صفات قائد متميّز وبأسه وقدرته:

جاد الزمان بغايات المنى كرما

جاد الزمان بغايات المنى كرماً

واصبح الأنس بالأفراح مبتسما

وطائر اليمن في روض السرور تلا

على المسامع من ألحانه حكما

وهالة الأنس فيما بيننا رُسمت

على بدور وعاد الشمل منتظما

وجمعنا عنه أفراد النجوم روت

عزاً وعن مصطفى طَه حكت شيما

في هذه الأبيات، يحتفي الشاعر بظهور هلال السعد، مشيدًا بجلاله وعظمته ومكانته بين النجوم والمرسلين:

تجلى هلال السعد من خير منزل

تجلى هلال السعد من خير منزل

فأمست به غيدُ المسرات تنجلي

هلال ولكن ليس للبدر قيمةٌ

ولا الشمس ان يذكر بمجدٍ مؤثل

إذا ما رأتهُ الناس لِلّه سجَّت

بحمدٍ وقد صلَّت على خير مرسل

بشائره بالأنس وافت كأنها

نسيم الصبا جات بريّا القرنفل

هذا الاقتباس يظهر أعماق العلم والمعرفة، ويحث العقول على الاستزاده منها برؤية جمالية وفكرية:

بالجدول الصافي قد ارتوت النهى

فاعجب له من جدول ظهرت لنا

منه بحور ما لهن قرار

وبه ترأت حكمة عن كشفها

للعقل يأبى الطي والإضمار

وله غدا السبب الخفيف إشارةً

للفهم حين تروضه الافكار

سرحت طرف الطرف فيه فراح في

خببٍ يسير وما عليه غبار

ووردت منهل علمه فوجدته

عذب المشارب ما به أكدار

يستعرض الشاعر اشتياقه وتعلقه بالغواني، ويصور تقلبات الحب والخيانة بطريقة تعكس العاطفة العميقة والألم الداخلي:

تجاوز في شرع الهوى رأيك الحدا

ومالت إلى ما ليس يفتي به فتىً

وقد جئت شيئاً منكراً في الورى إدا

وما أنا محتار بعشقي لذي وذا

نعم أنا مختارٌ لسعدي بها سعدي

فيا طالما جربتهم واختبرتهم

فلم أر منهم واحداً يحفظ الودا

يزيدك قرباً كلما زدت كفه

نقوداً وان قصرت يلتزم البعدا

ومن بعد ذا يأتيك ولهان شيقاً

إليك مميلاً للخداع بك القدا

هذه الأبيات تسلط الضوء على تأثير الحبيب على العاشق حيث تثير زيارته البهجة كالأعياد لكن تتركه في الأرق والشوق الدائم:

يا من له بمطارف الإسعاد

لِلّه في بيروت يوم وصولها

هاجت به الأفراحُ كالأعياد

منحت بطلعتها العيون تنزهاً

مع أنها حكمت بسلب رقادي

زارت بلا وعدٍ وكنتُ أظنها

نسيت عهودي بالحمى وودادي

والنجم يشهد أنه مذ غاب عن

عيني لم ابرح حليفَ سهاد

يستعرض الاقتباس أخلاق الأمير الموصوفة بالكرم والعلم والعدل، والتي تجعل منه فردًا فريدًا في زمنه:

ما للمعالي سوى من طاب محتده

وما لهُ في الورى شيءٌ يهمُّ سوى

بناء مجد على التقوى يشيده

بمثله تصلح الأحكام حيث له

بها اختبار لطرق العدل يرشده

به وظيفتهُ العليا لقد سعدت

وغيره ربما التوظيف يسعده

سما سمو هلال الأفق ثم حوى

وصف الكمال فصار البدر يحسده

قصيدة تتغنى بصفات محمد مثل الصبر والنقاء، وتعكس روحه الشجاعة والسخية في مواجهة تحديات الحياة:

عن ابن إياس سيرة المجد تنقل

حليم عفيفٌ طاهر الذيل صادق

تقيٌّ نقي بالكمال مسربل

فان تلقه فاليسر يقدم وفده

عليك بما ترضاه والعسر يرحل

مكارمه الركبان سارت بذكرها

إذا قستها بالبحر فالأمر مشكل

فهذا أجاج وهي عذب مزاجها

ولا شك عندي أنها منه أفضل