عائشة التيمورية

من ويكي الاقتباس


عائشة التيمورية
(1840 - 1902)

عائشة التيمورية
عائشة التيمورية
طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

أعماله في ويكي مصدر

عائشة التيمورية (1840-1902) هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور، شاعرة مصرية ولدت في أحد قصور "درب سعادة" وهو أحد أحياء الدرب الأحمر حين كانت تلك المنطقة مقرًا للطبقة الارستقراطية ولعائلاتها العريقة، وهي ابنة إسماعيل باشا تيمور رئيس القلم الافرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل (يعدل منصب وزير الخارجية حاليًا) ثم أصبح رئيسًا عامًا للديوان الخديوي، كان اسم والدتها هو ماهتاب هانم وهي شركسية تنتمي للطبقة الارستقراطية، وهي أخت العالم الأديب أحمد تيمور ولكن من أم أخرى هي مهريار هانم وهي شركسية الأصل، وعمة الكاتب المسرحي محمد تيمور، والكاتب القصصي محمود تيمور.

من أشعارها[عدل]

من بين الأبيات التي نظمتها في صغرها (ما يقرب الثالثة عشر) بالعربية بين أبيات بالفارسية والتركية، نظمت:

يا شهي الذات يا حلو اللما
 
إن عددت النوح مني طالما
ضاع عمري في عسى ولعلما
 
قد جرى دمعي بخدي عندما


من رثائه لابنتها:

فلكلِّ عيـن حقُّ مدرار الدما
 
ولكلِّ قلب لوعة وثبــورُ
ستر السنا وتحجّبتْ شمس الضحى
 
وتغيّبت بعد الشروق بدورُ
ومضى الذي أهوى وجرّعني الأسى
 
وغدتْ بقلبي جذوةٌ وسعيرُ
يا ليته لما نوى عهدَ النـوى
 
وافى العيونَ من الظلام نذيرُ
ناهيك ما فعلتْ بماء حشاشتي
 
نارٌ لها بين الضلوع زفيرُ
لو بـُثَّ حزني في الورى لم يلتفتْ
 
لمصاب قيسٍ والمصابُ كثيرُ
طافت بشهر الصوم كاساتُ الردى
 
سَحرا وأكواب الدموع تدورُ
فتناولت منهــا ابنتـي فتغيرّت
 
وجَناتُ خدٍّ شانَها التغييرُ
فذوَتْ أزاهيرُ الحياة بروضهـا
 
وانقدَّ منها مائسٌ ونضيــرُ
لبستْ ثياب السقم في صغرٍ وقد
 
ذاقت شرابَ الموت وهو مريرُ


من رثائها لوالدها:

أبتاه، قد حشَّ الفراقُ حشاشتي
 
هل يرتضي القلب الشفوق جفائي؟
يا من بحسن رضاه فوز بنوتي
 
وعزيز عيشته تمام رخائي
إن ضاق بي ذرعي إلى من أشتكي
 
من بعدك فقدك كافلاً برضائي؟


من رثائها لشقيقتها:

يا من أتى للقبر يقرأ طرسه
 
مهلاً، فليس كتابه بمداد
وأعد له نظرًا فإن حروفه
 
كُتبت بذوب العين والأكباد


من قصيدة "حل الرحاب نزيل ساقه شغف":

باحَت لَيالي النَوى بِالوَجد وَهُوَ عَلى
 
ضَعفي كَتَمت لَظاه أَي مُكتتم
مَولاى لي مِن بَسيط العَفو وافِره
 
وَأَفضَل العَتب ما يُبنى عَلى العشم
رَبَطت بِالتيهِ أَمراسى بِلا سَبب
 
وَكانَ عَهدي مَديد الفَضل وَالكَرَم
عَجِبتُ اِذ يُزدَرى المَولى بِتابِعِه
 
وَيُعلِن الصَد لِلمَحسوب في القَدم


من قصيدة "قد صدني ودواعي الحب شاغلتي":

قَد صدني وَدَواعي الحُب شاغَلَتي
 
وَاللَيل طالَ جَوى وَالقَلبُ مَشغول
أَبانَ لي حُسن تيه راقَني شَغفا
 
وَهِمت بِالتيهِ حَتّى قيلَ مَقتول


قصيدة "إن الدهاء وإن أبدوا بشاشتهم":

اِن الدهاة وَاِن أَبدوا بَشاشَتهم
 
فَلا تَقُل بِغُرور فَاِنَّني الغَضَب
فَكَم بحلو شَراب سم مقتلة
 
وَالاِسد تبسم اِذ يَبدو لَها العَطب


من قصيدة "يكفي صدودك يا غزال":

يَكفي صُدودكَ يا غَزال
 
عَطفا لِعُشاقِ الجَمال
الحاظِكَ المَرضى الكِحال
 
هاروت عَنها قَد رَوى


من قصيدة "لعب الهوى بفؤاد صب نائي":

حكم الهَوى وَالقَلب لازَمَه الجَوى
 
تَبقى لِواعجه بِطول بَقائي
دَمعي وَقَلبي مُطلَق وَمُقَيَّد
 
هذا لِتَعذبي وَذا لِشَقائي


من قصيدة "يا من اذا ذكر اسمه أشتاقه":

يا مَن اِذا ذكر اسمه أَشتاقَه
 
رِففا بِصَب سَعَرت أَشواقه
سَكَنَ الهَوى بِفُؤادِهِ فَتَلَهَّبَت
 
نارُ الصَميمِ وَقَد دَنا أَحراقَه
فَغَدا يَقولُ مِنَ الصَبابَةِ لِلصِّبا
 
مَهلا فَقَلبي هَزَّني اِشفاقَه
هَل تَحمِلينَ اِلى الحَبيبِ رِسالَة
 
أَجرى مِياه مَدادَها اِغراقه


من قصيدة "لاح الصبوح وبهجة الاوقات":

لاحَ الصُبوحَ وَبَهجَة الاِوقات
 
فَاِشرَب وَعاط الصَب بِالكاسات
وَاِحلِب بِراحِك لِلقُلوبِ تَروحا
 
فَالراح تُبدِع نَشأة اللَذّات


من قصيدة "إن كان موتك من قسى حواجب":

أَنا ما قَتَلتُ وَاِنَّما أَنا آلَة
 
في القَتلِ فَاِطلُب اِن ترد من قاتِلي
وَمَتى أَريد قصاص سيف أَوقَنا
 
هَل مِن سَميع مِثل ذا أَو قائِل
وَاللَهُ قَد خَلَقَ الجَميلَ وَلَم يَقُل
 
هيموا بِلين قَده المُتَمايِل
ما قالَ رَبُّكَ قَط يا عَبدي أَطل
 
نَظر الملاح وَيا جَميلَه واصِلي
فَعَلام تَطلُب بِالدِماءِ وَتَدعى
 
زورا وَتَطمَع في محال باطِل


من قصيدة "جد يا صبا لحليف الوجد والسقم":

ما حيلَتي مُذ نَأَوا عَني بِجانِبِهِم
 
الاِرجاء وِصال الطيف في الحِلم
لا عَن رِضاما جَرى مِن بَعدِهِم فَجَرى
 
مِن بَعدِهِم غَيثُ دَمعَ واكِف الديم


من مقالاتها[عدل]

جزء من مقال "لا تصلح العائلات إلا بتربية البنات" المنشور في جريدة "الآداب" بتاريخ 9 جمادى الثاني 1306 هـ - 1888 م.

"وكيف تحسن الشفقة الوالدية بإساءة المشفق عليه، فلو عنيت رجالنا — معاشر الشرقيين — بتربية بناتهم، وأجمعت على تلقين العلوم لهن بمقدار شفقتهم؛ لنالت أرفع مجد، وأهنأ جد، ولعوضت تلك الفتيات عن ذلك القلق براحة العرفان، وأوسعت بسواعد معلوميتهن مضيق السلوك إلى ساحة الإذعان، وقامت بواجبات التدبير، وهمت بوقاية أساس حليتها من التدمير؛ لأن تخرُّبَ الدُّور بعد انقطاع أهلها طبيعي؛ والطبيعي ليس بضارٍّ؛ إنما هُدم سقف الشرف بصرصر الجهل مع وجود الديار هو العار؛ بل النار. ومن المستغربات أن يُفرِّط الغارس في تمهيد الأصل، ويأسف على اعوجاج الفرع، هو المؤدِّي به، فلو أروت الرجال غرائسها من قرارة المعرفة والعرفان لاتكأت في ثقل الأحمال على قويم تلك الأفنان، وصعدت بمساعدتهن أعلى الدرج، وتمسكت بأقوى الحجج."

قالوا عنها[عدل]

  • "أنت تقرأ هذه الأبيات فتشعر بأنك تقف أمام امرأة. وليست هذه المرأة الخنساء، ولا ليلى الأخيلية، ولا غيرهما من شاعرات العرب، وإنما هي امرأة تعيش في العصر الحديث. اتخذت من الدفتر مرآة، ومن المداد خضابا. ولو كان هذا المداد أسود لأضحت الصورة كريهة قبيحة. فلعلها أرادت المداد الأحمر فإن صح هذا فالصورة مقبولة. وهي تقول بعد ذلك إن كونها امرأة لم يمنعها أن تنزل إلى ميدان الأدب جنباُ إلى جنب مع الرجال. وهي في دفاعها عن هذا الرأي تعبر عن شعور صادق وتنطق عن ثقة واطمئنان إلى نفسها، وهذه الصيحة بداية للمطالبة بحقوق المرأة؛ ومساواتها بالرجل وتحريرها من الرق والإسار."

- محمد سيد كيلاني (مجلة الرسالة - العدد 950).

  • "الشائع أن «باحثة البادية» كانت أول مصرية عالجت املوضوعات الاجتماعية، وقد سبق أن أيدت هذه الفكرة قبل الاطلاع على نثر التيمورية. فأستدرك اليوم لأسجل الأسبقية لعائشة التي كتبت في هذه الموضوعات في صحف عصرها وفي «مرآة التأمل في الأمور».

- مي زيادة - عائشة تيمور: شاعرة الطليعة.

مصادر[عدل]

Wikimedia Commons هناك ملفات عن Aisha Taymur في ويكيميديا كومنز.